لجريدة عمان:
2025-02-02@11:29:43 GMT

فرصة بايدن في غزة مرهونة بالضغط

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

هذا هو السؤال المطروح الآن: هل يمكن الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى يعلن النصر وينهي حرب غزة؟

بوسع نتنياهو الآن أن يظفر بأفضل مخرج على الإطلاق. فبوسعه أن يتلذذ بقتل يحيى السنوار ويعلن منتصرا أن حرب إسرائيل في غزة تكللت بالنجاح. ثم إن بوسعه أن يحاول التفاوض على وقف لإطلاق النار يتضمن إطلاقا لسراح الرهائن وتطبيعا في النهاية للعلاقات مع المملكة العربية السعودية ومسارا إلى حل الدولتين.

لا يتوقف المسؤولون الأمريكيون الآن عن استعمال كلمة الفرصة، وهم محقون في ذلك. فـ»هذه اللحظة» على حد تعبير نائبة الرئيس كامالا هاريس «تمنحنا الفرصة لأن ننهي أخيرا حرب غزة».

وإنني على يقين من أن بايدن راغب في اتفاقية سلام تاريخية، لكني أتشكك في مدى احتمال حدوث ذلك، ما لم يتوافر مزيد من ضغط الولايات المتحدة. فسوف يتم استبدال السنوار، وقد يكون البديل أصعب منه، فضلا عن أن حماس أعلنت بالفعل أن القتال سوف يستمر، مثلما لم يقض اغتيال حسن نصر الله على حزب الله أو ينه القتال في لبنان.

وبوسعنا في أي يوم أن نرى انتقاما إسرائيليا من ضربة إيران لها، فيؤدي الانتقام إلى ضربة أخرى من طهران وتصعيدا عسكريا يثبط إحساسنا الحالي بـ«الفرصة».

لا تزال إسرائيل تحقق انتصارات تكتيكية مهمة، من قبيل القضاء على السنوار، لكن هذه الانتصارات لا ترقى إلى المستوى الاستراتيجي. فلا نزال نعدم لدى نتنياهو خطة لليوم التالي، سواء لغزة أو للضفة الغربية. ولقد حذرت أفريل هاينو مديرة المخابرات الوطنية في الولايات المتحدة من أن حرب غزة قد تتسبب في تهديد «جيلي» إرهابي. وقد كنت أجري أحيانا، خلال زيارات سابقة إلى غزة في ما قبل الحرب، حوارات مفجعة مع أطفال عانوا الكثير فلما كنت أسألهم عما يريدون أن يكونوه عندما يكبرون كانوا يقولون: شهداء. فالتطرفان الفلسطيني والإسرائيلي يغذي أحدهما الآخر.

لم يكن رد فعل نتنياهو الأول على مقتل السنوار مبشرا بخير. فقد أعلن قائلا «إن مهمتنا لم تكتمل بعد» مضيفا قوله «إننا سنستمر بكامل قوتنا» إلى أن نطلق سراح الرهائن. لكن المؤسف أن احتمال تحرير الرهائن بسبب الاستمرار بـ«كامل القوة» أبعد من احتمال تحقق ذلك بسبب جهد جاد آخر يبذل من أجل وقف إطلاق النار.

لذلك اعتبروا أنني أستبعد أن تنهار حماس أو تتبنى إسرائيل بسهولة أفكار بايدن الخاصة بصفقة سلام متعددة الجوانب. فلا يزال نتنياهو يركز على ما ينفعه شخصيا، ولا تزال إسرائيل تئن من السابع من أكتوبر سنة 2023 فيصعب على الشعب أن يقبل خطة حقيقية لحل الدولتين.

ثمة عقبة تحول دون أي اتفاقية سلام تتمثل في واقع حال السلطة الفلسطينية. لذلك ستكون خطوة مفيدة أن تطلق إسرائيل سراح مروان البرغوثي الذي قد يكون أكثر الزعامات الفلسطينية شعبية من سجنه الإسرائيلي الذي يقضي فيه حكما بالسجن المؤبد جزاء للقتل. ومثلما قال قائد أمني إسرائيلي سابق داعيا إلى إطلاق سراح البرغوثي «إنه القائد الوحيد القادر على أن يقود الفلسطينيين إلى دولة بجانب إسرائيل».

من المؤشرات التي توضح جسامة التحدي الدبلوماسي أن استطلاعا للرأي في يوليو أظهر أن 66% من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن نوايا الفلسطينيين هي «أن يرتكبوا إبادة جماعية ضدنا» وأن 61% من الفلسطينيين يعتقدون أن هدف الإسرائيليين «هو ارتكاب إبادة جماعية ضدنا». وفي ظل أن كل طرف يرى في الآخر مجرم إبادة جماعية سيجد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن نفسه في حيص بيص.

ولكن، هل من خيار آخر؟ لقد كان السنوار يرجو أن يتسبب في حرب أكبر في الشرق الأوسط، وبمساعدة من إيران وحزب الله، يحقق له نتنياهو أمنيته هذه إلى حد كبير. وما من سبيل إلى إلحاق الهزيمة بتركة السنوار وإقلاق راحته في قبره إلا الدفع بلا هوادة نحو سلام دائم.

