بمبادرات مجتمعية وتعاونية.. إعادة إعمار 398 بيتاً تضررت نتيجة كوارث السيول بمحافظة الحديدة
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
الثورة / يحيى الربيعي
ساهم الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية في التنمية، والتي حظيت به مديريات محافظة الحديدة، وتحديداً تلك التي تعرضت لكوارث السيول، والتي تسببت في جملة من الأضرار التي لحقت بالمواطنين. بتمويل من وحدة تمويل المشاريع والمبادرات المجتمعية وبالتعاون مع مؤسسة بنيان التنموية والاتحاد التعاوني الزراعي وشركاء التنمية والمجتمع، وتحت رعاية وإشراف الفريق التنموي بالمحافظة برئاسة الأخ وكيل أول المحافظة الأستاذ أحمد البشري، كان للجمعيات التعاونية وفرسان التنمية الدور الكبير في مواجهة الكوارث الطبيعية ومكافحة الأوبئة، وذلك من خلال تنفيذ سلسلة من المبادرات المجتمعية الإغاثية وإعادة الإيواء، وفي حدود المتاح من الإمكانيات.
الخدمات
شملت المبادرات تطوير خدمات الطرق، مياه الشرب، الخدمات الصحية، تعليم الفئات المحرومة، وتحسين الظروف المعيشية للمجتمعات المحلية. كما تركزت على تشجيع الاستدامة البيئية وتعزيز التماسك المجتمعي، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والحياة الكريمة.
للحفاظ على هذا الزخم التعاوني، يتطلب الأمر تحميل المجتمعات المحلية المسؤولية، والخروج من حالة الاتكالية التي أوصلتهم إليها المنظمات الدولية. يتطلب ذلك أيضاً تغييراً في التفكير الحكومي التقليدي الذي يركز غالباً على تنفيذ المشاريع بدلاً من قيادة المجتمعات نحو تحمل المسؤولية.
مستفيدون
وعن تفاصيل مبادرات إعادة الإعمارـ بلغ عدد الأسر المستفيدة من المبادرات المجتمعية في إعادة الاعمار (البيوت الحديدية) 255 أسرة، بواقع بناء منزل لكل أسرة. موزعين على عزل وقرى مديرية الدريهمي، عزلة المنافرة: قرية بيوت الدحفي، 10 بيوت. وفي مديرية الزهرة، عزلة ربع الوادي، قرية نعمان تم بناء 58 بيتا، وفي عزلة ربع الفرنتي، قرية كنداوة بني 13بيتا، وفي قرية الرصفة تم بناء 8 بيوت، أما دير الهيجة، فتمت إعادة بناء 16 بيتا. وفي مديرية زبيد، بادر أبناء عزلة القرشية، حي المدينة إلى بناء 71 بيتا، وحي الزاوية يتم بناء 12 بيتا. في مديرية اللحية، عزلة ربع الحضرمي، قرية العمرية بادر الأهالي وبإسناد السلطة المحلية والجمعية إلى بناء عدد 31 بيتا، وفي قرية بيوت مبروك تم بناء عدد 10 بيوت، وفي الناشرية تم بناء 17 بيتا، وفي بني غنم أعيد بناء 9بيوت.
المنازل
وعلى مستوى إعادة الإعمار بالبيوت الخرسانية، بلغ إجمالي عدد الأسر المستفيدة من المبادرات المجتمعية 143 أسرة، بواقع بناء منزل لكل أسرة، حيث تم في مديرية زبيد، عزلة الحبيل، قرية السويدية بناء عدد 16 بيتا، وفي عزلة بلاد الرقود، قرية، بيت التاج تم بناء 13 بيتا، والغنيقة تم بناء 14 بيتا، فيما بني في القحمة عدد 100 بيت.
الجدير بالذكر، أن هذه الفلسفة تجسدت في محافظة الحديدة من خلال أنشطة الفريق التنموي بالمحافظة، الذي ساهم في تفعيل المجتمع من خلال التدخلات المناسبة. حيث تم تنفيذ مسح ميداني في المناطق المتضررة من السيول، تلاه دراسات دقيقة للمباني الخرسانية، ثم إعادة إعمار 398 بيتاً حديدياً وخرسانياً عبر إدارة المبادرات المجتمعية والجمعيات التعاونية.
الجمعيات المشاركة في التنفيذ تشمل جمعية اللحية التعاونية الزراعية، جمعية الزهرة التعاونية الزراعية، جمعية الدريهمي التعاونية الزراعية، وجمعية زبيد التعاونية الزراعية. بلغ عدد الأسر المستفيدة من إعادة الإعمار 255 أسرة للبيوت الحديدية و143 أسرة للبيوت الخرسانية، موزعة على مختلف المديريات والقرى.
هذه الجهود تعكس أهمية المشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة، وتؤكد على ضرورة التعاون.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تبدو مؤسسة الزواج في ظاهرها حصنًا للطمأنينة وواحة للأمان، لكن داخل هذا الكيان الذي يفترض أن يكون ملاذًا، تتشكل أحيانًا عزلة أكثر ضراوة من تلك التي يواجهها الإنسان بمفرده. الطلاق العاطفي، ذلك الطيف الصامت الذي يخيم على العلاقات الزوجية، ليس مجرد فتور في المشاعر، بل هو غربة حقيقية يعيشها شريكان تحت سقف واحد، وقد تكون أكثر قسوة من الطلاق التقليدي.
