عربي21:
2024-10-22@01:39:02 GMT

السنوار قائد بملامح عسكرية وسياسية

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

يمثل استشهاد السنوار نقطة تحول حساسة، ليس فقط لمستقبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل للقضية الفلسطينية بأسرها.

فيحيى السنوار، الذي قاد الحركة بمهارة عسكرية ودهاء سياسي، استطاع أن يدمج بين القيادة السياسية والعمليات العسكرية، مما جعله رمزا قويا للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وخاصة المشهد الأخير من حياته فاستشهد مقبلا غير مدبر وكما صرح به جيش الاحتلال عن مقاومته حتى النفس الأخير من حياته، فأثخن الجراح في العدو وبالرصاص والقنابل اليدوية وحتى العصا الأخيرة التي كانت في يده، فاستشهاده سيحدث فراغا كبيرا ليس فقط في قيادة حركة حماس بل القضية الفلسطينية برمتها، لكن السياق التاريخي لتجارب حماس يدل على قدرتها على التكيف مع مثل هذه الأحداث والتعافي منها بسرعة.



السنوار: قائد بملامح عسكرية وسياسية

استلم يحيى السنوار قيادة حماس في غزة منذ 2017، وكان مسؤول التنسيق بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية، ويعد أحد القادة الذين تمكنوا من تشكيل الحركة وتوجيهها نحو العمل العسكري الفعّال خلال فترة قيادته، حيث أشرف على تعزيز قدرات كتائب عز الدين القسام وتطوير شبكة من العلاقات مع قوى إقليمية كإيران. استشهاده، إذن، ليس ضربة لشخص فحسب، بل هو محاولة لاستهداف عقلية المقاومة التي تبناها السنوار، والتي كانت تدرك جيدا نقاط ضعف إسرائيل وتعمل على استغلالها بأقصى قدر ممكن.

كان السنوار معروفا بصلابته وإصراره على المواجهة مع إسرائيل، ورغم أنه كان جزءا من القيادة السياسية، إلا أن خلفيته العسكرية منحته نظرة ثاقبة لموازنة العمل السياسي والعسكري. في فترة سجنه الطويلة في سجون الاحتلال أتقن العبرية وعمقت فهمه للعقلية الإسرائيلية، ما جعله أكثر قدرة على توقع تحركات الاحتلال والرد عليها.

التحديات التي تواجه حماس بعد استشهاد السنوار

تواجه حماس الآن مجموعة من التحديات الكبيرة، أولها هو كيفية ملء الفراغ الذي تركه السنوار. ورغم أن الحركة لديها هيكل تنظيمي معقد ومجلس شورى يساهم في اتخاذ القرارات الكبرى، إلا أن غياب قائد يتمتع بخصال السنوار قد يؤثر على استراتيجيتها المقبلة. القادة الذين يُحتمل أن يخلفوه مثل محمد الضيف أو رجل الظل محمد السنوار فهما أيضا يمتلكان خلفيات عسكرية قوية، ولكن السؤال المطروح هو: هل سيكونون قادرين على الحفاظ على التوازن بين الأجنحة السياسية والعسكرية بنفس الفعالية التي كان يتمتع بها السنوار؟

كما أن هناك أيضا تحديات خارجية، تتعلق باستمرار الدعم الإقليمي، خاصة من إيران، التي دعمت الحركة بشكل كبير عسكريا وماليا. قد يكون الحفاظ على هذه العلاقات أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لحماس، حيث تعول على هذا الدعم في تعزيز قوتها ضد إسرائيل.

المسار العسكري لحماس بعد استشهاد السنوار

قد تشهد الاستراتيجية العسكرية لحماس عامة والقسام خاصة تصعيدا كبيرا بعد استشهاد السنوار. على مدار سنوات، عمل السنوار على تطوير قدرات الحركة في مجالات عدة مثل تصنيع الأسلحة والصواريخ، والتحضير لتكتيكات هجومية جديدة مثل الأنفاق والهجمات الصاروخية الدقيقة. ومن المتوقع أن القادة الذين سيخلفونه سيواصلون هذا النهج، مع التركيز على تحقيق مكاسب عسكرية ملموسة على الأرض، خاصة في مواجهة الحملات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة قطاع غزة.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن العلاقات مع إيران وحزب الله أو ما يطلق عليه محور المقاومة والذي يتضمن أيضا العراق واليمن، ستظل مركزية في استراتيجية حماس، حيث تعتبر هذه التحالفات مصدرا رئيسيا للأسلحة والدعم اللوجستي. ورغم أن استشهاد السنوار قد يضع ضغوطا إضافية على الحركة، إلا أن هذه العلاقات من المرجح أن تظل قوية، خصوصا في ظل البيئة الإقليمية المتوترة.

