موقع النيلين:
2025-01-26@06:25:12 GMT

محمد وداعة: عملية كيكل .. تفكيك المليشيا

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

*استسلام كيكل ضربة قوية فى خاصرة المليشيا و تأكيد على قدرات الاستخبارات السودانية*

*عملية كيكل اثارت الذهول و الصدمة على المليشيا و حلفاءها و اذيالها*
*العملية رسالة قوية تدحض تخرصات قادة المليشيا عن قوميتها*

*العفو عن الحق العام بشروط او بدونها لا يصادر الحق الخاص*
*التنازل عن الحق الخاص مقيد بالقانون و بارادة الضحايا و المتضررين*

*مبادرات العفو الخاص ارتبطت بالاعتراف بالخطأ والحقيقة و المصالحة*
*الصالح العام يصلح مرشدآ لتشجيع المصالحات و جبر الضرر فى اطار الحفاظ على الحقوق*
*ضحايا المتمرد كيكل فى الجزيرة لا تقارن بمجازر عبد الرحمن جمعة فى الجنينة*

مناقشات و احتجاجات و ترحيب حول استسلام كيكل ، البعض ذهب الى ان هذه الخطوة ستهدر حقوق الضحايا و المتضررين ،و تكون مدخلا للافلات من العقاب على جرائم ارتكبها كيكل بنفسه فى الجزيرة و ما جاورها ، و بعضآ رحب بالخطوة باعتبار انها جاءت خصمآ على قدرة المليشيا فى احداث مزيد من الضرر و تحجم قدرتها على ارتكاب جرائم اضافية ، و ستفتح الباب الى مزيد من استسلام و انسلاخ قيادات و مقاتلين من صفوف المليشيا ، وهو نهج ناجع فى تفكيك بنية المليشيا ، وان العملية جاءت ردآ قويآ على زعم قائد المليشيا بان قواته قومية بضمها لمنسوبين من كافة مناطق السودان ،

لعل اكبر اختبار تعرضت له القوات المسلحة السودانية كانت احتلال الجزيرة و ما تبع ذلك من تمدد المليشيا باتجاه سنار و الدندر و السوكى و السيطرة على جبل موية ، مما سبب ضغوطآ هائلة على الجيش و تعاملت معه القيادات برباطة جأش و صبر و تحملت فى ذلك الكثير ، و لذلك وجب ان تناقش عملية كيكل استنادآ على ايجابياتها و مردودها ووفقآ للمصلحة العامة و حفاظآ على الدولة و حماية استقلالها و صيانة وحدتها ارضآ و شعبآ ،

هذه العملية وجهت رسالة مهمة للخارج دولآ و منظمات و اثبتت ان الجيش السودانى يدير المعركة باستراتيجية و منهجية كانت نتيجتها اخراج نصف المساحة التى يتبجح التمرد بالسيطرة عليها بضربة خاطفة ، و ان الهامش المزعوم يتخلى عن التمرد على الدولة و ينضم الى الصف الوطنى ، و بلا شك فان العملية حرمت مستشارى المليشيا و المتحدثين باسمها من ميزة ادعاء ان المليشيا تسيطر على (90 % ) من البلاد ،

وهى رسالة لحلفاء المليشيا فى تقدم و الادارات الاهلية بأن المليشيا فقدت السيطرة على قيادات كبيرة فيها و ان قيادات اخرى فى طريقها للاستسلام ، وهى حقيقة ما يجرى حاليآ و لن يمر وقت حتى يقف آل دقلو وحيدين الا من مرتزقة دول الجوار و بعض المتعاونين ، مما يعجل بانهيار المليشيا و استسلامها كليآ ، مع الاسف فان هذه القيادات تعانى من حالة مرضية و تبعية عمياء و عدم قدرة على التمييز بين ما ينفع الناس و يقلل من حجم الضرر على البلاد و العباد و بين مصالحهم الضيقة فى العودة للسلطة فى حماية المليشيا ،

وهى رسالة تطمين للداخل القلق و المشفق و لمساندى القوات المسلحة بأن القيادة لديها القدرة على ادارة المعركة الاستخبارية و النفسية بكفاءة و اقتدار و صبر كما تدير العمليات العسكرية ميدانيآ ، وسيرى الناس نتائجها عاجلآ و ليس آجلآ فى تخلى اعداد كبيرة من القيادات عن التمرد و البحث عن طريقة للخروج قبل فوات الاوان ، خاصة بعد نجاح تنسيقيات حواضن المليشيا فى مواجهة قيادات اهلية انخرطت كليآ فى دعم المليشيا باسم قبائل و مجتمعات اهلية لصالح اسرة آل دقلو ،

