مكتبة الإسكندرية تفتتح معرض «كنوز تابوزيريس ماجنا»
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
شهدت مكتبة الإسكندرية، افتتاح معرض «كنوز تابوزيريس ماجنا»، الذي ينظمه متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي بالمكتبة، وذلك بالملحق الخاص بمتحف الآثار بحضور كل من الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، والدكتورة كاثلين مارتينيز-نزار، رئيس البعثة الدومينيكية المصرية المشتركة بمنطقة أبو صير (تابوزيريس ماجنا)، والدكتور محمد رأفت عباس، مدير عام آثار الإسكندرية.
وخلال كلمته، قال الدكتور حسين عبد البصير: إن البعثة الأثرية الدومينيكية في مصر حظيت باعتراف متزايد في السنوات الأخيرة، خاصة من خلال جهود البعثة الدومينيكية-المصرية في تابوزيريس ماجنا، وهو مجمع معابد يقع غرب الإسكندرية منذ عام 2005، وتعمل هذه البعثة على إجراء أعمال تنقيب وترميم مهمة كجزء من مشروع تابوزيريس ماجنا.
وذكر عبد البصير أن الأهداف الرئيسة لهذا المشروع تشمل تحديد وتوثيق ودراسة وترميم الأساسات داخل جدران المعبد وحولها، بالإضافة إلى المميزات المعمارية الأخرى التي تكشف عن تقنيات بناء متنوعة وفترات تاريخية مختلفة.
في نهاية كلمته تمنى الدكتور عبد البصير أن تُعمِّق هذه المجموعة المختارة بعناية، الفهم والتقدير للإرث الدائم لهذا المجمع المعبدي القديم، مما يُسهم في الدراسة المستمرة والحفاظ على التراث الأثري الغني لمصر.
وخلال كلمتها، قالت كاثلين مارتينيز-نَزار، إن الأنشطة الأثرية التي تقوم بها الجمهورية الدومينيكية في مصر نالت تقديرًا واسعًا في الفترة الأخيرة. وأضافت أن أحد القضايا ذات الأولوية هو إجراء الحفريات الأثرية المنهجية في نقاط مختلفة من الموقع الأثري بهدف الحصول على بيانات تمكن من تحديد الواقع التاريخي والكرونولوجي لتابوزيريس ماجنا.
وذكرت كاثلين أن من بين أهم الاكتشافات، ألواح أساسات المعبد (التي اكتشفت في عام 2006) والتي تؤكد أن المزار المركزي كان مخصصًا لعبادة الإلهة إيزيس، و"لوحة ماجنا"، وهي قطعة من الحجر الجيري تحمل نص مرسوم كهنوتي يؤكد الوضع الإلهي للملك والملكة البطلميين "فيلينسيس الأول" (اُكتشفت تلك اللوحة داخل المعبد في عام 2011).
كما قالت كاثلين إن مقبرة تابوزيريس مليئة بالعناصر الخزفية المعروضة في هذا المعرض والتي تؤكد اهتمام المجتمع، خاصة منذ العصر البطلمي، في دفن أنفسهم في تلك المنطقة والإفادة من المزايا الدينية للتواصل مع المجال الإلهي.
وفي النهاية تبادل كل من الدكتور حسين عبد البصير والدكتورة كاثلين مارتينيز-نَزار الهدايا التذكارية، كما قاما بتكريم العالم الأثري الجليل الراحل الدكتور عطية رضوان الذي كان من الشخصيات البارزة التي تركت أثرًا كبيرًا في مجال العمل الأثري خصوصًا في حفائر ذلك الموقع الأثري المهم، وكان آخر منصب شغله هو رئيس قطاع المتاحف في المجلس الأعلى للآثار. وأهدا الدكتور عبد البصير والدكتورة مارتينيز-نَزار أسرته هدية تذكارية، تقديرًا لما قام به من جهود عظيمة في حفائر تابوزيريس ماجنا.
يأتي هذا الحدث كجزء من سلسلة من المعارض والأنشطة الثقافية التي تنظمها مكتبة الإسكندرية لتعزيز التعاون الدولي في مجال الآثار وزيادة الوعي الأثري بالتراث المصري القديم و توسيع الفهم العالمي لتاريخ مصر العريق. يفتح المعرض أبوابه للجمهور بدءًا من يوم الثلاثاء، الموافق 22 أكتوبر 2024.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية مكتبة الإسكندرية قطاع التواصل الثقافي متحف الآثار عبد البصیر
إقرأ أيضاً:
احتفاء بفوز مكتبة الإسكندرية بجائزة الشيخ زايد عن دعم الصناعات الإبداعية العربية
على هامش فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، نظم مركز "أبو ظبي للغة العربية" ندوة ثقافية بعنوان "جائزة الشيخ زايد للكتاب ودعم الصناعات الإبداعية العربية" شارك فيها ممثلون عن مؤسسات فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وهم: الدكتورة الشيماء الدمرداش، المدير التنفيذي لمشروع "إعادة إحياء كتب التراث" بمكتبة الإسكندرية، والدكتور أحمد سعيد؛ المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، والدكتورة فاطمة البودي؛ مؤسس دار العين للنشر، وأدار الندوة الإعلامي محمود شرف.
