أرامكو تدعو لوضع خطة جديدة لتحول الطاقة
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
البلاد ــ الظهران
دعا رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، إلى وضع خطة محدثة لتحوّل الطاقة تكون بمثابة إصدار جديد 2.0 للخطة الحالية التي أثبتت عدم نجاحها، وأن تأخذ الخطة الجديدة في الاعتبار احتياجات جميع الدول، وخاصة الآسيوية والجنوب العالمي بصورة عامة.
وفي كلمة رئيسة ألقاها في أسبوع الطاقة الدولي بسنغافورة، قال الناصر: “لا بدّ من وضع خطة جديدة لتحوّل الطاقة تراعي الدور الحاسم الذي تلعبه القارة الآسيوية على الساحة العالمية، وطبيعة الموارد المتاحة لها، وآفاق نموها المستقبلي”.
وبشأن الحاجة إلى خطة تحوّل محدّثة، أضاف المهندس الناصر: “ربما يكون القرن الـ21 هو قرن القارة الآسيوية، ولكن في ظل التخطيط الحالي للتحوّل الذي أثبت عدم كفاءته، نراه لا يراعي صوت آسيا وأولوياتها ولا أصوات وأولويات دول الجنوب العالمي، والعالم بأسره يشعر بالعواقب نتيجة لفشل التخطيط الحالي، فالتقدم في عملية التحوّل أبطأ، وأكثر تعقيدًا مما توقعه الكثيرون؛ لذلك ينبغي أن ينصبّ تركيزنا الرئيس على ما يمكن تطبيقه عمليًا وعدم الاكتفاء بالتنظير”.
وبالنسبة إلى أهمية التخطيط العملي للتحوّل، أكد الناصر ضرورة إعطاء الأولوية لخفض الانبعاثات بشكل منهجي، لتحقيق أقصى تأثير ممكن، وبتكلفة مقبولة، وفي إطار زمني معقول، حيث سيكون النهج متعدد المصادر والسرعات والأبعاد، ولا ينحاز لنوع طاقة أو تقنية على حساب أخرى، ويتناول الأولويات الفعلية لأمن الطاقة وقدرة الدول على تحمّل التكاليف والاستدامة ولا يراعي الدول الصناعية على حساب الدول النامية، وهو عبارة عن خطة تحوّل محدّثة مع التركيز في صميمها على آسيا.
وفيما يتعلق بتحدّي تكاليف تحوّل الطاقة، قال الناصر: “سيكون التحوّل مكلفًا للجميع، حيث تُقدر التكاليف المطلوبة عالميًا بما يتراوح بين 100 و200 تريليون دولار بحلول عام 2050. وبالنسبة للدول النامية، فقد يتطلب الأمر نحو 6 تريليونات دولار سنويًا، وإضافة إلى ذلك، في عملية تحوّل تتطلب مبالغ هائلة من الاستثمار الرأسمالي المبدئي، فإن تكلفة رأس المال أعلى من ضعفي هذه التكلفة في الدول النامية حيث الحاجة أكبر”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: ل الطاقة
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: القوة الناعمة
في مطلع عام 1961 كان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر فى زيارة للمغرب، و اِصطحبه الملك محمد الخامس فى جولة بشوارع الرباط، فاصطف المواطنون للترحيب بالزعيم الراحل ، وإذا فجأة يعترض موكبهما رجل مغربي تبدو عليه البساطة، فطلب الرئيس عبد الناصر من السائق أن يتوقف لتحية الرجل فصافحه الرجل، وفاجئه بسؤاله عن موعد عودته للقاهرة وسط دهشة الملك محمد الخامس ،فأجابه عبد الناصر ليفاجئه بطلب آخر أغرب من سؤاله وهو إبلاغ تحياته وإعجابه للفنان إسماعيل ياسين.
واقعة أخرى في عام 1956، وأثناء زيارة عمل للقاهرة لرئيس أركان الجيش الأردنى لواء راضى عناب فى ذلك الوقت، صادف زيارته حفل لكوكب الشرق أم كلثوم فطلب أن يحضرها ،وكان للمذيع بالإذاعة المصرية التى كانت تنقل الحفل لقاء معه، تحدث فيه رئيس أركان الجيش الأردنى منبهرا عن السيدة أم كلثوم وعن مدى شغفه بالإذاعة المصرية، وقوة تأثيرها وانتشارها في المملكة الأردنية، بل إنه كان يعرف اسم محدثه المذيع المصري قبل أن يجرى الحوار ،فأي مجد كان هذا للفن المصرى وللإذاعة المصرية.
واقعة مشابهة رواها أحد الصحفيين التونسيين عام 1969 ،عندما غنت كوكب الشرق فى الحى الأولمبي بتونس كان أقل سعرا لتذكرة الحفل 20 دينارا تونسيا ، فحكي له والده أنه باع نصف أثاث البيت لشراء تذكرة لحفل الست كما كان يحب أن يطلق عليها ولم يكن وحده من فعل ذلك بل المئات من التونسيين.
هكذا كانت تلك قوة مصر الناعمة، اِمتدادا سياسيا وجغرافيا وظهيرا ومساندا للدولة، وكانت سلاح مصر الأَثير في الخمسينيات والستينات من القرن الماضى ، وظلت أحد أهم أدوات التأثير والنفوذ فى الإقليم لسنوات عديدة ،فكان الفن مكملا للقوة الضاربة المصرية، بل اِستطاع أن ينجز ما عجزت عنه السياسة في أوقات كثيرة ، فيكفى أنه في سنوات المقاطعة مع مصر فى السبعينات أعقاب اِتفاقية السلام ، كان تلاميذ المدارس العراقية ينشدون فى طابور الصباح بالعامية المصرية النشيد الوطنى والله زمان يا سلاحى، وكان تلاميذ المدارس الليبية ينشدون النشيد الوطنى الله أكبر فوق كيد المعتدين ، وحتي بعد إنقسام الفرقاء في ليبيا لم يجمعهم سوى النشيد الوطنى الليبى الحالي يا بلادى من ألحان المبدع محمد عبد الوهاب.
لكن ما الذي حدث، لماذا توارت وخفتت قوة مصر الناعمة، هل نضب الإبداع والمبدعون ، ماذا حدث لهذه الصناعة ، للأسف فقدنا الكثير بافتقادنا للفن الراقي بعناصره وأدواته، فمصر الآن أحوج ما يكون لقوة ناعمة فاعلة فهل من مجيب .