موقع 24:
2025-01-05@09:35:03 GMT

3 أسباب تفسر حب البعض التجارب المخيفة

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

3 أسباب تفسر حب البعض التجارب المخيفة

عيد هالويين في نهاية الشهر الجاري، ليس المناسبة الوحيدة التي يسعى فيها البعض للاستمتاع بالخوف المنظم، إذ هناك حكايات، وأفلام رعب، وبيوت مرعبة في ملاه، توفر جرعة من الخوف تجمع بين الخيالي والملموس.

وفي ورقة بحثية أعدتها سارة كولات من جامعة ولاية بنسلفانيا، قالت الباحثة إن الأميركيين ينفقون ما يزيد على 500 مليون دولار أمريكي سنوياً على رسوم دخول البيوت المسكونة لمجرد الشعور بالخوف.

وتقول كولات: "بالنسبة لبعض الناس، قد يبدو هذا الانشغال بالرعب غير مهم. فحوادث إطلاق النار في المدارس، وإساءة معاملة الأطفال، والحروب وغيرها، تجعل قائمة الرعب في  الواقعية لا تنتهي. فلماذا نبحث عن الخوف المصطنع للترفيه؟".

التنشيط

وحسب "ذا كونفيرسيشن"، عندما يشعر الشخص أنه تحت التهديد، ترتفع مستويات الأدرينالين في الجسم، وتنشط استجابته للقتال أو الهروب التطورية، ويزيد معدل ضربات القلب، ويتنفس بشكل أعمق وأسرع.

ولهذا التفاعل الجسدي أهميته عند مواجهة تهديد حقيقي. أي أن الخوف الذي يمكن السيطرة عليه نوع من التدريب والاستعداد. وعندما يتعرض الشخص له، مثل الخوف المفاجئ في برنامج تلفزيوني عن الزومبي، يمكن الاستمتاع بهذا الإحساس النشط، المشابه لارتفاع مستوى العداء، دون أي خطر. وبعد ذلك، بمجرد التعامل مع التهديد، يفرز الجسم الناقل العصبي الدوبامين، الذي يوفر إحساساً بالمتعة والراحة.

الهدوء بعد الخوف

ويشير البحث إلى دراسة وجد الباحثون فيها أن الذين زاروا منزلًا مسكوناً بأشكال مخيفة متحكم فيها، أظهروا نشاطاً دماغياً أقل استجابة للمحفزات، وقلقاً أقل بعد التعرض.

هذا الاكتشاف يعني أن مشاهدة أفلام الرعب، أو القصص المخيفة، أو ألعاب الفيديو المثيرة يمكن أن يهدئ الشخص بالفعل بعد ذلك.

الانتماء

أما السبب الثالث من وجهة نظر البحث فهو الشعور بالانتماء إلى مجموعة اجتماعية، إن المرور بتجارب خوف شديدة معاً، منظمة ومتحكم فيها، يقوي الروابط الاجتماعية.

وتشمل الأمثلة، المحاربين القدامى الذين خدموا معاً في القتال، والناجين من الكوارث الطبيعية، والعائلات التي نشأت في مجموعات من المستجيبين الأوائل مثل رجال الإطفاء.

ويشير البحث إلى شهادات رجال إطفال عن مكالماتهم مع بعضهم البعض بعد الانتهاء من العمل في مبنى محترق، والتي تفيض بمشاعر إيجابية تعكس الروابط العاطفية العميقة، والروح المعنوية بعد مكافحة الحرائق، وحتى عند استعادة التجارب بعد سنوات.

وتقول الباحثة إن "تجارب الخوف المتحكم فيها تخلق بشكل مصطنع فرصاً مماثلة للترابط".
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هالوين

إقرأ أيضاً:

اليمن يُغرد منفردًا

سبق وكتبت كثيرا عن اليمن الذي زرته عدة مرات خلال العقد الأول من هذا القرن، والتقيت بشعرائه ومثقفيه وتجولت في صنعاء التي أخذني هواها منذ أن زرتها في المرة الأولى، ربما كان ذلك في عام ٢٠٠٣، وفي كل مرة أتجول في شوارع صنعاء القديمة يزداد حبي لهذه المدينة العتيقة، التي عشقت تراثها المعماري، بيوتها وأبواب مبانيها وأشكال نوافذها شديدة الروعة والجمال، الناس في صنعاء القديمة يذكرونك بالنبت الأول للعروبة، الناس راضون مبتهجون، يلقون عليك نكاتهم المرحة، ولعل أهم ما لفت نظري في هذا الشعب الكريم هي لغته العربية ولهجته التي أعتقد أن معظمها يعود إلى عصر ما قبل الإسلام، لقد حافظ اليمنيون على ثقافتهم، وملبسهم، وعاداتهم، وغذائهم، بساطتهم التي تؤثرك ومحبتهم لكل ما هو قادم من أي قطر عربي.

