«التمثيل التجاري المصري»: صادرات مصر لدول «بريكس» ارتفعت بنسبة تصل إلى 13%
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
خطوات ثابتة اتخذتها مصر على مدار السنوات الماضية، من أجل الإصلاح الاقتصادى والتنمية الشاملة، وعززت من مشروعاتها، خاصةً بعد انضمامها لمجموعة «بريكس»، التى تستعد لعقد قمة تاريخية فى مدينة «قازان» الروسية، ولعل ما يعكس أجندة مصر فى هذه القمة التاريخية للمجموعة، ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته المسجلة أمام منتدى أعمال تجمع «بريكس»، إذ أكد أن الحكومة اتخذت مجموعة من الخطوات والإجراءات الطموحة لتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز دور القطاع الخاص فى قيادة التنمية الاقتصادية، فضلاً عن تذليل العقبات التى تواجه المستثمرين.
من أبرز تلك الإصلاحات التى أعلنت عنها مصر مؤخراً، فرض سقف على الاستثمارات الحكومية، بهدف إتاحة المزيد من الفرص للقطاع الخاص، ومواصلة تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية، فى إطار وثيقة ملكية الدولة، إلى جانب تقديم حزمة من الإعفاءات الجمركية والحوافز الضريبية، التى تستهدف تبسيط الإجراءات البيروقراطية، بحسب ما أوضحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، من خلال التأكيد على أن مصر تواصل جهودها لتطوير قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، لا سيما الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى الاستمرار فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية العملاقة، وتطوير منظومة النقل والمواصلات والموانئ، بما يتسق مع الخطط والأهداف الطموحة لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى الاستراتيجى والفريد لمصر.
ولا يقتصر اهتمام الدولة المصرية بتجمع «بريكس» على المستوى الرئاسى فقط، بل على المستوى الحكومى أيضاً، إذ خرج الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قبل أيام من انطلاق قمة «بريكس»، ليؤكد أنه يجرى العمل على عرض حزمة من المشروعات الكبيرة التى تستهدفها الدولة خلال القمة، والتى ستكون فرصة لمحاولة الوصول إلى اتفاقات ثنائية مع الدول الأعضاء، التى وصفها بالدول العملاقة والكبيرة، على رأسها الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، وأصبحت مصر أحد اللاعبين الرئيسيين ضمن تلك القوى العملاقة، وأشار «مدبولى» إلى أن الشراكات بين الدول الأعضاء من المقرر أن تكون ثنائية، لتنفيذ مشروعات كبيرة، وتحالفات تبدأ فى تنفيذ استثمارات صناعية، والاستفادة من المزايا التى توفرها الاتفاقية بخدمة الدول الأعضاء، وبالتالى يمكن تنفيذ مصانع مشتركة، والتصدير بالمزايا التى تتيحها مجموعة «بريكس» للدول الأعضاء.
وقبل الانطلاق الرسمى للقمة، عقد ممثلو قادة دول «بريكس» اجتماعات تحضيرية فى روسيا، وكان وفد مصر حاضراً بقوة فى صدارة الاجتماعات التحضيرية، من خلال وجود السفير راجى الإتربى، مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية الدولية، والممثل الشخصى لرئيس الجمهورية لدى تجمع «بريكس» ومجموعة العشرين، ووصف السفير «الإتربى»، فى بيان رسمى على هامش الاجتماعات التحضيرية، القمة المرتقبة لتجمع «بريكس»، بأنها قمة تاريخية، حيث إنها الأولى التى تشارك فيها مصر كعضو كامل، بعد انضمامها رسمياً للتجمع بداية العام الجارى، ضمن عدد محدود من الاقتصادات الصاعدة، مشيراً إلى أن الممثلين الشخصيين لقادة دول «بريكس» يبحثون جدول أعمال القمة، والنتائج المأمولة منها، بما فى ذلك دفع التعاون الاقتصادى والمالى والنقدى بين الدول الأعضاء، وبما يدفع حركة التجارة والاستثمار فيما بينها، فضلاً عن سبل تعزيز التعاون فى قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات.
مشاركة مصرية في جميع فعاليات تجمع بريكسوأكد السفير الإتربى أن هناك توجيهات رئاسية واضحة، منذ بداية انضمام مصر لتجمع «بريكس»، بضرورة أن تكون المشاركة المصرية فى مختلف فعاليات التجمع نشطة وفاعلة، وأن يكون التركيز منصباً على تعزيز التعاون المشترك بين مصر والدول الأعضاء فى مختلف الآليات ذات الأولوية لمصر، بما يعظم المصالح الاقتصادية الوطنية، خاصةً ما يتعلق بتشجيع تسوية المدفوعات المالية بالعملات الوطنية، تخفيفاً من وطأة ارتفاع تكلفة استخدامات العملات الصعبة، وكذلك الدفع بالقضايا ذات الأولوية لمصر وأفريقيا فى نقاشات «بريكس»، وخاصةً تعزيز أمن الغذاء والطاقة، وتطوير الحوكمة الدولية للديون، وضمان توافر التمويل الدولى اللازم للتنمية.