استهلت الدكتورة الشيماء الدمرداش حديثها مؤكدةً على أن مكتبة الإسكندرية حازت على جائزة الشيخ زايد عام ٢٠٢٢، تقديرًا لدورها البارز كصرح ثقافي متكامل ومركز لإشعاع الفكر والثقافة والعلوم.
وأضافت أن هذه الجائزة المرموقة تأتي لتؤكد مكانة المكتبة ورسالتها السامية في تعزيز التعددية والحوار والتآلف الإنساني، وكصرح ثقافي عالمي يسهم في إثراء المشهد المعرفي والثقافي على المستويين الإقليمي والعالمي.
ثم انتقلت الدمرداش بحديثها عن الجوائز ودورها المحوري في تحفيز الإبداع وتطوير المشهد الثقافي والفكري على المستويين الإقليمي والعالمي؛ فنوهت إلى أنه منذ القدم، كان التكريم والتقدير حافزًا أساسيًّا لدفع عجلة التقدم والإبداع في المجتمعات الإنسانية. وقد تجلى هذا المفهوم في القرآن الكريم من خلال فكرة "الفوز العظيم" والدرجات التي تمثل مراتب الجوائز، حيث يعد الفردوس الأعلى بمثابة "الجائزة الكبرى".
كما أشارت إلى أن فلسفة الجوائز تستند إلى مبدأ أساسي يتمثل في "إعمار الأرض وعمارها"، وهو المبدأ الذي يمثل جوهر الاستخلاف الإنساني في الأرض. فكل عمل يسهم في عمارة الأرض وتطويرها يستحق التقدير والتكريم، سواء كان هذا العمل في مجال العلوم، أم الفنون، أم الآداب، أو أي مجال آخر يخدم البشرية.
وعن أهمية جائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قالت الشيماء الدمرداش: إنها تبرز كنموذج مشرق للجوائز التي تسهم في دعم الإبداع وتطوير المشهد الثقافي؛ فهي تضع معايير عالية للأعمال المرشحة، حيث تشترط تحقيق درجة عالية من الأصالة والابتكار، وأن تمثل إضافة حقيقية للثقافة والمعرفة الإنسانية. هذه المعايير تدفع المبدعين والمفكرين إلى تقديم أفضل ما لديهم وتجاوز المألوف في سعيهم نحو التميز.
وأوضحت المدير التنفيذي لمشروع "إعادة إحياء كتب التراث" بمكتبة الإسكندرية أن تأثير الجوائز يتجاوز المكافآت المادية ليشمل جوانب معنوية وثقافية عديدة؛ فهي تسهم في: تشجيع روح المنافسة الإيجابية بين المبدعين والمفكرين، وتسليط الضوء على الإنجازات المتميزة وإبرازها للعالم، وخلق منصات للحوار الثقافي والفكري، وتعزيز التبادل المعرفي بين الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى تحفيز الأجيال الجديدة على الإبداع والابتكار.
وأكدت الدكتورة الشيماء الدمرداش علي أنه المستوى الإقليمي، تلعب الجوائز دورًا مهمًّا في تعزيز الهُوية الثقافية وتطوير المشهد الإبداعي المحلي؛ فهي تسهم في اكتشاف المواهب وتشجيعها، كما تساعد في بناء جسور التواصل بين المبدعين في المنطقة وأقرانهم في العالم. أما على المستوى العالمي، فتسهم الجوائز في تعزيز التفاهم بين الثقافات وخلق حوار حضاري بناء؛ فالجوائز المرموقة مثل جائزة الشيخ زايد تجذب اهتمامًا عالميًّا، وتسلط الضوء على الإنجازات الثقافية والفكرية في المنطقة العربية؛ مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الشرق والغرب.
واختتمت الدمرداش كلمتها بالتأكيد على أن استمرار وتطور منظومة الجوائز يعد ضرورة حيوية لدعم الإبداع وتحفيز التميز في مختلف المجالات؛ فمن خلال التقدير والتكريم، تستمر عجلة التقدم الحضاري في الدوران، محققة الغاية السامية المتمثلة في إعمار الأرض وتطويرها لصالح البشرية جمعاء.
فيما أعرب الدكتور أحمد سعيد عن سعادته واعتزازه بفوز بيت الحكمة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر، وهو إنجاز يعكس الجهود التي بُذلت لتعزيز جسور التواصل الثقافي بين العالم العربي وبقية دول العالم، من خلال مشاريع مبتكرة تهدف إلى تطوير المحتوى الإبداعي ودعم الكتاب والمبدعين.
وتحدث الدكتور أحمد سعيد عن أهمية الجائزة كمنصة رائدة تحتفي بالإبداع العربي وتدعم الصناعات الثقافية والنشر، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً لهذا القطاع الحيوي. كما أكد على دور الابتكار والتكنولوجيا في تطوير مجال النشر وتوسيع نطاق التأثير الثقافي والاقتصادي.
واختتم سعيد كلمته مؤكدا علي ضرورة الالتزام بمواصلة العمل على تعزيز مكانة الكتاب العربي والنشر كجزء أساسي من الصناعات الإبداعية العالمية، داعياً الجميع إلى دعم المبادرات الثقافية التي تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والحوار الحضاري.