أزهري: العارف بالله يعيش في حالة استتار وليس تباهي بالبركات
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
قال الدكتور السيد عبد الباري، العالم بالأزهر الشريف، إنه يجب أن نتأمل في مفهوم إيمان العارف بالله، إذ أن أول درجات الولاية تتطلب أن يكون الإنسان عارفًا بالله، لأن العارف بالله يمتلك ميزات خاصة.
العلاقة مع الله سبحانه وتعالى تتطلب خشية وتقوىوأضاف العالم بـ الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الاثنين، أن العلاقة مع الله سبحانه وتعالى تتطلب خشية وتقوى، مُستشهدًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ»، مُوضحا أن من يعرف هذه الحقيقة يكون على دراية بحقيقة الله سبحانه وتعالى، حتى وإن كان مٌقصرًا في بعض الشعائر، أو دخل في بعض المنهيات، إلا أنه يظل يتقي الله ويخافه جل جلاله.
وأشار إلى أن المسلمين يعرفون أن الله يحب التوبة والمغفرة، وأن الله سبحانه وتعالى يحب العبد اللحوح في الدعاء، وهذه المعرفة تأتي من الفهم الحقيقي لربهم، وهو ما يتجلى من خلال أسماء الله الحسنى.
كما تطرق إلى أهمية توعية الناس بما يجب وما يجوز وما يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن هذه المعرفة تجعلهم يدخلون في طاعة الله في حالة من الانكسار والاستتار.
واستشهد بسيدنا إبراهيم النخعي، رضي الله عنه وأرضاه، الذي كان يقرأ القرآن ويُغطي نفسه إذا دخل عليه أحد، موضحًا أن هذا الأمر بينه وبين ربه، دون الحاجة لإثارة ضجة حوله.
وأكد عبد الباري أن الذكر من شعائر الإسلام ويجب أن يكون خفيًا بين العبد وربه، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ»، مشددًا على أهمية هذا النوع من الذكر في حياة المسلم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العارف بالله الحسنات قناة الناس الله سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
عالم أزهري: «وذروا ظاهر الإثم وباطنه» نداء رباني للبعد عن المعاصي
قال الدكتور أحمد نبوي، أستاذ الحديث المساعد بجامعة الأزهر، إن قول الله تعالى "وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ"، نداء من الله سبحانه وتعالى هو تحذير عظيم للمؤمنين للابتعاد عن المعاصي والذنوب سواء كانت ظاهرة أو باطنة.
وأوضح في تصريح له: "الإثم في مفهومه العام هو كل فعل يعصي الله، وقد قسم الله هذه الأفعال إلى قسمين: ظاهر وباطن، الظاهر يشمل المعاصي التي نراها مثل السرقة، الكذب، الزنا، شرب الخمر، وهذه معاصي ظاهرة يعرفها الجميع ونعلم أنها حرام، لذلك يكون الشخص بعد ارتكابها عارفًا بأنها ذنبًا ويدعو الله أن يغفر له ويتوب عليه، لكن هناك نوع آخر من المعاصي التي قد لا ينتبه إليها الناس، وهي المعاصي الباطنة".
دعاء ليلة الجمعة الثانية من شعبان .. ردده يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة
دعاء الصباح .. ردد أفضل أدعية للرزق والفرج وتيسير الأمور
وأضاف: "الباطن، هو الذنب الخفي الذي يكمن في قلب الإنسان ويصعب على الكثيرين ملاحظته أو حتى الاعتراف به، مثل الحسد، الحقد، العداوة، والبغضاء، وهذا هو الشيء الذي يجب أن نركز عليه في هذا الحديث، لأن هذه الآفات قد تفتك بالإنسان ولا يشعر بها، لذلك علينا أن نحذر منها".
وأشار إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا"، ليؤكد على ضرورة تطهير القلوب من هذه الأمراض الباطنة التي تهدم العلاقات بين المسلمين وتبعدهم عن مرضاة الله.
وأكد الدكتور أحمد نبوي أن "الكبر" هو أحد أكبر الأمراض الباطنية التي يجب على المسلمين الحذر منها، فهي من الذنوب الخفية التي تظهر في قلب الإنسان وتجعله ينظر للآخرين بتعالٍ وكبر، وهذا يعد من أخطر أنواع الباطن الذي يجب على المسلم أن يتجنب الوقوع فيه.