الحامل ومرض زيادة إفراز الغُدة الدرقية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
قد تحمل إحدى الأخوات المصابات بمرض زيادة إفراز الغدة الدرقية، وهنا يقوم طبيبها بالتأكد من أن الأدوية التى تتعاطاها، قادرة على المحافظة على نسبة طبيعية من هرمون الغدة الدرقية يكفي للأم و للجنين، و قد يحتاج إلى تغيير الأدوية التى تتعاطاها الحامل، هناك نوعان من الدواء هما الأكثر استخداماً، بعض الأطباء يفضل أن يعطى أحدهما خلال الثلاثة أشهر الأولى للحمل لأنه أكثر أمانا على الجنين، ويغير إلى النوع الثانى بعد الشهر الثالث لسهولة استخدامه.
عادة ما يعطي الطبيب مريضته التى تتعاطى هذه الأدوية قائمة بأعراض، لو ظهرت عليها أي منها، ينصحها بالتواصل معه، أو مع طبيب الطوارئ، و هذه النصائح يجب أن تعيها المريضات قبل و بعد و خلال الحمل مع أن احتمال حدوثها قليل، و لكنه مؤشر خطير لا يجوز تجاهله.
تحتاج الحامل الى عمل فحص دم للتأكد من نسبة هرمون الغدة الدرقية في الدم كل أربعة أسابيع، و ذلك مهم، لأن أحد أمراض زيادة إفراز الغدة الدرقية ( مرض جرافيس) قد يتحسن خلال الثلثين الثاني و الثالث للحمل. و بالتالى تحتاج المريضة الى جرعة أقل من الدواء، سبب ذلك أن هذا مرض من أمراض المناعة الذاتية للجسم، يقوم الجسم فيه بافراز اجسام مضادة تستفز خلايا الغدة الدرقية فتزيد إنتاجها من الهرمون إلى درجة المرض. خلال الحمل يحدث تكيف في النشاط المناعي للجسم ليساعد على الاحتفاظ بالجنين، وهذا التكيُّف يقلِّل من الأجسام المضادَّة التى سبَّبت زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية، فتتحسَّن حالة الأم لدرجة عدم الحاجة للعلاج أحياناً، و بانتهاء الحمل، يعود الجسم الى مستوى المناعة الذاتية الذي كان عليه قبل الحمل. و هنا يعود المرض إلى ما كان عليه. و يحتاج إلى الجرعات السابقة من العلاج.
من الممكن أن تبقى الأجسام المضادة التي أشرنا اليها في دم الأم ، حتى لو تم علاج الأم جراحياً، أو إشعاعيا من قبل، و قد تمرّ عبر المشيمة، و تؤثر على الغدة الدرقية للجنين. و هذه حالة نادرة جداً، ولكننا نحتاج إلى متابعة حالة للجنين، و يستحسن أن يتم ذلك مع أطباء الأجنّة، إذ نحتاج إلى تصوير رقبة الطفل بالموجات الصوتية، ومتابعة حجم الغدة.
أهمية هذه المسألة، تكمن في ضرورة أن تطلع الأم طبيبها على تاريخها المرضى السابق على الحمل، إذ قد يحدث الحمل بعد الانتهاء من علاج زيادة افراز الغدة الدرقية بالجراحة أو الإشعاع ، و انتهاء أعراض المرض، لدرجة نسيان الأم إبلاغ طبيبها للأمر. كون الأم قد شفيت تماماً هنا، لا يمنع من استمرار جهازها المناعي في إفراز الأجسام المضادّة ، ووصولها إلى الجنين.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الغدة الدرقیة
إقرأ أيضاً:
تطعيمات الحوامل
مؤخرا، في سبتمبر من عام ٢٠٢٤، أصدرت منظمة الصحة العالمية توصية باعتماد إعطاء الحوامل تطعيماً ضدّ الفيروس المخلوى التنفسي . و هذا الفيروس، يصيب البالغين بأعراض تنفسية خفيفة، إلا أن إصابة الرضع، وخاصة من هم دون الشهر السادس من العمر، قد تكون شديدة، و هي من أكثر ما يسبِّب إدخال هؤلاء الأطفال إلى العناية المركزة، و كذلك الوفاة في أشهر العمر الأولى.
التوصيات حالياً تتضمن إعطاء الحوامل تطعيمانت ضدّ الإنفلونزا، و ضدّ الكوفيد، وكذلك تطعيماً يشمل الوقاية من أمراض التيتانوس(الكزاز) والسعال الديكى و الخُناق، و يضاف إليهم التطعيم ضدّ الفيروس التنفسي المخلوي.
قد تعارض الأمهات في تعاطى كل هذه التطعيمات في نفس التوقيت، و لذا هناك توصيات بأن تقسم على ثلاث زيارات للطبيب، فى الأسابيع ٢٤، ٢٨، ٣٢ للحمل. إعطاء تطعيمات الكوفيد و الانفلونزا يخفف شدة الإصابة لو حصلت مع الأم، و لكن باقى التطعيمات يقصد بها حثّ الجهاز المناعى للأم، كي ينتج أجساما مضادّة لهذه الفيروسات، و هذه الأجسام المضادّة تعبر إلى الجنين من خلال المشيمة، و بالتالى فإن الطفل المولود حديثاً، يحمل في دمه أجساماً مضادّةً انتقلت إليه من أمه، و هذه الأجسام قادرة على حمايته من الأمراض الخطيرة المشار إليها، والتي كانت ولا تزال تسبب آلاف الوفيات من حديثى الولادة عبر العالم، الطفل يحتاج إلى أن يصل إلى عمر ستة أشهر حتى يصبح قادرا على تكوين الأجسام المضادة الخاصة به لهذه الأمراض، و لذا فإنه بحاجة إلى ما يصله من والدته من هذه الأجسام المضادة، طبعا مع الوقت الذي تنتهى فيه الأجسام المضادة الواردة من الأم في دم الطفل، يكون قد وصل إلى عمر السنة أشهر و بدأ في انتاج ما يخصه من الأجسام المضادة.
هناك قلق مبرر عند الهيئات الصحية من عدم تفاعل الأمهات مع هذه التوصيات، وخاصة بسبب عدد التطعيمات التى ستصل الى أربعة تطعيمات خلال الحمل، و لذا فإن إيصال المعلومات الصحيحة لهن عن التطعيم، ضروري جدا و خاصة من قبل الأطباء المشرفين على الحمل، من حيث كونه آمنا على الأم وعلى جنينها، و من حيث ضرورته للاطفال، ٦٠% من أسباب دخول الأطفال إلى العناية المركزة له علاقة بإصابتهم بأمراض تنفسية يسببها الفيروس التنفسي المخلوي. الإحصائيات تظهر أن هناك ٦,٦ مليون إصابة بهذا الفيروس تحدث في الأطفال الأقل عمراً من ستة أشهر في العالم سنويا ، يموت منهم ٤٥ ألف طفل. و أغلب هذه الاصابات يمكن منعها بتطعيم الأم خلال الحمل. و هكذا نحافظ حياة الطفل، و تحميه من الافتراق عن أمه لدخول المستشفى، مع ما يسبِّب ذلك من قلق للأسرة، وحرمان الأم والطفل من ساعات مهمة من التواصل.
SalehElshehry@