لفت نظري ما يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي من محاولة البعض نزع ما تميز به اليمنيون باعتبارهم المؤسس الأول للعروبة، حينما راح البعض يشكك في هذه الحقيقة في محاولة لجعل المنبت الأول للعروبة في هذا القطر أو ذاك لأسباب سياسية خالصة، وهو قول يجافي الحقيقة ويخالف كل الثوابت، اليمنيون بنكاتهم وخفة ظلهم يسخرون من هذه المغالطات لكن دون تجاوز، صنعاء المدينة العربية المتفردة التي تحمل عبق التاريخ وتراث الأمة، وهو ما يميز شخصيتها، بل تكاد تكون هي المدينة التي لا تشبهها مدن أخرى، عربية كانت أو أجنبية، هي مدينة قادمة من عصور سحيقة بمساجدها العتيقة ومكتباتها وتراث مخطوطاتها المودع في كثير من المساجد القديمة، والتي هي في حاجة إلى دعم كبير لترميمها وفهرستها، والتعريف بكنوز ذخائرها، بل يوجد من بين مقتنياتها النسخة الأولى لمخطوطات القرآن الكريم، والكثير من المخطوطات في الفقه وتفاسير القرآن، وبعضها دواوين من شعر قدماء اليمنيين الذين أجادوا الشعر بالسليقة، وسجلوا الكثير من مظاهر الحياة الاجتماعية والفكرية، جميعها في حاجة إلى الدراسة والتحقيق والنشر، وهو تراث في مجمله يميز اليمن عن غيره من الأقطار العربية الأخرى.

اليمنيون منذ فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي يحملون رسالة الإسلام إلى معظم بلاد العالم، فقد خرج اليمنيون إلى مشرق العالم تجارا ودعاة نشروا الإسلام في كل البلاد التي وصلوا إليها، وشاركهم العمانيون في هذه الميزة، فهم الذين فتحوا مصر تحت قيادة عمرو بن العاص وتجاوزوها إلى إفريقيا ثم إلى أوروبا حينما فتحوا الأندلس، بينما كانت أقطار عربية أخرى تعيش في غياهب الوثنية، لقد شارك كثير من العرب في فتح الأندلس، لكن قوام الجيش الفاتح كان من اليمنيين والعمانيين والأفارقة، جميعهم كانوا في طليعة القوى التي نشرت الإسلام وثقافته العربية والفكرية، ولعل ما خلفه العرب من تراث الأندلس وخصوصا في كتاباتهم التي كُتبت بلهجات يمنية لا يخطئ المحقق الحصيف في التعرف على جذورها ونشأتها اليمنية، لم يتنبه البعض إلى فضل اليمن على الثقافة العربية، وعلى نشر الإسلام، بل نلاحظ في التاريخ المعاصر أن البعض ولأسباب سياسيّة خالصة راح يتندر باليمنيين ويعيِّرهم بفقرهم، ولم يلتفتوا إلى أن ما أصاب اليمن عبر التاريخ الحديث والمعاصر كان بسبب حكامهم وفشل سياساتهم وانكفائهم على أنفسهم، وهو ما كان سببًا في الواقع المُعاش، لكن رغم كل ذلك فقد بقي اليمنيون في طليعة الشعوب التي تعتز بكرامتها والحفاظ على تراثها ونخوتها، فلم يستسلموا لأي معتد على بلادهم، بل هم الشعب العربي الوحيد الذي لم ينعم المحتل بالبقاء فيه، فقد هزموا العثمانيين ولم يهنأ الإنجليز بالسيطرة على شمال اليمن، بفضل شجاعتهم واعتزازهم بتاريخهم ونضالات أجدادهم، وبينما وقعت معظم البلاد العربية فريسة للاحتلال العثماني انتفض اليمنيون لمقاومة العثمانيين، الذين عجزوا عن السيطرة على اليمن، ولم تنطل عليهم فكرة الخلافة الإسلامية التي رفع العثمانيون شعارها، وتسجل الوثائق العثمانية والعربية ملاحم مشرفة لنضالات اليمنيين، وهو ما أدى إلى انسحاب العثمانيين من اليمن نهائيا.

رغم كل الظروف التي يعيشها اليمنيون إلا أنهم لم يقبلوا الضيم،بل قاوموا أعداءهم بكل بسالة، وقد أنزلوا الهزائم بكل الطامعين في أراضيهم، سواء من قوى إقليمية أو خارجية، وبينما كل أقطارنا العربية قد استسلمت لإرادة عدوهم (إسرائيل) ونزع العرب كل أسلحتهم، إلا أن اليمنيين فاجأوا العالم بمقدرتهم على إنزال ضربات موجعة بإسرائيل، رغم بعد المسافة وتواضع الإمكانات وتعرض اليمن لهجمات صاروخية بالطائرات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية، لكن رغم كل ذلك بقي اليمن معادلة صعبة في الصراع العربي الإسرائيلي، وقد خلت الساحة من أي مواجهات عربية، بعدما تعرض له الفلسطينيون من عمليات تدمير وقتل واستشهاد عشرات الألوف سواء في غزة أو جنوب لبنان، وذهاب سوريا إلى طريق مكّن إسرائيل من احتلال أراضٍ سورية وسط صمت عربي مؤسف، لكن لم يستسلم اليمن بعد أن حمل على عاتقه مسؤولية المقاومة.