من جانبه، كشف الوزير مفوض يحيى الواثق بالله، رئيس التمثيل التجارى المصرى، تفاصيل المشاركة المصرية فى قمة مجموعة «بريكس» فى روسيا، وقال إن صادرات مصر لدول التجمع ارتفعت بنسبة تصل إلى 13% خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2024، خاصة إلى الهند وروسيا الاتحادية والبرازيل، وأضاف أن اجتماعات القمة المقبلة لتجمع «بريكس» تبحث كيفية التيسير على الدول الأعضاء، وكيفية زيادة التعاون فى المجالات السياحية والتجارية والمقاولات والمشروعات المختلفة التى تخدم دول التجمع، وتحقيق المصلحة المشتركة.
وفى سياق الاستعدادات لاجتماعات «بريكس»، أوضح أحمد كجوك، وزير المالية، فى أولى مشاركاته على المستوى الوزارى باجتماعات المجموعة فى موسكو، خلال جلسة «تحسين النظام النقدى والمالى العالمى»، أن تجمع «بريكس» منصة مهمة للتكامل الإقليمى بين أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وتوفير فرص استثمارية وتنموية وتجارية جديدة، وقال: «نسعى لتعاون أقوى مع كل شركائنا، لتحقيق الاستقرار الاقتصادى والنمو والتنمية لدولنا وشعوبنا»، مشيراً إلى أن بنك التنمية الجديد أداة قوية لتجمع «بريكس»، فى تمويل مشروعات التنمية المستدامة بالدول الأعضاء.
وبحسب تحليل عن الانعكاسات التى تعود على مصر للمشاركة فى قمة «بريكس»، أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن انضمام مصر إلى تكتل «بريكس» رسمياً فى عام 2024، سيضيف العديد من المزايا الاقتصادية للتكتل، حيث بلغ الناتج المحلى الإجمالى لمصر، فى عام 2023، حوالى 398.40 مليار دولار، وجاءت فى المرتبة 38 عالمياً، متفوقة بذلك على اقتصاد جنوب أفريقيا، الذى جاء فى المرتبة 41، بناتج محلى إجمالى 380.91 مليار دولار، كما حققت مصر معدل نمو بلغ 3.8% خلال العام المالى 2022/ 2023، وتطرق تقرير آخر لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار للحديث عن المكاسب الاقتصادية التى تعود بالنفع على مصر، منها تبادل الخبرات والكفاءات بشكل مباشر مع الدول الأعضاء، خاصةً الخبرات المتعلقة بالصناعة والتكنولوجيا، وتأمين احتياجات الدولة من السلع الاستراتيجية، مثل الحبوب كالقمح والأرز، خاصةً أن هذا التجمع يستحوذ على حصة كبيرة من تجارة الحبوب فى العالم، ومن بين المكاسب أيضاً، التى تعود على مصر، توطين الصناعة من خلال الاستفادة من خبرات الدول المشاركة فى زيادة معدلات التصنيع والإنتاج، وتوفير سوق مشتركة لترويج السلع والمنتجات المصرية.
ومن المكاسب الاقتصادية التى يمكن أن تعود على مصر أيضاً، زيادة الاستثمارات الأجنبية الواردة، حيث أظهرت بيانات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أن مساهمة الاستثمارات التراكمية لدول مجموعة «بريكس»، سواء الخمسة المؤسسون أو الأعضاء الجدد، فى مصر، بلغت نحو 17.4 مليار دولار حتى سبتمبر 2023، ومع تطلع الاقتصاد المصرى إلى جذب عدد كبير من المشروعات المستقبلية، خاصةً مشروعات الرقمنة والتنمية الزراعية والاستثمارات البيئية الخضراء والبنية التحتية، ومشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، فإن الوجود ضمن مجموعة «بريكس» يسمح بدفع المزيد من الاستثمارات فى تلك المجالات التنموية المهمة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بريكس 2024 التنمية الدول الأعضاء على مصر
إقرأ أيضاً:
يوم التحرير التجاري.. خطة ترامب الجمركية تهديد للاقتصاد العالمي
في خطوة تعيد إلى الأذهان سياسات الحماية الاقتصادية التي اتبعتها الولايات المتحدة في عهدها السابق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه تنفيذ تصعيد واسع النطاق في سياسته التجارية، وذلك من خلال ما وصفه بـ"يوم التحرير" التجاري في الثاني من أبريل/نيسان المقبل.
ووفقا لما نشرته فايننشال تايمز، يعتزم ترامب فرض رسوم جمركية انتقامية شاملة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مما قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الحروب التجارية ويضع النظام التجاري العالمي أمام تحديات غير مسبوقة.
