طوفان الأقصى.. والصراع الأبدي
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
«الصراع الأبدي».. مصطلح أستعيره من كتاب «الصراع الأبدي.. قراءة في جدليات الصراع بين الصحابة وانقسام المواقف حولها» لزكريا المحرمي. والمقال.. لا يذهب بعيداً عن موضوع الكتاب؛ فهو يتحدث عن ثمرة من ثمرات ذلك الصراع المرة؛ تلك الفتنة الكبرى التي عصفت بالمسلمين إثر وفاة نبيهم الأكرم مباشرة، لم تكد أنفاسه تسكن لباريها حتى انبرى لفيف من الصحابة يتنازعون الحكم فيما بينهم، وأوشكوا بأن يستلوا سيوفهم ويغمدوها في نحورهم؛ ويتركوا نبيهم دون تكفين وصلاة ودفن، لولا أن الله وقاهم شر تلك الفتنة.
لم يدم الأمر طويلاً.. فكشّرت الفتنة مرة أخرى عن أنيابها فيما عرف بـ«الردة» فقاتلهم أبو بكر الصديق. ثم أتى عمر بن الخطاب الخليفة القوي الذكي فأشغل المسلمين عن أنفسهم بـ«الفتوحات»، ثم انفجرت الأوضاع منتصفَ حكم عثمان بن عفان. ومن حينها؛ المسلمون في صراع.. قتال بالسلاح؛ الذي تطور من السيف والخيل والسهم إلى الرشاش والدبابة والصاروخ، وتكفير وتضليل بعضهم لبعض في كتب الفقه وعلم الكلام، وسب وشتم على ألسنة عامة المسلمين، وهم على هذه الحالة طيلة أربعة عشر قرناً ونصف؛ كأن الزمن عجز أن ينبت عقولاً في رؤوسهم ورحمةً في قلوبهم وتهذيباً في سلوكهم، حقاً إنه صراع أبدي. طوفان الأقصى.. لم يكشف عن هذه العلة المزمنة التي تأكل جسد الأمة، والتي ليس لها أفق من علاج قريب، وإنما أكد على عجزها عن الوقوف صفاً واحداً أمام عدوها.. ليس محتلاً أرض شعب؛ عليها تأريخهم وعيشهم وآمالهم، وطاغوتاً يفتك بالطفل والمرأة والشيخ فرماً وحرقاً فحسب، وإنما تقف أيضاً وراء هذا الغاصب قوى عالمية تثبّت وجودها في المنطقة على أشلاء شعوبها، وترتوي بدمائهم، تنهب خيرات بلادهم ثم ترميهم وقوداً في أتون صراعها، لتدير ببخار أجسادهم مكينة هيمنتها على العالم. نحن أمة حرّمت على نفسها الخروج من طاحونة التاريخ، نعيش التاريخ.. ليس استمداداً من إنجازات أسلافنا، ولا اتعاظاً من إخفاقاتهم، وإنما لجلب أسوأ ما في تأريخهم لنعيش فيه، ونحرك به صراعاتنا. لا أحصر هذه الحالة البائسة في مذهب بعينه؛ فلا أعلم فرقة من المسلمين لم تستدر أضرع الماضي المأساوي، كل الشعوب تجاوزت إحنها، ولعل آخرها الحرب الضروس التي جرت في زمننا ببروندي بين عرقين يدينان بالمسيحية؛ هما الهوتو والتوتسي، واليوم؛ بروندي تعتبر من الدول الناهضة في القارة الإفريقية، بعد أن تجاوزوا ما جرى بينهم. بقراءتي المشهد المذهبي والطائفي، وتتبعي التأريخي لتحولاته.. أستطيع أن أقول دون تزيّد؛ إن معظم المتعصبين يدركون أنهم على خطأ فيما يفعلون، وربما حجتهم مع نفوسهم إن خصومنا يفعلون ذلك معنا، فعلينا أن نردّ عليهم بالمثل، والواقع يقول إن الرد كان غالباً على الصاع بصاعين، مع «الأحقية» التي يدّعونها لمذاهبهم، وإن «غير حقهم» هو الضلال المبين، مستحضرين قول الله: (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ)، مجتزئين الآية من سياقها، فالحق.. هو الله وليس مذاهبهم: (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) «يونس:32». ألم يقرأ هؤلاء قول الله: (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) «الروم:32»؟ ألم تصبنا سنة الأولين فلم نستطع عنها فكاكاً.. وكأننا لم نسمع قول الله: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) «البقرة:114»؟.. بل ماذا أبقينا لليهود والمسيحيين وقد تداعوا علينا كتداعي الأَكَلة على قصعتها؟ وهل نظن أن باقينا ناجٍ إن وقفنا صامتين إزاء هذا العدو الغاشم، الذي يعلن بكل ثقة ودون حياء أنه يعيد بناء خارطة الشرق الأوسط وفقاً للنظام العالمي الجديد؟ أقول هذا.. وأنا أرى ما أدركته في حياتي طيلة نصف قرن تقريباً، أن المسلمين هم وقود حروب أعدائهم، لا يخرجون من حرب إلا وهم كعصف مأكول، أُزهِقت نفوسهم ودُمرِت بلدانهم وتعطلت أخلاقهم وتوقف مستقبلهم. وها نحن أمام قضية قد بان الحق فيها للعالم كله، حتى خرجت شعوبه مطالبةً بإيقاف حرب الإبادة الجماعية عن غزة ولبنان، بمن فيها الشعوب الأمريكية والأوروبية، التي تشترك حكوماتهم مع إسرائيل في هذا المقتلة الكبرى والتدمير الممنهج، ونحن المسلمين لا زلنا نطحن أنفسنا برحى التاريخ، (يا أمة ضحكت منها جهلها الأمم). إن سنة الله ماضية فينا كغيرنا، فسننه لا تحابي أحداً، فلم يغيّر الله فينا إلا لأننا غيّرنا ما بأنفسنا من هدى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) «الرعد:11»، إنه يصدق علينا قول الله: (فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) «التوبة:70». تشتعل الحرب إبادةً وتدميراً، وتنقل وسائل الإعلام؛ التقليدية والرقمية مباشرةً صور الأطفال؛ محترقة أجسادهم ممزقة أوصالهم، والنساء بين شهيدة وجريحة وثكلى، والمسلمون على الصفحات الافتراضية.. كلٌ يسب أخاه، وهذا يتهم ذاك، يحصل ذلك بتراجيديا سوداء، إنه الصراع الأبدي. أرقب تداعيات القضية الفلسطينية منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1979م، وهي تتجه نحو تطبيع العرب مع إسرائيل، فكتبت مؤخراً مقالاً عن «الدولة العربية.. تطورها ومآلها»، وقلت فيه: (مع بقاء الهيمنة الأمريكية؛ ستفرض على الدولة الوطنية التطبيع مع إسرائيل في مقابل «حل الدولتين».. ويبدو أن طوفان الأقصى لن يؤثر كثيراً على هذا التوجه)، وحتى «حل الدولتين» أصبح كحلم الغرثى في الفتيل والقطمير. أرقب كل ذلك وأرى التنابز بين المسلمين، هذا الطرف.. يحمّل المقاومة وجبهة المساندة تبعة ما حصل، وذاك الطرف.. يخوّن حكومات العرب على مواقفها اتجاه الأحداث. وليت هؤلاء وأولئك اتخذوا من موقف حماس قدوة، فحماس.. رغم اشتداد الحرب عليها وبذل قادتها وجنودها نفوسهم؛ وفي مقدمتهم: إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري، واعتصار قلوبهم على إبادة شعبهم ودمار بلادهم، ورغم حاجة المقاومة الماسة لمن يقف معها، إلا أننا لم نسمع هجوماً إعلامياً مسيئاً من قادتها على الدول العربية، فهذا ما شهر عن قائدهم الأعلى وشهيد قضيتهم يحيى السنوار: (نقول لمن اختلف معنا: خلو بيننا وبين عدونا، فإن قضى علينا فقد كُفيتمونا، وإن