من أجل الولايات المتأرجحة.. تكتيكات الأيام الأخيرة بين ترامب وهاريس
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تشتد حدة التنافس بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، مع قرب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر.
وتتركز أغلب "الدراما" في 7ولايات أميركية تعرف بـ(الولايات المتأرجحة) هي: أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا وكارولينا الشمالية، وبنسلفانيا، وويسكونسن.
ففي الوقت الذي يتمتع كل حزب سياسي أميركي رئيسي بعدد من الولايات التي يعول على الفوز بها، هناك ولايات متقاربة النتائج، يصعب التنبؤ بمن يفوز فيها.
ولم ترجح استطلاعات الرأي كفة أي من المرشحين بشكل حاسم في الولايات السبع المتأرجحة حتى الآن.
ويسعى كل مرشح إلى تحديد الفئات المجتمعية في الولايات المتأرجحة، التي يتوجب عليه التركيز على استمالة أصواتها، للفوز بالانتخابات والوصول إلى المكتب البيضاوي.
وتعتقد حملة هاريس أن جمهورها من الناخبين المتأرجحين الذين يمكن الفوز بهم يصل إلى 10% من الناخبين في الولايات المتأرجحة، وهو عدد أكبر قليلاً مما تراه حملة ترامب لنفسها.
وتعول حملة هاريس كثيرا على النساء الجمهوريات اللواتي يُعتقد أنهن يكرهن ترامب، خاصة بسبب سياساته المتعلقة بالإجهاض.
أما حملة ترامب فتركز على الناخبين السود، بعد أن أشارت أبحاثها بحسب صحيفة نيويورك تايمز إلى أن 25% من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم هم من السود.
ومن التراشق بالكلمات والأوصاف إلى الاتهامات بالكذب وتقديم البطاطا المقلية يسعى كل مرشح بكل ما أوتي من قوة إلى كسب أصوات الناخبين الذين لم يقرروا بعد لأي الطرفين سيصوتون.
ترامب في ماكدونالدز
في محاولة منه للتودد إلى أبناء الطبقة العاملة، ارتدى دونالد ترامب مئزر الطاهي، وقلي البطاطس وساعد في تسليم الطلبات في أحد فروع ماكدونالدز في ولاية بنسلفانيا.
وأقدم ترامب على هذه الخطوة، الأحد، ليس للتقرب من الطبقة الكادحة وحسب، بل وللسخرية على ما يبدو من منافسته الديمقراطية هاريس التي عكفت على ترديد أنها عملت في شباباها في ماكدونالدز.
ويتهم ترامب هاريس بالكذب ويزعم أنها لم تعمل أبدا في سلسلة المطاعم المتخصصة بالوجبات السريعة خلال فترة دراستها.
وتتهم هاريس ترامب بأنه يدعم طبقة الأغنياء التي ينتمي لها، في حين تقدم نفسها داعمة لأبناء الطبقة المتوسطة.
هاريس وفارق السن
وفي محاولة للتقرب من الشباب والفئات الأصغر سنا، تركز كامالا هاريس التي بلغت الستين من عمرها، الأحد، على فارق السن الذي يفصلها عن دونالد ترامب (78 عاما)، وتبرزه كميزة ترجح كفتها رئيسة محتملة للولايات المتحدة، تتمتع بالحداثة نسبيا واللياقة البدنية والذهنية.
ففي تجمع انتخابي حاشد السبت في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا، سخرت هاريس من ترامب واتهمته بـ"التهرّب من المناظرات وإلغاء المقابلات بسبب الإرهاق" وسنّه.
وقالت "عندما يجيب عن سؤال أو يتحدث في تجمع انتخابي، هل لاحظتم أنه يميل إلى الخروج عن النص والثرثرة، وبشكل عام، لا يستطيع إكمال فكرة."
وأضافت "هو يعتبر ذلك نسجا (للأفكار). نحن نعتبره هراء".
