صحيفة الاتحاد:
2024-10-22@00:51:04 GMT

الإمارات و«بريكس».. شراكة واعدة وتنمية شاملة

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة الإمارات تواصل جهود إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة قرقاش: قلوبنا مع لبنان الشقيق

ترتبط الإمارات بعلاقات متنامية مع مجموعة دول «بريكس» في ظل تطور أوجه التعاون بينهما في شتى المجالات، ما يُبشر بآفاق واعدة للشراكة الشاملة خلال المرحلة المقبلة بشكل يخدم أولويات التنمية والازدهار لدى الجانبين، مدفوعة بحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز مجالات التعاون الدولي مع مختلف المجموعات والتكتلات العالمية من أجل تحقيق مستقبل مستدام لجميع شعوب العالم.


وبدأت عضوية دولة الإمارات في «بريكس» اعتباراً من مطلع يناير 2024، بعدما صادقت الدول الخمس المؤسسة للمجموعة الدولية «البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا» على انضمامها خلال فعاليات قمة المجموعة الـ15 التي عُقدت بمدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية خلال الفترة ما بين يومي 22 و24 أغسطس 2023.
وكانت الإمارات انضمت في أكتوبر 2021 إلى بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة «بريكس» الذي تأسس في 2015 برأسمال قدره 100 مليار دولار؛ بهدف حشد الموارد لإقامة مشروعاتٍ للبنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول النامية والناشئة ودول المجموعة، وهو ما جعل مراقبين ومحللين يعتبرون الإمارات شريكاً طويل الأمد للمجموعة الدولية.
شراكة وتنمية
أوضح خبير العلاقات الدولية، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، حمدي صالح، أن انضمام الإمارات إلى مجموعة دول «بريكس» شكل إضافة قوية للمجموعة الدولية التي تضم عدداً من أهم وأبرز الاقتصادات الكبرى والواعدة في العالم، ما يجعل الإمارات شريكاً مهماً لقوى عالمية كبرى، مثل الصين وروسيا والهند، إضافة إلى الشراكات المهمة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.
ومع توسع مجموعة «بريكس» اعتباراً من مطلع يناير من العام الجاري، بانضمام الإمارات ومصر والسعودية وإثيوبيا وإيران، باتت المجموعة تمثل نحو 45% من سكان العالم، و25% من الحجم الكلي للصادرات العالمية، ويشكل الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء مجتمعة نحو 29% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتستحوذ على أكثر من 16% من حجم التجارة العالمية، وتمتد أراضي دولها على 40% من مساحة الكرة الأرضية.
وقال الدبلوماسي المصري لـ«الاتحاد»: «إن المرحلة المقبلة تحمل آفاقاً واعدة للشراكة بين الإمارات ومجموعة دول (بريكس)، ولا تقتصر هذه الشراكة على مجال بعينه، وإنما تشمل جميع المجالات، وبالأخص الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، وهو ما يخدم البرامج والخطط الطموحة التي تعمل الإمارات والمجموعة الدولية على تنفيذها لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة والرفاهية والازدهار لمختلف شعوب العالم». وذكر صالح أن الإمارات تتبنى سياسة خارجية مرنة ومتوازنة تحرص على تحقيق هدف التعددية العالمية، وتعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف بشكل يدعم قضايا الأمن والسلام والتنمية لضمان رفاهية وازدهار الشعوب في جميع أنحاء العالم، وهو ما سبق أن أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، حينما شدد على أن جزءاً من أولويات الإمارات يتمثل في تعزيز الحوار البناء من خلال منصات فاعلة تمثل اقتصاديات الدول النامية والناشئة، والتركيز على الرخاء الاقتصادي على المدى الطويل، والحفاظ على علاقات استراتيجية واقتصادية متوازنة في نظام عالمي دائم التطور.
تقارب وتفاهم
من جانبه، اعتبر مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، الدكتور محمد صادق إسماعيل، أن مساحة التقارب والتفاهم الكبيرة التي تجمع بين الإمارات والدول المؤسسة لمجموعة «بريكس» (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) ستسهم في تعزيز أوجه التعاون بين الإمارات والمجموعة الدولية خلال السنوات القليلة المقبلة، في ظل وجود آفاق رحبة لتوسع أنشطة الشراكة الفاعلة بين الجانبين.
