الجزيرة:
2025-04-26@02:44:41 GMT

السودان.. أزمة تتفاقم وسط تعقيدات داخلية وإقليمية

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

ووفقا لحلقة جديدة من برنامج "للقصة بقية" -الذي يعرض على منصة "الجزيرة 360"- فإن تقديرات حديثة تشير إلى أن عدد القتلى في حرب السودان قد تجاوز 150 ألف شخص، في حين نزح أكثر من 10 ملايين سوداني عن ديارهم إلى مختلف مناطق البلاد.

ولفهم جذور الأزمة الحالية أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن المتقاعد أسامة محمد أحمد -للبرنامج- أن الصراع الحالي هو "محاولة من قوة متمردة كانت تتبع للجيش السوداني، حاولت بإيعاز من قوى إقليمية الاستيلاء على السلطة لصالح أجندة لا تمت إلى الشعب السوداني بصلة".

وأضاف أن هذه القوى تسعى "للتحكم في ثروات السودان ولتكون غطاء لجهة سياسية ليس لها الحق في حكم السودان".

وحول الموضوع نفسه قدم الدكتور حسن الحاج علي، الباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، رؤية أكثر تعقيدا للأزمة.

تحالف هش

وأشار إلى أن الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير قامت على تحالف هش بين 3 قوى رئيسية هي: المكون العسكري (الجيش والدعم السريع)، القوى المدنية (تحت مظلة قوى الحرية والتغيير)، إضافة إلى الحركات المسلحة (ومعظمها من دارفور).

ويرى الحاج أن "هذه الأضلاع لا يجمع بينها إلا إسقاط النظام السابق، وبالتالي عندما تحقق هذا الهدف، ظهرت الخلافات بين المكونات".

كما أفرد البرنامج مساحة للحديث عن الحرب السودانية التي بدأت في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، مستعرضا العديد من التفاصيل والتطورات السياسية التي أعقبت سقوط حكومة البشير في أبريل/نيسان 2019 وصولا إلى نشوب الحرب.

واستعرض البرنامج المراحل الرئيسية في الفترة الانتقالية، بدءا من تشكيل مجلس السيادة الانتقالي وتعيين حكومة مدنية برئاسة عبد الله حمدوك، مرورا بالانقلاب العسكري في أكتوبر/تشرين الأول 2021 وما تلاه من احتجاجات شعبية، وصولا إلى توقيع الاتفاق الإطاري بين العسكريين والقوى المدنية في ديسمبر/كانون الأول 2022.

تحول لصالح الجيش

كما سلط البرنامج الضوء على الخلافات المتصاعدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خاصة فيما يتعلق بمسألة دمج الأخيرة في القوات المسلحة، مشيرا إلى أن هذه الخلافات، إلى جانب الصراعات على السلطة والنفوذ، كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى اندلاع المواجهات المسلحة في أبريل/نيسان 2023، والتي سرعان ما تحولت إلى حرب شاملة أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في البلاد بشكل كبير.

وفيما يتعلق بالتطورات العسكرية الأخيرة، وتحول ميزان القوى العسكرية لصالح الجيش السوداني الذي تمكن من الانتقال من موقف الدفاع إلى الهجوم، أرجع اللواء أسامة هذا التحول إلى عدة عوامل تتمثل في الخبرة القتالية والتكتيكية للجيش السوداني، ومقدرته على امتصاص الصدمة الأولية لهجمات الدعم السريع، والتخلي عن مبدأ الدفاع عن الأرض لصالح تحطيم قوة العدو، إضافة إلى استخدام القوات الجوية والقصف المدفعي بشكل مكثف، وقطع خطوط إمداد الدعم السريع.

ومن جهته، لفت الدكتور حسن إلى أن الجيش السوداني واجه تحديا في التكيف مع حرب المدن، وهو نوع جديد من القتال بالنسبة له، مما تطلب وقتا لإعادة ترتيب إستراتيجيته.

وفيما يتعلق بمستقبل الدعم السريع، أوضح الدكتور حسن أن المؤسسة العسكرية تسعى لكسر قوة الدعم السريع بشكل كبير، بهدف إخضاعه لعملية الدمج في القوات المسلحة.

آفاق الحل

وأشار إلى وجود تيارين يقفان خلف هذا التوجه وهما: تيار يرغب في الإبقاء على الدعم السريع كجزء من الترتيبات السياسية المستقبلية، وتيار غالب يرى أنه لا مكان للدعم السريع بعد الانتهاكات التي ارتكبها.

أما على الصعيد الإقليمي والدولي، يلفت اللواء أسامة إلى تماهي الاتحاد الأفريقي مع الدعم السريع، في حين يعتبر المبادرة السعودية-الأميركية في جدة الأكثر جدية، رغم تركيزها على الجانب الإنساني أكثر من السياسي.

وبشأن آفاق الحل بواسطة المبادرات الدولية والإقليمية المتوقعة، حذر الدكتور حسن من تأثير التدخلات الخارجية، خاصة الإقليمية، معتبرا أنها قد تزيد من حدة الصراع بدلا من حله، نظرا لتضارب مصالح الدول المتدخلة.

وفي رؤيتيهما لمستقبل الوضع في السودان، يرى اللواء أسامة أن الجيش سيستمر في إستراتيجيته الهجومية ضد مواقع الدعم السريع، مدعوما بالشعب السوداني والمقاومة الشعبية، أما الدكتور حسن، فيعتقد أن الحل يكمن في كسر قوة الدعم السريع، ثم البدء بعملية سياسية بعد فترة انتقالية.

21/10/2024المزيد من نفس البرنامج"الأقصى المبارك".. جوهر الصراع بين الفلسطينيين والاحتلالplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 14 seconds 03:14سكان غزة يواصلون البحث عن الحياة وسط الموت الذي ينشره حولهم الاحتلالplay-arrowمدة الفيديو 03 minutes 01 seconds 03:01الحرب الصامتة.. إسرائيل تواصل ابتلاع الضفة تزامنا مع الحرب على غزةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 53 seconds 02:53من أكبر المتضررين بعد تعطل الملاحة بالبحر الأحمر وباب المندب؟play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 04 seconds 01:04للقصة بقية- الفن الفلسطيني المقاومplay-arrowمدة الفيديو 50 minutes 59 seconds 50:59للقصة بقية- حراقة المشرقplay-arrowمدة الفيديو 49 minutes 36 seconds 49:36للقصة بقية – السودان.. من ينقذ الدولة؟play-arrowمدة الفيديو 49 minutes 28 seconds 49:28من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات arrowمدة الفیدیو الدعم السریع الدکتور حسن إلى أن

إقرأ أيضاً:

حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع

كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..

◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة

– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..

◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..

◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها

◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..

– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم

????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..

♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..

♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.

النور صباح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تقصف قاعدة جوية والكلية الحربية بأم درمان
  • الأمم المتحدة: مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان “شبه خال” بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين بكردفان والبرهان يتوعدها
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • مقتل عشرات المدنيين في مجزرة للدعم السريع بغرب كردفان
  • مساعد البرهان يبلغ مبعوث للامم المتحدة شروط توقف الحرب ضد الدعم السريع
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • الجيش السوداني يكذب الدعم السريع ويحذر ويكشف حقيقة فيديوهات ويعلن مقتل وإصابة 33 مواطنًا
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب مفاجئ لقوة تتبع  لـ”الدعم السريع” من الفاشر