انتصرنا عليه؛ فنصرنا نصركم وعزنا عزكم).. بل إنهم يشكرون الأيدي التي تمد يد الغوث لشعبهم، فالمقاومة حربها ليست مع العرب، وليس لها من عدو إلا الصهاينة الذي يعيثون في أرضهم فساداً، يقطّعون ما أمر الله به أن يوصل بين الناس.. من عدل وحق ورحمة. نظرتُ في أمر هذه الفتنة العمياء، فوجدت الناس على ثلاثة أضرب: المقاومة الفلسطينية.. كفّت لسانها عن المسلمين، واشتغلت بحمل السلاح لمواجهة عدوها الصهيوني، فمن صمت عنهم فقد نصرهم. والحكومات.. وهي ذات مشارب متنوعة وسياسات متنازعة، لا تسعى إلا لصالحها. وعموم الناس.. كثير منهم نصبوا أنفسهم خصوماً للمقاومة أو خصوماً لمن ينتقدها.. ألا يمكن لأحدنا أن يطرح رأيه بعيداً عن الطعن في غيره؟! ولكنه الصراع الأبدي. اتخذتُ في نفسي قراراً؛ ألا أشغلها بما يقول الناس، ولا بما تسلك الحكومات من سياسات، ولا بمناكفة الكُتّاب فيما يكتبون في الصحف ومواقع التواصل الافتراضي، فـ(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) «المدثر:38». وفرضت على نفسي نصرة الحق بما استطعت إليه سبيلاً، ولو بالكلمة وهذا «أضعف الإيمان»، وحرّمت عليها إعانة الظالم ولو بمدة قلم، فهذه حيلتي من الأمر، والله يغفر لي تقصيري وضعفي. واعتبرت ما يتخاصم به الناس؛ إما حقاً فقد قاله صاحبه موفقاً مشكوراً، وإما باطلاً فلن يزيده ردي إلا نفوراً، ولعله إن سمع كلمة متزنة مني أو من غيري كانت سبباً لمراجعة نفسه. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قول الله
إقرأ أيضاً:
رمضــان.. تجــارب أولى وذكريات تبقــــى وزمــن لا يعــود
لو سألت أحدًا من أصدقائك أو أقربائك أو كائنًا من يكون عن سر حبهم لشهر رمضان الفضيل، ستجد بأن هناك تقاربًا في الإجابات والردود السريعة، والبعض قد يتحدث عن رمضان وما يعنيه له باستفاضة كبيرة سواء من حيث البدايات أو الذكريات التي مرت عليه في هذا الشهر الفضيل، وقد يحكي لك البعض عن أسرار العلاقات الأولى بهذا الشهر وتجاربه الأولى مع صيام شهر رمضان المبارك في مراحله الأولى من حياته، وكيف كان يحاول أن يصوم أوقاتا متفاوتة من اليوم ويفطر في أوقات أخرى بدون أن يخبر أحدا من أهله ويصر على أن يكون أول الجالسين على المائدة الرمضانية وقت الإفطار، والبعض قد يستخرج لك العديد من المواقف التي لا ينساها مثل الصعوبات التي واجهها في بداية مشوار الصيام وتزامنها مع أوقات الدراسة وارتفاع في درجات الحرارة، وقد يقصُّ عليك البعض حال الناس في فترة زمنية بعيدة وكيف كانوا يحتفلون بقدوم شهر التوبة والغفران، وكيف كان الناس يتجمعون في المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح وكأن الأطفال مصدر قلق للمصلين لحداثة أعمارهم وعدم التزامهم بخفض الصوت أو الحركة أثناء الصلاة، وعدد آخر سيتناول جانبا مهما من حياته ويخبرك بأنه لا يزال حتى يومنا هذا يحن للعودة إلى الوراء ويلتقي بنفس الوجوه الراحلة والأماكن التي لم تعد كما كانت في حقبة زمنية ماضية مثل دكان القرية الذي كان متنفسا مهما لهم في شراء الحلويات وغيرها بعد أداء صلاة العشاء.
ترى، هل هناك سر ما يخفيه هذا الشهر الفضيل في قلوب الناس؟ الإجابة ليست سرًا واحدًا، وإنما هناك أسرار كثيرة، بعضها أصبح مجرد ذكريات دفنت في قعر الذاكرة، ولكنها لا تزال تنبض بالحياة حتى وإن تغيرت تفاصيل الحياة، وتبدلت الوجوه والأحوال وذهبت الأيام الصعبة والظروف القاسية، لكن -كما قلت- لا تزال الذاكرة البشرية محملة بعبق الماضي وفصول من ذكريات وأحداث قديمة، ومهما توالت الأجيال ورحلت وجوه أخرى إلى بارئها، لا يزال رمضان يعيش في مخيلة الصائمين كعبق ينثر شذاه في هيئة رموز لا تنسى سواء «للمكان أو الزمان أو الأشخاص» الذين غيبهم الموت، لكن كل ذلك وغيره بقي صامدا رغم كل ما تعانيه ذاكرة الإنسان من النسيان والضياع لبعض التفاصيل المهمة في الحياة.
أن تعيش لحظات الإيمان والسلام والاستقرار النفسي في شهر رمضان المبارك هي نعمة عظيمة يمنحك الله إياها فلا تضيعها، ولذا على المسلم الصائم أن يحرص على التمسك بأسباب المغفرة والرضوان وذلك بالحفاظ على أداء صيامه وقيامه وقراءة للقرآن وأداء للواجبات المفروضة عليه، وأن يبتعد عن أسباب الطرد والحرمان بارتكاب المعاصي والآثام في رمضان وبعد رمضان ليكون من الفائزين.
في كل عام يأتينا شهر رمضان الفضيل فيعيد لنا بعضا من الذكريات، ويقربنا إلى الله بالطاعات، وذلك تأسيا بنبينا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فقد ورد عن ابن القيم -رحمه الله- أنه قال: «وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف.. وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة».
هذا القول يؤكد تأكيدا يقينا على أهمية الحرص على استغلال أيام شهر رمضان المبارك بما فيه من «قراءة للقرآن الكريم، والتهجد، والتعبد، وفعل الطاعات، والبعد عن المعاصي والذنوب».
ومن الأشياء التي وجبت الإشارة إليها هي تلك التي وردت في السيرة النبوية الشريفة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث الآخر عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر» رواه مسلم.
لقد ربط علماء الدين والفقهاء الكثير من نصوص الأحاديث الشريفة على أنها المغفرة الموعودة للصائمين من الله عز وجل، ولكن ربطها بثلاثة شروط - كما ورد ذكرها في الكثير من كتب التفسير والتبيين، ومن بينها ما استندت إليه في موقع «الإسلام سؤال وجواب» ووجدتها مدونة في بعض الأماكن والمصادر وهي-: الشرط الأول: أن يصوم رمضان إيمانا، أي إيمانا بالله ورسوله وتصديقا بفرضية الصيام وما أعد الله تعالى للصائمين من جزيل الأجر. الشرط الثاني: أن يصومه احتسابا، أي طلبا للأجر والثواب، بأن يصومه إخلاصًا لوجه الله تعالى، لا رياءً ولا تقليدا ولا تجلدا لئلا يخالف الناس، أو غير ذلك من المقاصد، بل يصومه طيبة به نفسه غير كاره لصيامه ولا مستثقل لأيامه، بل يغتنم طول أيامه لعظم الثواب.
أما الشرط الثالث والأخير: أن يجتنب الكبائر، وهي جمع كبيرة، وهي كل ذنب ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة أو ترتب عليه غضب ونحوه، وذلك كالإشراك بالله وأكل الربا وأكل مال اليتيم والزنا والسحر والقتل وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وشهادة الزور واليمين الغموس، والغش في البيع وسائر المعاملات، وغير ذلك، قال تعالى: «إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلًا كريما»، فإذا صام العبد رمضان كما ينبغي غفر الله له بصيامه الصغائر والخطيئات التي اقترفها إذا اجتُنبت كبائر الذنوب وتاب مما وقع فيه منها.
إذن شهر رمضان شهر التوبة والغفران من الذنوب، تخلص المؤمن الصائم من عوالق الخطايا، فحري بنا أن نجدد في هذا الشهر ونتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وطلب العفو والغفران.