علاء نقد: الميليشيا تحتضننا ولكننا لا نحتضنها !
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
*العضو بالهيئة القيادية لـ “تقدم” علاء الدين نقد : ( الجيش يمثل الإسلاميين الذين ثارت عليهم القوى المدنية، وثار عليهم الشعب السوداني، والجيش رؤيتو السياسية أن يعيد تنظيم الإسلاميين والمؤتمر الوطني إلى السلطة، عشان كده هم ما حيقبلوا بينا، عشان كده الحرب دي أشعلوها المؤتمر الوطني داخلهم للقضاء على القوى المدنية، والدعم السريع حال بين ذلك .
* *بينما لا يقول الجيش إنه ( يمثل ) الإسلاميبن، ولا يدعي الإسلاميون ذلك، يعترف علاء الدين نقد بأن “الدعم السريع” ( يمثل ) القوى المدنية ( مختصرةً في “تقدم”)، و( يحتضنها )، ويقول إن الهدف من أعماله الحربية هو الدفاع عنها و( الحيلولة ) دون القضاء عليها !*
* *يحمل حديث علاء نقد معنى أن من حق، بل من واجب، “تقدم” أن تكافيء ( احتضان ) الدعم السريع لها بـ( احتضانها ) له، وأن تقدم له كل ما يسنده في حربه المقدسة ذات المهمة المقدسة المتمثلة في منع القضاء عليها، لكنها لم تكافيء الدعم السريع، ولم تؤدِّ واجبها نحوه، وبدلاً من احتضانه وقفت ( في النص ) بين المؤتمر الوطني الذي تقول إنه يحارب من أجل القضاء عليها، والدعم السريع الذي تقول إنه يحارب من أجل منعه !*
* *ويحمل حديثه معنى أن “تقدم” إذ تبريء الدعم السريع من محاولة الانقلاب، ومن التمرد، ومن إشعال الحرب، ومن توسيع نطاقها، ومن الإرهاب، وإذ تصوره كضحية، وإذ تطلب من المواطنين “التعايش” معه وعدم الوقوف ضده، وإذ تصمت عن داعميه الأجانب ومرتزقته، وإذ ترفض هزيمته، وإذ تتبنى مواقفه السياسية، وإذ تدافع عن التفاوض الذي يبقي على دوره في “تصميم العملية السياسية”، وإذ تجعل لحربه هدفاً “نبيلاً” متمثلاً في حماية “القوى المدنية”، وإذ تجرب كل طرق الدفاع عنه، إنما تدافع عن ( الحقيقة ) ولا تمارس ( الاحتضان ) !*
* *يظن علاء نقد، ومعه سائر قادة تقدم، أن الشعب مجرد قطيع ينطلي عليه اللعب بالكلمات، مثل لعبتهم هذه التي تضع ( احتضانهم ) للدعم السريع تحت عنوان ( قول الحقيقة )، وأنه لن يفهم أن هذه اللعبة الساذجة تحمل اعترافهم بأن حرب الدعم السريع شديدة القذارة، وأنهم يريدون بهذه اللعبة دعمه وتجنب دفع فاتورة الدعم !*
* *الحقيقة التي يرفض قادة “تقدم” – بعناد غريب – التسليم بها هي أن الدعم السريع، باحتضانه لهم وباحتضانهم له، قد أضر كثيراً بموقفهم في الشارع، وأدى لعزلتهم حتى في أوساط لم تكن قبل هذا الاحتضان المتبادل بعيدة عنهم .*
ابراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوى المدنیة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
المستشار السياسي السابق لـ”حميدتي” يكتب عن مستقبل الدعم السريع في السودان
إ
عداد: يوسف عزت
*مقدمة:* يواجه السودان مرحلة دقيقة من تاريخه الحديث، حيث تعكس المواجهة المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني صراعًا أكثر تعقيدًا من كونه نزاعًا عسكريًا. فعلى الرغم من النجاحات الميدانية التي حققتها قوات الدعم السريع في بداية النزاع، إلا أنها تعاني حاليًا من تراجع ملحوظ على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعسكرية. يهدف هذا التحليل إلى دراسة الأسباب الجوهرية لهذا التراجع، مع التركيز على العوامل البنيوية، والسياسية، والقيادية. كما يسعى للإجابة على السؤال المركزي: هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات وضمان بقائها وسط هذا التصعيد؟ *أولاً: غياب الانضباط والانفلات الأمني* تعدّ السيطرة على الأمن والنظام أحد العناصر الأساسية للحفاظ على الشرعية والقبول الشعبي. غير أن الواقع في مناطق نفوذ قوات الدعم السريع يُظهر اختلالًا أمنيًا خطيرًا انعكس في انتشار أعمال النهب، وانتهاكات حقوق المدنيين. ويمكن تحليل آثار هذا الانفلات من خلال بعدين أساسيين: 1. فقدان التأييد الشعبي: • أسهمت الانتهاكات الميدانية في تقويض الثقة الشعبية بقوات الدعم السريع، خاصةً في المناطق الحضرية التي كانت أكثر تضررًا من عمليات النهب والاعتداءات. • انعكست هذه الانتهاكات على صورة القيادة باعتبارها غير قادرة على السيطرة على عناصرها، مما أدى إلى عزلة متزايدة في الأوساط المجتمعية. 2. تعزيز الفوضى وانعدام السيطرة: • أدى غياب المحاسبة الداخلية إلى بروز مجموعات منفلتة تعمل خارج السيطرة المباشرة للقيادة، مما كرّس بيئة من الفوضى وصعوبة استعادة النظام. *الخلاصة:* أضعف الانفلات الأمني قدرة الدعم السريع على تقديم نفسه كفاعل منظم ومشروع، وخلق حالة من الاستقطاب السلبي ضده داخل المجتمعات المحلية. ⸻ *ثانياً: تراجع الرؤية السياسية وانعدام المصداقية* بدأت قوات الدعم السريع مسارها السياسي بعد اندلاع الحرب عبر طرح رؤية الحل الشامل دات النقاط العشر، والتي لاقت قبولًا داخليًا وخارجيًا باعتبارها محاولة لصياغة مشروع سياسي مدني. إلا أن هذا الزخم تلاشى بسبب تضارب الخطاب السياسي مع الواقع الميداني. 1. التناقض في الخطاب السياسي: • اعتمدت القيادة خطابًا يركز على مواجهة الإسلاميين (“الكيزان”)، مما أكسبها دعمًا مؤقتًا من القوى المدنية المناهضة للنظام السابق. • غير أن وجود عناصر محسوبة على الإسلاميين داخل صفوف الدعم السريع قوّض مصداقية هذا الخطاب، وكشف عن تناقض جوهري بين الشعارات والممارسات. 2. تأثير الحرب على الأولويات السياسية: • فرضت الحرب أولويات جديدة على قيادة الدعم السريع، حيث أصبح الحشد القبلي والاجتماعي أولوية تفوق الالتزام بالمشروع المدني، مما أدى إلى تراجع الرؤية السياسية إلى مجرد أداة تكتيكية. *الخلاصة:* غياب خطاب سياسي متماسك يعكس رؤية مستقبلية واضحة أدى إلى فقدان الدعم الشعبي والانكشاف أمام المجتمع الدولي كفاعل غير قادر على الالتزام بمبادئ التحول المدني. ⸻ *ثالثاً: ضعف القيادة وتعدد مراكز القرار* تعاني قوات الدعم السريع من أزمة قيادية بنيوية تتجلى في غياب مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتظهر هذه الإشكالية في النقاط التالية: 1. تعدد دوائر صنع القرار: • يشكل التداخل بين القائد الأول (محمد حمدان دقلو – حميدتي) ونائبه (عبد الرحيم دقلو) مصدرًا لتضارب القرارات وتباطؤ الاستجابة للأحداث. • تسهم تأثيرات المحيطين بالقيادة من أفراد الأسرة والمقربين في خلق ديناميكيات معقدة تُعيق اتخاذ قرارات حاسمة. 2. غياب التخطيط طويل الأمد: • تفتقر القيادة إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى، حيث يعتمد اتخاذ القرارات على ردود الفعل الآنية دون تحليل معمق للعواقب المستقبلية. *الخلاصة:* انعكس غياب القيادة المركزية الموحدة على كفاءة إدارة الحرب، وتسبب في قرارات متضاربة، مما أضعف الموقف السياسي والعسكري للدعم السريع. ⸻ *رابعاً: أزمة التحالفات السياسية والعسكرية* تورطت قيادة الدعم السريع في تحالفات متباينة مع قوى سياسية وعسكرية، خلال السنوات الماضية آخرها تبني مشروع “السودان الجديد”. لكن هذه التحالفات تعاني من تناقضات بنيوية واضحة: 1. التناقض مع التركيبة الاسرية والاجتماعية للدعم السريع: • يتطلب مشروع السودان الجديد إعادة هيكلة الدعم السريع كمؤسسة قومية ديمقراطية، في حين أن بنيته القائمة تعتمد على قيادة الأسرة والولاءات القبلية. 