الثورة نت:
2024-10-22@00:51:35 GMT

الشهيد يحيى السنوار والشامتون من الحثالة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

 

 

مضى إلى ربه الكريم في سبيل الحرية والكرامة والإنسانية دفاعا عن مقدسات الأمة أولى القبلتين وثالث الحرمين ما تراجع وما غيَّر وما بدَّل، صامدا صابرا محتسبا ((ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقراَن ومن أو في بعهده من الله))التوبة -111-.


جسَّد الأسوة والقدوة في التضحية والفداء وأثبت في موكب الشهادة سهمه ونصيبه بيعا وشراء من الله الذي وهب الحياة واختار واصطفى لها من هم لها أهل.
إنه درب من الشهادة لا ينتهي ولا يتوقف يمضي عليه الرجال الأبطال الذين اصطفاهم الله رب العزة والجلال قال تعالى ((ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين))ال عمران-140-.
والقرح الذي يتألم له المؤمنون اصطفاء هؤلاء الرجال الذين يقدمون أرواحهم ودماءهم رخيصة من أجل أمتهم وأوطانهم حماية للعزة والكرامة وتنكيلا بالمجرمين والطغاة والظالمين.
السنوار اليوم عنوان من عناوين الشهادة، مضى على درب الرجال الذين وصفهم الله بقوله تعالى ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا))ومثله رجال سبقوه في الوفود على الله –حسن نصرالله وإسماعيل هنيه وصالح العارور وفؤاد شكر وقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وإبراهيم رئيسي، وغيرهم الكثير ممن اختاروا أن يكونوا رفقاء في سبيل نصرة القضايا العادلة التي ترضي الله سبحانه وتعالى، وقبلهم كان الإمام زيد بن علي والحسين السبط وإمام المتقين الإمام علي- كرم الله وجهه- ممن باعوا أنفسهم لله وفي سبيل إعلاء كلمته ومواجهة الإجرام والطغيان.
يكفي الشهيد القائد يحيى السنوار أنه لقي الله شهيدا على أيدي من لعنهم الله وأخزاهم وأخزى من ناصرهم في الدنيا قبل الآخرة وكتب عليهم الذلة والمهانة ولعنهم الأنبياء والرسل وشهدت عليهم أمم الأرض أنهم أساس كل خساسة وغدر وإجرام حتى في تعاملهم فيما بينهم.. فهل بعد هذا من شرف وعز وسمو؟.
يكفيه أيضا أنه اختار رضوان الله وجاهد في سبيله ومن أجل إعلاء كلمته ومن أجل الذود عن كرامة أمته وشرفها وعزتها ومن اجل تحرير المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
لم يساوم على تلك الكرامة ولم يخن دينه ووطنه، بل دافع دفاع الأبطال الشرفاء والشهداء الكرام، بخلاف أولئك الحثالة الذين باعوا العروبة والإسلام لليهود والنصارى وأذاقوا الشعوب ألوان الذل والهوان من أجل نيل رضا الأعداء عنهم، فهل هناك من مجال للمقارنة بين الأبطال والشرفاء والانذال والحثالة؟.
وحتى لا نكون في موقع التجني على هؤلاء الحثالة، سنورد رأي بعض كُتّاب اليهود فيهم، حيث وصف الكاتب اليهودي شاي جولدبيرغ الخونة من العملاء والحثالة قائلا (عندما تخون أنت كعربي أبناء شعبك بآراء عنصرية صهيونية فنحن نحبك مباشرة لكن كحبنا للكلاب، صحيح أننا نكره العرب لكننا عميقا في داخلنا نحترم أولئك الذين تمسكوا بما لديهم، أولئك الذين حافظوا على لغتهم وفكرهم، لهذا يمكنك أن تختار إما ككلب محبوب أو مكروه محترم حتى الأعداء لا يحبون الخونة) إما ذكره ابن اليهودية قد بينه الله ((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر)).
إن هذا الوصف الذي قاله ابن اليهودية للعملاء والخونة وصف بسيط وهناك أو صاف قذرة ومنحطة لم نوردها ونستشهد بها حفاظا على مقام التذكير لمن لا تزال لديه ذرة كرامة.
السنوار الشهيد ليس الأول في مسيرة الشهادة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وليس آخرهم، فقد مضى قبله الكثير من الشرفاء من قادة حماس والجهاد والشعبية وفتح وحزب الله وفيلق القدس وقبلهم عزالدين القسام وعبدالقادر الحسيني وعمر المختار وعبدالقادر الجزائري وعنوان مسيرتهم “نحن لا نستسلم ننتصر أو نستشهد”.
إن هذه الدماء الزكية التي تراق من الأطفال والنساء والشيوخ هي تعميد وإثبات لصدق القول والعمل وتقديم الأسوة والقدوة، فمن لم يقتد بخير البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام، ولم يبذل النفس فداء لله، فليس له حظ في نيل درجات الشهداء الأبرار.
الأعراب اليوم بلحى وبغيرها وفي كل حادثة يظهرون من الشماتة ما يسودون به صحائفهم في الدنيا والآخرة، وصدق الله سبحانه وتعالي حين وصفهم ((الأعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله)) التوبه-97-.
يتربصون بالمؤمنين الدوائر، كلما سقط شهيد أظهروا الشماتة وكسبوا الخزي والعار؛ أما الأحرار والشرفاء فقد ناصروا الحق وأذلوا الإجرام والمجرمين في كل بقاع الأرض، فقد بلغت المظاهرات المؤيدة لمظلومية الأشقاء على أرض فلسطين في أوروبا وحدها ما يزيد علي تسعة وعشرين ألف مظاهرة وقريبا ستسقط الأصنام التي نصبت لحماية اليهود والنصارى التي تسبح بحمد الحلف الصهيوني الصليبي من العرب والعجم.
الشهداء يرحلون إلى الله فرادى وجماعات والخونة والعملاء يسقطون في وحل الخزي والعار ولله در القائل:
فتى مات بين الطعن والضرب ميتة
تقوم مقام النصر إن فاته النصر
وما مات حتى مات مضرب سيفه
من الضرب واعتلت عليه القنا السمر
ألا في سبيل الله من عطلت له
فجاج سبيل الله وانثغر الثغر
ثوي طاهر الأردان لم تبق بقعة
غداة ثوي الا اشتهت انها قبر
عليك سلام الله وقفا فإنني
رأيت الكريم الحر ليس له عمر
استشهد السنوار وأكرم الله نزله من أجل أن يطهر الأرض من دنس الحلف الصهيوني الصليبي، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته ولعن الله اليهود والنصارى المجرمين المعتدين ولعن الله وأخزى الحثالة من الأذناب الذين باعوا ضمائرهم وإسلامهم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

