«فيفا» يحتفي بمشاركة ميسي في كأس العالم للأندية

احتفى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بالأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد تأكد مشاركة فريقه إنتر ميامي الأمريكي في كأس العالم للأندية بأمريكا عام 2025.

وأصبح إنتر ميامي النادي الحادي والثلاثين الذي يتأهل إلى هذه البطولة الجديدة، والتي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 15 يونيو وحتى 13 يوليو من العام المقبل.

وخلال مسيرته المذهلة، أضاءت شمس ميسي أكبر البطولات سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. ورغم أنه سيحتفل بعيد ميلاده الـ38 خلال البطولة، إلّا أنه بلا شك سيحاول مرة أخرى إثبات أنه لا يزال من بين أفضل لاعبي كرة القدم على مستوى العالم.

تطور ميسي في كأس العالم

واستعرض الموقع الرسمي لفيفا بهذه المناسبة التطور المذهل لميسي من خلال مراجعة كل مشاركاته في كأس العالم، بدءًا من ظهوره الأول الذي سجّل فيه هدفًا عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا، وصولًا إلى رفعه اللقب الغالي في قطر 2022.

وشهدت كأس العالم 2006 انطلاقة ميسي على الساحة العالمية كلاعبٍ شاب بعمر 18 عامًا، شارك ميسي لأول مرة في كأس العالم في المباراة التي فاز فيها منتخب الأرجنتين بنتيجة 6 /صفر على صربيا ضمن دور المجموعات. دخل ميسي إلى أرض الملعب في الدقيقة 75 ولم يحتج سوى 13 دقيقة ليسجل هدفه الأول، ثم شارك ميسي أساسيًا خلال التعادل السلبي مع هولندا، وشارك أيضًا كبديل في فوز الأرجنتين على المكسيك في الوقت الإضافي ضمن دور الـ16، قبل أن تنتهي رحلة الأرجنتين في دور الثمانية بهزيمة بركلات الترجيح أمام ألمانيا، حيث لم يشارك ميسي في هذه المباراة بقرار من المدرب خوسيه بيكرمان.

وكانت التوقعات كبيرة حول منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا، حيث كان الأسطورة دييجو مارادونا يقود الفريق الذي ضم نجومًا مثل ميسي، وكارلوس تيفيز، وجونزالو هيجواين، وأنخيل دي ماريا، وخافيير ماسكيرانو، وتمكنت الأرجنتين من اجتياز المجموعة الثانية بنسبة نجاح 100%، ثم تغلبت على المكسيك في دور الـ16. ولكن، وكما حدث في 2006، أوقفت ألمانيا تقدم الأرجنتين بعد أن سحقتها بنتيجة 4 /صفر في دور الثمانية، وعاد ميسي إلى بلاده دون أن يتمكن من تسجيل أي هدف في البطولة.

لعنة ألمانيا تحرم ميسي من لقب المونديال

ميسي ورفاقه ربما شعروا أن علاقتهم بألمانيا كانت أشبه بلعنة، حيث انتهت بطولة كأس العالم الثالثة على التوالي بخسارة أمام المانشافت، في مونديال البرازيل 2014، كانت الخسارة مؤلمة جدًا، في النهائي على ملعب ماراكانا، بعد أن سجل ماريو جوتزه هدف الفوز في الوقت الإضافي ليحسم المباراة التي كانت متوترة وشديدة التنافس.

ولم يكن حصول ميسي على جائزة الكرة الذهبية عزاءً كافيًا بعد أن قاد الأرجنتين لتجاوز سويسرا، وبلجيكا، وهولندا في مراحل خروج المغلوب.

يمكن القول أن مونديال روسيا 2018، شهد أقصر مشاركات ميسي في كأس العالم، حيث كانت تجربة صعبة على الكثير من اللاعبين في الألبيسيليسي، بعد أن وقعت الأرجنتين في مجموعة ضمت آيسلندا وكرواتيا ونيجيريا، ودخل التانجو مباراته الأخيرة في المجموعة الرابعة ضد النسور الخضراء ولديه نقطة واحدة فقط في رصيده، لكنهم تمكنوا من التأهل بصعوبة بعد الفوز 2 /1، بفضل هدفٍ رائع من ميسي، لكن انتهت رحلتهم في دور الـ16 على يد منتخب فرنسا، الذي كان حيويًا بفضل سرعة النجم الشاب كيليان مبابي، وذلك بعد مباراة شهدت تسجيل 7 أهداف.

حلم ميسي يتحقق في مونديال قطر

وبعد سنوات من الحسرة وخيبات الأمل، تمكن ميسي من تذوق المجد عبر مونديال قطر 2022، فقد كان ميسي قائد الأرجنتين ورمزها طوال البطولة، وساعد زملاءه في تجاوز الهزيمة المفاجئة أمام السعودية في المباراة الافتتاحية، وسجل ميسي أهدافًا حاسمة طوال البطولة، بما في ذلك هدفين في المباراة النهائية التي لا تنسى ضد فرنسا، كما نفذ بنجاح ركلات الترجيح تحت الضغط الهائل لتحقيق الانتصار على هولندا في دور الثمانية، وضد فرنسا في النهائي. وحصل البرغوث على جائزة الكرة الذهبية إلى جانب ميداليته الذهبية، وكاد أن يحصل على الحذاء الذهبي لولا ثلاثية مبابي في المباراة النهائية.

وفي مصادفة مثيرة، بدأت رحلة الأسطورة الراحل دييجو مارادونا وليونيل ميسي مع المنتخب الأرجنتيني للمرة الأولى أمام المجر، إذ شارك الأول من مقاعد البدلاء في الدقيقة ٦٢ فيما شارك ميسي في الدقيقة ٦٣ لكنه تعرّض للطرد بعد دقيقتين فقط من دخوله المستطيل الأخضر.

عندما سجّل ميسي أول أهدافه للمنتخب الأرجنتيني، لم تكن منصة "تويتر" أو أو هاتف "أيفون" قد وُجد بعد.أما فيسبوك فكان متاحاً لطلاب أمريكا الشمالية فقط، ولم يكن الصربي نوفاك ديوكوفيتش قد فاز بأي لقب في بطولات رابطة محترفي التنس، وكان تصنيفه في المرتبة ٦٣ عالمياً، وكان بلوتو تاسع كوكب في العالم، وبعد أشهر قليلة تمت إعادة تصنيفه ككوكب قزم، ولم تكن قد وُلدت بعد موميجي نيشيا ورايسا ليل، صاحبتا الميداليتين الذهبية والفضية في تزلج الشوارع في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠.

أول مشاركة في كأس العالم

عندما دخل ميسي إلى أرض الملعب للمرة الأولى في كأس العالم في الدقيقة ٧٦ من المباراة أمام صربيا والجبل الأسود في مونديال ألمانيا ٢٠٠٦، وخلال ٣ دقائق، أرسل تمريرة مثالية صنع منها هيرنان كريسبو هدفاً، وبعد عشر دقائق سجل ميسي هدفاً لتنتهي المباراة بفوز عريض بسداسية نظيفة وأحد أكبر انتصارات منتخب التانجو في تاريخ البطولة.

ويعتبر ميسي سادس أصغر لاعب يحرز هدفا في كأس العالم في سن ١٨ عاما و ٣٥٨ يومًا عام ٢٠٠٦، بعد كل من البرازيلي بيليه، الذي حقق الإنجاز ذاته في سن ١٧ عاما و ٢٣٩ يومًا عام ١٩٥٨ والمكسيكي مانويل روساس، الذي سجل في مونديال 1930 في عمر 18 عاما و93 يوما والإنجليزي مايكل أوين، الذي سجل في مونديال 1998 في سن 18 عاما و191 يوما والروماني نيكولاي كوفاكسانيا الذي سجل في مونديال 1930 في سن 18 عاما و198 يوما والروسي ديميتري سيشيف الذي سجل في مونديال 2002 في سن 18 عاما و232 يوما.

قاد ميسي الأرجنتين لنيل لقب كأس العالم تحت ٢٠ سنة والميدالية الأولمبية الذهبية، لكن تعيّن عليه الانتظار ١٦ سنة لنيل أول لقب دولي له مع المنتخب الأول، وبعد أن حصد مركز الوصيف ثلاث مرات في كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ومرة في كأس العالم، قاد ابن مدينة روساريو منتخب الألبيسيليستي للتربع على العرش القاري في يوليو 2024.

أساطير كرة القدم يتحدثون عن ميسي

ونال ميسي إشادة أساطير اللعبة، إذ قال عنه خريستو ستويتشكوف "يُقال أن لا شيء يوقفني سوى مسدس. لكنك بحاجة الآن إلى رشاش لإيقاف ميسي".

فيما قال رونالدينيو "عندما أستعرضُ مسيرتي، فإن أكثر ما يمتعني هو أن أني كنتُ شاهداً على سنوات ليونيل ميسي الأولى. عندما يعتزل، فإن كرة القدم برمتها، وليس فقط نادي برشلونة، يجب أن يتوقف عن استخدام الرقم ١٠".

وأوضح رودريجو دي بول "عندما يصبح قائد فريقك، ستكون على استعداد لخوض حرب إن طلب منك ذلك".

فيما أشار باولو مالديني "أعتقد أنه بلغ مستوى مارادونا وتجاوزه. فهو يقوم بأمور مذهلة، وبسرعة جنونية".

وأكد خافيير ماسكيرانو "رغم أنه قد لا يكون من البشر، إلا أنه من الجيد أن ميسي لا يزال يظن نفسه من البشر".

وأوضح لويس فيجو "مشاهدة ميسي يلعب هي سعادة تبلغ مستوى النشوة بالنسبة لي، إنها لذة مذهلة".

وقال جيجي بوفون "عندما ألتقي بميسي، أقترب منه وألمسه، إذ أريد أن أتأكد أنه إنسان مثلنا".

المصدر: الأسبوع