وتواصل حملة هاريس الهجوم على ترامب، بسبب سنه، إذ نشرت قبل أسبوع رسالة من أكثر من 250 طبيبًا ومتخصصا طبيا تطالب ترامب بالإفصاح عن سجلاته الطبية.
في المقابل نشرت هاريس رسالة من طبيبها تناولت فيها تفاصيل أكثر عن تاريخها الطبي، بما في ذلك قائمة بالفحوص والنتائج.
وجاء في الرسالة أنها لا تعاني من اضطرابات في القلب أو الرئة أو الأعصاب، وأنها معرضة لخطر منخفض للإصابة بأمراض القلب، كما أنها تخضع بشكل مستمر لفحوص السرطان.
وتتناول هاريس أدوية للحساسية، وترتدي العدسات اللاصقة.
ونصت رسالة طبيب هاريس على أن الجراحة الوحيدة التي خضعت لها المرشحة الرئاسية كانت في سن الثالثة، عندما تمت إزالة الزائدة الدودية.
ورغم أن الرسالة لم تحدد وزن هاريس، فقد أعلنت أن نائبة الرئيس تتمتع "بصحة ممتازة" وتتمتع "بالقدرة البدنية والعقلية" اللازمة لشغل منصب الرئيس.
تغذية الخوف
تعكف حملة هاريس الانتخابية أيضا على التحذير من خطر انتخاب منافسها الرئيس السابق مرة ثانية على أمن البلاد، وعلى الديمقراطية.
وتحمل هاريس منافسها الجمهوري مسؤولية اقتحام مثيرو شغب لمبنى الكونغرس في السادس من يناير 2021.
ومن المقرر أن تطلق حملتها إعلانا تلفزيونيا، يحذر من ولاية ثانية لترامب، قد تؤدي إلى استخدام الجيش الأميركي ضد "العدو من الداخل".
في المقابل تحذر حملة ترامب الناخبين من عواقب اقتصادية وخيمة حال انتخاب هاريس رئيسة للبلاد، وهي التي تشغل منصب نائب الرئيس في الوقت الحالي.
وتركز الحملة على معدلات التضخم والارتفاع الخبير في الأسعار في الوقت الحالي، دليلا على أن لا تغيير قد تحدثه هاريس.
ومؤخرا هاجم ترامب منافسته بسبب تعليقاتها السابقة التي قالت فيها إنها ستحظر التكسير الهيدروليكي، وهي طريقة مثيرة للجدل لاستخراج الغاز والنفط تحت الأرض لكنها جلبت فوائد اقتصادية إلى ولاية بنسلفانيا.
ويعد ترامب الناخبين بمعالجة التضخم القائم، ودعم الشركات الصغيرة بخفض فواتير الطاقة إلى النصف، في غضون عام من انتخابه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتأرجحة حملة هاریس
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: حرب ترامب على الجامعات تضع الولايات المتحدة في خانة الاستبداد
قالت صحيفة واشنطن بوست إن اعتقال الطالبة رميسة أوزترك يعكس توجها عالميا أوسع نطاقا للقادة القوميين الذين يستهدفون الجامعات باعتبارها بؤرا للتطرف، وأشارت إلى أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليس سوى خطوة أولى.
وأوضحت الصحيفة -في مقال بقلم إيشان ثارور- أن فيديو اعتقال رميسة أوزترك (30 عاما)، يظهر مشهدا قاتما، حث يواجه ضباط بملابس مدنية وبعضهم ملثمون، طالبة في إحدى ضواحي بوسطن ويقيدونها ويدفعونها نحو سيارة بدون أرقام، مع أنها مواطنة تركية حاصلة على تأشيرة طالب، وتعمل على رسالة دكتوراه في جامعة تافتس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة أميركية: ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهمlist 2 of 2وول ستريت جورنال: ما سر كراهية تيار ماغا لأوروبا؟end of listوقد أكد مسؤولون أميركيون إلغاء تأشيرة أوزترك الدراسية، وقالوا إن إجراءات ترحيلها قيد التنفيذ، وهي الآن واحدة من رعايا أجانب مقيمين بشكل قانوني، ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب تأشيراتهم بزعم مشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات.
