استعرض العضو الفخري في البرلمان الأوروبي، فرانسيس فورتز، الأبعاد الإنسانية المأساوية لحرب الإبادة في غزة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي مسلطًا الضوء على الأرقام المروعة التي خلفتها الحرب منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر2023.

وفي مقال بصحيفة "ليمانيتي" الفرنسية، تحت عنوان "الشرق الأوسط.. وراء الأرقام أشخاص!"، أكد فورتز أن الحصيلة الإنسانية للعدوان الإسرائيلي على غزة ومخيم جباليا تتجاوز مجرد الأرقام، حيث استشهد ما لا يقل عن 3500 شخص، من بينهم 6800 طفل جريح، وفقًا لبيانات اليونيسيف، بعد خمسة وعشرين يومًا من القصف المتواصل.



وأشار إلى أن مخيم رفح شهد مشاهد مرعبة تعكس معاناة المدنيين، وأسفرت عملية استهداف متعمدة عن مقتل 45 شخصًا، وهو ما وصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه "حادث مأساوي".


وأضاف المقال أن الأرقام المأساوية تتوالى في مخيم النصيرات، حيث سقط 91 قتيلًا و251 جريحًا، وفي منطقة المواصي الإنسانية بخان يونس، حيث أسفرت أحداث العنف عن مقتل 40 شخصًا وجرح 60 آخرين.

ومن جهة أخرى، شهدت الضفة الغربية، في 5 تشرين الأول / أكتوبر 2024، استشهاد 18 شخصًا في مخيمين للاجئين في طولكرم نتيجة غارات لطائرات F16 الإسرائيلية، التي استهدفت أحد مسؤولي حركة "حماس".

وفي لبنان، وفي ظل تصاعد الأحداث، استشهد 22 شخصًا وأصيب 117 آخرين في ثالث ضربة على العاصمة بيروت، وتمر الضاحية الجنوبية، موطن مخيم شاتيلا للاجئين، بأحد أكثر الصراعات دموية منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990.


وأكد فورتز أن الأرقام تتزايد يومًا بعد يوم، مما يعكس وحشية الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن غالبية الضحايا هم من المدنيين، بما في ذلك عشرات الآلاف من الأطفال، كما لقي 205 موظفين في الأونروا حتفهم منذ 7 أكتوبر الماضي أثناء أداء واجبهم الإنساني.

في هذا السياق، يسلط الكاتب الضوء على اجتماع مؤخر عقد بين مسؤولين منتخبين من المدن الفرنسية التي تربطها توأمة مع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وعكس الاجتماع الواقع المأساوي الذي يعيشه هؤلاء اللاجئون، على مدار 35 عامًا، نجحت الجمعية المنظمة لهذا النوع من التضامن الفرنسي الفلسطيني في بناء روابط شخصية مع اللاجئين، وتعزيز التبادلات الثقافية بين الفلسطينيين والفرنسيين.

وأشار فورتز إلى أن ما لا يقل عن 40 بلدية ومنظمة مختلفة تشارك في دعم هذه المبادرات، كل منها تتعاون مع الشركاء في المخيمات الخاصة بهم، ولا ينسى من شارك في هذه الرحلات إلى مخيمات اللاجئين لحظات السعادة التي عاشوها مع أصدقائهم المتضامنين، رغم الظروف القاسية التي يواجهها هؤلاء اللاجئون.


وأبرز الكاتب أهمية المبادرات الثقافية المشتركة، مثل اللوحة الجدارية التضامنية التي أنشأها أطفال في منطقة باريس الكبرى، والتي زينت قاعة البلدية.

وفي ختام مقاله، يؤكد فرانسيس فورتز على أن كفاح التضامن مع فلسطين، بكل أبعاده، أصبح ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى. ويأمل أن تتصدر مطالب التضامن والمساعدة الإنسانية في فرنسا لتلبية احتياجات الفلسطينيين الذين يعانون من مآسي مستمرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية غزة الاحتلال جباليا فرنسا فرنسا غزة الاحتلال جباليا المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"

في تطور سياسي وقانوني لافت داخل إسرائيل، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة "إقرار بالذنب" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد قد تضع مستقبله السياسي والشخصي في مهب الريح. هذه المبادرة تعيد إلى الواجهة تساؤلات كبيرة حول مصير نتنياهو وحجم التحديات السياسية والقانونية التي تواجهها إسرائيل في ظل أوضاع داخلية وإقليمية متأزمة.

