طه حسيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات تواصل جهود إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة قرقاش: قلوبنا مع لبنان الشقيق

تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي.. تحديات الحوكمة»، ركزت الجلسة الثانية من منتدى الاتحاد التاسع عشر، التي أدارها محمد غزال، على فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي، مع التطرق إلى مسألة الحوكمة، والتنوع الاقتصادي والابتكار، شارك في الجلسة الثانية البروفسور سامي حدادين، نائب الرئيس للأبحاث في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.


وتوقع سامي حدادين أن يكون مستقبل تطور الذكاء الاصطناعي هو الانتقال من العالم الرقمي إلى العالم المادي عبر مجال الروبوتات الناشئ.
وقال حدادين، الذي عُين قبل أسبوعين فقط بعد مسيرة مهنية مرموقة شهدت تأسيسه في ألمانيا لأكبر مركز في أوروبا للروبوتات والذكاء الآلي، إنه منبهر بمستوى الاستثمار والاهتمام الاستراتيجي بالذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات.
وقال حدادين: «إن المرحلة القادمة من الذكاء الاصطناعي هي مرحلة ستتسم بوجود الأجسام... ذلك أن روبوتات الذكاء الاصطناعي ستربط بين العالم الرقمي والمادي، بل إنها ستؤدي إلى دمقرطة السفر إلى الفضاء».
وأضاف: «نعتقد أنه مع صعود الذكاء الاصطناعي سيأتي عصر صعود الروبوتات»
وأشار حدادين إلى الهبوط الناجح لمكوك الفضاء إكس الذي تم التقاطه بوساطة ذراعيّ روبوت ضخمتين تعملان بالذكاء الاصطناعي، وبالنسبة إلى حدادين، فإن هذا مثال واضح لما سيكون عليه المستقبل، حيث سيحقق الذكاء الاصطناعي قفزة من العالم الرقمي إلى العالم المادي.
ووجَّه محمد غزال سؤالاً إلى حدادين عن كيفية تعامل الجامعة مع هذه القفزة بشكل مباشر، وأين يحدث ذلك الآن.
وقال حدادين: «إننا نستخدم الروبوتات والذكاء الاصطناعي فعلياً لدمقرطة الوصول إلى التشخيص الطبي في العالم. وما تراه هنا هو طبيب ومستشفى، حيث يجلس الطبيب، ويستخدم شبكة هجينة ذات اتصال بالإنترنت لتكون بمثابة امتداد لذراعه، إذ تمكنه من التشخيص على بُعد مئات وآلاف الكيلومترات بشكل فوري، حيث الروبوت بمثابة امتداد لذراعه»، مشيراً إلى دراسة حالة محددة من بحث الجامعة.
وأضاف: «وبالتالي فإن ما ستراه هو طبيب يجلس في ميونيخ وروبوت في أبوظبي يقوم باتصال آمن بمريض. هذا النوع من دمقرطة الوصول إلى الخدمات الطبية، يمكن تحقيقه من خلال الجمع بين التواصل والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي والتحليلات. وهذا لن يكون سوى شيء واحد من أشياء كثيرة تحدث حالياً لجلب الذكاء الاصطناعي ليس إلى العالم الرقمي، وإنما إلى العالم المادي».

مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي
تطرق الدكتور جواو ليما، مستشار الذكاء الاصطناعي في مجلس الأعيان البرازيلي، عضو لجنة الذكاء الاصطناعي في المجلس، إلى فرص ومخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيراً إلى تحديات تقنية تتمثل في ما يعرف اصطلاحاً بـ «الهلوسة»، إضافة إلى التحيز والمخاطر في تأمين البيانات، والتلاعب بالمحتوى أو ما يعرف بالتزييف العميق.
وطرح ليما في مداخلته خطر المعلومات المضللة وإمكانية سوء استغلال الذكاء الاصطناعي في إحداث فتنة داخل المجتمعات، وعلى الصعيد الاقتصادي، حذّر ليما من مشكلات البطالة والاحتكارات التقنية.
وقدم ليما شرحاً لمصطلح الهلوسة بأنه يعني إنتاج معلومات غير صحيحة أو غير واقعية، وفي هذه الحالة لا يستطيع برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي فهم الأسئلة المطروحة عليه، أو أنه يضعها في سياق آخر غير سياقها الحقيقي. وربما يقوم برنامج ما باختراع بيانات غير حقيقية، والنتيجة أن المستخدم يقع في فخ التضليل، مما يعرضه للخطر عندما يتعلق الأمر بمسائل لها علاقة بالصحة أو القانون أو الإعلام.
وأشار ليما إلى تجربة البرازيل في تفعيل قواعد قانونية تحد من «هلوسة» الذكاء الاصطناعي التوليدي، من خلال خطوط دفاعية متعددة المستويات. 

