منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها فتح الله غولن في 15 يوليو/تموز في تركيا، لم يتوقف إردوغان عن جهود لإقناع الولايات المتحدة بتسليم غولن، لكن هذه الجهود وصلت إلى خط النهاية مع إعلان وفاة الداعية، اليوم الاثنين.

وتصدرت أخبار وفاة فتح الله غولن مواقع التواصل والمواقع الإخبارية التركية والعالمية، وكثرت التساؤلات بشأن وفاة غولن ومكان دفنه بعد هروبه من البلاد.

وأوردت شبكة "إن تي في" الخاصة نقلا عن مصادر أمنية تركية أنه سيتم دفنه ضمن مجموعة محدودة و"سيبقى موقع قبره سريا"، وقد يكون في غابة تعود لمسؤول في الحركة في الولايات المتحدة.

ويعتبر غولن العدود اللدود لأردوغان، حيث اتهمته الحكومة التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت عام 2016، وأنه العقل المدبر لها. لكنه رفض هذه الاتهامات وأصر حينها على أن لا علاقة له بالانقلاب.

وتقدم بوابة “الفجر” في السطور التالية على مؤسس حركة خدمة التركية فتح الله غولن.

من هو فتح الله غولن؟

ولد فتح الله غولن في تركيا في 27 أبريل عام 1941 في قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة محافظة دينيًا.

ثم انتقل عام 1999 للعيش في الولايات المتحدة، حيث أقام في منطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وعاش غولن في منفاه الاختياري بعيدا عن الأضواء، وكان من النادر أن يدلي بتصريحات أو مقابلات لوسائل الإعلام، بالرغم من أن حركته استقطبت قطاعات كثيرة من المجتمع التركي، وفي الخارج، كما تدير استثمارات بمليارات الدولارات.

وعلى الرغم من أنه كان حليفا مقربا من أردوغان في السابق، لكن الرجلين اختلفا منذ بدأ الرئيس التركي يستشعر الخطر من حركة غولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد.

إذ دعم غولن أردوغان في سنوات حكمه الأولى منذ 2003 قبل أن يختلف معه فيما بعد، حيث ظهرت الخلافات علنا بينهما منذ أواخر 2013، بعد أن كشف قضاة قيل إنهم من أنصار غولن فضيحة فساد داخل أجهزة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان.

حينها طالت فضيحة الفساد تلك عددا من المقربين من أردوغان، ومن بينهم نجله بلال وقال معارضو غولن إنه طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته.

يذكر أن حركة "خدمة" كانت تنادي حسب مؤسسها غولن، بالإسلام الاجتماعي الحداثي لكن الحكومة اتهمتها بالسعي إلى تأسيس دولة موازية داخل تركيا.

فتح الله غولن العدو اللدود لأردوغان

كان غولن حليفا مقربا من الرئيس رجب طيب أردوغان في السابق، ودعه في سنوات حكمه الأولى بعد 2003، لكن الرجلين اختلفا منذ بدأ أردوغان يستشعر الخطر من حركة غولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد.

ويقول معارضو غولن إن رجل الدين الذي أقام أكثر من عقدين في الولايات المتحدة، طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته، ويشيرون إلى شريط فيديو طلب فيه ذلك من أنصاره عام 1999

أسس غولن حركة "خدمة" قبل نحو 50 عاما، وما لبثت أن حققت انتشارا من خلال دعم وسائل الإعلام والصحافة وبناء المدارس في دول إفريقية وآسيوية، كما عززت من وجودها داخل المجتمع التركي، خاصة في الإدارة، قبل أن تنفذ السلطات حملة لإبعاد أنصارها عن الجهاز الإداري.

ولا تصرح حركة "خدمة" بأي هيكل إداري يحكمها ولا تسمي أي تسلسل هرمي لمسؤوليها، لكنها تقول إنها ملتزمة بـ "الإصلاح الديمقراطي والحوار بين الأديان".

اتهامات الانقلاب

وتتهم السلطات التركية، أعضاء منظمة فتح الله غولن بالتسلل، إلى قطاعات من القوات المسلحة التركية، وتنفيذ محاولة انقلاب في 15 يوليو/تموز 2016، أدت إلى مقتل 251 شخصًا وجرح زهاء ألفَي شخص، بعد أن اجتاح دبابات وجنود مدججين بالأسلحة، الشوارع.

المحاولة فشلت بعد خروج أعداد ضخمة من الشعب التركي للشوارع للوقوف في وجه الانقلاب، وفق التقارير التركية. 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فتح الله غولن فتح الله غولن في تركيا منظمة فتح الله غولن الولایات المتحدة المجتمع الترکی فتح الله غولن

إقرأ أيضاً:

رحيل المناضل القومي عبد الحميد طربوش «أحمد سالم»

رحل عنا في يوم السادس من أبريل 2025، أحد أبرز المناضلين القوميين في اليمن والمنطقة العربية، المناضل عبد الحميد طربوش «أحمد سالم».

فقد تعرفت إليه كمناضل قومي في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وكان رحمه الله من القيادات العربية الناشطة في العمل القومي العربي، ومن المؤسسين لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي الذي خلف مؤتمر الشعب العربي وضم أكثر من 150 حزبًا وتنظيمًا سياسيًا من التيارات القومية واليسارية والإسلامية وغيرها، وقد تعددت لقاءاتي بالمناضل أحمد سالم في العديد من العواصم العربية: في صنعاء وعدن ودمشق وبيروت وطرابلس، وفي القاهرة كان اللقاء الأخير معه ومع عدد من القيادات القومية العربية في الوطن العربي، وكان الهم الأكبر له وللمشاركين في هذا اللقاء هو ما جرى ويجري في فلسطين من صراعات وحروب منذ 1948 حتى يوم ذلك اللقاء.

علي ناصر محمد

كما جرى الحديث آنذاك حول آخر التطورات على الساحة العربية: في اليمن وليبيا ولبنان وسوريا والصومال والسودان وغيرها من البلدان التي تكتوي بنار الحروب والصراعات، التي لا يستفيد منها إلا تجار الموت والحروب، ولا تخدم إلا الكيان الصهيوني وحلفاءه.

كان الفقيد من القيادات القومية التي تشعر بالارتياح للنقاش معه، يشدك في حديثه المتواضع بالمواضيع التي يثيرها معك، وكيف يتنقل ببراعة من موضوع لآخر، برغم جسده الصغير فإنك تشعر للوهلة الأولى أنك تقف أمام شخصية قومية تمتلك قدرة تحليلية ذات عمق وبعد استراتيجي.

وهو يُعد من أبرز قيادات «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري»، وبرحيله فقد التنظيم أحد قادته البارزين، وبهذا المصاب الجلل نقدم تعازينا للمناضل الكبير الأمين العام عبد الله نعمان، وعبره لكافة أعضاء التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وإلى أسرته ومحبيه في اليمن وفي وطننا العربي الكبير.

رحم الله المناضل أحمد سالم، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والثبات.

اقرأ أيضاًحمدوك وتدمير السودان

ترامب بين الأقوال والأفعال

كل أسبوع.. تاريخ أسود للصهاينة في الغدر ونقض العهود

مقالات مشابهة

  • ببيان عاجل يكشف الكواليس.. الزمالك يعلن رحيل زيزو
  • في ذكري رحيل محجوب شريف. الحلقة ٤ الاخيرة
  • عاجل | الخارجية التركية تعلن التطبيع مع «إسرائيل» بشرط
  • أردوغان يشن هجوما لاذعا على المعارضة التركية.. كتبوا كتاب الفساد والانقلابات
  • أردوغان يعلق على الرسوم الجمركية الأمريكية.. كيف تؤثر على الاقتصاد التركي؟
  • رحيل المناضل القومي عبد الحميد طربوش «أحمد سالم»
  • أردوغان يتهم المعارضة التركية بالوقوف أمام تحقيقات فساد إمام أوغلو
  • محلل: الجيش التركي يمكنه دخول تل أبيب في 72 ساعة!
  • أول تعليق من حركة حماس علي استشهاد شاب تونسي خلال رفعه علم فلسطين
  • عاجل | أردوغان: لن تتحقق أهداف إسرائيل في سعيها لرسم خريطة المنطقة من جديد