صحيفة الاتحاد:
2025-05-02@23:57:10 GMT

عائشة الكعبي.. قصائد منسوجة بلغة وجدانية

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

فاطمة عطفة (أبوظبي)

أخبار ذات صلة حديث الشعر.. الجهة الأخرى من الكلمات الشِّعر الإماراتي تحت المِجْهر

صدر للشاعرة عائشة الكعبي ديوان شعري بعنوان «لا أشتري فرحاً مستعملاً» عن «دار العين للنشر» في القاهرة، قصائده منسوجة بلغة وجدانية صافية وصور فنية جمالية مبتكرة تثير دهشة وخيال القارئ، وكأن الشاعرة ترسم أحلام الطفولة بألوان مائية شفافة، يمتزج فيها الحزن بالفرح، والحب بالفراق، والخبز المحترق بحرمان الفقراء، والقمر بالقصيدة.

 
يحتضن الديوان قصائد تعبر عن أطياف واسعة من العواطف الوجدانية العميقة في صور إنسانية غامضة وجديدة بكل ما في الإبداع الشعري من تجديد وإثارة لقراءته مراراً للمزيد من المتعة والفائدة. 
وعن دلالة وعنوان الديوان الذي يوحي بالحزن، وهل الحزن ضرورة في حياة الإنسان، تقول الشاعرة عائشة الكعبي: «الحزن ضرورة من ضرورات الإنسانية، فالأرواح التي لم يصهرها الحزن، لا تتخلص من شوائب الأنانية ولا تصفو معادنها تماماً من وجهة نظري».
أما عن اختيار العنوان فهو عنوان إحدى قصائد الديوان الذي يضم بين دفتيه ما يربو على سبعين قصيدة، وأظن أنني وُفّقت في اختياره ليس لأنه الأكثر تميزاً بين العناوين، ولكن لأنه الأكثر قدرة على عكس الحالة الوجدانية لقصائد الديوان بشكل عام.
في القصائد معاناة كبيرة لأسباب كثيرة، منها الفراق، علاقة الشعر بالألم، الوحشة في غياب الحب، حتى العام الجديد تستقبله الشاعرة باستعارة نصف قلب لتلصقه بنصف قلبها الميت،  ولا أجرؤ على الادعاء أنني أعاني أكثر من غيري في هذه الحياة، إلا أنني أعلم يقيناً أن هناك أشخاصاً يخرجون من محك تجربة ما دونما أدنى تغيير، في حين يخرج آخر من ذات التجربة وكأنه قد وُلد من جديد، ولا بد أن أكون محظوظة في منظور آخر، كي أحظى بأكثر من ميلاد غير معلن، يتوافق والتجارب والمحن التي مررت بها.
أما علاء الدين في الحكاية، فيفرك مصباحه السحري طلباً للمارد، والشاعرة فركته من أجل أمنية، هل الأمل يساعدنا في مواجهة المصاعب؟ ولماذا تسقط الأماني بالتقادم في قصيدة ثانية؟ عن ذلك التصور تقول الكعبي: الأمل هو شريعة المكلومين في التحايل على آلامهم، عندما تُشرع الحياة في وجوهنا أبواب التساؤل غير المشروع تقوم غريزة البقاء لدينا بتحويله تلقائياً إلى أماني، لا تلبث أن تتساقط على رؤوسنا بالتقادم، لكنها ضرورية لإبقائنا على قيد الفرح الأدنى المطلوب للاستمرار في محاولات النجاة.
وعن ذكريات الطفولة تقول الكعبي: طفولتنا هي الزوّادة الأولى التي نحملها معنا في رحلة الحياة، ورغم أنها قد لا تحدد بالضرورة وجهتنا المستقبلية إلا أنها غالباً ما تشكل بوصلتنا الوجدانية والإنسانية التي نستعين بها لاحقاً في تحديد اتجاهات مبادئنا.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشعر

إقرأ أيضاً:

