عربي21:
2025-04-07@05:00:57 GMT

السنوار قائد بملامح عسكرية وسياسية

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

يمثل استشهاد السنوار نقطة تحول حساسة، ليس فقط لمستقبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل للقضية الفلسطينية بأسرها.

فيحيى السنوار، الذي قاد الحركة بمهارة عسكرية ودهاء سياسي، استطاع أن يدمج بين القيادة السياسية والعمليات العسكرية، مما جعله رمزا قويا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وخاصة المشهد الأخير من حياته فاستشهد مقبلا غير مدبر وكما صرح به جيش الاحتلال عن مقاومته حتى النفس الأخير من حياته، فأثخن الجراح في العدو وبالرصاص والقنابل اليدوية وحتى العصا الأخيرة التي كانت في يده، فاستشهاده سيحدث فراغا كبيرا ليس فقط في قيادة حركة حماس بل القضية الفلسطينية برمتها، لكن السياق التاريخي لتجارب حماس يدل على قدرتها على التكيف مع مثل هذه الأحداث والتعافي منها بسرعة.



السنوار: قائد بملامح عسكرية وسياسية

استلم يحيى السنوار قيادة حماس في غزة منذ 2017، وكان مسؤول التنسيق بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية، ويعد أحد القادة الذين تمكنوا من تشكيل الحركة وتوجيهها نحو العمل العسكري الفعّال خلال فترة قيادته، حيث أشرف على تعزيز قدرات كتائب عز الدين القسام وتطوير شبكة من العلاقات مع قوى إقليمية كإيران. استشهاده، إذن، ليس ضربة لشخص فحسب، بل هو محاولة لاستهداف عقلية المقاومة التي تبناها السنوار، والتي كانت تدرك جيدا نقاط ضعف إسرائيل وتعمل على استغلالها بأقصى قدر ممكن.

كان السنوار معروفا بصلابته وإصراره على المواجهة مع إسرائيل، ورغم أنه كان جزءا من القيادة السياسية، إلا أن خلفيته العسكرية منحته نظرة ثاقبة لموازنة العمل السياسي والعسكري. في فترة سجنه الطويلة في سجون الاحتلال أتقن العبرية وعمقت فهمه للعقلية الإسرائيلية، ما جعله أكثر قدرة على توقع تحركات الاحتلال والرد عليها.

التحديات التي تواجه حماس بعد استشهاد السنوار

تواجه حماس الآن مجموعة من التحديات الكبيرة، أولها هو كيفية ملء الفراغ الذي تركه السنوار. ورغم أن الحركة لديها هيكل تنظيمي معقد ومجلس شورى يساهم في اتخاذ القرارات الكبرى، إلا أن غياب قائد يتمتع بخصال السنوار قد يؤثر على استراتيجيتها المقبلة. القادة الذين يُحتمل أن يخلفوه مثل محمد الضيف أو رجل الظل محمد السنوار فهما أيضا يمتلكان خلفيات عسكرية قوية، ولكن السؤال المطروح هو: هل سيكونون قادرين على الحفاظ على التوازن بين الأجنحة السياسية والعسكرية بنفس الفعالية التي كان يتمتع بها السنوار؟

كما أن هناك أيضا تحديات خارجية، تتعلق باستمرار الدعم الإقليمي، خاصة من إيران، التي دعمت الحركة بشكل كبير عسكريا وماليا. قد يكون الحفاظ على هذه العلاقات أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لحماس، حيث تعول على هذا الدعم في تعزيز قوتها ضد إسرائيل.

المسار العسكري لحماس بعد استشهاد السنوار

قد تشهد الاستراتيجية العسكرية لحماس عامة والقسام خاصة تصعيدا كبيرا بعد استشهاد السنوار. على مدار سنوات، عمل السنوار على تطوير قدرات الحركة في مجالات عدة مثل تصنيع الأسلحة والصواريخ، والتحضير لتكتيكات هجومية جديدة مثل الأنفاق والهجمات الصاروخية الدقيقة. ومن المتوقع أن القادة الذين سيخلفونه سيواصلون هذا النهج، مع التركيز على تحقيق مكاسب عسكرية ملموسة على الأرض، خاصة في مواجهة الحملات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة قطاع غزة.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن العلاقات مع إيران وحزب الله أو ما يطلق عليه محور المقاومة والذي يتضمن أيضا العراق واليمن، ستظل مركزية في استراتيجية حماس، حيث تعتبر هذه التحالفات مصدرا رئيسيا للأسلحة والدعم اللوجستي. ورغم أن استشهاد السنوار قد يضع ضغوطا إضافية على الحركة، إلا أن هذه العلاقات من المرجح أن تظل قوية، خصوصا في ظل البيئة الإقليمية المتوترة.

