ما تأثيرات استهداف إسرائيل لـمؤسسة القرض الحسن على حزب الله؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
مرحلة جديدة في الحرب، بدأ مع توسيع إسرائيل حملتها العسكرية في لبنان بضرب الأهداف الاقتصادية التابعة لحزب الله، ومصدر تمويلها الرئيسي، جمعية "مؤسسة القرض الحسن".
وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية في لبنان على فروع لجمعية "مؤسّسة القرض الحسن" في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي بعلبك والهرمل ورياق شرقي لبنان.
و"مؤسسة القرض الحسن" جمعية مالية تابعة لحزب الله، أصبحت بديلا للنظام المصرفي اللبناني وتعمل خارج سلطة البنك المركزي، تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات وتصنفها السعودية على أنها كيان إرهابي.
وستزيد الضربات من الضغوط على حزب الله ولبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية بدأت في عام 2019، ووصفها البنك الدولي بأنها أحد أسوأ الانكماشات الاقتصادية في السنوات المئة والخمسين الماضية.
وبحسب موقع "فويس أوف أميركا"، فإن حزب الله بات يواجه أزمة مالية حادة، بعد أن أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع إلى تعطيل ثلاثة من مصادره الرئيسية للتمويل النقدي، وهي مؤسسة القرض الحسن، والبنوك التجارية المفلسة، والطائرات التي تحمل النقد إلى مطار بيروت.
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، اعتبر آدم سميث، وهو محام دولي ومستشار أول سابق لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية "أوفاك"، أن هذه المنظمة أساسية في البنية التحتية المالية لحزب الله، وتصل إلى المنظومة المالية الدولية، وأقامت دولة داخل دولة ومنعت اللبنانيين من أن يكون لهم نظام مالي راسخ، مشيرا إلى أنها أصبحت هدفا للعقوبات الدولية في العشرين سنة الأخيرة، "والآن هدفا عسكريا لإسرائيل".
وقال سميث إن "هذه العملية العسكرية وحدها لن تحقق الكثير، وإذا أغلقت فسيكون من الصعب على حزب الله أن يتمكن من شراء الأسلحة أو حتى القيام بأعماله المالية الأخرى".
ورغم أن سميث أشار إلى أنه بإمكان حزب الله أن يعود إلى نظام النقد أو شحنات الأموال النقدية، فقد أكد على أن الجماعة اللبنانية تحتاج إلى نظام مثل القرض الحسن "وحاليا ليس أمامهم أي خيار وعليهم أن يواجهوا المشكلة المالية التي يعانونها".
وأضاف: "عليهم أن يبحثوا عن نظام آخر سيكون أقل أمانا وأقل سهولة"، مشيرا إلى أن "وسائل التمويل التقليدية من إيران قطعت وسيكون من الصعب على طهران الاستمرار في تمويل حزب الله كما كان سابقا".
وقالت إسرائيل في وقت متأخر الاثنين إنها تعتزم شن مزيد من الهجمات في لبنان ضد مؤسسة القرض الحسن المالية التي يديرها حزب الله والتي استهدفتها الليلة الماضية وتقول إنها تستخدم ودائع العملاء لتمويل هجمات ضد إسرائيل.
وتعرض ما لا يقل عن 15 فرعا من فروع القرض الحسن للقصف في وقت متأخر من مساء الأحد في الأحياء الجنوبية لبيروت، وفي جنوب لبنان وفي وادي البقاع شرقي لبنان، التي يمتلك حزب الله حضورا قويا فيها.
وحاولت مؤسسة القرض الحسن التي لديها أكثر من 30 فرعا في مختلف أنحاء لبنان طمأنة العملاء قائلة إنها أخلت كل الفروع ونقلت الذهب وغيره من الودائع إلى مناطق آمنة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مؤسسة القرض الحسن حزب الله
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: قرض تمويل المشاريع ليس ربا
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه إذا كان القرض من البنك موجهًا لتمويل مشروع أو نشاط تجاري عبر آلية شرعية واضحة، فإنه لا يعتبر حرامًا ولا يعد من جنس الربا.
وأوضح الدكتور عمرو الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أنه يجب التمييز بين القرض والتمويل، مشيرًا إلى أن القرض التقليدي الذي يتم مع إضافة فائدة عليه يعد من الربا المحرم شرعًا، ومع ذلك، في حالة تمويل المشاريع من قبل البنوك أو المؤسسات المالية بطريقة شرعية، يتم استخدام آلية تُسمى "التمويل" بدلاً من القرض التقليدي.
أمين الفتوى: وضع الأموال بدفتر توفير البريد ليست ربا محرم بل معاملة حديثة حكم "جمعية الموظفين" في الإسلام: هل تعدّ قرضًا حسنًا أم ربا؟وأوضح أن "التمويل" هنا يشبه عقد شراكة بين صاحب المشروع والبنك، حيث يُعتبر البنك وكأنه شريك في المشروع، وليس مجرد مقرض يتقاضى فائدة، مشيرا إلى أن هذا النوع من التمويل الشرعي لا يُعد قرضًا بالمفهوم التقليدي، بل هو نوع من المشاركة التي تتيح للجهة الممولة أن تساهم في المشروع على أساس من الشراكة، وبالتالي لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
وأكد أنه إذا تم الاتفاق بين الطرفين على التمويل وفقًا للضوابط الشرعية المحددة في عقود التمويل، فلا حرج في ذلك، ويكون المشروع مباحًا من الناحية الشرعية.
ونوه إلى أن هناك مفاهيم دينية قد تعرضت للتحريف والتفخيخ، أبرزها مفهوم الولاء والبراء، مشددًا على ضرورة تحرير هذه المفاهيم بما يتماشى مع القيم الإنسانية والإسلامية الحقيقية.
وأوضح، أن مفهوم الولاء والبراء قد تحول إلى أداة للرفض والإقصاء، ما أدى إلى نظرة مغلوطة تجاه المخالفين في الدين أو الفكر.
وقال إن بعض الناس يعتبرون أن الشخص الذي لا يتفق معهم في الرأي أو في الطريقه الدينية لا يستحق التعامل معه بالاحترام أو أن يتم الحفاظ على عرضه، وهو ما يتناقض تمامًا مع تعاليم الإسلام، مضيفا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نتجنب المعاصي ولكن لا نتبرأ من العصاة، مؤكدًا أن الإسلام يعلي من مقام التوبة ويعزز من كرامة الإنسان حتى وإن كان عاصيًا، شريطة أن يعود إلى الله بالتوبة.
وأشار إلى أن مفهوما الولاء والبراء في الإسلام لا يعني البحث عن الشرك في الآخرين، بل يعني أن الولاء يجب أن يكون قائمًا على الحب لله ورسوله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"، وأنه في ظل هذا الفهم، لا يجوز تحويل الولاء إلى أداة للتفرقة والنبذ بين الناس.
كما تحدث الورداني عن كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة والمخالفين، مستشهدًا بحادثة "الغامدية" التي تاب الله عليها، وشرح كيف رفع النبي صلى الله عليه وسلم مقام العصاة التائبين إلى مرتبة عالية، مما يمنحهم كرامة حتى في أوقات معاصيهم، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل المخالفين بالرحمة والاحتواء، ويحث على ستر عيوب الآخرين بدلًا من فضحها.