وهى رسالة للامارات الراعى الرسمى للمليشيا ، انها تخسر استثماراتها فى المليشيا ، و انها لن تحصد الا الاوهام و لن تجنى الا الخزى و العار، و من الافضل لها و بحسابات التاجر ان تقلل من هذه الخسائر و ان ترجع عن طريق الشر و العدوان و هى تدرك انها ستتحمل كل التبعات القانونية جراء شراكتها مع المليشيا ،

من حق القيادة وواجبها ان تراعى المصلحة فى الحفاظ على حياة المواطنين و تقليل الخسائر فى صفوف الجيش و اتباع الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك ، ومن حق الضحايا و المتضررين التمسك بحقهم الخاص فى القصاص و التعويض عن الضرر فى مواجهة كيكل او غيره من مرتكبى الجرائم ، وهو حق اصيل لا يجوز اهداره او التنازل عنه الا من صاحب الحق الشرعى ووفقآ للقانون ، مع تحقيق العدالة و العدالة الانتقالية و انصاف الضحايا و المتضررين ممن شردتهم الحرب و افقدتهم اموالهم و ممتلكاتهم،

محمد وداعة

إنضم لقناة النيلين على واتساب
.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

العدالة الانتقالية وجبر الضرر.. الآليات والتحديات والتجارب المُلهمة

عاشت سوريا فترة طويلة ومعقدة من النزاع المسلح والصراعات الداخلية التي شهدت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من مختلف الأطراف المتورطة.

بدأت هذه المرحلة منذ بداية النزاع في عام 2011، حيث أفرزت الحرب السورية أزمات إنسانية واسعة النطاق، تخللها انتهاكات شاملة شملت القتل العشوائي، والتعذيب، والاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري.

كما لم تقتصر هذه الانتهاكات على طرف واحد، بل كانت مشتركة بين القوات الحكومية، والتنظيمات المتطرفة، وقوات أجنبية.

في ضوء هذه الانتهاكات الواسعة، تصبح العدالة الانتقالية ضرورة حيوية لتحقيق السلام والمصالحة في سوريا.

مبدأ أساسي واحد يكمن في السعي إلى تحقيق التوازن بين العدالة والمصالحة، وبين المحاسبة وبناء المستقبل والمجتمع على أسس قيم العدالة وحقوق الإنسان
وعند النظر إلى التجارب العالمية حول تطبيق العدالة الانتقالية، نجد أنها تتمتع بتنوعها وتأثرها بالسياقات الثقافية والسياسية المختلفة، ما يجعلها مصادر غنية للدروس والتطبيقات الممكنة، حيث تُعدّ تجربة جنوب أفريقيا واحدة من أبرز الأمثلة على العدالة الانتقالية، حيث شهدت البلاد فترة طويلة من التمييز العنصري (الأبارتايد)، فشُكّلت لجنة الحقيقة والمصالحة بقيادة "ديزموند توتو" والتي كانت تهدف إلى كشف الحقيقة عن الانتهاكات وتقديم فرصة للضحايا للتعبير عن معاناتهم.

أما في أمريكا اللاتينية، وبعد سقوط نظام الجنرال بينوشيه، شُكلت لجنة الحقيقة والمصالحة للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة العسكرية. إحدى الدروس المهمة التي يمكن استخلاصها من تجربة تشيلي هي أهمية استقلال وشفافية لجان الحقيقة، مع ثقة المجتمع في نتائج التحقيقات، وتقديم تعويضات مالية، ودعم نفسي واجتماعي، مما يعكس التزام الدولة بإعادة بناء حياة الضحايا وضمان عدم تكرار الانتهاكات.

والكثير من التجارب التي يضيق المقام بذكرها والوقوف عندها، كتجربة رواندا بعد الإبادة الجماعية عام 1994، وتجربة البوسنة والهرسك بمحاكمة المتورطين بجرائم حرب، وغير ذلك، إلا أنها تشترك جميعها في مبدأ أساسي واحد يكمن في السعي إلى تحقيق التوازن بين العدالة والمصالحة، وبين المحاسبة وبناء المستقبل والمجتمع على أسس قيم العدالة وحقوق الإنسان.

