هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟.. الدليل من السنة النبوية
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، سؤال ورد إلى صفحة دار الإفتاء المصرية من أحد متابعيها، إذا أن الصلاة من العبادات التي يتقرب بها العبد لله عز وجل، لذا يحرص المُسلم على أدائها في أوقاتها، ومعرفة فقه الصلاة، والواجبات والمُبطلات، ومن ضمن الأسئلة التي تشغل بال المٌسلم هو السؤال الوارد للدار.
هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟أجابت دار الإفتاء على سؤال بشأن هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، بأن كثير من الفقهاء قالوا إن صلاة الشروق هي نفسها صلاة الضحى، مُوضحين أن أقل عدد ركعات لصلاة الضحى هو ركعتان، ويمكن أربع وست وثماني ركعات كحد أقصى.
وأشارت الدار في فيديو لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، للحديث عن هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، إلى ما روته أم هانئٍ ابنةِ أبي طالبٍ أنَّها قالت قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في فتحِ مَكَّةَ فنزلَ بأعلى مَكَّةَ فصلَّى ثمانيَ رَكَعاتٍ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ ما هذِهِ الصَّلاةُ قال صلاةُ الضُّحَى، قالت فما رأيت صلاة أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود.
وأوضحت الدار أن وقتها يبدأ من بعد شروق الشمس بحوالي 15 دقيقة، وممتد حتى قبل صلاة الظهر بـ 5 دقائق.
هل صلاة الشروق تكفي عن صلاة الضحىوأوضحت دار الإفتاء في إطار حديثها بشأن سؤال هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، أن الكثير من الفقهاء اتفقوا على أن صلاة الشروق هي صلاة الضحى، مُشيرًة إلى أن هناك قسم آخر من العلماء يرى أن هناك فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى.
وتابعت أن من يرى أن هناك فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى يستدل بقوله تعالى «إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ»، مٌشيرين إلى أن صلاة الشروق هي الصلاة لحظة شروق الشمس وهي عبارة عن ركعتين فقط.
صلاة الشروق كم ركعةوأكدت الدار أن الرأي الذي يرى بأن صلاة الشروق تختلف عن صلاة الضحى يُصليها ركعتين فقط، ومن يرى أنها نفسها هي صلاة الضحى فيمكنه أن يصليها ركعتين أو أربع أو ست أوثماني ركعات، وذلك كما ورد في السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هل صلاة الشروق فرضأوضحت دار الإفتاء في سياق الحديث عن صلاة الشروق وصلاة الضحى، أن صلاة الضحى هي الصلاة التي سَنَّها سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقتِ الضحى عند ارتفاع النهار فهي ليست بفرض ولكنها سنة، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنها مجزئةٌ عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيَّات بدن الإنسان أي: «عظامه» في كلِّ يومٍ شكرًا لله على نعمته وفضله.
الدليل على فضل صلاة الضحىواستشهدت الدار بما رواه أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صلاة الشروق صلاة الضحى دار الإفتاء صلى الله علیه دار الإفتاء صلاة الضحى أن صلاة ه علیه
إقرأ أيضاً:
الإفتاء ترد على من يشكك في فضل ليلة النصف من شعبان
شهر شعبان، حرصت دار الإفتاء المصرية على ما أورده بعض المتنطعين والمشككين في فضل ليلة النصف من شعبان المباركة، والتي ورد في فضلها أحاديث كثيرة، أهمها: ما رواه الترمذي وابن ماجه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فقدتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه، فإذا هو بالبقيع رافعٌ رأسَه إلى السماء، فقال: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟» فقُلْتُ: وما بي ذلك، ولكني ظننتُ أنك أتيتَ بعضَ نسائك. فقال: «إِنَّ الله تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعرِ غَنَمِ كَلْبٍ».
ليلة النصف من شعبان
وروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ نَادَى مُنَادٍ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ، فَلَا يَسْأَلُ أَحَدٌ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ، إِلَّا زَانِيَةٌ بِفَرْجِهَا أَوْ مُشْرِكٌ».
وأمَّا ما قيل من الطعن في فضل هذه الليلة بحجة ضعف ما ورد من الأحاديث فيه؛ فالجواب عن ذلك: أن أسانيد الوارد ليست كلها ضعيفة، بل بعضها قد صحَّحه الحفاظ.
وقال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (3/ 367، ط. دار الكتب العلمية) -بعد أن ساق أحاديث ليلة النصف من شعبان-: [فهذه الأحاديث بمجموعها حجةٌ على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء] اهـ.
وقال الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم في رسالته: "ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي" (ط. العشيرة المحمدية) -بعد أن ذكر جملة من الأحاديث الواردة في ذلك-: [ومثل هذا كله لا يقال بالرأي، كما هو معلوم عند العلماء، وهذه الأحاديث -وإن كان في بعضها ضعف أو لين- فهي مجبورة ومعتضدة بتعددها واختلاف طرقها وشواهدها، وهكذا تأخذ رتبة الحسن على الأقل، فيُؤخذ بها فيما هو أخطر من موضوعنا هذا] اهـ.
شهر شعبان المبارك
وقال الإمام أحمد بن حنبل: [إذا رُوينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضائل الأعمال، وما لا يضع حكمًا ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد] اهـ. "الكفاية في علم الرواية" للخطيب البغدادي (ص: 134، ط. المكتبة العلمية بالمدينة المنورة).
وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح في "علوم الحديث" (1/ 103، ط. دار الفكر): [يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل في الأسانيد، ورواية ما سوى الموضوع من أنواع الأحاديث الضعيفة، من غير اهتمام ببيان ضعفها، فيما سوى صفات الله تعالى، وأحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرهما؛ وذلك كالمواعظ، والقصص، وفضائل الأعمال، وسائر فنون الترغيب والترهيب، وسائر ما لا تعلق له بالأحكام والعقائد، وممن روينا عنه التنصيص على التساهل في نحو ذلك: عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما] اهـ.
شهر شعبان
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي في "الفتح المبين في شرح الأربعين" (ص: 32، ط. دار المنهاج) -عند قول الإمام النووي: وقد اتَّفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال-:[لأنه إن كان صحيحًا في نفس الأمر فقد أُعطي حقه من العمل به، وإلا لم يترتب على العمل به مفسدة تحليل ولا تحريم، ولا ضياع حق للغير] اهـ.