«الخراريف».. ذاكرة الحكاية الإماراتية في «أبوظبي للكتاب»

أبوظبي (الاتحاد)
في مجلس ليالي الشعر بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، ووسط حشد من الأطفال، أعادت سلامة المزروعي إحياء تقليد «الخراريف»، أحد أقدم فنون الحكي في الموروث الشعبي الإماراتي.
في مجلس يحاكي المجالس الإماراتية التقليدية، جلست المزروعي بلباسها التراثي الأصيل، مرتدية البرقع لتروي قصصاً من الماضي القريب، بأسلوب شائق استحضر ذاكرة الجدات، وأعاد الأطفال إلى أجواء الحكاية الأولى.
قدّمت المزروعي شخصيات خرافية شهيرة في التراث المحلي، أبرزها «أم دويس»، بأسلوب سردي تفاعلي أثار حماسة الصغار، الذين لم يكونوا مجرد مستمعين، بل شاركوا في نقاشات وأسئلة حول مغزى الحكاية، وأسباب ما تعرّض له أبطال القصص من خطر.
وكان الأطفال يتسابقون للإجابة: «لأنهم لم يستمعوا إلى نصائح أهاليهم»، ما يُكرّس في أذهانهم قيمة طاعة الوالدين، ويزرع في نفوسهم أولى بذور الحكمة والسلوك القويم.
تقول المزروعي: «الخراريف ليست مجرد تسلية، بل وسيلة تربوية استخدمها الأجداد لتعليم أبنائهم السنع، والكلمات التراثية، وقيم الحياة».
وأشارت إلى أن هذه القصص نُقلت شفاهياً بين الأجيال، وشكّلت جزءاً من الذاكرة الثقافية التي تحمل في طيّاتها اللغة، والتاريخ، والهوية. وأضافت: «نحن نروي الخراريف اليوم لنحافظ على لهجتنا، ونُبقي تراثنا حيًّا في وجدان الصغار والكبار».
وتُعرف المزروعي بأسلوبها الخاص في التفاعل مع الأطفال، إذ تعتمد على قراءة شخصياتهم وتقديم القصص بما يناسب ميولهم. تقول: «أحرص على كسر حاجز الخجل لدى بعض الأطفال، وأشجعهم على التفاعل والمشاركة، مما يجعل التجربة تعليمية وترفيهية في آن معآً».
يأتي تنظيم فعالية الخراريف ضمن أنشطة هيئة أبوظبي للتراث، التي تتبنى هذا المشروع الثقافي الحي، وقد نجح في استقطاب جمهور واسع من الأطفال الذين يطلبون يومياً المزيد من القصص، على الرغم من أن البرنامج يحدد سرد خروفتين في اليوم.
تقول المزروعي: «في كثير من الأحيان، أستمر في الحكاية طوال اليوم، وهناك من يتابعني عبر يوتيوب ويزورني في المعرض ليستمع إليّ مباشرة». 

أخبار ذات صلة ركن الفنون.. إمتاع بصري ومساحة نابضة بالإبداع «أبوظبي الدولي للكتاب» يطلق إصدار «أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة» معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

مقالات مشابهة

  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • «الخراريف».. ذاكرة الحكاية الإماراتية في «أبوظبي للكتاب»
  • قصائد "العازي" و"المنكوس" تنثُر جمالياتها في "أبوظبي الدولي للكتاب"
  • سماء بلا أرض.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي
  • حين يعانق الحزن فجر الغياب “
  • «أسطورة 2» عمل أدبي مميز يمتزج بين الفنون والأدب للكاتب حلمي مكي
  • 8 مايو.. انطلاق المؤتمر السنوي الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق بمستشفى قنا العام
  • 8 – 9 مايو.. انطلاق المؤتمر السنوي الثالث لوحدة المناظير بمستشفى قنا العام
  • الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير ناصر بن فهد بن عبد الله بن سعود
  • كيف نفهم الحزن عند موت أحد الأحباء