كيف سيؤثر المشهد الأخير في حياة السنوار على المقاومة؟
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
#سواليف
جاء #استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة ” #حماس “، #يحيى_السنوار مفاجئاً بتوقيته وشكله، للعدو في المقام الأول، الذي وجد نفسه يساهم عن غير قصد في تجسيد صورة “الفارس الملهم” الذي قاتل حتى آخر رمق… وآخر رمية.
وتقول الباحثة في الشأن الفلسطيني، رانية نصر، أن “السنوار كان حالةً فريدةً في تاريخ #القضية_الفلسطينية، من حيث كونه قائداً سياسياً وعسكرياً في الوقت ذاته، فضلاً عن كونه مُشتبكاً وجندياً”.
وتوضح قائلة إنه “عادة القائد السياسي لا تراه في الميدان العسكري، لذلك أعتقد أن حالة السنوار ستنعكس في وجدان الشباب اليوم، فتزيدهم دافعية للمضي في طريق الأبطال على درب تحرير فلسطين وغزة والمقدسات” على حد تقديرها.
مقالات ذات صلة مغردون.. مقتل قائد لواء بجباليا أفضل رد على من يدعي سقوط غزة / فيديو 2024/10/21وأشارت إلى أن “السنوار كان قائداً حيثما استدعى الموقف وجندياً حيثما استدعى الظرف والمكان، لذلك سيرته وبطولته لن تمر مروراً عابراً؛ بل ستحفر في وجدان الناس وعموم الشباب المسلم أثراً بالغ الأهمية، يترجم محبةً ووفاءً واقتداءً”.
العصا التي عرت عجزنا
وترى نصر أن “عصا السنوار ترينا عجزنا وخذلاننا وهواننا على أهلنا في غزة، وعلى قادتنا وسادتنا، الذين يقاتلون للرمق الأخير… وفي أحسن أحوالنا نصدر البيانات الاستنكارية ظناً منا بأننا قدمنا الواجب، وربما لتخدير ضمائرنا قليلاً، ثم نعود إلى حياتنا الطبيعية!!”.
وشددت على “ضرورة انتفاض الأمة في حراكات جماهيرية واعتصامات في الميادين يقودها العلماء، وقادة الرأي والمؤثرين، والضغط على الحكومات لإغلاق سفارات الكيان الصهيوني في كل مكان، ومقاطعة الاحتلال على الأصعدة جميعها، وعلى مستوى الحكومات”.
المشهد الأخير
بدوره يرى الباحث لدى مركز “جسور” للدراسات، عدنان أبو بسام، أن “الاهتمام بالمشهد الأخير من الحياة، عزّز لدى قادة الأمة ثقافة الموت الكريم في ساحات الحروب، فالسنوار بمقابلة تلفزيونية تحدث عن حلمه بأن يقتل بالصواريخ لا بالموت بأحد الأمراض”.
وقال لـ “قدس برس” إنه من “أراد أن يعرف الشخصية العربية الأصيلة بشجاعتها، وعنفوانها، واندفاعها، وخشونتها، وإبائها، فلينظر إلى السنوار” بحسب تقديره.
وأضاف: “نعم، يبدو أننا أمام شخصيةٍ عربية شغوفةٍ بالعروبة وتاريخها وحكايات أبطالها، ويبدو أنّ السنوار نجح في أن يجعل من حياته إحدى هذه الحكايات التي سيقرؤها الشغوفون بالبطولة العربية من بعده، وسيتعلمون منها معنى الإباء والرجولة، نحن أمام رجلٍ ستعيش حكايته طويلاً”.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الجمعة (18 تشرين أول/أكتوبر 2024)، رئيس مكتبها السياسي الشهيد يحيى السنوار “الذي ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة”.
وارتقى السنوار في منطقة “تل السلطان” في رفح جنوب غزة، يوم الأربعاء، بعد مواجهات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت فيها الطائرات بدون طيار وسلاح المدفعية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف استشهاد حماس يحيى السنوار القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
صمود رغم التحديات
محمد بن رامس الرواس
برغم العقبات والتحديات المستمرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلّا أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على الصمود والتكيف مع الظروف المتغيرة بعودة القصف الإسرائيلي وبدء الدخول البري مرة أخرى سواء من الناحية العسكرية أو السياسية أو الاجتماعية، وذلك من خلال 7 عوامل رئيسية أولها وجود عقيدة إيمانية وإرادة قتالية.
المقاومة تستمد قوتها من إيمانها العميق بالله وبعدالة قضيتها، مما يمنحها دافعاً قوياً للاستمرار رغم الحصار والضغوط العسكرية عليها من كل جانب. ثاني هذه العوامل أنَّه خلال فترة الهدنة الفائتة طورت المقاومة استراتيجياتها العسكرية والتحق بها الكثير من الشباب، وإعادة تموضعها وتجهيزاتها مثل تهيئة الأنفاق والصواريخ محلية الصنع مما جعلها قادرة على مُفاجأة الاحتلال وإرباك حساباته العسكرية في الفترة المقبلة.
ثالث هذه العوامل وجود الدعم الشعبي الذي يُعتبر الحاضنة الأساسية للمقاومة؛ حيث يلتف الفلسطينيون حول المقاومة بكل فصائلها لإيمانهم بأنَّ وجودهم هو الضامن الوحيد للتحرير. رابع هذه العوامل القدرة على التكيف على الحصار برغم القيود المفروضة عليها. وخامس هذه العوامل استثمار المقاومة للحرب النفسية التي تبثها من خلال إعلامها العسكري؛ مما جعلها تستخدم الحرب النفسية بذكاء لتوصيل ونقل رسائلها إلى الشارع الإسرائيلي الذي تشتعل فيه المظاهرات المطالبة بوقف الحرب والعودة للصفقة لأجل إطلاق الأسرى.
سادس هذه العوامل وجود الانقسام الإسرائيلي الداخلي وظهور مزيد من الخلافات السياسية والعسكرية داخل دولة الاحتلال مما يمنح المقاومة مساحة أكبر للمناورة؛ حيث سيستغل قادة المقاومة هذا الارتباك الإسرائيلي لتحقيق مكاسب عسكرية أو سياسية على الأرض.
أما سابع هذه العوامل، فيتمثل في ظهور المظاهرات والاحتجاجات مرة أخرى بالعديد من المدن الأوروبية وبعض الجامعات الأمريكية.
ختامًا.. رغم كل التحديات التي تواجهها حماس وفصائل المقاومة، تبقى المقاومة الفلسطينية نموذجًا للصمود والتكيف، حيث تعتمد على نصر المولى- عزَّ وجلَّ- والإرادة القتالية والتطور التكتيكي والدعم الشعبي لضمان استمرارها في مواجهة الاحتلال.
رابط مختصر