الخليفة المتوقع: القيادة القادمة

من بين الشخصيات المحتملة لخلافة السنوار، يبرز اسم محمد الضيف، القائد العام لكتائب القسام، ومحمد السنوار. فالضيف والسنوار الأخ معروفان بتاريخهما الطويل في قيادة العمليات العسكرية، والاستمرار في النهج العسكري الذي رسخه السنوار.

السيناريوهات المستقبلية: التصعيد أو التفاوض؟

تبرز احتمالات متعددة للمستقبل بعد اغتيال السنوار، قد يكون التصعيد العسكري السيناريو الأكثر ترجيحا، خاصة في ظل استفزازات إسرائيل المستمرة وتزايد القمع ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. لكن هناك أيضا احتمال أن تبحث حماس عن فرص للتفاوض، خاصة إذا شعرت بأن الضغوط الدولية والاقتصادية قد تهدد استقرارها الداخلي. وهنا يمكن أن يكون لخليفة السنوار دور حاسم في تحديد الاتجاه الذي ستسلكه الحركة.

ورغم ذلك، فإن المقاومة ستظل الخيار الأكثر وضوحا لحماس على المدى القصير. الحركة قد تلجأ إلى تصعيد أكبر ضد إسرائيل، في محاولة لتعزيز مكانتها وتوجيه رسالة قوية بأن استشهاد قادتها لن يضعف عزيمتها. في الوقت نفسه، قد تستمر في بناء قدراتها الدفاعية والهجومية، مع التركيز على تطوير الأسلحة المحلية وتحسين البنية التحتية العسكرية.

الانعكاسات السياسية والإقليمية

سيكون لاستشهاد السنوار أيضا تداعيات سياسية كبيرة، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو على المستوى الإقليمي. قد تواجه حماس ضغوطا متزايدة من المجتمع الدولي لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، فإن أي تحرك نحو التفاوض سيتطلب تقديم تنازلات، وهو ما قد يرفضه الجناح العسكري للحركة.

أما على الصعيد الإقليمي، قد تعزز حماس علاقاتها مع إيران وحزب الله، في محاولة لتعويض خسارة قائد بحجم السنوار. كما أن استشهاده قد يدفع قوى إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر إلى تقديم دعم أكبر لغزة، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني.

الخلاصة

استشهاد يحيى السنوار يمثل نقطة تحول كبيرة في تاريخ حماس، ولكن الحركة قادرة على التكيف مع هذه الخسائر الكبيرة. القيادة القادمة ستحتاج إلى التعامل مع تحديات هائلة على الصعيدين العسكري والسياسي، وسط بيئة دولية وإقليمية مضطربة. ما إذا كانت حماس ستواصل نهج التصعيد أو تتجه نحو التفاوض؛ يعتمد بشكل كبير على الشخصية التي ستخلف السنوار وعلى التطورات الميدانية في الصراع مع إسرائيل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات السنوار حماس غزة حماس غزة السنوار مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة استشهاد السنوار

إقرأ أيضاً:

رحل السنوار.. قائد "طوفان الأقصى"

 

 

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

 

 

يحيى السنوار، أحد أبرز رموز المُقاومة الفلسطينية، رحل بجسده لكنه ترك بصمة لا تمحى في تاريخ النضال الفلسطيني. عرف السنوار بكونه القائد الفذ الذي استطاع بذكاء وحنكة أن يقود حركة حماس والجناح العسكري، كتائب عز الدين القسام، في مُواجهة الكيان الإسرائيلي، محققًا إنجازات كبيرة أبرزها التخطيط لعملية 7 أكتوبر، التي تُعتبر إحدى أعقد وأجرأ العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السنوات الأخيرة.

ولد يحيى السنوار في عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة، حيث عاش سنوات شبابه في ظل الاحتلال الإسرائيلي والحصار الخانق على الشعب الفلسطيني. نشأ في بيئة تعج بالمقاومة والتحرر، وهو ما أسهم في تشكيل وعيه النضالي. درس في جامعة بيرزيت، حيث انخرط في الحركة الإسلامية، ليصبح لاحقًا أحد مؤسسي حركة حماس عام 1987. اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 1988، ليقضي 22 عامًا في السجون، حيث نال خلالها لقب "الجنرال" نظرًا لقيادته الحكيمة داخل السجن وقدرته على تنظيم المُعتقلين وتأطيرهم.

بعد خروجه من السجن في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، صعد السنوار بسرعة داخل هرم القيادة في حماس. وفي عام 2017، تم انتخابه قائدًا للحركة في قطاع غزة، ليصبح العقل المدبر لعمليات المقاومة التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع ورفع تكلفة الاحتلال الإسرائيلي. قاد السنوار المقاومة في عدة معارك مع إسرائيل، حيث كانت معركة "سيف القدس" في 2021 من أبرز تلك المعارك، وقد أثبتت فيها حماس قدرتها على توجيه ضربات نوعية داخل الأراضي المحتلة.

ويعتبر يوم 7 أكتوبر من أكثر الأيام التي ستظل محفورة في ذاكرة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. في هذا اليوم، أطلق السنوار شرارة عملية نوعية معقدة، نجحت فيها المقاومة الفلسطينية في التسلل إلى عمق المستوطنات الإسرائيلية وشن سلسلة من العمليات المنسقة بدقة عالية. لم تكن هذه العملية مجرد ضربة عسكرية فحسب، بل كانت ضربة معنوية لإسرائيل، التي لطالما اعتمدت على تفوقها العسكري والاستخباراتي.

إنَّ تنفيذ هذه العملية لم يكن وليد اللحظة؛ بل جاء نتيجة سنوات من التحضير والتخطيط؛ حيث استطاع السنوار أن يبني شبكة مقاومة تمتد عبر الأنفاق، البحر، وحتى السلاح الجوي البدائي. وكان هدفه الأكبر من العملية هو إيصال رسالة للعالم بأنَّ القضية الفلسطينية ما زالت حية، وأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه مهما كانت التضحيات.

على الرغم من أنَّ السنوار قاد حركة حماس بعد استشهاد القائد "أبو العبد" إسماعيل هنية لفترة وجيزة، إلا أنه كان يدرك جيدًا أهمية السياسة والدبلوماسية في تحقيق أهداف المقاومة. كان يحيى السنوار معروفًا ببراجماتيته وقدرته على التحاور مع مختلف الفصائل الفلسطينية؛ بل وحتى مع الدول الإقليمية. كان يؤمن أنَّ المقاومة ليست فقط بالكفاح المسلح؛ بل تشمل أيضًا إدارة اللعبة السياسية بحنكة، وقد سعى دائمًا إلى توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي بين حركتي فتح وحماس.

كان السنوار يرى أنَّ الحل يكمن في مزيج من القوة العسكرية والدبلوماسية، وقد عمل على تحسين علاقات حماس مع مختلف القوى الإقليمية، مثل إيران وقطر وتركيا، بهدف دعم المقاومة وتمويلها. كما كان يدرك أهمية توجيه رسائل إيجابية للعالم الخارجي، وكان يقول دائمًا إن المقاومة الفلسطينية ليست موجهة ضد اليهود كديانة، بل هي ضد الاحتلال.

رحيل يحيى السنوار يترك فراغًا كبيرًا في صفوف المقاومة الفلسطينية وحركة حماس. فقد كان قائدًا يتمتع بكاريزما خاصة ورؤية استراتيجية جعلته واحدًا من أهم القادة في تاريخ الحركة. إلا أن إرثه لن يختفي بسهولة، فحماس حركة مؤسسية، تعتمد على بنية تحتية قوية، وقد أعد السنوار ومن قبله قادة آخرين جيلًا من المقاومين الذين سيواصلون النضال على نفس النهج.

اليوم، وعلى رغم رحيل السنوار، لا تزال المقاومة الفلسطينية مستمرة في مواجهة الاحتلال. وتظل حماس، التي أسسها وقادها السنوار وآخرون، حركة مقاومة عنيدة ترفض الخضوع أو الاستسلام. إن الشعب الفلسطيني الذي عاش سنوات طويلة من الاضطهاد والحصار، لا يزال يتطلع إلى الحرية والكرامة، وهو ما يجعل من المقاومة الخيار الاستراتيجي لكثيرين.

في الختام.. رحل السنوار بجسده، لكنه ترك خلفه إرثًا كبيرًا وتجربة مقاومة ستظل حاضرة في ذاكرة الفلسطينيين. ما زالت حركة حماس، رغم كل التحديات، قادرة على الاستمرار في نضالها لتحقيق أهدافها. ولعل أهم ما تركه السنوار هو روح المقاومة، التي لن تنطفئ بغياب الأشخاص؛ بل ستستمر طالما ظل الاحتلال قائمًا.

مقالات مشابهة

  • حماس: خطة الجنرالات التي تحاول إسرائيل تنفيذها شمال غزة تمثل إبادة مكتملة الأركان
  • من هو خليفة يحي السنوار؟.. أبرز الأسماء داخل الحركة
  • رحل السنوار.. قائد "طوفان الأقصى"
  • قائد الثورة ينعي السنوار ويتعهد بتصعيد العمليات العسكرية ضد الصهاينة
  • ‏حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية قرب حيفا في شمالي إسرائيل بالصواريخ
  • هاكان فيدان يستقبل قياديي حماس تحت صورة قائد عثماني
  • قائد الثورة الاسلامية: حماس ستبقى حية
  • خامنئي: استشهاد السنوار لن يُنهي "المقاومة"
  • تفاصيل اغتيال يحيى السنوار: مصادفة أم عملية عسكرية محكمة؟