العدالة الانتقالية مفتاح المصالحة والديمقراطية

تمثل العدالة الانتقالية إطارا قانونيا وفلسفيا يهدف إلى معالجة انتهاكات حقوق الإنسان خلال فترات النزاع أو الأنظمة القمعية، وتسعى هذه العدالة إلى تحقيق توازن بين مبدأي المحاسبة ومساعي المصالحة، من خلال آليات تشمل المحاكمات الجنائية، ولجان الحقيقة، وإصلاح المؤسسات، إذ تُمكِّن العدالة الانتقالية المجتمع من التحول من حالة الظلم إلى العدالة، ما يعزز القيم الديمقراطية واحترام الحقوق الأساسية.

أما جبر الضرر، فهو مبدأ يعبر عن ضرورة إعادة الأمور إلى نصابها بعد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ويشمل تعويض الضحايا ماديا ومعنويا، كما يُعنى هذا المفهوم بتحقيق العدالة التقويمية، التي تهدف إلى إعادة التوازن الأخلاقي والاجتماعي من خلال الاعتراف بالأذى والتعويض عنه، حيث يُعتبر جبر الضرر جزءا لا يتجزأ من العدالة الانتقالية، إذ يسعى إلى استعادة الكرامة الإنسانية وبناء الثقة في المؤسسات القانونية.

تحديات تحقيق العدالة الانتقالية

تشكل العدالة الانتقالية في سوريا تحديا معقدا ومتشابكا، نظرا للعديد من العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

ولعلّ أبرز التحديات هو تورط العديد من الأطراف في النزاع، بما في ذلك القوات الحكومية وبعض الجماعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة، ما يجعل محاسبة جميع المتورطين عملية معقدة وصعبة، ولا سيما إذا كان البعض من هؤلاء المتورطين قد وصلوا إلى مواقع السلطة.

كما تعكس هذه الحالة صراعا فلسفيا حول العدالة، حيث يواجه المجتمع تحديا في التوفيق بين مبادئ المحاسبة والعدالة من جهة، وضرورة المصالحة والاستقرار من جهة أخرى، إذ أنّ التوترات الاجتماعية والطائفية المتراكمة تعمق الفجوة بين المجتمعات المختلفة، ما يعقد عملية بناء الثقة وإعادة التلاحم الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب إعادة تأطير مفهوم العدالة بحيث يتناسب مع التعددية الثقافية والدينية والاجتماعية التي تميز المجتمع السوري.

يمثل التحدي الاقتصادي عاملا حاسما في تحقيق العدالة الانتقالية. فالاقتصاد المتهالك والموارد المحدودة تعرقل تنفيذ برامج جبر الضرر والتعويض، وتفرض قيودا على إمكانيات إعادة الإعمار والتنمية. ويُطرح هنا سؤال جوهري حول كيفية تحقيق العدالة في سياق الندرة، ومدى إمكانية تحقيق التوازن بين تعويض الضحايا وإعادة بناء المجتمع.

وتضارب المصالح بين الأطراف المتنازعة يضيف بُعدا آخر لتعقيد العدالة الانتقالية، حيث تتعارض مصالح بعض الأطراف السياسية مع مبادئ العدالة، مما يتطلب توازنا دقيقا وتعاونا دوليا لضمان تحقيق العدالة من دون التضحية بالسلام والاستقرار. هذا التحدي يعكس أهمية العدالة الانتقالية بوصفه مشروعا جماعيا يتطلب مشاركة وتعاون جميع الأطراف لتحقيق أهدافه.

آليات تحقيق العدالة الانتقالية

ويمكن تحقيق العدالة الانتقالية من خلال عدة مراحل أساسية:

1- المساءلة والمحاسبة: تهدف هذه المرحلة إلى محاسبة المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، من خلال إنشاء محاكم جنائية خاصة أو دعم المحاكم الوطنية القائمة، فالمحاسبة القضائية تعتبر حجر الزاوية في العدالة الانتقالية، حيث تساهم في تعزيز سيادة القانون ومنع الإفلات من العقاب، ومن الضروري أن تكون هذه المحاكم مستقلة وشفافة وتعمل وفقا للمعايير الدولية.

