البوابة نيوز:
2024-10-21@23:46:26 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: "نظرية شيبوب"

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قدم الفنان الجميل سعيد أبو بكر شخصية "شيبوب" في فيلم "عنتر ابن شداد" بطولة فريد شوقي وكوكا، وإخراج نيازي مصطفى عام 1961. وشخصية شيبوب هي شخصية ظريفة لمساعد البطل الذي يتمتع بخفة ظل، شخصية محببة للمشاهد ومعاونة في تصاعد الأحداث. ولكن هذه الشخصية حملت طيات ومواقف عجيبة ومتناقضة تجعلها مادة خام لنستخدمها في إسقاطات تناسب أيامنا وأوجاعنا ووقائع لا تخلو من العجب وتثير الاندهاش والبكاء معًا.

"شيبوب" يا سادة، يتجلى كظاهرة حياتية في نماذج بشرية عديدة تجدها تحيط بك وتكتم أنفاسك، بل وتثير شهيتك للضحك الأسود، فهو معبر عن شلة من أنصاف المتعلمين، بل ورجال دين كثيرين. يتفقون معه في نظريته الغريبة غير المنطقية لأنهم أعداء للمنطق والعقلانية، وكيف ذلك؟ لم يكن شيبوب في الفيلم "أعمى أو أعور"، ومع ذلك عندما يجد فتاة جميلة يغازلها طارحًا عليها نظريته قائلًا: “إنتي تقلعي لي عين وأنا أقلع لك عين ونعيش عور إحنا الاثنين”، ولماذا يا شيبوب؟ فقد خلقك الله كامل النظر والرؤية، فلماذا تختار أن تكون أعور؟ يبدو أن "العوار" أمر عقلي يريح المرء في رؤية الحياة بعين واحدة، فتجده يسقط في الجزئيات دون الكليات، ولا يمكن أن يكون صورة كاملة. وبالعين الواحدة يبتر السطور من الروايات والكتب والمشاهد والأفكار، بل ويبتر الأشخاص. ويتقمص شخصية القرصان الذي يقتنص بعينه الواحدة الفريسة التي يراها، إنها نظرية مريحة لشخص يمجد وحدانية خربة، يعلمها رجل دين حيث يقلعون عينك بتعاليمهم العوراء، يقدمون "الخرافة لا العلم"، "الدروشة لا العقلانية"، "الموروث لا المدروس ولا المفحوص". فمنظورهم الأعور يتم الحكم به على الأشياء والأشخاص والأفعال، وعندما تطلب من أتباعهم أن يفتح كلا عينيه على الآخر، يرفض، إنه مثل شيبوب تمامًا، يريد أن يرى الكل مثله، يقرأ فقط ما يقرأه ويفهمه على طريقته،. يجد في الهزيمة نصرًا، وفي الإرهاب بطولة، وفي التعدد بدعة وهرطقة وزندقة للأسف، نظرية شيبوب ودعوته لنعيش عور تجد صدى وترحابًا كبيرًا في مجتمعاتنا ومؤسساتنا الكثيرة، رغم هزليتها الشديدة.

"شيبوب" أيضًا صوته عالٍ، فيعلن عن نظريته وحضوره بصوت مجلجل رنان. ودون خجل أو تردد، إنها ثقة الجاهل المرعبة. وهكذا صوت الجهلاء عالٍ لأنه جزء من خطتهم لنشر أفكارهم. وتجد الجاهل ينتصر بصوته لا بمنطقه في أي حوار أو مناظرة. ولعن الله من جعل الميكروفون، بأشكاله المختلفة من إعلام وسوشيال ميديا، سلاحًا في يد المتسلطين ليصل صوتهم النشاز بالإكراه حتى لمن يرفضهم.