مركز للابتكار
وفي الجلسة الثانية أيضاً، شارك الدكتور تايج سيان أودونوفان، كبير العلماء بجامعة هيريوت وات- دبي، بمداخلة عن دور الذكاء الاصطناعي في تحفيز النمو الاقتصادي، منوهاً إلى أن رؤية الإمارات 2031 تركز على التنوع الاقتصادي والابتكار التكنولوجي وتنمية رأس المال البشري، وأيضاً إلى الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 التي تطمح إلى جعل الإمارات العربية المتحدة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال هدف دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات رئيسية، مثل الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية والتصنيع.
ويؤكد أودونوفان أن الذكاء الاصطناعي «والروبوتات» سيؤديان دوراً رئيساً في وضع الإمارات العربية المتحدة كقائدة عالمية في الصناعات القائمة على المعرفة، مما يساهم في رؤية الدولة طويلة الأجل لتصبح مركزاً للابتكار.

زراعة بالذكاء الاصطناعي
وتطرق أودونوفان إلى دور الذكاء الاصطناعي في الزراعة المستدامة، من خلال مراقبة مجموعة من العوامل كالتربة والهواء والمياه، وقدمت الورقة نماذج تطبيقية في الإمارات، من بينها: هيئة البيئة في أبوظبي، حيث قدمت مبادرة هي الأولى من نوعها عالمياً، تعتمد على تقنيات الاستشعار عن بُعد المتطورة باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات من دون طيار لمراقبة التربة. كما حصلت مزرعة «بستانيكا» في دبي على لقب أكبر مزرعة عمودية تعتمد على الزراعة المائية في العالم.

دفع عجلة الابتكار
وأكد أودونوفان أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيؤديان دوراً تحويلياً في مستقبل الاقتصاد والمجتمع العالمي، وسيحدثان ثورة في التصنيع من خلال تعزيز الكفاءة والإنتاجية الصناعية، في اقتصاد عالمي سريع التغير، وسيعملان على معالجة نقص العمالة وتلبية مجموعة من المهام المتكررة التي يزداد عزوف البشر عن القيام بها، مما يتيح للموهبة البشرية التفرغ للإبداع والابتكار، وسيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في دفع عجلة الابتكار، وتعزيز الكفاءة وتقوية النمو الاقتصادي في العديد من المجالات الرئيسة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الروبوتات منتدى الاتحاد جريدة الاتحاد صحيفة الاتحاد مركز الاتحاد للأخبار الإمارات الذکاء الاصطناعی التولیدی الذکاء الاصطناعی فی الجلسة الثانیة العالم الرقمی إلى العالم من خلال

إقرأ أيضاً:

“المحامي الافتراضي” أول مهنة قانونية تعتمد الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والمنطقة

 

 

 