السنوار.. أيقونة الطوفان

 

محمد بن رامس الرواس

"الآن جاء الموعد يا أُمّاه، فلقد رأيتُ نفسي أقتحم عليهم مواقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد. ورأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وهو يهتف بي مرحى بك، مرحى بك!" من رواية "الشوك والقرنفل" للشهيد يحيى السنوار.

التحمت مجموعة من فصائل "كتائب عز الدين القسام" في تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة بالكتيبة 99 من جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث كانت المعارك مُشتعلة ولم يدُر في خلد الجنود الإسرائيليين لبُرهة، أن يحيى السنوار هو ذلك الرجل الذي كان يُقاتلهم مع رفاقه، وهو الذي  ألقى عليهم القنابل، ثم تلثّم ليُخفي شخصيته، ولمَّا نفدت منه الذخائر أخذ العصا بيده وقذفها باتجاه الطائرة المُسيَّرة التي دخلت المبنى، للتأكُّد من عدد المُقاتلين الذين لا يزالون مُتحصِّنين. وعلى إثر ذلك، استُدعِيت دبابة إسرائيلية خصيصًا لتقذف المبنى، بينما كان السنوار ورفاقه يقاتلون جيش الاحتلال الإسرائيلي من "المسافة صفر"، وهو يرتدي زيه العسكرية مُقبلا غير مدبر، ليدحض بذلك كل ما قيل عن أنه يختبئ في الأنفاق وأنه يحتمي بالأسرى، وما إلى ذلك من أكاذيب وأضاليل لا أساس لها من الصحة.