جزء من هجوم أعمق
وانتقد وزير الخارجية ماركو روبيو الطلاب الأجانب، وقال إنهم "يثيرون ضجة" في الجامعات، وقال إن وزارته ألغت بالفعل حوالي 300 تأشيرة طالب، وأضاف "نفعل ذلك كل يوم، وفي كل مرة أجد فيها أحد هؤلاء المجانين ألغي تأشيراتهم"، ولكنه لم يوضح هو ولا غيره من المسؤولين ما فعلته أوزترك لتبرير إلغاء تأشيرتها.
إعلانوقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إن "تحقيقاتها وتحقيقات دائرة الهجرة والجمارك وجدت أن أوزترك شاركت في أنشطة تدعم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، وأضافت أن "دعم الإرهابيين" يعد سببا لإنهاء التأشيرة، مع أنه لا يوجد دليل واضح على أن أوزتورك "تدعم الإرهابيين"، إلا إذا كان التعبير عن أي شكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين أو انتقاد إسرائيل يعادل دعم حماس، حسب الكاتب.
وبالفعل شاركت أوزترك في مارس/آذار من العام الماضي، في كتابة مقال رأي في صحيفة الجامعة تحث فيه إدارة الجامعة على الاستجابة لقرار مجلس الطلاب الذي يدين الحرب في غزة، والاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" التي تحدث في القطاع، وسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بإسرائيل، وهي دعوات ترددت أصداؤها في جميع أنحاء الجامعات الأميركية على مدار الأشهر الـ17 الماضية من الحرب.
وفي أعقاب فوز ترامب، أصبح مواطنون أجانب مثل أوزترك والناشط الطلابي المعتقل في جامعة كولومبيا محمود خليل، من بين المتضررين من رد الفعل العنيف ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين -كما يقول الكاتب- وهو جزء من هجوم أعمق تشنه إدارة الرئيس على الجامعات الأميركية التي كانت دائما هدفا لليمين.
كولومبيا بمثابة تحذيرومما أثار غضب العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، رضوخ جامعة كولومبيا التي شهدت بعضا من أكثر الاحتجاجات سخونة العام الماضي، لتهديدات إدارة ترامب بسحب التمويل الفيدرالي إذا لم تجر تغييرات معينة، مثل فرض المزيد من القيود على الاحتجاجات في الحرم الجامعي، وإشراف جديد على المناهج الدراسية والتوظيف في قسم دراسات الشرق الأوسط بالجامعة.
ويرجح المراقبون أن حملة الضغط لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يخشى الباحثون على حرياتهم الأكاديمية، ويلجأ الطلاب إلى الرقابة الذاتية، وقد أعلن جيسون ستانلي، الفيلسوف البارز في جامعة ييل ومؤلف كتاب "كيف تعمل الفاشية: سياساتنا وسياساتهم"، أنه سيغادر قريبا ليعمل في جامعة تورنتو، وأوضح أن السبب الرئيسي هو رغبته في تربية أبنائه "في بلد لا يتجه نحو ديكتاتورية فاشية".
إعلان
وقال ستانلي لصحيفة غارديان "كانت جامعة كولومبيا بمثابة تحذير. شعرت بقلق بالغ لأنني لم أرَ رد فعل قويا في الجامعات الأخرى ينحاز لجامعة كولومبيا. أرى جامعة ييل تحاول ألا تكون هدفا. وهذه إستراتيجية خاسرة"، وأضاف أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليست سوى خطوة أولى، متسائلا "متى سيأتون لملاحقة المواطنين الأميركيين؟".
وذكر إيشان ثارور بأن عداء ترامب للجامعات يعكس اتجاها عالميا أوسع، حيث يستهدف بعض القادة القوميين غير الليبراليين في عدد من الأنظمة الاستبدادية الانتخابية، جامعات النخبة باعتبارها أعداء للدولة وبؤرا للتطرف.