في فلسفة الزواج، تبدو العلاقة الزوجية انعكاسًا لفكرة الوحدة في التنوع، حيث يجتمع شخصان مختلفان ليشكلا كيانًا مشتركًا يتغذى على الحوار، والاحترام، والعاطفة.. لكن ماذا يحدث عندما يتآكل هذا الكيان بفعل غياب التفاعل الحقيقي؟
يتحول الزواج حينها إلى قوقعة خاوية، مجرد إطار اجتماعي يتمسك به الشريكان خوفًا من المجتمع أو حفاظًا على الأطفال، بينما القلوب تنبض في عزلة، وكأن كلاهما يسير في درب لا يلتقي أبدًا بدرب الآخر.
الطلاق العاطفي ليس مجرد غياب للحب، بل هو حالة وجودية يتلاشى فيها الشغف، ويُختزل فيها التواصل إلى مجرد كلمات سطحية، أو ربما صمت مدوٍ. إنه نوع من الانفصال الداخلي الذي يترك الإنسان يتساءل عن جدوى استمراره في علاقة فقدت عمقها.
اللافت أن الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة، فهو نتيجة تراكمات صغيرة تبدأ بإهمال التفاصيل اليومية، أو بتجاهل احتياجات الآخر، حتى يصبح الشريكان غريبين داخل علاقة من المفترض أن تجمعهما.
غالبًا ما يُلقى اللوم في حالة الطلاق العاطفي على ظروف خارجية، مثل العمل، وضغوط الحياة، أو تربية الأطفال. لكن الحقيقة أعمق من ذلك. في جوهر الأمر، قد يكون الشريكان شركاء في صناعة هذه الفجوة، سواء عن قصد أو عن غير قصد.
فعندما تُختزل العلاقة الزوجية إلى أدوار نمطية، يتحول الزواج إلى مؤسسة بيروقراطية، حيث يصبح الشريكان موظفين يؤديان واجباتهما دون روح.
في كثير من الأحيان، يتجنب الأزواج الحديث عن المشكلات خوفًا من تفاقمها، مما يؤدي إلى تراكمها وتعمّق الفجوة بينهما.
وعندما يتوقف أحد الشريكين أو كلاهما عن العمل على تطوير نفسه أو الحفاظ على هويته الشخصية، تصبح العلاقة عبئًا، حيث يشعر الطرف الآخر بأنه مسؤول عن سد فجوة عاطفية لا يمكنه ملؤها.
في مجتمعاتنا العربية، يُعتبر الطلاق التقليدي وصمة اجتماعية، مما يجعل الطلاق العاطفي خيارًا غير مُعلن لكثير من الأزواج. يعيشون تحت وطأة ضغوط اجتماعية تمنعهم من اتخاذ قرار الانفصال، رغم أنهم منفصلون عاطفيًا منذ زمن طويل.
هذا التناقض يعكس قصورًا في فهمنا للعلاقات الزوجية، حيث يُنظر إلى الزواج كواجب اجتماعي أكثر من كونه شراكة حقيقية تستدعي التفاعل العاطفي.
ربما تكون البداية في فهم الزواج كحالة ديناميكية تتطلب إعادة التفاوض باستمرار حول الاحتياجات، والحدود، والتوقعات. في هذا السياق، يمكن طرح تساؤل: هل يمكننا تجاوز الطلاق العاطفي؟
الإجابة تكمن في إدراك أن العلاقات الزوجية ليست ثابتة، وأن التغيير قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الحب والشغف.
فالحوار الحقيقي ليس مجرد كلمات، بل هو استماع بفهم، واستجابة باحترام. حين يشعر الشريك بأن صوته مسموع، تتجدد الثقة والدفء في العلاقة.
والتذكير بسبب بدء العلاقة في المقام الأول يمكن أن يكون عاملًا محفزًا لإعادة النظر في العلاقة بشكل إيجابي.
إن العلاقات القوية هي تلك التي تقبل هشاشة الإنسان وضعفه. فمشاركة المخاوف والأحلام بصراحة تعيد بناء جسور التواصل.
لذا فإن الطلاق العاطفي ليس فشلًا بقدر ما هو دعوة لإعادة النظر في معنى الزواج. قد يكون الزواج في جوهره مساحة للحرية العاطفية والتواصل الإنساني، لا مجرد قيد اجتماعي.
إن الاعتراف بوجود الطلاق العاطفي هو الخطوة الأولى نحو معالجته. بدلًا من الهروب إلى صمت قاتل، يمكننا العمل على بناء علاقات زوجية أكثر صدقًا وعمقًا، حيث يصبح الزواج رحلة مستمرة من النمو والاكتشاف المشترك.
في النهاية، قد لا يكون الحل المثالي في إنقاذ كل علاقة تعاني من الطلاق العاطفي، لكن الأهم هو أن ندرك قيمة الإنسان داخل العلاقة، وألا نتركه وحيدًا في مواجهة العزلة، سواء كان داخل الزواج أو خارجه.