أعلنت وزارة العدل، بالشراكة مع مكتب التطوير الحكومي والمستقبل ومكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، في حكومة دولة الإمارات، بالتزامن مع فعاليات “معرض جيتكس 2024″، عن مشروع “المحامي الافتراضي” الممكن بالذكاء الاصطناعي، الذي يساعد المؤسسات القانونية في تطوير المرافعات القانونية في القضايا البسيطة، ويسهم في تعزيز جاهزية قطاع العدل لفرص ومتغيرات المستقبل، وأثرها على قطاع العدل والمهن القانونية وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي لإيجاد نماذج حكومية جديدة لتسريع الخدمات وتحسين تجربة المتعامل في بيئة رقمية وتفاعلية للتقاضي.
ويعد المحامي الافتراضي، المشروع الأول من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة، ويهدف الى تحقيق قيمة إضافية تتمثل في تسريع وقت التقاضي وتطوير خدماته وريادته عالميا، وتسهيل رحلة المتقاضي.
ويستعمل المحامي الافتراضي “قاعدة بيانات النصوص التشريعية الوطنية الموحدة” التي ستنشئها وزارة العدل، فيما سيتعين على مكاتب المحاماة الراغبة باستخدامه تغذية قاعدة بياناته، بعد قيد المحامي الافتراضي لدى الوزارة.
وسيتم إطلاق النسخة التجريبية من المحامي الافتراضي خلال عام 2025، لتكون نموذجا للخدمات المعززة بالحلول الرقمية المتقدمة التي تسعى حكومات المستقبل لتوفيرها، وتقتصر في المرحلة الأولى على مساعدة المحامين في القضايا البسيطة بمميزات من أبرزها القدرة على التفاعل مع القاضي البشري وتحويل الصوت إلى نص وبالعكس، وتقديم المذكرات والمستندات.
وقال معالي عبد الله سلطان بن عواد النعيمي وزير العدل، إن الوزارة تتطلع بشكل دائم لتوظيف الابتكارات والرؤى التي تخدم العدالة، وترفع من كفاءة الإجراءات، وتمضي قدُما في تسهيل رحلة المتعاملين في مجال تقديم الخدمات الحكومية القانونية، لضمان جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين، وفقا لأفضل الممارسات العالمية، وذلك بالتشارك والتكامل مع شركائها الاستراتيجيين، سواء من المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، ومتمثلا في دعم الابتكارات الرقمية وإطلاق مبادرات ومشروعات تطويرية تعزز قيم العدل والشفافية، تنفيذا لتوجيهات قيادتنا الرشيدة بتعزيز الجهود لتطوير الخدمات الحكومية.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالتقنيات المساندة والمعززة للضمانات القضائية، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تفتح لنا آفاقا جديدة في تطوير المنظومة القضائية، بطرق حديثة مرنة وتفاعلية ترسخ العدالة في مجتمع آمن واقتصاد تنافسي، ما يسهم في رفع الكفاءة التشغيلية، ويختصر الوقت والجهد، ويحسن فعالية الإجراءات القضائية، ويعزز الدقة والسرعة في اتخاذ القرارات، ويخفف العبء الإداري على المنظومة القضائية؛ لتواكب متطلبات اقتصاد المعرفة، وعصر الانفتاح الرقمي باستثمار هذه التقنيات على أكمل وجه.
وقالت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل رئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومي إن هذا المشروع يعد من مشاريع “مهمة الامارات للمستقبل”، التي تركز على تحويل رؤية القيادة الرشيدة الى نماذج عمل حكومية استباقية للجاهزية للمستقبل، في كافة القطاعات، من خلال منصة مشتركة تدعم الجهات الحكومية في تصميم مشاريع حكومية مستقبلية، تحقق نقلات نوعية لصنع التحولات الكبرى وتعزز الاستعداد للمستقبل.
وأضافت معاليها “يعمل مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، بالشراكة بشكل دائم مع الجهات الحكومية، على تعزيز جاهزيتها لمتغيرات ومتطلبات المستقبل وتعزيز مستويات الأداء والإنتاجية والسرعة والمرونة والفاعلية والكفاءة والثقة في العمل الحكومي، وتصميم نماذج الأعمال الحكومية الجديدة وتطوير أدوات التغيير، وتعزيز قدرات الجهات على تحويل التوجهات المستقبلية الى مشاريع، وتحديد مهارات المستقبل اللازمة، بما يسهم في تعزيز الجاهزية الحكومية للمستقبل والاستعداد له والاستجابة لفرصه”.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أهمية تعزيز المبادرات الحكومية الهادفة لتسريع تبني حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في مختلف مجالات العمل الحكومي، خصوصا في تطوير الجيل الجديد للخدمات المعززة بالتكنولوجيا والرقمنة، بما يدعم تحقيق توجهات حكومة الإمارات، بترسيخ تجربة خدمات حكومية سلسة وسريعة وفاعلة ومعززة بالتكنولوجيا.
وقال معاليه إن مبادرة وزارة العدل، تمثل إضافة نوعية لجهود الحكومة في مجال تطوير الخدمات وتصفير البيروقراطية، وابتكار خدمات جديدة تسهل تجارب المتعاملين، وتدعم تحقيق رؤى القيادة بتصميم وابتكار وتقديم أفضل خدمات حكومية في العالم.
وسيوفر المشروع فرصا جديدة ومميزة من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي للارتقاء ببيئة العمل القانوني في الدولة، وينتقل بها إلى مرحلة جديدة لتصبح نموذجا يحتذى على الصعيد العالمي، في ظل ما تعد به حلول الذكاء الاصطناعي من آفاق جديدة في تطوير المنظومة القضائية، بطرق حديثة مرنة وتفاعلية بما يحسن سرعة وفعالية الإجراءات القضائية، ويعزز دقة وسرعة اتخاذ القرارات، ويخفف العبء الإداري على المنظومة القضائية لتواكب متطلبات الاقتصاد الرقمي وعصر الذكاء الاصطناعي بالاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، مع مراعاة الحصانة السيبرانية للمتعاملين، وتأمين خصوصية المستخدمين وحماية بياناتهم، ضمن البيئة السحابية لحكومة دولة الإمارات والبيئة الرقمية لوزارة العدل.
كما تعمل وزارة العدل على دراسة الأبعاد القانونية وإعداد الصياغات التشريعية الكفيلة بمواكبة المهن القانونية الجديدة، وتطوير تشريعات استخدام البنية الرقمية الوطنية في المهن القانونية بأفضل معايير الأمان الرقمي، وذلك تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة، بتعزيز جهود تطوير الخدمات الحكومية من خلال السعي الدائم لتسهيل رحلة المتعاملين في الخدمات الحكومية القانونية، وفقا لأفضل الممارسات المستقبلية العالمية، بالتنسيق والتكامل مع الشركاء الاستراتيجيين.
يأتي هذا المشروع ضمن مشاريع مهمة الامارات للمستقبل، بالشراكة بين وزارة العدل ومكتب التطوير الحكومي والمستقبل، ومكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وضمن جهود التطوير والجاهزية للمستقبل، وتسريع التحول التكنولوجي والرقمي، وفي إطار المبادرات الهادفة لدعم التوظيف الأمثل لحلول الذكاء الاصطناعي، وصولا إلى أن تكون الوزارة ضمن أوائل المنظومات القضائية عالميا، التي تتيح مزاولة المهن القانونية في بيئة افتراضية وتفاعلية.وام


مقالات مشابهة

  • منتدى «الاتحاد» يقرأ تحديات الذكاء الاصطناعي
  • عبدالله آل حامد يُكرِّم المؤسسات المتميزة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • الجلسة الأولى لـ«منتدى الاتحاد»: الإمارات.. ريادة عالمية في الذكاء الاصطناعي
  • الجلسة الثالثة من «منتدى الاتحاد»: توظيف الذكاء الاصطناعي يعزز التنافسية على الساحة العالمية
  • جامعة قناة السويس تنظم ندوة "العالم نحو الذكاء الاصطناعي" ... ضمن مبادرة بداية بالتعاون مع التربية والتعليم
  • منتدى الاتحاد: الإمارات مبادرات نوعية وريادة عالمية في الذكاء الاصطناعي
  • منتدى «الاتحاد» التاسع عشر ينطلق اليوم
  • “المحامي الافتراضي” أول مهنة قانونية تعتمد الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والمنطقة
  • منتدى الاتحاد التاسع عشر يواكب ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي