لجريدة عمان:
2025-01-01@14:23:55 GMT

العمانيون والعناية بالتاريخ والمعرفة

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

العمانيون والعناية بالتاريخ والمعرفة

يعتني العمانيون بتاريخهم كثيرا فهو أحد أهم مصادر بناء هُويتهم الوطنية، ومصدر أساسي في بناء الشخصية العمانية التي تستمد من دروسه وعِبره الكثير من سياساتها ومبادئها وقيمها وترسم عبر فهمه العميق مسارات مستقبلها. وهذا التاريخ بكل مفاخره هو، أيضا، أحد أسباب اتزان سمت الشخصية العمانية واعتدالها.

وهذا ليس استثناء للعمانيين فقط، فكل الشعوب والأمم التي لها تاريخ عريق تستمد منه قيمها ومبادئها وتستعيده في آدابها وفنونها الأمر الذي يعطيها الكثير من الميزات على شعوب أو أمم طارئة ما زالت تبني أبجديات تاريخها لتؤثث به مستقبل أجيالها القادمة بعد عقود أو قرون طويلة.

لكنّ هذا الفخر وذلك الاعتزاز وهذا التمثل الحياتي اليومي للتاريخ العماني بكل مفرداته المادية والمعنوية لا يكفيه وحده للحفظ والاعتناء؛ فالمؤثرات الموازية التي تحيط بنا كبيرة جدا وتملك قوة مرتبطة بالعولمة الاقتصادية والثقافية والثورة التكنولوجية الإعلامية. الأمر الذي يتطلب جهدا نوعيًا أكبر لدراسة التاريخ العماني وقراءته بمناهج مختلفة.

وتملك عُمان اليوم قوة في عمق ذاتها، وفي هُويتها ومفرداتها المستمدة من تاريخها الذي صنعه أبناؤها عبر حقب تاريخية طويلة جدا، ورغم أن هذه القوة من نوع «القوة الناعمة» إلا أنها شديدة الفعالية وقادرة على صناعة حوائط صد ضد أي مد ثقافي خارجي موجه لإحداث تغيرات مقصودة. فقط نحن في حاجة إلى تفعيل مفردات القوة التي نمتلكها. لا أحد يقف ضد التبادل الثقافي والحضاري فهو مصدر قوة؛ واستفادت منه عُمان عبر تفاعلها الإيجابي مع مختلف الحضارات، خاصة الحضارات الشرقية والحضارات الأفريقية.

وتفعيل مصادر القوة العمانية «الناعمة» لا يكون فقط عبر المؤسسات الحكومية، رغم أهمية دورها وأساسيته، ولكن عبر كل أفراد المجتمع وبشكل خاص النخب الثقافية والعلمية المنوط بها بث روح الحياة في كل مفردات التاريخ العماني المحيطة بنا عبر الدراسات التاريخية والآثارية وعبر الروايات الأدبية والسرديات الوطنية وإعادة الشعر ليكون ديوان العرب عبر تمثله للإنسان وفلسفته الحياتية اليومية ومعاناته.. وعبر المسرح، والمسلسلات التلفزيونية. هذا لا يعني أن ينكفئ الجميع في التاريخ، ولكن التاريخ ليس شيئا من الماضي وللماضي، والمعنى الذي نريده للتاريخ ليس هو كل ما حدث في الأمس، ولكن ما نبحث عنه هو كل ما يمكن أن يكون امتدادا لليوم وللغد في سياق معرفي متصل يكسب كل شيء حولنا صلابة وقوة.

أينما تسير في عُمان تجد شواهد التاريخ حاضرة، في القلاع والحصون وفي نظم الأفلاج التي شقها العمانيون لتكون شرايين حياة لحضارتهم، وفي الأضاميم التي تزين «روازن» البيوت، وفي عشرات الآلاف من المخطوطات التي تمتلكها المؤسسات المعنية في الدولة ويتملكها المواطنون في منازلهم ومكتباتهم الخاصة والتي تتناول كل العلوم الدينية والدنيوية: في الفقه والسيرة والعقيدة واللاهوت وفي اللغة والأدب والفلك والطب والفيزياء والكيمياء وفي الفلسفة والتاريخ.. وفي الروحانيات وغيرها من العلوم.. كل هذا فيه ما يمكن أن يكون فعلا حضاريا ممتدا للمستقبل.

وإذا كانت بعض المؤسسات الأكاديمية والبحثية في سلطنة عمان وبعض المؤسسات المعنية بالتاريخ مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التراث والسياحة وهيئة الوثائق والمخطوطات تعمل بشكل جيد في دراسة التاريخ والتراث العماني فإن الأمر مفتوح الآن في المحافظات لتقوم بدور مشابه يغطي ولو جانبا يسيرا مما في هذه البلاد من خزائن ثقافية ومعرفية تستحق أن تدرس ويكشف عنها وتسهم في بناء الهوية الوطنية وتكرس اعتزاز الأجيال القادمة بعُمانيتهم وبتاريخهم وبما أنتجه أجدادهم من إرث خالد في السياسة والاقتصاد والفلك والتاريخ والعلوم الاجتماعية والطب... وكل المعارف دون استثناء.. وكل هذا يحقق حفظ هذا الإرث ويحوله إلى مادة نبني عليها ونمتد منها إلى المستقبل المشرق دائما.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الطاقم العماني يُنهي مشواره في خليجي 26

قررت لجنة الحكام في الاتحاد الخليجي لكرة القدم انتهاء مشوار طواقم التحكيم التي تمثل المنتخبات الأربعة التي وصلت للمربع الذهبي لبطولة خليجي 26 من أجل مبدأ تكافؤ الفرص وفقا لما هو معمول به في لائحة البطولة، وبالتالي أنهى طاقمنا الدولي المكون من حكم الساحة قاسم الحاتمي ومساعده حمد الغافري وناصر أمبوسعيدي المشوار في البطولة بعد أن أداروا مواجهة في دور المجموعة جمعت السعودية واليمن.