2. الطابع التكتيكي للتحالفات: • تتعامل قيادة الدعم السريع مع التحالفات كأدوات مرحلية فرضتها ظروف الحرب، دون التزام فكري أو سياسي حقيقي بالمبادئ التي تقوم عليها هذه التحالفات. *الخلاصة:* غياب رؤية استراتيجية للتحالفات والثبات عليها جعل الدعم السريع يبدو كفاعل انتهازي، مما يهدد استمرارية هذه التحالفات ويؤدي إلى عزلة سياسية متزايدة. *خامساً: الصدام مع الدولة المركزية وتأثيره على الاصطفاف القبلي* أدى الصدام المباشر بين قوات الدعم السريع والدولة المركزية إلى إعادة تشكيل الاصطفافات القبلية في السودان بصورة غير مسبوقة فللمرة الأولى في تاريخ السودان الحديث، أصبحت المجتمعات العربية منقسمة بين دعم الجيش أو الدعم السريع، مما أدى إلى حالة استقطاب حاد والدخول في حرب اهلية مباشرة. • دفع هذا الاستقطاب المجتمعات إلى تسليح نفسها بشكل مستقل، مما حول الحرب لحرب أهلية واسعة النطاق ذات قوى متعددة. *الخلاصة:* ساهم الصدام مع الدولة المركزية في تفكيك التحالفات القبلية التقليدية وأدى إلى تعميق الانقسامات المجتمعية واعاد المكونات العربية في غرب السودان إلى محيطها التقليدي والتحالف مع قوى الهامش التي كانت تستخدم هذه المجتمعات لقمعها ،كأداة لسلطة المركز . يمكن تطوير هذا التحول لحل صراع المركز والهامش بتبني مشروع دولة خدمية بدلا من التعريف التقليدي للصراع بأن المركز هو عروبي إسلامي والهامش إفريقي زنجي وهو تعريف غير صحيح كرست له سلطة الحركة الإسلامية وعمقتها وتبنتها كسياسات حتى الان ، وكنتيجة لذلك انفجر الصراع بهذه الصورة التي نشهدها الان ، ولكن يمكن وفق المعادلات الراهنة الوصول لحلول لصالح جميع السودانيين من خلال التفكير الواقعي والاعتراف بالأزمة وحلها حلا جذريا وذلك يحتاج لعقول تنظر إلى ابعد من مصالحها. *الإجابة على السؤال الجوهري:* هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات التي تقع في مناطق سيطرتها وضمان بقائها؟ بناءً على التحليل السابق، لا تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية متكاملة لتحقيق هذا الهدف، وذلك للأسباب التالية: 1. الارتجالية بدل التخطيط الاستراتيجي. 2. التناقض في الخطاب السياسي والممارسات. 3. غياب قيادة موحدة لاتخاذ القرارات. 4. الاعتماد على تحالفات ظرفية غير مستدامة. 5-عدم القدرة هلى التخلص من ارث الماضي والتكيف مع التحولات التي تستدعي اعادة تشكيل القيادة وصياغة مشروع وطني يمثل مصالح قطاعات واسعة تتبناه وتشارك في تنفيذه. *توصيات* 1. إعادة هيكلة القيادة: إنشاء مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. 2. ضبط الأمن: فرض انضباط صارم على القوات ومحاسبة المتجاوزين. 3. صياغة رؤية سياسية متماسكة: تطوير مشروع وطني يعكس المصالح الحقيقية لجميع الفئات. 4. تعزيز المشاركة المجتمعية: إشراك الكفاءات المحلية في صنع القرار. 5. تبني استراتيجية طويلة الأمد: التركيز على حلول مستدامة تربط بين الأمن والسياسة والتنمية. *خاتمة* يتضح أن قيادة الدعم السريع تواجه تحديات بنيوية تهدد بقاءها كفاعل سياسي وعسكري مؤثر. إن غياب التفكير الاستراتيجي والارتباك في الخطاب والممارسة يجعل مستقبلها مرهوناً بقدرتها على إصلاح هذه الاختلالات واعتماد رؤية متماسكة ومستدامة. الدعم السريعالمستشار السياسي السابقحميدتي