خلفية القضية: نتنياهو في قفص الاتهام


يُحاكم نتنياهو منذ سنوات بتهم تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في عدة ملفات فساد معروفة في الأوساط الإسرائيلية. رغم محاولات مستمرة للطعن في الاتهامات واللجوء إلى الاستراتيجيات السياسية للبقاء في الحكم، إلا أن الضغوط القضائية تزايدت مع الوقت.

وظهرت فكرة صفقة الإقرار بالذنب عدة مرات في السنوات الأخيرة، لكنها كانت تصطدم برفض نتنياهو التام لأي تسوية تعني انسحابه من المشهد السياسي، الذي يعتبره خط دفاعه الأساسي. القبول بهذه الصفقة يعني الإقرار بوصمة عار قانونية تمنعه من تولي أي منصب رسمي مستقبلًا، وهي خطوة لم يكن مستعدًا لها حتى الآن.

تفاصيل صفقة الإقرار بالذنب

وفقًا لما نشرته صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، تتضمن الصفقة خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل عدم دخوله السجن. الصفقة تعتمد على إقرار نتنياهو جزئيًا أو كليًا ببعض المخالفات، بعد تعديل لائحة الاتهام لتقليل خطورة الجرائم المزعومة.

مقابل ذلك، ستسقط النيابة العامة بعض التهم أو تقبل بعقوبة مخففة، ما يجنبه المحاكمة الطويلة واحتمال السجن الفعلي. هذه الاستراتيجية القانونية، المعروفة عالميًا باسم "صفقة الإقرار بالذنب"، تتيح إنهاء القضايا الجنائية بسرعة لكنها غالبًا ما تكون محفوفة بالجدل السياسي والأخلاقي.

السياق الدولي: مذكرات اعتقال إضافية تلاحق نتنياهو

لا تقتصر التحديات القانونية لنتنياهو على المحاكم الإسرائيلية فقط. ففي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وجاء في بيان المحكمة أن هناك أسبابًا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات استهدفت السكان المدنيين واستخدما التجويع كسلاح حرب. كما أشارت المحكمة إلى أن الجرائم شملت القتل والاضطهاد وأفعالًا غير إنسانية أخرى.

الكشف هذه الأوامر ضاعف من الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وساهم في تعقيد حساباته السياسية والقانونية.

احتمالات المستقبل: إلى أين يتجه المشهد الإسرائيلي؟

دخول الرئيس هرتسوغ على خط الأزمة يعكس قلق المؤسسة السياسية من تداعيات استمرار محاكمة نتنياهو على استقرار الدولة. فالخيار بين محاكمة رئيس وزراء حالي أو سابق وسجنه، أو التوصل إلى تسوية سياسية قانونية تخرجه بهدوء من المشهد، يحمل في طياته آثارًا سياسية واجتماعية عميقة.

ورغم أن إبرام صفقة الإقرار بالذنب قد يبدو مخرجًا مناسبًا للعديد من الأطراف، إلا أن قبول نتنياهو بها لا يزال بعيد المنال. فنتنياهو، الذي يَعتبر نفسه ضحية ملاحقات سياسية، قد يفضِّل المضي قدمًا في المعركة القضائية حتى النهاية، آملًا في البراءة أو في انقلاب سياسي لصالحه.

أما إسرائيل، فهي تجد نفسها أمام مفترق طرق: هل تواصل السير في طريق المواجهة القانونية بكل تبعاته، أم تلجأ إلى تسوية مكلفة سياسيًا لكنها تتيح طي صفحة من أكثر الفصول إثارة للانقسام في تاريخها الحديث؟

تطرح مبادرة الرئيس هرتسوغ سؤالًا وجوديًا على إسرائيل: ما هو ثمن العدالة وما هو ثمن الاستقرار السياسي؟ بغض النظر عن النتيجة، فإن مصير بنيامين نتنياهو سيكون علامة فارقة في مسار السياسة الإسرائيلية للسنوات المقبلة.

 

مقالات مشابهة

  • 21 شهيدا في غزة ودعوة أممية لوقف الكارثة الإنسانية في القطاع
  • يمكنها أن تدمر الإنسانية | تعرف إلى توزيع الرؤوس النووية حول العالم (شاهد)
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • حركة فتح: الاحتلال يواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • وزير الإعلام: أرقام كبيرة في رؤية 2030 تحققت قبل أوانها بـ6 سنوات
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 52,314 شهيدا و117,792 مصابا
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الهمجي الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 168.882 شهيدًا ومصابًا
  • جميع الأرقام القياسية التي حققها لامين جمال جوهرة برشلونة
  • باجعالة يدعو إلى تعزيز التنسيق مع المنظمات الإنسانية لمساعدة ضحايا العدوان الأمريكي