"يوم التحرير".. تفاصيل خطة ترامب التجاريةوتتضمن خطة ترامب عدة مراحل، تبدأ بوصول تقارير تحقيقات تجارية أمر بإعدادها منذ يوم تنصيبه، وتستهدف تقييم العلاقات التجارية الأميركية مع عدد كبير من الدول.
هذه التحقيقات، التي من المقرر أن تُرفع له في الأول من أبريل/نيسان، تمهّد للإعلان الرسمي في اليوم التالي عن رسوم "متبادلة" تهدف لمعادلة ما تراه الإدارة ضرائب غير عادلة، ودعما صناعيا مفرطا، أو حواجز تنظيمية تفرضها الدول الأخرى على المنتجات الأميركية.
وفي هذا السياق، نقلت فايننشال تايمز عن الرئيس ترامب قوله -في منشور له على منصة تروث سوشيال- "لقد جرى استغلال أميركا لعقود من كل دولة في العالم، حان الوقت لنسترد أموالنا واحترامنا".
وفي 26 مارس/آذار الجاري، استبق ترامب الإعلان الرسمي وفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات، كما لمّح إلى إمكانية فرض رسوم إضافية على واردات الرقائق الإلكترونية والأدوية، وإن كان الإعلان عنها قد يُؤجَّل لموعد لاحق.
إعلانكذلك، يُتوقع أن تُعاد فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من كندا والمكسيك، بعدما منح الرئيس إعفاء مؤقتا للسلع المطابقة لشروط اتفاقية التجارة الموقعة بين الدول الثلاث عام 2020.
تعريف "الرسوم المتبادلة" وتطبيقهاوبحسب فايننشال تايمز، تسعى إدارة ترامب إلى تطبيق هذه الرسوم بشكل انتقائي "حسب الدولة"، بناء على الفروقات في الرسوم الجمركية والسياسات التنظيمية بين واشنطن وشركائها.
من الأمثلة التي ذكرها مسؤولون أميركيون مرارا ضريبة القيمة المضافة في الاتحاد الأوروبي، التي يعتبرونها تمييزا ضد المنتجات الأميركية، وكذلك الضرائب الرقمية المفروضة على شركات التكنولوجيا الأميركية.
وفي حال تنفيذ الرسوم فورا، قد تلجأ الإدارة إلى قوانين طوارئ مثل "قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية للطوارئ" أو المادة 338 من قانون الجمارك لعام 1930، والتي تسمح بفرض رسوم تصل إلى 50%.
الرسوم الحالية وردود الفعل العالميةوفرضت إدارة ترامب بالفعل رسوما بنسبة 20% على جميع الواردات من الصين، و25% على واردات الصلب والألمنيوم، إضافة إلى قائمة واسعة من المنتجات المصنعة بهذه المعادن.
كما فرضت رسوما بنسبة 25% على جميع الواردات من المكسيك وكندا في محاولة للحد من الهجرة غير الشرعية وتدفق الفنتانيل.
وأصدر ترامب في 24 مارس/آذار أمرا تنفيذيا بفرض "رسوم ثانوية" على الدول التي تشتري النفط من فنزويلا، بدءا من الثاني من أبريل/نيسان، لتستمر لمدة عام ما لم تُلغَ بقرار من كبار المسؤولين الأميركيين.
ردود الفعل لم تتأخر، فقد أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيرد برسوم على منتجات أميركية تصل قيمتها إلى 28 مليار دولار، في حين فرضت الصين رسوما على صادرات زراعية أميركية بقيمة 22 مليار دولار، مثل فول الصويا، ولحم الخنزير، والذرة.
وفرضت كندا رسوما على منتجات أميركية بقيمة 21 مليار دولار في مارس/آذار، تبعتها حزمة ثانية بالقيمة ذاتها. أما بريطانيا، ففضّلت التفاوض بدلا من التصعيد.
وحسب ما ورد في فايننشال تايمز، تشمل قائمة الدول المستهدفة بالرسوم: اليابان، والهند، والاتحاد الأوروبي، والبرازيل، ودول مجموعة العشرين، فضلا عن الدول التي تمتلك أكبر عجز تجاري مع الولايات المتحدة، مثل تركيا، وفيتنام، وماليزيا.
إعلانويخشى مسؤولو مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى موجة تضخمية واسعة، خصوصا أن الاقتصاد الأميركي لم يتعافَ بالكامل من موجة التضخم الكبيرة التي ضربته مؤخرا. وعلّق الخبير الاقتصادي ستيفن مور من مؤسسة هيريتدج قائلا إن الرد بالمثل "خطأ كبير ويزيد من تعنت ترامب".
وتخلص فايننشال تايمز إلى أن "يوم التحرير"، كما تصفه إدارة ترامب، قد يصبح يوم اضطراب عالمي في العلاقات التجارية، مع تصاعد التوترات وردود الأفعال المتبادلة.
وبينما يرى ترامب في هذه الخطوة استعادة للعدالة التجارية، فإن شركاء واشنطن التجاريين يستعدون لمواجهة موجة جديدة من الحرب التجارية المتعددة الجبهات.