وطوال الفيلم، يبرع "شيبوب" في سرقة الكاميرا بخفة دمه ونكاته المستمرة، وبهذه النكات وخفة الدم يتسلل للمشاهدين، وهكذا تجد له أتباعًا كثيرين يوظفون خفة دمهم لدس أفكارهم المسمومة، ويجذبون الجماهير العريضة المأخوذة بسحر الفكاهة رغم مرارة واقعهم.

كذلك، تجد "شيبوب" على عكس شخصية "عنتر"، رغم أنه شقيقه، لا يهتم بحريته، بل يخضع لعبوديته خانعًا وراضيًا، بل وسعيدًا، والأهم عنده هو أكل “الدشيشة والبسيسة والهريسة”، وتجد أتباعه يخطبون فيك محببين عبوديتك لسلطانهم السماوي، مدافعين عن تقبيل يدهم والسجود لقدمهم، يعظون باستمرار عن عظمة الفقر والزهد والنسك والتقشف، و"كروشهم" ممتدة أمامهم فتحجب الرؤية، وإذا عدت لهذه الخطب والعظات تجدها صدى لنظرية شيبوب: "نعيش عور".

إفيه قبل الوداع"الجبان والحب"، اسم فيلم لحسن يوسف وشمس الباروديالحب لا يجتمع مع الجبن... الحب قوة وشجاعة، لذلك الجبان لا يسقط في الحب مهما ادعى ذلك
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شيبوب سعيد أبو بكر إفيه يكتبه روبير الفارس

إقرأ أيضاً:

​ العصيمي بطلاً لكأس وزارة الرياضة للقدرة والتحمل بالعلا

البلاد- جدة توج حاتم يوسف ابو سلامه مدير فرع وزارة الرياضة بمنطقة المدينة المنورة الفارس فيصل العصيمي بطلاً لكأس وزارة الرياضة للقدرة والتحمل والذي أقيم صباح أمس السبت على ميادين قرية الفرسان الدولية بمحافظة العلا على مسافة 100 كم وبمشاركة أكثر من 200 فارس وفارسة. جاء فوز العصيمي رفقة الجواد “دوق” وبسرعة 24,3 كم / ساعة بعد منافسة قوية طوال المراحل الثلاث أستطاع خلالها أن ينفرد بالصدارة ليحل في المركز الثاني الفارس ساري الزهراني على الجواد “سندور” وبسرعة 23,5كم / ساعة وجاء في المركز الثالث الفارس عبدالعزيز السيالي على الجواد “جبس” وبسرعة 21,5 كم / ساعة. وشهد السباق الذي أقيم بتنظيم من الهيئة الملكية بمحافظة العلا وإشراف الاتحاد السعودي للفروسية منافسة قوية بين المشاركين وتنظيم رائع حصد إشادة  كبيرة من اللجان الفنية الدولية والفرسان المشاركين. يذكر بأنه أقيم الى جانب السباق الرئيسي عدد من السباقات المصاحبة سباق 120 كم دولي وسباقان تأهيليان محليان لمسافة 80 و 40 كم.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تواصل جهود إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة
  • فهم الرواية لحسين دعسة.. نظرية علمية نقدية في فهم ماهية الكتابة الإبداعية
  • تحت ضربات المقاومة في فلسطين ولبنان.. انهيار نظرية الردع وتغير العقيدة القتالية الإسرائيلية
  • ضمن عملية “الفارس الشهم 3”.. افتتاح قسم العلاج الطبيعي في المستشفى الإماراتي العائم
  • بحث.. علماء يكشفون نظرية جديدة عن الوعي أوقات الأحلام
  • رأى غير متوقع من مروة صبرى عن نزار الفارس.. فيديو
  • ​ العصيمي بطلاً لكأس وزارة الرياضة للقدرة والتحمل بالعلا
  • ضمن عملية "الفارس الشهم 3"..افتتاح قسم العلاج الطبيعي في المستشفى الإماراتي العائم
  • الفارس والأهرامات.. تغييرات ومفاجأة في تشكيل الزمالك لمواجهة بيراميدز اليوم في كأس السوبر