البوابة نيوز:
2024-10-21@23:49:48 GMT

بدلًا من الهجوم على الجامعة العربية

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم أعد استريح كثيرا إلى الهجوم على الجامعة العربية  والسخرية من دورها فى منطقتنا  لاسيما هذه الأيام.. فمن البديهى والمعروف أن الجامعة منذ تاريخ إنشائها  ووفقا لميثاق عملها الذى تم تعديله  ليجعل القرار بداخلها للأغلبية وليس الإجماع، هى جهة تنفيذية لقرارات  الدول العربية وقادتها، وليس من شأنها أن تصدر قرارا ت منفردة.

وبرغم أن المشاعر العاطفية الغاضبة من عدوان  إسرائيلى لا سقف لجنونه، على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية وعلى لبنان أرضا وشعبا، مشاعر مشروعة، لكنها غير مجدية فى  المشهد الراهن الذى ينطوى على مخاطر تستدعى أكثر بكثير من التذمر والغضب  والتهكم والنواح.


توشك الإدارة الأمريكية الحالية  برئاسة بايدن  على الرحيل، لذلك تسعى لتحقيق نصر يغطى على فشلها الداخلى والخارجى خلال السنوات الأربع الماضية، وتدعم به مرشحتها الديمقراطية للرئاسة، بالسعى إلى استعادة نفوذها فى منطقتنا، بالتعاون مع حليفها مجرم الحرب نتنياهو، الملاحق جنائيا من محكمة الجنابات الدولية،  من أجل بناء عهد جديد فى المنطقة لا دور فيه لدولها!.


ولم تكن الدعوة  إلى شرق أوسط جديد قاصرة على  كتاب شمعون بريز الذى صدر عام 1992 وبشر فيه بأن أمن المنطقة يستتب  بالتعاون الاقتصادي المزدهر  بين إسرائيل  ودولها، وساق فيه حيثيات لإقناع المجتمع الإسرائيلي بأن إسرائيل  تكسب من السلام  أكثر مما تجنيه بالحرب. فقد جددت الدعوة إليه  إدارة أمريكية سابقة من الحزب الجمهورى بعد غزو العراق واحتلاله فى عهد بوش الابن، بزعم مكافحة الإرهاب، فى اعقاب هجمات سبتمبر 2001. ومكنت إدارة أوباما الديمقراطية  من بعده جماعة الإخوان وحلفاءها من تيار الإسلام السياسى من السيطرة على عدد من أنظمة الحكم فى المنطقة، عبر جائحة الربيع العربى بنفس الزعم، فحطمت الدولة الوطنية فى عدد من دول الإقليم، وعززت من الصراع الطائفى والدينى فى أرجائه  بنفس المزاعم!.


لكن العودة  الأمريكية هذه المرة  مختلفة، لا تكتفى بالنفوذ السياسى، بل تأتى مدججة بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا من حاملات الطائرات إلى البوارج البحرية، ومن الغواصات النووية إلى الدفاعات الجوية التى تحمل أكثر الأسلحة فتكا وتدميرا.. فضلا عن أكثر من 30 ألف جندى يحتلون القواعد الأمريكية  المتمركزة فى المنطقة.  أما الهدف فهو مزدوج: فمن جهة المشاركة مع إسرائيل فى توجيه ضربة إلى إيران، توعد فيها نتنياهو باسقاط نظامها،  ومن جهة أخرى دعم المخطط الإسرائيلى الرامى  بعد القضاء على البنى التحتية والقدرات العسكرية لحركة حماس وحزب الله  وإغتيال قادة  الصف الأول من الطرفين، إلى إعادة احتلال غزة  بمواصلة تدميرها وإقامة منطقة عازلة واسعة النطاق فى الجنوب اللبنانى.


وفى الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل حربها التدميرية فى غزة وتمدها إلى  مدن الجنوب اللبنانى، وملاحقة أسلحته وقواته فى بيروت، فهى تسعى لاستصدار قرار من الأمم المتحدة   لتعديل مضمون القرار الأممى  1701 امتثالا لرغبة نتنياهو. وجاءت زيارة  المبعوث الأمريكى "عاموس هوكشتين" إلى بيروتد، ليس فقط لقطع الطريق على المؤتمر الدولى الذى دعا إليه فى 24 اكتوبر الجارى الرئيس الفرنسى ماكرون لإغاثة الشعب اللبنانى، ودعم جيشه ومؤسسات دولته ووقف الحرب عليه، بل للترويج أيضا  لما يسمى  اتفاق إطار لوقف الحرب ينطوى على تعديلات للقرار، ينتهى  بوضع لبنان تحت الوصاية الأمنية  الإسرائيلية  واحتلال أجزاء من أرضه، بالإضافة  لحث لبنان على إعلان وقف للحرب من جانب واحد، وهو ما رفضه رئيسا البرلمان والحكومة اللبنانيان معا وتمسكا بنص القرار الأممى  كما هو.


وجاءت زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت فى وقت متقارب مع زيارة المبعوث الأمريكى لتشكل سندا لموقف الحكومة اللبنانية. وفى بيروت طالب أبو الغيط بوقف فورى لإطلاق النار  ودعا مجلس الأمن بالإسراع إلى  تنفيذ القرار 1701. وفى حواره مع المسئولين اللبنانين حثهم على الإقدام على انتخاب رئيس للجمهورية لملء الفراغات الدستورية، مؤكدا تضامن الجامعة العربية مع لبنان شعبا وحكومة.


وفى هذا المناخ الذى يستهدف بالأساس تصفية القضية الفلسطينية، ويشكل تهديدا باندلاع حرب إقليمية تطول خسائرها دول المنطقة، لا مفر من تحرك عربى موحد تقوده جامعة الدول العربية بمساندة من أعضائها لإعادة طرح مبادرة السلام العربية من جديد على المجتمع الدولى ومساندة التوجه  الصينى والروسي ومجموعة دول البريكس والدول الداعمة للقضية الفلسطينية  فى سعيها لإحداث توازن فى القرار الدولى، وحشد دعمها للتصدى للتوجه الأمريكى لصنع شرق أوسط جديد بقيادة إسرائيل! 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجامعة العربية لبنان إسرائيل الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

أخبار لبنان.. أعداد الفارين وتعليق أمين الجامعة العربية وسط قصف للجنوب

تتسارع أخبار لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي بعد إطلاق دولة الاحتلال الإسرائيلية عملية عسكرية ضد لبنان باسم «سهام الشمال»، في الوقت الذي وقع قصف نوعي جديد من نوعه منذ بداية الصراع بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما ردت إسرائيل صباح اليوم الأحد بقصف النبطية جنوب لبنان، بحسب قناة «القاهرة الإخبارية».

أخبار لبنان وسط القصف

وكشفت وحدة إدارة مخاطر الكوارث في مجلس الوزراء اللبناني، مستجدات أخبار لبنان، مبينة ارتفاع عدد القتلى نتيجة الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ بداية النزاع بين إسرائيل وحزب الله إلى 2448، فيما بلغ عدد المصابين 11 ألفا و471 مصابا، وقتل 30 شخصًا قتلوا وأصيب 135 آخرون جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

تطورات أخبار لبنان

ويتوقع الخبراء أن تدخل أخبار لبنان منحى جديد بعد قصف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت، والذي جاء بعد يومين فقط من اغتيال إسرائيل لقائد الفصائل الفلسطينية يحيى السنوار الخميس الماضي في حي تل السلطان في غزة، فيما لم يعلن حزب الله مسئوليته عن قصف منزل نتنياهو حتى الآن.

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، رصدت أخبار لبنان فقد جرى تسجيل 82 غارة جوية وقصف على مناطق مختلفة من لبنان، أغلبها كان في الجنوب والنبطية ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 10415 اعتداء، فيما عبر 337 ألفا و972 مواطنا سوريا و138 ألفا و5 لبنانيين إلى سوريا منذ 23 سبتمبر الماضي.

بدوره، خرج الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، معقبا على أخبار لبنان مبينا أن حكومة لبنان هي الجهة الوحيدة المخولة بالتفاوض باسم البلاد؛ للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق كامل وغير منقوص للقرار 1701.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية: وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس.. أولوية في لبنان
  • ميقاتي لهوكشتاين: القرار 1701 ركيزة استقرار المنطقة
  • أحمد أبو الغيط: الجامعة العربية تقف إلى جانب لبنان في محنته الحالية
  • أبو الغيط: الجامعة العربية تقف إلى جانب لبنان في محنته الحالية
  • إيران تبلغ وكالة الطاقة الذرية بتهديد إسرائيل لمواقعها النووية.. وعراقجي يزور الكويت والبحرين
  • تقرير: دول خليجية تؤيد شن إسرائيل ضربات على إيران
  • أخبار لبنان.. أعداد الفارين وتعليق أمين الجامعة العربية وسط قصف للجنوب
  • عراقجي: حددنا جميع أهدافنا في إسرائيل وسنرد بالمثل في حال الهجوم علينا
  • الجامعة العربية: الحكومة اللبنانية هي وحدها المنوط بها تفاوض إيقاف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملا