الصورة الأخيرة التي بدا عليها البطل يحيى السنوار، ستظل خالدة في أذهان الشعوب والأحرار، كنموذج ملهِم، ارتقى إلى رحم الأرض التي قاتل لاستعادتها، ليشكل انبعاثًا جديدًا، أشد بأسًا وأقوى عزيمة وتصميمًا، في معركة المقاومة ضد المحتل الغاصب.
استشهاد «مهندس الطوفان» شكَّل لوحة أسطورية، تحولت سريعًا إلى مبعث فخر واعتزاز، لأنه عندما يرتقي الأبطال، لا يكون ارتقاؤهم موتًا، بل إعلان ميلاد جديد، لقادة جُدد، في سِجِل الشرف والتضحية، بحروف من نور، على طريق المجد والعزة والشرف والكرامة، واستكمال ما بدأه الأولون من تضحيات.
ورغم أن الفقدان مؤلم، والضربات القاسية متتالية وموجعة، إلا أن استشهاد القادة، وتضحيات الصابرين المرابطين، أصحاب الأرض والقضية العادلة، يظل ثمنًا قليلًا على طريق الحرية ومقاومة الاحتلال، رغم أنف المنبطحين والمتخاذلين، الذين نعتبرهم في عِداد الأموات.
يقينًا، ستظل المقاومة باقية على عهدها، لا تتأثر برحيل قادتها سواء أكان في غزة ولبنان.. أو غيرهما، لأنها تزخر بالكثير من أصحاب العطاء، ولذلك لا نشك في أن بُنيتها ستظل حصينة ومُصانة بإرادة حقيقية، لرجال صادقين مخلصين أوفياء، لا تهزهم الزلازل ولا خارقات القنابل.
لقد علَّمنا التاريخ أن المقاومة، لا ولم ولن تقف على أحد، مهما علا شأنه، وهنا تكمن سر قوتها في الاستمرار والتضحيات.. وما حدث على مدار عقود طويلة يؤكد أنه لم يستطع أي احتلال النَّيْل من إرادةٍ أو عزيمةٍ أو معنوياتٍ أو تصميمٍ على مواصلة الطريق نحو الخلاص من المحتل.
لعل أكثر ما يدعو للأسى والحزن، أننا أصبحنا في زمن بائس، اختلطت فيه الحقائق وتبدَّلت فيه المفاهيم، حتى زاد عدد المغَيَّبين والمشككين والخانعين، حتى تاهت بوصلة الكثيرين، فلم يعودوا قادرين على تحديد العدو من الشقيق!
ورغم المآسي والأحزان والنكبات، إلا أننا على يقين تامٍّ، بأنه في الصراع الأزلي بين الحق والباطل، سوف ينتصر الحق دائمًا، ليتحقق العدل، وتستقيم الحياة، وكما يُقال: «الحق لا يُعرف بالرجال، وإنما يُعرف الرجال بالحق.. فاعرف الحق تعرف أهله».
إذن، لم تكن عملية «طوفان الأقصى» غباءً أو مصادفةً أو مغامرةً غير محسوبة، كما يحلو لبعض المشككين تصويرها.. ورغم خسائرها المؤلمة، إلا أن المقاومة نجحت في إيقاف قطار التطبيع، و«الناتو» العربي، كما فتحت عيون شعوب العالم على حقيقة الصراع والنِّفاق الغربي.
أخيرًا.. يبقى السؤال الآن موجَّهًا إلى مئات ملايين العرب، وملياري مسلم حول العالم: هل تعتقدون أنكم بمنأى عن استهداف الصهاينة، الذين سيحاولون الاستفراد بكم واحدًا تلو الآخر، وهل تتصورون أن دماءكم أغلى من الدم الفلسطيني واللبناني، في نظر هؤلاء الأشرار، الذين استباحوا الأرض والعرض والمقدسات، وانتهكوا كل الحرمات، وكافة قوانين الحروب وأعراف الأَسْر؟
فصل الخطاب:
يقول «محمد مهدي الجواهري»: «وتأريخُ الشُعوبِ إذا تَبَنّى * دمَ الأحرارِ لا يمحوهُ ماحي».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مراجعات دماء الأحرار الصورة الأخيرة معركة المقاومة
إقرأ أيضاً:
بركلات الترجيح.. أخضر -20 عامًا يخسر كأس آسيا.. و” الأسترالي” يتوج بلقبه الأول
البلاد- جدة
في مباراة مثيرة، حتى اللحظات الأخيرة، خسر المنتخب السعودي تحت 20 عامًا لقب كأس آسيا للشباب، أمام نظيره المنتخب الأسترالي بركلات الترجيح 5/4، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1. قدم الأخضر الشاب أداءً قويًا، وكان قريبًا من تحقيق اللقب الرابع في تاريخه، إلا أن ركلات الترجيح لم تكن في صالحه هذه المرة؛ ليكتفي بالميدالية الفضية، بعدما قاتل بشراسة حتى الرمق الأخير، وأكد مجددًا أنه أحد أقوى المنتخبات القارية في هذه الفئة السنية.
تمكن المنتخب الأسترالي من تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 24 عبر لويس أغوستي، وتعادل طلال حاجي للأخضر في الوقت القاتل بالدقيقة 3+90، ليشعل حماس الجماهير ويدفع المباراة إلى الأشواط الإضافية، التي سيطر فيها الأخضر على مجريات اللعب، وأهدر عدة فرص محققة، لكنه لم ينجح في تسجيل هدف الفوز. وفي ركلات الترجيح، نجح المنتخب الأسترالي قي حسمها بنتيجة 5-4.
ورغم خسارة النهائي، خرج المنتخب السعودي بإشادة واسعة من الجماهير والنقاد، بعدما قدم أداءً قويًا طوال البطولة، وتفوق على منتخبات كبيرة؛ مثل كوريا الجنوبية في نصف النهائي. ويعد وصول الأخضر إلى النهائي للمرة الخامسة في تاريخه دليلًا على هيمنته الآسيوية في فئة الشباب. ورغم الإحباط، فإن هذه المجموعة المميزة من اللاعبين ستشكل مستقبل الكرة السعودية، خاصة مع الاستعداد للمشاركة في كأس العالم للشباب في تشيلي، حيث يتطلع “الصقور” لتعويض خسارة اللقب القاري بأداء مشرف عالميًا.