وبعد أن قذفت الدبابة قنابلها وتحطم المبنى، اكتشف الجيش الإسرائيلي بعدها بالصدفة المحضة أنَّ القائد يحيى السنوار كان من بين الذين استشهدوا في هذه المعركة، وأنَّه مع من كانوا يقاتلونهم، وهو من ألقى عليهم القنابل، وكانت مُفاجأة لهم؛ حيث كانوا يخططون لاغتياله لكن في مكان آخر!

لم يتسنَ لجيش الاحتلال الإسرائيلي ولا لرئيس وزرائه أن يزيفوا قصة خيالية ينسبون فيها بطولة لهم، أو أنهم نفذوا عملية مُعقدة لاستهداف السنوار، فقد نشر جنود الاحتلال الصور وانتشرت شرقًا وغربًا. رحم الله أبا إبراهيم، فقد أتعبهم وأرهقهم بصموده وشموخه حيًا وميتًا، كان رجلًا مجاهدًا فوق الأرض، ولم يكن مُختبئًا كما كانوا ينشرون الشائعات، ويروجون عنه. لقد عُرِض عليه الكثير من الفرص والمُغريات خلال المفاوضات، لكنه أبى إلّا الحصول على الجائزة الكبرى التي كان يسأل الله أن ينالها.. إنها الشهادة. ولقد حصل عليها في ميدان المعركة، فجسَّد بذلك أسطورة السنوار التي كانت ولا تزال تؤرق الكيان الإسرائيلي، لكن هذا الكيان لم يتوقع أن يكون السنوار في مُقدمة المقاتلين في خان يونس وفي رفح، وفي كل مكان، منذ السابع من أكتوبر 2023.

هنيئًا لك أبا إبراهيم الشهادة لقد كنت مُتفرِّدًا في كل شيء، حتى في استشهادك، لقد تفرَّدت عن إخوانك القادة الذين سبقوك؛ حيث نلت الشهادة وأنت في ساحة الميدان تُقاتل جنبًا إلى جنب مع إخوانك من مُقاتلي القسام، واقفًا بكل صمود مانعًا جيش الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إلى منطقة تل السلطان في رفح.

استشهاد السنوار بطولة يُجسِّدها كل مقاوم فلسطيني حيثما كان في فلسطين، فقد ضرب السنوار أفضل الأمثال في ذلك.

وللحديث بقية...

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ذمار.. وقفة تضامنية وفاءً لدماء الشهيد القائد يحيى السنوار وإنتصاراً لـ #غزة و #لبنان
  • ماليزيا تنعي بطل الأمة الشهيد “يحيى السنوار”
  • نعي وإشادة.. وسم القائد الشهيد "يحيى السنوار" يتصدر مواقع التواصل
  • يحيى السنوار: مسيرة قائد مقاوم وسيرة نضال حتى الشهادة
  • بالفيديو.. أنصار مولودية البيض يرفعون لافتة عملاقة للترحم على الشهيد يحيى السنوار “ومن سار على المسار”
  • شاهد الصورة التي “أذهلت” العالم.. القائد “يحيى السنوار” قبل لحظات من استشهاده
  • السنوار.. أيقونة الطوفان
  • التجمع العالمي: الشهيد السنوار سيصبح نموذجاً للشباب الذين سيواصلون طريق التحرير
  • وزير الخارجية الإيراني: يحيى السنوار كان يبحث عن الشهادة في غزة