2- الكشف عن الحقيقة والتوثيق: ويمكن تحقيق ذلك من خلال تشكيل لجان تقوم بجمع الشهادات والأدلة من الضحايا والشهود، وهذه اللجان تساعد في تحقيق العدالة الرمزية وتمنح الضحايا الفرصة لسرد قصصهم وتلقي الاعتراف بمعاناتهم، كما أنّ الكشف عن الحقيقة يساهم في بناء فهم مشترك للتاريخ الأليم وتعزيز التفاهم والتسامح بين المجتمعات المتضررة.

تطبيق هذه الآليات في سوريا يتطلب التزاما سياسيا واجتماعيا قويا، وتعاونا دوليا لتقديم الدعم اللازم. فمن خلال تنفيذ هذه المراحل الأساسية للعدالة الانتقالية، يمكن للشعب السوري بناء مستقبل قائم على العدالة والمصالحة والاحترام المتبادل لحقوق الإنسان، ما يعزز السلام والاستقرار في المنطقة
3- إصلاح المؤسسات: تشمل هذه المرحلة تطهير المؤسسات الحكومية والأمنية من العناصر المتورطة في الانتهاكات، إذ يجب إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإعادة تدريبها على مبادئ حقوق الإنسان، وضمان شفافية العمليات وتحقيق الرقابة المستقلة، فالإصلاح المؤسساتي يهدف إلى ضمان عدم تكرار الجرائم وتعزيز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.

4- جبر الضرر والتعويض: تهدف هذه المرحلة إلى تعويض الضحايا ماليا ومعنويا، عبر تعويضات مالية، وإعادة الممتلكات، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية، وتوفير فرص التعليم والتدريب. فجبر الضرر هو عملية شاملة تهدف إلى إعادة بناء كرامة الضحايا واستعادة مكانتهم في المجتمع، كما يساهم جبر الضرر في تحقيق العدالة التقويمية ويساعد الضحايا في التعافي والاندماج من جديد في المجتمع.

5- مشروع قانون يحظر الترويج لنظام بشار الأسد والجرائم المرتبطة به: حيث يتضمن القانون حظر تبرير جرائم النظام الأسدي أو الترويج لها بأي وسيلة إعلامية، مع حظر شعارات ورموز التي تخص النظام الساقط، بالإضافة إلى منع إنكار الجرائم التي ارتكبها النظام، كجرائم الإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة الكيمائية، عبر فرض عقوبة تصل إلى السجن 5 سنوات أو غرامة مالية.

كما يشمل القانون منع تأسيس أية تنظيمات أو حركات تدعم نظام الأسد أو تعمل على استعادة حكمه، بالإضافة إلى حماية الضحايا من خلال منع الإساءة لهم أو التشهير بضحايا النظام أو التشكيك في معاناتهم.

وفي الختام: إنّ تطبيق هذه الآليات في سوريا يتطلب التزاما سياسيا واجتماعيا قويا، وتعاونا دوليا لتقديم الدعم اللازم. فمن خلال تنفيذ هذه المراحل الأساسية للعدالة الانتقالية، يمكن للشعب السوري بناء مستقبل قائم على العدالة والمصالحة والاحترام المتبادل لحقوق الإنسان، ما يعزز السلام والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحصي الضحايا الأطفال من حرب غزة
  • جمعية المتضررين من قانون الإيجار القديم تطرح مشروعًا لزيادة الإيجارات تدريجيًا خلال 3 سنوات
  • «عقيلة صالح» يناقش سبل تعويض المتضررين من «إعصار دانيال» في درنة
  • وزير الصحة يُسلم رسالة الرئيس تبون للوزير الأول لموريشيوس
  • مصدر يكشف رسالة من إسرائيل لحماس مع تجمع مقاتلي القسام بساحة فلسطين بغزة لبدء عملية تسليم الرهائن
  • دكتور محمد زكريا يؤكد تلاحم السودانيين لإفشال مخططات المليشيا وداعميها للنيل من البلاد
  • كنزي تركي لـ الوفد: أرفض العري وأحب الإطلالة الكلاسيكية
  • العدالة الانتقالية وجبر الضرر.. الآليات والتحديات والتجارب المُلهمة
  • فخور بيك .. مصطفى محمد يوجه رسالة إلى مرموش
  • شاهد بالفيديو.. فنان الربابة “ود البلة” يطلق أغنية جديدة لقائد درع الشمال (كيكل ما بنقدر أنا غنيت فوق الدرع)