وذكر إسماعيل، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الفترة المقبلة ستشهد دوراً إماراتياً فاعلاً ومؤثراً داخل أروقة مجموعة «بريكس»، وذلك انطلاقاً من الثقل الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الذي تتمتع به الإمارات، إقليمياً وعالمياً، مضيفاً أن الإمارات ترتبط بعلاقات قوية ووثيقة بجميع دول مجموعة «بريكس»، سواء الدول المؤسسة أو الدول التي انضمت مؤخراً للمجموعة الدولية مثل السعودية ومصر وإثيوبيا، ما يعكس الآفاق الواعدة للشراكة الواسعة بين الإمارات ومجموعة «بريكس» خلال السنوات المقبلة.
وأشار مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن تنامي مستوى التنسيق والتشاور بين الإمارات ودول مجموعة «بريكس» يشكل تحالفاً ومحوراً عالمياً مؤثراً في مختلف الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، وليس فقط على مستوى القضايا الاقتصادية، موضحاً أن انضمام الإمارات والسعودية ومصر إلى المجموعة الدولية أضاف إليها المزيد من عناصر القوة والنفوذ والتأثير؛ نظراً لما تتمتع به الدول الثلاث من ثقل إقليمي ونفوذ دولي سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وثقافياً.
فرصة استثنائية
شدد الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بواشنطن، ماركو مسعد، على أن الإمارات ومجموعة «بريكس» أمام فرصة استثنائية لتعميق شراكتهما خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون وتعزيز العلاقات بين الجانبين عبر العديد من المشروعات الواعدة في مختلف المجالات.
وقال ماركو لـ«الاتحاد»: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تُعد قوة عالمية اقتصادياً وسياسياً وثقافياً ودبلوماسياً، وفي الوقت نفسه تمثل دول (بريكس) مجموعة من الاقتصادات الكبرى والواعدة، وبالتالي فإن كل طرف يستفيد من إمكانيات وقدرات الطرف الآخر، وهو ما يخدم المصالح المشتركة للطرفين، ويخلق آفاقاً اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة».
ونجح تكتل «بريكس»، خلال العقدين الماضيين في تحقيق نمو اقتصادي كبير، إذ ارتفعت مساهمة اقتصاداته في الناتج العالمي من 17.8 % إلى 25.7 % بين عامي 2010 و2022 بحسب مؤشرات التنمية العالمية للبنك الدولي. وقد دفعت هذه النجاحات نحو 24 دولة لتقديم طلبات للانضمام إلى التكتل بهدف الاستفادة من ثقله الاقتصادي العالمي. وأشاد الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط بواشنطن بحرص دولة الإمارات على إقامة شراكات وتحالفات مع أهم وأبرز التكتلات والمجموعات الدولية، ما يعزز قدرتها على تحقيق التنمية المستدامة، واستكشاف فرص واعدة وجديدة لاقتصاد مستدام.
تعاون استراتيجي
المحللة والأستاذة الجامعية التونسية، منال وسلاتي، أوضحت أن هناك فرصاً واعدة لدعم وتطوير الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومجموعة «بريكس»، من خلال تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما في العديد من المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية، ومن المتوقع أن يثمر هذا التعاون في المستقبل القريب عن مشاريع نوعية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والاستثمار والابتكار. وقالت المحللة التونسية لـ«الاتحاد»: «إن الإمارات تتمتع بموقع استراتيجي، وتمتلك بنية تحتية متقدمة وموارد وإمكانيات متطورة، ما يجعلها قادرة على القيام بدور محوري في تعزيز التجارة البينية مع دول (بريكس)، فضلاً عن دعم المبادرات التنموية والاستثمارية التي تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام على المستوى العالمي». وأضافت أن عضوية الإمارات الفاعلة داخل تكتل «بريكس» تعزز دورها الاستراتيجي في حركة التجارة العالمية، وترسخ تأثيرها الإيجابي في الاقتصاد العالمي، ما يجعلها شريكاً رئيسياً في تعزيز أوجه التعاون الدولي، باعتبارها همزة وصل تربط بين مختلف أقاليم العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. وتُعد الإمارات من بين أهم الشركاء التجاريين لدول مجموعة «بريكس»، ويبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما نحو 93.2 مليار دولار سنوياً، أو ما يتجاوز 20 % من قيمة التجارة غير النفطية للدولة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات محمد بن زايد رئيس الدولة البرازيل روسيا الهند الصين جنوب أفريقيا للمجموعة الدولیة دولة الإمارات بین الإمارات لـ الاتحاد فی تعزیز وهو ما

