يستيقظ «عم فتحي القطان»، في كل يوم نشيطًا مقبلًا على الحياة ليذهب إلى عمله الشاق بمهنة «الأزأ» في عزبة البرج بمحافظة دمياط، رغم تجاوزه الخمسين عامًا، ورغم أن هذا العمل إحدى مهن العتالة الصعبة والتي تحتاج مجهودًا بدنيا كبيرًا ولا يخلو منها أسطول بحري، إلا أنه يمارسها بشغف كبير.

«الأزأ» ترتبط ارتباطا وثيقا بصناعة السفن البحرية والسياحية ومراكب الصيد، وتعتبر واحدة من أقدم المهن المصرية التي تقاوم الاندثار، فهي عبارة عن مجموعة من الأشخاص يسحبون السفن من الماء وتسير على البر للصيانة في الورش، ثم يعيدونها مرة أخرى، ويعمل فيها عشرات العمال مثل «عم فتحي» لكسب قوت يومهم، ولكنها لها وضع خاص في قلبه، وتحتل من عقله ذكريات كثيرة عاشها خلال عشرات السنوات التي قضاها فيها بعد أن توارثها من أهله.

«الأزأ» وسيلة عم فتحي لكسب قوت يومه

يقول «عم فتحي»: «توارثت مهنة الأزأ أبا عن جد وتعلمتها منذ طفولتي، ولا يوجد لي أي مصدر دخل سواها أعول به أسرتي وعلمت أبنائي الذين يعملون بحرفة الصيد، فنحن في عزبة البرج  نعمل جميعاً في أسطول الصيد والحرف المتعلقة به، فأعمل بها منذ ثلاثين عامًا».

ورغم صعوبة المهنة إلا أن الرجل الخمسيني له رأي آخر فيقول: «مهنة شاقة وبها خطورة، إلا أني أعشقها وأشعر بسعادة عندما ينزل المركب إلى الماء بالأزأ، ورغم أنني وصلت لسن 50 عاما، إلا أني مازلت أعمل بها وأعلمها للشباب حتى لا تندثر». 

كيف يؤدي عمال الأزأ مهامهم؟

واستكمل: «وقت طلوع المركب من النيل إلى البر للدخول في ورش تصنيع وتصيين السفن ثم يعود للماء، أو عندما يُصنع المركب وينزل إلى البحر فذلك العمل يحتاج إلى فريق عمل لا يقل عن عشرة عمال أزأ مدربين على كيفية شد حبال الواير، وربطها لشد المركب ومن ثم تحريك الواير بقوة الدفع، وقتها يعمل الفريق المكون من عشرة أفراد في آن واحد».

يقول أحمد الأتربي أحد أصحاب ورش تصنيع اليخوت السياحية في دمياط لـ«الوطن»: «عملنا كمصنعين لليخوت والمراكب يعتمد بشكل أساسي على مهن قد تبدو بسيطة ولكنها مهمة جدًا، ولن نستطيع العمل دونها، وبينها (الألفطة) و(الأزأ) إذ لا نستطيع العمل على صيانة مركب دون أن يصعد إلى البر في الورشة عن طريق تلك المهنة الصعبة كما هو الحال عندما نننتهي من إنشاء وتصنيع يخوت لتنزل المياه وتعبر طريقها إلى البحر وتسافر إلى بلدها».

وأضاف «الأتربي» أن معظم اليخوت السياحية التي تصنع لدينا تسافر إلى دول أوروبا والخليج، ولدينا في مدينة عزبة البرج أمهر صناع يخوت في أكبر أسطول بحرى والذي يمثل تقريبا ثلثي أسطول جمهورية مصر العربية والذي زاد الاهتمام به الفترة الماضية، وبعد قرار مجلس الوزراء بتوطين صناعة السفن ما سلط الضوء بشكل كبير على هذه الصناعة، والتي تعد من التراث المصري بمحافظة دمياط.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صناعة السفن عزبة البرج إلا أن

إقرأ أيضاً:

ضبط 102 كجم مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك الآدمي بدمياط

نفذت مديرية التموين والتجارة الداخلية بدمياط، حملة مشتركة بكفر البطيخ والسرو خلال اليومين الماضيين جاءت بالتعاون بين الوحدات المحلية و مديريات الصحة  والطب البيطرى وجهاز حماية المستهلك ومديرى الأزمات ومسئولى الإشغالات والرخص وتم متابعتها من خلال مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة.

حيث أسفرت الحملة عن ضبط ١٠٢ كجم مواد غذائية متنوعة  و ١٠٠ لتر مواد سائلة متغيرة الخواص، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، علاوة على تحرير ١٩ محضرا لرصد مخالفات عدم الالتزام باشتراطات النظافة وعدم وجود شهادة صحية وعدم الإعلان عن أسعار السلع.

  
جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات  الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، بالرقابة المستمرة على الأسواق و المنشآت الغذائية والتأكد من سلامة الأغذية،  للحفاظ على صحة المواطنين.

مقالات مشابهة

  • كبير صناع السجاد اليدوي بالفيوم: نوفر فرص عمل بدون تكليف الدولة جنيها واحدا
  • انطلاق الدورة الثانية من معرض أيادي مصر للحرف اليدوية والتراثية بدمياط
  • ضبط 102 كجم مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك الآدمي بدمياط
  • إقبال كبير من الزوار للمشاركة في ورش العمل المميزة بجناح الأزهر بمعرض الكتاب.. صور
  • صناعة الطابوق.. مهنة شاقة مستمرة بسواعد عراقية لأجل العيش (صور)
  • يمارس مهنة الطب دون ترخيص... أمن الدولة في البقاع تدهم منزل سوريّ
  • فتحي سند يثير الجدل بسبب الأندية المصرية
  • كارثة في أكبر مهرجان ديني بالعالم.. تدافع يودي بحياة 15 شخصاً في الهند
  • فتحي عفانة: العمل المجتمعي يعزز الروابط
  • حسين الجسمي.. مشاهدات أغنية عايز تمشي في أسبوعها الأول