وتشير الإحصائيات إلى أن تكلفة حملات الرئاسة الأميركية شهدت تضخما هائلا خلال العقود الأخيرة، فبينما بلغت تكلفة الحملات الرئاسية نحو 1.4 مليار دولار عام 2000 تضاعف هذا الرقم أكثر من 4 مرات بحلول عام 2020، إذ تجاوزت النفقات 6.6 مليارات دولار.
وتوجد طرق عدة تقليدية لتمويل الحملات الانتخابية، من بينها تمويل المرشحين أنفسهم حملاتهم كما فعل رجال أعمال مثل الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب، أو التبرعات من كبار الداعمين كما فعل الملياردير إيلون ماسك.
وإضافة إلى ذلك يعتمد المرشحون على تبرعات الأفراد والشركات الكبرى، إلى جانب لجان العمل السياسي التي تعمل على جمع وإنفاق الأموال لصالح مرشحين محددين.
ولم تتوقف الأمور عند هذه الحدود، ففي عام 2010 صدر حكم تاريخي من المحكمة العليا في قضية "سيتيزنز يونايتد" منح الشركات حقا مطلقا في تمويل الحملات الانتخابية دون قيود صارمة.
وأدى هذا الحكم إلى تدفق هائل من الأموال في السياسة الأميركية، وأصبح الأثرياء والشركات الكبرى قادرين على التأثير بشكل أكبر في نتائج الانتخابات من خلال لجان العمل السياسي الفائقة (سوبر باكس) التي تستطيع جمع وإنفاق أموال غير محدودة لدعم أو معارضة مرشحين.
ومن اللافت في هذا النظام ما يعرف بـ"المال المظلم"، وهي الأموال التي تضخ في الحملات الانتخابية دون أن تُكشف مصادرها بشكل واضح.
أكبر بكثيرووفقا لمنظمة "أوبن سيكرتس"، بلغت قيمة هذه الأموال المظلمة التي سُجلت في السباقات الانتخابية منذ صدور حكم "سيتيزنز يونايتد" أكثر من 2.8 مليار دولار، ويُعتقد أن الرقم الحقيقي أكبر بكثير.
ولا يتوقف الأمر كذلك عند مجرد تبرعات عادية، بل يستخدم الأثرياء هذه الأموال لتحقيق مكاسب مستقبلية، إذ يدفع رجال الأعمال والشركات الكبرى مبالغ ضخمة لدعم مرشحين يتوقع أن يصدروا قوانين وقرارات تخدم مصالحهم بعد الفوز بالمنصب.
ومن أبرز هؤلاء الأثرياء تيموثي ميلون قطب المصارف الذي أنفق أكثر من 165 مليون دولار لدعم الجمهوريين، وميريام أدلسون أرملة إمبراطور القمار شيلدون أدلسون التي تعهدت بإنفاق 100 مليون دولار لإعادة انتخاب ترامب عام 2020 بهدف تحقيق مكاسب سياسية، مثل تمكين إسرائيل من ضم الضفة الغربية.
أما على الجانب الديمقراطي فإن رجال أعمال -مثل مايكل بلومبيرغ مالك مجموعة بلومبيرغ الإعلامية، وريد هوفمان المؤسس المشارك لشبكة "لينكد إن"- يعدّون من أكبر داعمي الحملات الليبرالية، وقد أنفق بلومبيرغ ملايين الدولارات لدعم القضايا الليبرالية، مثل مكافحة التغير المناخي.