وشارك في إدارة مباراة اليمن والسعودية بجانب الطاقم العماني الحكم الرابع الإماراتي عمر ال علي ومواطنه محمد عبيد بجانب الكويتي عبدالله جمالي، وشهدت المباراة إثارة وندية من الجانبين بعد تقدم المنتخب اليمني بهدفين في وقت مبكر، وأشهر الحاتمي في المباراة 5 بطاقات صفراء وواحدة حمراء في وجه اللاعب اليمني رامي الوسماني، ويعتبر قاسم الحاتمي أصغر حكم عماني يحصل على الشارة الدولية في عام 2015 بعمر 25 عاما وهذه البطولة الأولى التي يشارك بها على مستوى كأس الخليج، وأدار هذا الموسم مواجهتين في دوري النخبة الآسيوي بين الهلال السعودي والشرطة السعودي وأيضا الاستقلال الإيراني وباختاكور الأوزبكي، وشهد نهائي خليجي 20 باليمن وجود الحكم العماني في النهائي لأول مرة حينما أدار عبدالله الحراصي النهائي المثير من الكويت والسعودية والذي كسبه الأول بهدف قاتل من وليد علي، شارك في النسخة الماضية في خليجي 25 بالعراق الطاقم العماني المكون من أحمد الكاف ورشاد الحكماني وناصر أمبوسعيدي، وفي خليجي 24 بالدوحة نهاية عام 2019 أربعة حكام وهم أحمد الكاف وعمر اليعقوبي والمساعدين حمد الغافري وأبوبكر العمري، وفي خليجي 23 بالكويت نهاية عام 2017 شارك الثلاثي عمر اليعقوبي ورشاد الحكماني وعبدالله الجرداني، وشارك حكم الساحة يعقوب عبدالباقي والمساعدين سيف الغافري وعبدالله الشماخي في خليجي 22 بالسعودية عام 2014، وحضر الثلاثي حكم الساحة عبدالله الهلالي والمساعدين سيف الغافري وحمد المياحي في خليجي 21 بالبحرين بداية عام 2013.

وجرى أيضا استبعاد الطاقم السعودي المكون من خالد الطريس والمساعدين محمد العبكري وعبدالرحيم الشمري من خليجي 26 بعد أن أدار مواجهة منتخبنا الوطني والوطني والكويت، وأيضا الطاقم البحريني المكون من عمار محفوظ ومساعديه محمد سلمان وعبدالله الرويمي بعد أن أداروا لقاء منتخبنا والإمارات في الجولة الثالثة، وأيضا الطاقم الكويتي المكون من أحمد العلي والمساعدين أحمد عباس وعبدالهادي العنزي بعد إدارته للقاء السعودية والبحرين في الجولة الأولى، كما قررت اللجنة استبعاد الحكم الموريتاني دحان بيدا بعد سيل الانتقادات التي طالته في إدارته لمباراة الإمارات والكويت في الجولة الثانية حيث احتج الاتحاد الإماراتي من خلال بيان رسمي نشره على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي.

وقررت لجنة الحكام استمرار الطاقم القطري بقيادة المخضرم عبدالرحمن الجاسم وسعود المقالح وطالب المري بعد إدارته للقاء العراق واليمن بالجولة الأولى والطاقم الإماراتي المكون من عمر آل علي وجاسم العلي ومحمد الحمادي حيث أشرفوا على مباراة البحرين واليمن بجانب الطاقم العراقي المكون من مهند قاسم والذي قاد مواجهة منتخبنا وقطر في الجولة الثانية، كما قررت اللجنة استمرار ثلاث حكام ساحة محايدين بجانب طواقمهم وهم الروماني ستيفان كوفاكس والتركي خليل أولموت والجزائري مصطفى غربال وحكم تقنية الفيديو المصري محمود عاشور.

مقالات مشابهة

  • «القوة القاهرة» الفرصة الأخيرة لبرشلونة لقيد أولمو!
  • إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية
  • القوة المفرطة والإرادة المفرطة!
  • مصير مجموعة بريكس في ظل إدارة ترامب الثانية
  • الإعلامي الكويتي يوسف السريع: عُمان بلد ثري بالتاريخ والإرث الحضاري
  • قائد القوة المشتركة بمحور الصحراء: ساعة الحسم باتت وشيكة
  • سعودي يقوم بمغامرة استثنائية ويدخل التاريخ
  • الطاقم العماني يُنهي مشواره في خليجي 26
  • خاص| توقعات وفاء حامد لبرج العذراء 2025.. عام القوة وتحقيق الأهداف
  • «جسور خليجية» يختتم أسبوعاً حافلاً بالمهارات والمعرفة