أعتقد أن الجغرافيا اليمنية تظل العامل الأهم الذي شكل تاريخها، فقد نزل الإسلام على الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة وأقيمت الدولة الإسلامية في المدينة، لكن حمل اليمنيون رسالة الإسلام إلى العالم شرقا وغربا، وجُيشت الجيوش التي جابت كل العالم لنشر الإسلام عقيدة وثقافة، وانسابت القبائل العربية التي تجاوزت الجزيرة العربية، لكي يصبح للعرب شخصيتهم المستقلة وتراثهم الفكري والديني، لذا سنظل مدينين لليمن الذي حمل إلينا العروبة لغة وثقافة وحضارة، مهما حاول البعض التقليل من فضل اليمن، وستبقى أقطارنا العربية تتحمل مسؤولية ما حل باليمن من أزمات كان في استطاعتها أن تأخذ بيد هذا البلد العربي العريق، وستبقى الشخصية اليمنية متفردة بوعيها وثقافتها واعتزازها بجذورها.

لعل إخواننا في اليمن في حاجة إلى مراجعة ثقافتهم التي سيطرت عليها التوجهات المذهبية التي أضرت اليمن، بل أضرت الكثير من البلدان العربية، فنحن في حاجة إلى إسلام حقيقي بلا مذاهب ولا أيديولوجيات، بل إلى الإسلام بمعناه الإنساني، استنادا إلى القاعدة الشرعية الثابتة التي تقول بإعلاء المصلحة، مصلحة الناس ومصلحة الأوطان، لعلنا لو تخلصنا من مذهبياتنا الضيقة خدمة لعقيدتنا وشعوبنا وأوطاننا لكان ذلك في مصلحة العرب.

الملاحظ أن كثيرا من أقطارنا العربية وساستنا فرحون لما يتعرض له اليمن من ضربات تطال المنازل والشعب اليمني، بل ويسعى البعض إلى استعداء العالم على هذا البلد العربي الأصيل، لأسباب مذهبية مقيتة، فالعدو الحقيقي هو إسرائيل التي تحتل أرضنا وتهدد وجودنا، لذا فمن العار أن نغضّ الطرف عن العدو الحقيقي وأن نذهب بعيدا لكي نلقي باللائمة على أية قوى أخرى، في محاولة لإيجاد مبررات لهزائمنا وضعفنا وتراجع دورنا عن نصرة فلسطين، لعل كل هذا يقضي بضرورة أن يسرع اليمنيون بالحوار مع بعضهم، لكي يعود اليمن إلى وحدته الطبيعية، وهي مهمة أراها ضرورية قبل أن يفكر اليمنيون في فتح جبهات مع إسرائيل.

لعل الدرس الذي يستوجب العناية من كل الساسة اليمنيين هو الدعوة إلى الوحدة، فلن يتمكن هذا البلد الكبير من استعادة مكانته إلا بعودة وحدته، والطريق نحو الوحدة شاق وصعب ولكن ليس مستحيلا إذا تخلص القادة اليمنيون من مذهبيتهم وقبليتهم وهي مهمة صعبة، لكن الأصعب منها هي التحديات التي تهدد اليمن في وجوده بل ربما تهدد العرب جميعا.

د. محمد صابر عرب أكاديمي وكاتب مصري

مقالات مشابهة

  • اليمن يُغرد منفردًا
  • بالفيديو.. “مُثقف” سعودي يطرب أحد أصدقائه بأغنية سودانية نادرة ويحكي قصة صاحبتها الفنانة الحسناء التي ولدت في العام 1920 وتغزل فيها شاعر الحقيبة بأغنية شهيرة وينشر صورة لها
  • في عام 2025.. ما الدول الخمس التي يفضّل الأمريكيون الإقامة فيها؟
  • أدعية من القرآن تحفظك من الخوف والغم وتزيد الرزق
  • أنشودة البساطة.. تامر أفندى يكتب: من "فيض الكريم"
  • بطيء المشية.. أعجوبة الخلق الذي لا يمكن تدميره حتى بالإشعاع
  • مفرط في الخوف والقلق المبالغ فيه..تعرف على أنواع القلق وطريقة التعامل معهم
  • بعد 14 عاما.. النابلسي يعود لمسجده الذي طالبه “الأسد” بنسيانه
  • الصمت في اليمن بين هيمنة السلالية وقيد الخوف
  • حملة "خلق يبني".. احترام الكبير يدعم الروابط الأسرية