ويظهر أن اللعبة السياسية في أميركا ليست سوى معركة مالية ضخمة، إذ يساهم المال في توجيه قرارات الحكومة الأميركية والسياسات العامة.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستكون الانتخابات القادمة مختلفة أم ستشهد أرقاما قياسية جديدة في حجم الأموال المنفقة؟
21/10/2024-|آخر تحديث: 21/10/202410:38 م (بتوقيت مكة المكرمة)المزيد من نفس البرنامجلماذا يتفرد حزبان بالمنافسة السياسية في أميركا؟تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات play arrowمدة الفیدیو
إقرأ أيضاً:
الوطنية للانتخابات: الشباب ركيزة أساسية في مختلف الاستحقاقات الانتخابية
أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار حازم بدوي، أن الشباب هم الركيزة الأساسية للوطن في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، مشيرة إلى أن المشاركة الفاعلة والواعية في الاقتراع، تسهم في استقرار الدولة وتنظيم عمل سلطاتها ومؤسساتها الوطنية.
جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية التي نظمتها الهيئة الوطنية للانتخابات، لأعضاء الاتحاد العام لشباب العمال بمقرها في القاهرة، وذلك ضمن فعاليات بروتوكول التعاون المُبرم مع وزارة الشباب والرياضة، بهدف نشر الوعي السياسي وتعميق ثقافة المشاركة الانتخابية بين المواطنين، وخاصة فئة الشباب.
وأشارت الهيئة إلى أن المشاركة الواسعة، لا سيما من جانب الشباب، تعزز من نزاهة وشفافية العملية الانتخابية وتضمن تمثيلا حقيقيا لتطلعاتهم وآمالهم.
وقال المستشار أحمد بنداري مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، في كلمته، إن الهيئة حريصة على أهمية تنظيم مثل هذه الندوات التي تهدف إلى بناء جيل واع ومثقف سياسيا، قادر على المشاركة الفعالة في الحياة العامة.
وأجرى مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، عرضا تقديميا تفصيليا تناول نشأة الهيئة وتشكيلها واختصاصاتها، وطبيعة وآليات عملها في تنظيم وإدارة الانتخابات والاستفتاءات سواء داخل مصر أو خارجها، مستعرضا أبرز الاستحقاقات الدستورية التي قامت الهيئة بتنظيمها منذ تأسيسها.
من جانبه، عرض المستشار شادي رياض نائب مدير الجهاز التنفيذي، آلية تحديث قاعدة بيانات الناخبين، وكيفية عملها، مشيرا إلى أن الهيئة تمكنت من استخدام الوسائل الحديثة لضمان دقة العملية الانتخابية دون أخطاء تتعلق بتشابه الأسماء، واستعرض بعض نماذج تشابه الأسماء في بيانات الناخبين والتي تعد ظاهرة شائعة بالمجتمع المصري، وكيف تمكنت الهيئة الوطنية للانتخابات باستخدام الوسائل الحديثة من إخراج الانتخابات والاستفتاءات دون وجود خطأ واحد فيما يخص تشابه الأسماء وذلك عن طريق استخدام منظومة الرقم القومي غير القابلة للتكرار والتي قام بشرحها تفصيلا لبيان جميع وسائل الأمان بها.
من جهته، أكد المستشار شريف صديق نائب مدير الجهاز التنفيذي، أن نظام قاعدة بيانات الكيانات الإدارية التي تستخدمها الهيئة في تنقية قاعدة بيانات الناخبين يهدف إلى إنشاء نظام موثوق، وأضاف أن المراكز الانتخابية تجرى معاينتها تحت إشراف الهيئة الوطنية للانتخابات بمشاركة الجهات المعنية المختلفة، للتأكد من جاهزيتها خلال الانتخابات والاستفتاءات.
وشهدت الندوة نقاشات مستفيضة مع أعضاء اتحاد شباب العمال، حيث طرح الحاضرون العديد من الأسئلة والاستفسارات حول العملية الانتخابية وأهمية دورهم في هذه العملية.
كما أشاد فريق الهيئة بمستوى وعي الشباب وحرصهم على فهم القضايا السياسية المطروحة وتم التأكيد خلال النقاش، على أن الاقتراع يُمثل حقا وواجبا وطنيا، ويُعد أحد الركائز الأساسية للعملية الديمقراطية.