أشفقت على زيد الذي جاءني وهو يعرج إلى مقر عملي، يطلب مني قرضة حسنة. فقلت له: تعال غداً ريثما أدبِّر لك المبلغ. وفي نفس اليوم توجهت إلى مكتب صديقي عمرو. ولما طلبت منه سلفة إلى نهاية الشهر، سألني: لماذا؟ فقلت له: أريدها سلفة لصديق. فقال: وهل أنت واثق أنه سيعيد المبلغ إليك؟، أجبت بأن السداد مشكوك فيه. فقال لي الصديق الحكيم: ما دمت غير واثق منه، فاعطه نصف المبلغ.
فأصررت على مساعدته بالمبلغ على التمام.
في اليوم التالي، جاءني زيد واستلم السلفة المطلوبة. ثم انتظرت شهرين أو ثلاثة لكي يعود. ثم قلت إنه يمر بظروف صعبة. لكنه اختفى أربع سنوات أو أكثر وكأنما ابتلعته الأرض! وذات ليلة طرق باب منزلي، ففوجئت، ورحبت به، وتناولنا معاً طعاماً خفيفاً. وبعد ذلك، إذا به يطلب سلفة جديدة ضعف السلفة القديمة التي لم يشر إليها من قريب أو بعيد. فاعتذرت إليه بظروف لا تسمح لي بتلبية طلبه. وغادر بيتي دون أن أفتح معه السلفة المنسية. ذلك أني لما أعطيته قبل بضع سنوات، لم آخذ منه سندا بذلك.
وبما أن صاحب الحاجة أرعن، فقد علمت فيما بعد أنه متورط في دين كبير. وقد كان صاحب الدين يطلبه بلا هوادة. لذلك لجأ إلى صديق أعرفه. وقد حكي لي الصديق ما تم معه. قال: جاءني زيد وطلب مني خمسة عشر ألف ريال سلفة. فأظهرت له الموافقة بشرط أن يعيد أولا مبلغ بضعة آلاف كان قد استلفها مني من قبل ونسيها. قال وأخبرته أنه إذا جاء بالمبلغ القديم، فإني على استعداد لتسليفه. وفي اليوم التالي حضر إلى المحل ومعه خمسة آلاف ريال لكي يستلم السلفة الكبيرة، وأول ما وصل، استلمت منه المبلغ، ووضعته في درجي. وسحبت من الدرج سنداً كان قد وقَّعه زيد عند استلامه القرضة السابقة وأعطيته إياه.
ثم قلت له: الحمد لله عادت إليّ فلوسي. وأنا آسف ما عندي لك شي. فغضب زيد وتلون وجهه عدة ألوان. فلم يملك سوى مغادرة المحل.
الاحتيال خصلة مذمومة في كافة الأديان لا في الدين الإسلامي وحده، وقد قرأت في كتاب لعسكري هندوسي قال فيه إن والده حذَّره قبل موته من الاستدانة لأنها كبيرة من الكبائر، أما عندنا في الشريعة الإسلامية، فإنه ورد في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أخذ أموال الناس يريد أداءها، أدى الله عنه. ومن أخذها يريد إتلافها، أتلفه الله”. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرت جنازة للصلاة عليها، سأل: هل على الميت دَين؟ فإن قيل لا، صلّى عليها صلاة الجنازة، وإن قيل نعم عليه دين، قال صلُّوا على صاحبكم.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
امرأة عربية تستولي على أموال صديقتها بعد استضافتها في منزلها
تفاجأت امرأة عربية بتصرف غير متوقع من صديقتها، التي أصرت على استضافتها في منزلها حتى تجد سكنًا مناسبًا. فقد صُدمت عندما رأتها تفتش في محفظتها وتأخذ منها 12 ألف درهم، وعندما استفسرت عن السبب، أوضحت الأخيرة أنها بحاجة إلى المبلغ وستعيده خلال ثلاثة أيام، إلا أنها لم تفِ بوعدها. وعليه، قضت المحكمة المدنية في دبي بإلزام المدعى عليها بإعادة المبلغ.
وفي التفاصيل، رفعت المرأة دعوى قضائية ضد صديقتها، مطالبة بإلزامها بردّ المبلغ، إلى جانب الفائدة القانونية والرسوم وأتعاب المحاماة. وذكرت في دعواها أنها قدمت إلى دبي بتأشيرة سياحية، وكانت قد تعرفت على المدعى عليها سابقًا، ونشأت بينهما صداقة وطيدة. وبناءً على إصرار الأخيرة، وافقت على الإقامة في منزلها بدلًا من السكن في فندق كما كانت تخطط.
وأضافت المدعية أن المدعى عليها رافقتها إلى إحدى شركات الصرافة لتحويل مبلغ من عملة بلدها إلى الدرهم، حيث استبدلت 12 ألف درهم. وفي أحد الأيام، بينما كانت في الحمام، فوجئت عند خروجها بصديقتها وهي تفتح محفظتها وبيدها المبلغ، مما أثار صدمتها. وعند استفسارها، بررت المدعى عليها تصرفها بأنها بحاجة إلى المال كسلفة قصيرة الأجل لمدة ثلاثة أيام. ورغم رفض المدعية في البداية، إلا أنها شعرت بالإحراج بسبب استضافتها في منزل المدعى عليها، فاضطرت للموافقة. غير أن الأخيرة لم تلتزم بسداد المبلغ، مما دفع المدعية إلى اللجوء إلى القضاء.
بدورها، قدمت المدعى عليها مذكرة قانونية، طلبت فيها أصلياً رفض الدعوى لعدم الصحة والثبوت، واحتياطياً إحالة الدعوى للتحقيق وسماع أقوال الشهود، وفي إطار الدعوى استمعت المحكمة إلى إفادة شاهدين، اتفقا على أن المدعية أعطت المبلغ للمدعى عليها، وتعهدت الأخيرة بسداده خلال ثلاثة أيام، ولم ترده إليها، لافتَين إلى أنهما كانا موجودين وقت حدوث الواقعة، وذكرت المحكمة في حيثيات حكمها أن من المقرر قانوناً «على الدائن إثبات الادعاء بالمديونية من سلطة محكمة الموضوع، بشرط أن يكون استخلاصها سائغاً بما له سند في ظاهر الأوراق المطروحة عليها».
وأضافت أنها تطمئن إلى أقوال الشاهدين على الواقعة، بينما لم تقدم المدعى عليها ما يناهض شهادتيهما، ومن ثم يكون قد ثبت للمحكمة حصول الأخيرة على مبلغ 12 ألف درهم من المدعية على سبيل القرض، وقضت المحكمة بإلزامها برد المبلغ مع فائدة قانونية 5% حتى تمام السداد، إضافة إلى إلزامها بالمصروفات.
صحيفة الامارات اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب