عزيزى المواطن البائس بينما أنت تتحسس جيبك لتدفع تذكرة أتوبيس هيئة النقل العام أو أجرة الميكروباص أو تمون سيارتك الصغيرة، وتعتقد أن الحكومة تدعمك بثلاثة جنيهات فى كل لتر سولار أو بنزين، فإن الحكومة نفسها تدفع لمواطن آخر 200 أو 500 جنيه دعما فى كل «تفويلة» سيارة فارهة.
وبينما تطالبك الحكومة بالرضا وربما تتهمك بنكران الجميل، فإنها لا تلتفت لأصحاب السيارات الفارهة كما أنهم أنفسهم لا يلتفتون لدعمها لهم.
لا أعرف منطقا لدولة تعانى من عجز كلى فى الموازنة العامة يتجاوز 500 مليار جنيه (طبقا لآخر موازنة)، ثم تصر على اللاترشيد.
ومن ضمن اللاترشيد، دعمها الأثرياء، أو أصحاب السيارات الفارهة التى تعمل ببنزين 95 أوكتين، من سفارات أجنبية ووزارات حكومية وشركات تابعة، أو رجال أعمال وموظفين كبار، إذ تأبى الدولة إلا أن تمنحهم دعما يوميا لا يلتفتون إليه أصلا بينما الفقراء «يكحون تراب».
وإذا كانت مخصصات دعم المواد البترولية، للعام المالى الحالى، تتجاوز 154 مليار جنيه؛ فمن حقنا أن نعرف كم مليارا تذهب منها لتموين سيارات الأثرياء؟
فى ديسمبر 2018 أى قبل نحو 6 سنوات، صدر قرار رئيس الوزراء بإنشاء لجنة التسعير التلقائى للمنتجات البترولية، وتضمنت المادة الثانية نصا خاصا ببنزين 95 أوكتين أو بنزين الأثرياء.
ويقوم عمل اللجنة على 3 محاور، هى سعر برميل البترول، وسعر الدولار، وأعباء التشغيل.
وفى منتصف 2019 قررت اللجنة تحرير سعر بنزين 95 ليباع بنحو 7,75 جنيه لكل لتر، وليصبح خاليا من الدعم كما قال المسئولون فى وزارة البترول وقتها.
أصرت الحكومة حينها على أن بنزين 95 أصبح غير مدعوم وأنه «حر».
فى ذلك العام كان الدولار يباع فى البنوك بنحو 16 جنيها، بينما سعر برميل البترول خام برنت كان 66 دولارا.
لكن فى السنوات اللاحقة حتى نهاية 2023، استمر تحريك بنزين 95 أوكتين، ربما لأن الدولار كان يتحرك صعودا.
لكن ماذا حدث العام الحالى، بعد استقرار الدولار واستقرار أسعار البترول.
إن البنزين لايزال يتحرك!
ففى مارس الماضى عندما كان الدولار دون 50 جنيها فى البنوك، وبرميل البترول خام برنت دون 86 دولارا، رفعت الحكومة سعر بنزين 95 الذى تدعى أنه غير مدعوم من 12,5 جنيه إلى 13,5 جنيه للتر.
وفى يوليو الماضى عندما كان الدولار أيضا دون 50 جنيها فى البنوك، وخام برنت دون 86 دولارا للبرميل، رفعت الحكومة سعر بنزين 95 الذى تدعى أنه غير مدعوم من 13,5 جنيه إلى 15 جنيها للتر.
وفى أكتوبر الحالى بينما الدولار أيضا دون 50 جنيها فى البنوك، وبينما هبط برميل البترول خام برنت إلى 73 دولارا، رفعت الحكومة سعر بنزين 95 الذى تدعى أنه غير مدعوم من 15 جنيها إلى 17 جنيها للتر.
فهل بعد ذلك نصدق أكذوبة أن بنزين 95 الذى يدور فى محركات المرسيدس والبى ام دبليو والرانج روفر، كان غير مدعوم منذ 2019!
هل يستوى فلاح يروى قيراطين بموتور مياه يستخدم بنزين 80 أو يحرث بجرار زراعى يستخدم السولار، مع مليونير يركب دفع رباعى؟
هل يستوى موظف بسيط بالكاد يملك تذكرة الأتوبيس، مع صاحب الشركة؟
هل يستوى الموتوسيكل الصينى مع الدودج رام؟
تقدر الحكومة وفرا ماليا متوقعا من الوقود بنهاية السنة المالية الحالية (2024-2025) عند 80 مليار جنيه.. وأقول إن هذا الرقم يمكن أن يصبح 100 مليار وأكثر إذا تم تحرير سعر بنزين الأثرياء تماما.
أوقفوا دعم الأثرياء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: و أجرة الميكروباص هيئة النقل العام سعر بنزین 95 فى البنوک
إقرأ أيضاً:
وزيرا البترول والإسكان يبحثان تسريع توصيل الغاز الطبيعي للإسكان الاجتماعي والمدن الجديدة
بحث المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، مع المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، خلال اجتماع مشترك، بمقر وزارة البترول، وبحضور عدد من مسؤولي الوزارتين، سبل تعزيز التعاون بين الهيئات التابعة لهما، بهدف تسريع تنفيذ المشروعات ذات الأولوية، وعلى رأسها توصيل الغاز الطبيعي للإسكان الاجتماعي والمدن الجديدة، بالإضافة إلى تنسيق الجهود لتلبية احتياجات المشروعات العمرانية من المنتجات البترولية.
وأكد الوزيران، وفق بيان لوزارة البترول اليوم الاثنين، أهمية العمل التكاملي الجاري والتنسيق المستمر بين الجانبين، لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات المتاحة، بما يسهم في دفع المشروعات التي تحقق مردودا مباشرا على المواطنين، خاصة مشروعات توصيل الغاز الطبيعي للإسكان الاجتماعي والمدن الجديدة، وأشارا إلى أن الفترة الماضية شهدت اجتماعات مثمرة وتنسيقا إيجابيا، سيتم البناء عليه لتعزيز التعاون المشترك.
وتناول الاجتماع التعاون والتكامل في مشروعات مد شبكات البنية التحتية للغاز الطبيعي في منطقة غرب مدينة العلمين الجديدة، وكذلك مشروعات الإسكان الاجتماعي بمدينة حدائق العاصمة التي ستخدم ما يناهز 30 ألف وحدة سكنية جديدة بالمدينة، وذلك ضمن جهود وزارة البترول لتوسيع نطاق توصيل الغاز الطبيعي كخدمة حضارية للمواطنين، بالتنسيق بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
كما ناقش اللقاء خطة توفير منتج البيتومين (الأسفلت) خلال الفترة المقبلة، من خلال الهيئة المصرية العامة للبترول وشركاتها التابعة المنتجة للبيتومين، لتلبية احتياجات مشروعات وزارة الإسكان من هذه المادة الأساسية لأعمال رصف الطرق.
وتم الاتفاق على عقد اجتماعات عمل وزيارة ميدانية للمسئولين من الجانبين خلال الأيام المقبلة لمتابعة تنفيذ العمل المشترك بين الجانبين علي أرض الواقع.
اقرأ أيضاًالبترول: إغلاق التزايد على 13 منطقة استكشافية جديدة باستثمارات تتجاوز 700 مليون دولار
وزير البترول: مؤتمر «إيجبس 2025» يعد فرصة لبناء جسور التعاون والشراكة