في عصر السرعة والتكنولوجيا، يبدو أن العالم قد تحول إلى مسرح ضخم، حيث يتنافس الجميع على الأضواء. في خضم هذا الصخب، قد يتضاءل الاهتمام بمشاعر الآخرين، وقد يصبح عدم الاكتراث سمة بارزة في العلاقات الإنسانية. لكن ماذا يعني ذلك حقًا؟ وكيف يمكن أن يؤثر على حياتنا اليومية؟
في عالم مليء بالمشتتات، أصبح الانشغال الذاتي هو المُشغِل الخفي.
ولكن هل شعرت يومًا أنك تتحدث إلى شخص وكأنه “روبوت”؟ عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين، يمكن أن يجعلنا نتحول إلى “روبوتات لا عاطفية”، حيث نردّ على المواقف بشكل آلي، دون التفكير في تأثير كلماتنا، أو أفعالنا، والتي من شأنها تدمير الآخرين، وهذا التحول لا يؤثر فقط على العلاقات الشخصية، بل يمكن أن يمتد إلى بيئات العمل، حيث يصبح التواصل البشري، مجرد إجراءات روتينية، ممّا يؤدي إلى بيئة عمل غير صحية أيضاً.
بلا شك أن التعاطف، هو السلاح السري، والأمل الذي يمكن أن يعيد الحياة إلى العلاقات الإنسانية. عندما نبدأ في ممارسة التعاطف، نبدأ في رؤية العالم من منظور الآخرين. يمكن أن يكون ذلك بسيطًا مثل الاستماع بصدق، أو تقديم الدعم في الأوقات الصعبة. التعاطف لا يعزِّز فقط الروابط الاجتماعية، بل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحتنا النفسية أيضًا، وذلك بسبب وجود تأثير الانعكاس.
يجب أن نكون واعين لتأثير عدم الاكتراث بمشاعر الآخرين. إن أصل العلاقات الإنسانية، تُبنى من خلال التعاطف والاحترام، وحينما نبدأ في رؤية الآخرين، كأفراد لهم قصصهم وتجاربهم.
في عالم مليء بالتحدّيات، يمكن أن يكون التعاطف هو الجسر الذي يربط بيننا، ويعيد لنا سمات إنسانيتنا.
لنكن أكثر إنسانية، ولنبدأ في بناء عالم يتسم بالاحترام والتفاهم.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ما هكذا يكون الرد يا سالم!!
لا شك أن الرياضة السعودية قد تميزت بشكل لافت، خاصة كرة القدم، والكل يتذكر أساطير كرة القدم السعودية، وأولهم الأسطورة ماجد عبدالله، وبعده الكثير والكثير ممن صالوا وجالوا وتركوا بصمة في تاريخنا الكروي، وحصولهم على بطولات سواء دولية وقارية أو خليجية وعربية؛ نتيجة التخطيط والتنظيم الذي كان. ولكن ليس هذا محور مقالي، إنما ما أريد الحديث عنه، هو قائد المنتخب الوطني الآن سالم الدوسري وذلك الهجوم غير المعقول عليه. وقبل ذلك كان الهجوم على سلطان الغنام، بعد استبعاده من المنتخب بقرار إداري.
نعم سالم أضاع ضربة جزاء، وهو بلا شك يتحمل هذا الخطأ.
نعم يتحمل الخطأ؛ لأنه لم يتعامل مع تسديد الركلة بالشكل الصحيح، كنت أتمنى من النجم سالم الدوسري أن يتعامل في الرد على الانتقادات التي طالته مؤخرًا؛ كقائد للمنتخب السعودي، لا كقائد لفريق الهلال.
ليكن ردك في الملعب، وفي العطاء والتميز، وهنا أطرح سؤالًا.. هل يهمكم الوطن ورجوعه لمنصات التتويج.. هل نريد الأخضر كما كان؟ سؤال نطرحه للجميع.
سالم لاعب مميز ويستحق التقدير، وما حدث له من إهدار ضربة الجزاء تحدث لأساطير كره القدم، وهو لاعب مميز فمن المفترض دعمه وتشجيعه.
وهنا لا أبرر ما حدث، ولكن أريد دعم لاعبينا السعوديين.
هل يعقل أنه لا يوجد لاعبون مميزون بالسعودية.. هل انعدمت كوادرنا.. هل يعقل اللاعب السعودي في ملاعبنا ييقلص دوره إلى هذا الحد؟ لم نكن هكذا في الماضي بل كان اللاعب السعودي يلعب أساسيًا في ناديه، وفي كل المراكز؛
لذا إعطاء اللاعب السعودي فرصة اللعب أساسيين في ناديهم. ومنح الثقة الكاملة للكفاءات الوطنية، لا سيما أن الكثير منهم أبدع في كل مجال، بما فيها مجال كرة القدم، فكل الإنجازات التي تحققت للمنتخبات السعودية كان خلفها كفاءات تدريبية وطنية سعودية. وكذلك ضرورو البعد عن التعصب؛ لأن هذا التعصب المقيت يخرج المنافسة والروح الرياضية عن سياقها الصحيح. القادم- بحول الله- أجمل وسيعود منتخبنا الأخضر لمجده بلاعبيه وقتالهم في الملعب.
@Ghadeer02