الخليفة المتوقع: القيادة القادمة

من بين الشخصيات المحتملة لخلافة السنوار، يبرز اسم محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، ومحمد السنوار. فالضيف والسنوار الأخ معروفان بتاريخهما الطويل في قيادة العمليات العسكرية، والاستمرار في النهج العسكري الذي رسخه السنوار.

السيناريوهات المستقبلية: التصعيد أو التفاوض؟

تبرز احتمالات متعددة للمستقبل بعد اغتيال السنوار، قد يكون التصعيد العسكري السيناريو الأكثر ترجيحا، خاصة في ظل استفزازات إسرائيل المستمرة وتزايد القمع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. لكن هناك أيضا احتمال أن تبحث حماس عن فرص للتفاوض، خاصة إذا شعرت بأن الضغوط الدولية والاقتصادية قد تهدد استقرارها الداخلي. وهنا يمكن أن يكون لخليفة السنوار دور حاسم في تحديد الاتجاه الذي ستسلكه الحركة.

ورغم ذلك، فإن المقاومة ستظل الخيار الأكثر وضوحا لحماس على المدى القصير. الحركة قد تلجأ إلى تصعيد أكبر ضد إسرائيل، في محاولة لتعزيز مكانتها وتوجيه رسالة قوية بأن استشهاد قادتها لن يضعف عزيمتها. في الوقت نفسه، قد تستمر في بناء قدراتها الدفاعية والهجومية، مع التركيز على تطوير الأسلحة المحلية وتحسين البنية التحتية العسكرية.

الانعكاسات السياسية والإقليمية

سيكون لاستشهاد السنوار أيضا تداعيات سياسية كبيرة، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو على المستوى الإقليمي. قد تواجه حماس ضغوطا متزايدة من المجتمع الدولي لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، فإن أي تحرك نحو التفاوض سيتطلب تقديم تنازلات، وهو ما قد يرفضه الجناح العسكري للحركة.

أما على الصعيد الإقليمي، قد تعزز حماس علاقاتها مع إيران وحزب الله، في محاولة لتعويض خسارة قائد بحجم السنوار. كما أن استشهاده قد يدفع قوى إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر إلى تقديم دعم أكبر لغزة، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني.

الخلاصة

استشهاد يحيى السنوار يمثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ حماس، ولكن الحركة قادرة على التكيف مع هذه الخسائر الكبيرة. القيادة القادمة ستحتاج إلى التعامل مع تحديات هائلة على الصعيدين العسكري والسياسي، وسط بيئة دولية وإقليمية مضطربة. ما إذا كانت حماس ستواصل نهج التصعيد أو تتجه نحو التفاوض؛ يعتمد بشكل كبير على الشخصية التي ستخلف السنوار وعلى التطورات الميدانية في الصراع مع إسرائيل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات السنوار حماس غزة حماس غزة السنوار مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استشهاد السنوار

إقرأ أيضاً:

قائد عسكري إسرائيلي سابق: الضغط العسكري بغزة لا يجدي نفعا

غزة – شكك قائد عسكري سابق بالجيش الإسرائيلي وشقيق أسير في قطاع غزة بجدوى الضغط العسكري الحالي لكسر حركة الفصائل الفلسطينية والنجاح في إطلاق سراح الأسرى المحتجزين بالقطاع.

وفي حديث لصحيفة “معاريف” العبرية، الأحد، قال اللواء احتياط نوعام تيبون القائد السابق لفرقة “يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) والفيلق الشمالي بالجيش الإسرائيلي: “من المهم التأكيد على أن المهمة النهائية هي إعادة جميع المختطفين”.

وأضاف: “نحن على بُعد أسبوع من عيد الفصح (اليهودي)، عيد الحرية. وهذا يتناقض تماما مع جميع قيمنا اليهودية، ويتناقض تماما أيضا مع جوهرنا، الذي يقضي بعدم ترك جرحى في الميدان”.

وتابع تيبون: “طوال عام ونصف قالوا لنا إن الضغط العسكري فقط هو الذي سيجلب المختطفين، وفي هذه الأثناء قُتل 41 مختطفا على يد حركة الفصائل أو بقصف قوات الجيش الإسرائيلي، وفي النهاية ما جلب المختطفين كان صفقة”.

وذكّر بأن “هذه الصفقة كانت لها أيضا مرحلة ثانية”، متهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه “قرر لأسباب سياسية واعتبارات ائتلافية، واعتبارات تتعلق بالميزانية، عدم تنفيذها”.

وفي 25 مارس/ آذار الماضي، صادق الكنيست على قانون ميزانية الدولة لعام 2025، بالقراءتين الثانية والثالثة، بإجمالي 620 مليار شيكل (167.32 مليار دولار)، بأغلبية 66 مؤيدا مقابل 52 معارضا.

وبعد مصادقة الحكومة قبله بيوم، صادق الكنيست، في 19 مارس الماضي، على إعادة وزراء حزب “قوة يهودية” بزعامة إيتمار بن غفير، إلى مناصبهم التي كانوا عليها قبل الانسحاب من الحكومة في يناير/ كانون الثاني الماضي احتجاجا على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى مع حركة الفصائل.

وجاء ذلك بعد ساعات من استئناف إسرائيل حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث كثفت فجر 18 مارس، وبشكل مفاجئ وعنيف من جرائم إبادتها الجماعية، ما خلف مئات القتلى والجرحى والمفقودين خلال ساعات، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.

من جهة أخرى، لفت تيبون إلى أن حركة الفصائل وفت بتعهداتها وفق الصفقة وأطلقت سراح الأسرى خلال المرحلة الأولى، مشددا على أنه “في حال كانت إسرائيل تريد إعادة المختطفين فإن الصفقة هي الطريق وهي ما يجب أن تسعى إليه”.

وأكد اللواء الإسرائيلي على أن “التصريحات حول الضغط العسكري، وأنه سيعيد المختطفين، رأينا بالفعل أنها لا تجدي نفعا”.

من جانبه، قال “نداف” شقيق الأسير الإسرائيلي “عومري ميران” إن الضغط العسكري الحالي بقطاع غزة لن يؤدي إلى “كسر” حماس.

وقال في تصريح لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الأحد: “: “الشعور هو أننا لا نبذل جهداً كافياً في غزة”.

وأضاف نداف: “لا أرى حاليا أن القتال في غزة يُجبر حماس على الرضوخ”، فيما تدّعي حكومة نتنياهو المتطرفة أن الضغط العسكري وحده قادر على إعادة الأسرى في غزة، رغم أن ذلك لم يحدث حتى في ظل الحصار الخانق وحرب الإبادة المتواصلة.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت الفصائل بغزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على مراحل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، واستأنف حرب الإبادة على غزة منذ 18 مارس/ آذار الماضي، ما أدى إلى مقتل 1249 فلسطينيا وإصابة 3022، معظمهم أطفال ونساء ومسنون.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • بالأرقام.. حجم الإنفاق العسكري لـ«الجيوش العربية» وتصنيف قوتها العسكرية
  • رسائل سرية بين السنوار وإيران.. وطلب بـ500 مليون دولار
  • قائد عسكري إسرائيلي سابق: حماس وفّت بتعهداتها والضغط العسكري أثبت فشله
  • قائد عسكري إسرائيلي سابق: الضغط العسكري بغزة لا يجدي نفعا
  • قائد عسكري إسرائيلي: الضغط العسكري لم ولن ينجح في إعادة الأسرى من غزة
  • أردول..لا اعتقد التنسيق الامني والتحالف العسكري بين الحركة الشعبية الحلو – ومليشيا الدعم السريع باسم (قوات التحالف ) يمكن ان يشكل تهديد كبير
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها
  • رئيس الجمهورية يعزي في وفاة قائد القطاع العسكري لولاية تيميمون