أين يخزن الدماغ الذكريات المخيفة؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
الولايات المتحدة – تمكن العلماء من تحديد منطقة الدماغ التي تسجل التجارب المرتبطة بالخوف، والتي تسمح لنا بالتمييز بين التهديد والسلامة في الحياة اليومية.
ولتحديد مكان نشوء الذكريات المرتبطة بالخوف في الدماغ، استخدم مختبر الدكتور ستيفن سيغلباوم في معهد زوكرمان التابع لجامعة كولومبيا، تقنية قوية لإجراء سلسلة من الاختبارات على الفئران.
وفحص العلماء خلال الدراسة الحُصين، وهي منطقة في الدماغ تلعب دورا رئيسيا في الذاكرة لدى البشر والفئران. وبشكل خاص، ركزوا على منطقة CA2، التي تعد مهمة للذاكرة الاجتماعية، والقدرة على تذكر الأفراد الآخرين، ومنطقة CA1، التي تعد مهمة لتذكر الأماكن.
واكتشف الفريق لأول مرة أن CA1 وCA2 يشفران على التوالي المواقع والأفراد المرتبطين بتجربة تهديد ما.
وتُظهر النتائج أنه بخلاف التعرف على الأفراد، تساعد منطقة CA2 في تسجيل جوانب أكثر تعقيدا للذاكرة الاجتماعية: في هذه الحالة، ما إذا كان فرد آخر آمنا أم محفوفا بالمخاطر.
وقالت بيجاه كاسرايان، الحاصلة على درجة الدكتوراه، وهي زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في مختبر سيغلباوم والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة: “من الضروري لجميع الأنواع التي تعيش في دوائر اجتماعية، بما في ذلك الفئران والبشر، أن يكون لديها ذكريات اجتماعية تساعدها على تجنب التجارب المستقبلية مع الآخرين التي قد تثبت ضررها مع الحفاظ على انفتاحنا على الأفراد الذين قد يكونون مفيدين. الذكريات المخيفة مهمة للبقاء وتساعد في الحفاظ على سلامتنا”.
وللتحقق من مكان نشوء الذكريات الاجتماعية المخيفة في الدماغ، أعطت الدكتورة كاسرايان وزملاؤها الفئران الفردية خيار الركض إلى مكان ما، ومقابلة فأر آخر غير معروف لهم، وتلقي صدمة خفيفة في القدم (مثل صدمة الكهرباء الساكنة التي قد يتعرض لها الناس بعد المشي على السجادة ولمس مقبض الباب). وكان الركض في الاتجاه المعاكس لمقابلة غريب مختلف آمنا.
وتعلمت الفئران بسرعة تجنب الغرباء والأماكن المرتبطة بالصدمات، واستمرت هذه الذكريات لمدة 24 ساعة على الأقل.
ولتحديد مكان تخزين هذه الذكريات في الحُصين، قام الفريق بتعديل الفئران وراثيا لتمكينها من قمع مناطق CA1 أو CA2 بشكل انتقائي. والمثير للدهشة أن إيقاف تشغيل كل منطقة كان له تأثيرات مختلفة جدا.
وعندما أسكت العلماء CA1، لم يعد بإمكان الفئران تذكر المكان الذي تم صعقها فيه، لكنها ظلت تتذكر أي غريب كان مرتبطا بالتهديد. وعندما أسكتوا CA2، تذكرت الفئران المكان الذي تعرضت فيه للصدمة، لكنها أصبحت خائفة بشكل عشوائي من الغرباء اللذين التقت بهما.
وتكشف هذه النتائج الجديدة أن منطقة CA2 تساعد الفئران على تذكر ما إذا كانت اللقاءات السابقة مع الآخرين مهددة أو آمنة. كما تتفق النتائج مع الأبحاث السابقة التي توضح بالتفصيل كيف أن CA1 هي موطن لخلايا المكان، التي تشفر المواقع.
وأشارت الأبحاث السابقة إلى تورط CA2 في العديد من الحالات العصبية النفسية مثل الفصام والتوحد. وبحسب الدراسة الجديدة فإن إجراء المزيد من التحقيقات حول CA2 قد يساعد على فهم أفضل للقلق الاجتماعي واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها من الحالات التي قد تؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي.
نشرت النتائج مفصلة في 15 أكتوبر في مجلة Nature Neuroscience.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
انقطاع التنفس أثناء النوم يغير أجزاء في الدماغ
قال باحثون إن انقطاع النفس أثناء النوم، يسبب تغيرات في الدماغ، ترتبط بزيادة شيخوخة المادة البيضاء، وتزايد خطر الخرف.
اضطرابات النوم غير المعالجة تسرّع الشيخوخة
ومن المعروف أن انقطاع النفس أثناء النوم، يسبب تلفاً في الجسم، ويساهم في مشاكل القلب والسكري وأمراض الكبد.
ويبدو أن اضطراب النوم له تأثيرات مباشرة على صحة الدماغ، بحسب الدراسة التي أجريت في جامعة ميامي.
ووفق "هيلث داي"، أفاد الباحثون أن الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم يبدو أنهم يعانون من شيخوخة متسارعة للمادة البيضاء في الدماغ، والتي تعمل على ربط مناطق الدماغ المختلفة.
كما يرتبط أيضاً بزيادة حجم الحُصين، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة والتفكير.
وقال الدكتور ألبرتو راموس، الباحث الرئيسي: "يمكن أن يؤدي انكماش المخ ونموه إلى الإضرار بالذاكرة والتفكير من خلال تعطيل وظائف الدماغ الطبيعية، ما يزيد من خطر التدهور المعرفي والخرف".
ويتوقف المصابون بانقطاع النفس أثناء النوم عن التنفس أثناء النوم، وهذا يتسبب في اهتزاز أدمغتهم حتى اليقظة، على الأقل بما يكفي لاستئناف التنفس.
وبمرور الوقت، يزيد انقطاع النفس أثناء النوم غير المعالج من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والسكري من النوع 2 ومرض الكبد الدهني واضطرابات المزاج.
وفي هذه الدراسة، تتبع الباحثون صحة ما يقرب من 2700 من كبار السن، بمتوسط عمر 68 عاماً.
وخضع جميع المشاركين لاختبار نوم منزلي يقيس عدد اضطرابات النوم التي عانوا منها.
وحوالي 56% من المشاركين لم يعانوا من مشاكل في النوم، مقارنة بـ 28% يعانون من مشاكل خفيفة في النوم، و16% يعانون من مشاكل نوم متوسطة إلى شديدة.
وأظهرت فحوصات الدماغ التي أجريت بعد 10 سنوات من اختبار النوم أن الذين يعانون من مشاكل النوم لديهم حجم دماغ أكبر في الحُصين، وأن الحجم زاد مع عدد اضطرابات النوم التي يعاني منها الشخص.
كما ارتبط انخفاض مستويات الأكسجين أثناء النوم بزيادة حجم الحُصين "الحجم، وكذلك التغيرات في المادة البيضاء.
وحذّرت نتائج البحث من أن اضطرابات النوم غير المعالجة تسرّع الشيخوخة.