إقرأ أيضاً:

وفد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئة باثفايندر الدولية يطلعان على أنشطة برنامج "مودة" بالفيوم

 

استقبل برنامج  "مودة"، وفدًا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئة باثفايندر الدولية وفريق عمل برنامج "أسرة"، فى زيارة للإطلاع على الأنشطة المنفذة على أرض الفيوم، وذلك فى إطار  التعاون المُشترك بين الجانبين من خلال  برنامج " أسرة"، بحضور رانده فارس مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون صحة وتنمية الأسرة ومديرة برنامج مودة، وجبريل عبد الوهاب مدير مديرية التضامن الاجتماعى بالفيوم وفريق عمل المديرية.

وقام الوفد بزيارات تفقد فيها  تنفيذ تدريبات مودة داخل القرى الأكثر احتياجا بالتعاون مع برنامج أسرة  نحو استهداف عدد أكبر من الشباب المقبل على الزواج للتدريب والتوعية.

وأكدت رانده فارس مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون صحة وتنمية الأسرة ومديرة برنامج مودة، على التعاون المشترك ونجاحه فى تحقيق نتائج  إيجابية ملموسة.

واستعرضت فارس مبادرات البرنامج المختلفة التي وصلت بتدريباتها المُتخصصة لأكثر من 1.2 مليون شابًا وفتاة على مستوى الجمهورية، كما عرضت المراحل المختلفة لتطور البرنامج الذي يعمل دائمًا على الاستجابة للاحتياجات التي تظهر من خلال العمل الميداني.

وأوضحت مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي تبني البرنامج منهجية التشبيك والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية من وزارات وهيئات محلية ودولية ومؤسسات المجتمع المدني على مستوى الجمهورية.

وعرضت  التطورات التي تمت بمنصة مودة الرقمية والتي أطلقها السيد  رئيس الجمهورية في ديسمبر 2019 واستفاد منها أكثر من 5 ملايين مواطن مصري، بالإضافة إلى اعتماد المجلس الأعلى للجامعات تعميم المنصة على مواقع كليات الجامعات الحكومية بشكل تجريبي على مدار العام الجامعي الحالي 2024/2025، وذلك تمهيدأ لاعتمادها كمتطلب تخرج إجباري.

وحرص الحضور على إدارة جلسة نقاشية مع عدد من الشباب والفتيات الذين سبق تدريبهم في إطار التعاون المشترك مع برنامج "أسرة" لتدريب أبناء القرى الأكثر احتياجًا، بالإضافة إلى زيارة فعالية تدريب بقرية جبلة بمركز سنورس بالفيوم.

وأشاد وفد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئة باثفايندر الدولية بما لمسه من شمولية  البرنامج في تناوله لمختلف الفئات والقطاعات الجغرافية، وتعدد المبادرات المتخصصة المختلفة التي ينفذها المشروع من خلال شراكات ومتعددة.

وبحث الجانبان خلال الزيارة  مناقشة خطوات الإعداد لمبادرة جديدة تحت مسمى "سنة أولى زواج" والتي تم تطويرها لمواجهة ظاهرة الطلاق المبكر، وهي في إطار التعاون بين الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئة باثفايندر الدولية.

1000194246 1000194244 1000194238 1000194240 1000194242

مقالات مشابهة

  • مناقشات جلسات «بريكس 2024»: الاقتصاد الأخضر ومشروعات التكيف مع تغير المناخ أولوية
  • « كيان قوي لا تنافسي وليس رابطة معادية».. أبرز تصريحات الرئيس الروسي خلال قمة «بريكس»
  • شراكة بين "مورو" ووكالة الإمارات للفضاء لتسريع التحول الرقمي
  • صقر غباش يبحث تعزيز التعاون البرلماني مع مجموعة الصداقة الإيطالية
  • صقر غباش يلتقي مجموعة الصداقة مع الإمارات في البرلمان الإيطالي
  • محمد بن زايد يشارك باجتماعها الـ 16.. ماذا تعرف عن "بريكس"؟
  • الإمارات في بريكس.. شراكة ترسخ التنمية والازدهار عالمياً
  • وفد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهيئة باثفايندر الدولية يطلعان على أنشطة برنامج "مودة" بالفيوم
  • حكومتا الإمارات والبرازيل تطلقان شراكة استراتيجية في مجالات التحديث الحكومي