لكننا بدلا من المصالحة سوف نشهد للأسف بعض دلائل التشدد في إسرائيل. فقد قالت الولايات المتحدة إن ما دخل إلى غزة خلال الشهر الماضي من المساعدات الإنسانية أقل مما دخلها في أي فترة منذ هجمة السابع من أكتوبر، ويعتقد البعض أن إسرائيل تتبع في شمال غزة استراتيجية تجويع اقترحها جنرال متقاعد. فالجوع يبدو مستشريا، ويتردد أن إسرائيل مستمرة في مهاجمة قوافل الإغاثة بين الحين والآخر.

والأدهى من ذلك أن الدرس الذي استخلصه بعض الإسرائيليين من مقتل السنوار هو على وجه التحديد أهمية مقاومة الضغط الأمريكي. فتمضي هذه السردية على النحو التالي: أنتم جبناء أيها الأمريكيون إذ طلبتم منا عدم دخول رفح، ولكننا دخلناها برغم ذلك، فقتلنا السنوار أخيرا. انصرفوا عنا وسنكمل نحن المهمة.

هل يمكن لشيء أن يعطل هذه الديناميكية؟ لا أعرف، لكن في أبريل ومطلع مايو، اشتد بايدن لوهلة على إسرائيل وعلق على الأقل شحنة واحدة من قنابل الألفي رطل، فانتبهت إسرائيل وأنصتت إلى البيت الأبيض، وزادت تسليم مواد الإغاثة لغزة. ثم لما تبين أن ما فعله بادين كان محض تهديدات جوفاء استأنف نتنياهو عناده وإذلاله لواشنطن.

وعلى مدى العام الماضي، حاول بايدن أن يستعمل نهج عناق الدب للتأثير على نتنياهو لكنه لم يكد يستعمل نفوذ الولايات المتحدة الهائل إذ يمد حروب إسرائيل بالأسلحة وقطع الغيار. ومنذ أيام قليلة ألمح مسؤولون في إدارة بايدن إلى أن الولايات المتحدة قد تقلص عمليات نقل الأسلحة ما لم تسمح إسرائيل بدخول المزيد من الغذاء إلى غزة - لكنها قوضت تلك الرسالة بإرجاء الحساب لمدة ثلاثين يوما.

إن بايدن رجل طيب يريد بصدق السلام ويفهم مدى تخريب الشرق الأوسط لتركته، ولكنه كان شديد السلبية بينما يموت ثلاثة آلاف ومائة طفل ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات في غزة على مرأى منه وبينما يحتمل الرهائن معاناة تفوق الخيال. لذلك أرجو أن يقدّر هذه الفرصة الأخيرة والثمينة لاستخلاص السلام من وفاة السنوار اعتمادا على اتباعه سياسة العصا والجزرة خلال الأشهر الثلاثة المتبقية له في الحكم.

نيكولاس كريستوف من كتاب الرأي في نيويورك تايمز منذ عام 2001

خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

قرار إسرائيل حظر الأونروا في القدس يدخل حيز التنفيذ

دخل قرار سلطات الاحتلال حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية حيز التنفيذ اليوم الخميس.

وغادر الموظفون الدوليون في الوكالة مدينة القدس الشرقية لانتهاء مفعول تصاريحهم الإسرائيلية فيما لم يتواجد الموظفون المحليون في مقار الوكالة.

وكانت سلطات الاحتلال أمرت الأونروا بإخلاء جميع منشآتها في القدس الشرقية ووقف عملياتها فيها بحلول اليوم.

وجاء القرار في رسالة وجهها الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يوم 24 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ومنذ ذلك الحين أخلت "الأونروا" مقرها الرئيس في حي الشيخ جراح الذي تتواجد فيه منذ العام 1951 وعيادة بالبلدة القديمة في المدينة ومدارس في المدينة بما فيها مركز تدريب مهني.

هجمات وعنف واعتقالات

وقالت الأونروا في تصريح مكتوب "تعمل الأونروا في جميع أنحاء القدس الشرقية المحتلة منذ خمسينيات القرن الماضي. وتوفر الوكالة الرعاية الصحية الأولية لما مجموعه 70 ألف مريض إلى جانب 1150 طالبا وطالبة في مدارس وعيادات الأونروا".

وأضافت "المقر الرئيسي للأونروا في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، حيث تتواجد الوكالة منذ أكثر من 70 عاما، هو مركز عمليات الوكالة في الضفة الغربية المحتلة التي تشمل القدس الشرقية".

إعلان

وتابعت "مجمع قلنديا هو مركز تدريب مهني لما مجموعه 350 طالبا وطالبة (تتراوح أعمارهم بين 15-19 سنة)، ويقع على أرض أتاحتها الحكومة الأردنية للأونروا".

وأردفت "على مر السنين، كانت هناك محاولات متكررة لإجبار الأونروا على إخلاء المبنى في الشيخ جراح، بوسائل عدة بما في ذلك من خلال هجمات الحرق المتعمد والاحتجاجات من قبل المتطرفين ورسائل الإخلاء. وقد تعرض موظفو الأونروا للعنف والاعتقالات".

جيش الاحتلال دمر عددا من مقرات ومدراس تابعة للأونروا في غزة (الفرنسية) طرد إسرائيلي

وقال المتحدث باسم وكالة "الأونروا" جوناثان فاولر لموقع الأمم المتحدة، الأربعاء "تم تقصير مهلة التأشيرات للموظفين الدوليين لتنتهي يوم 29 يناير/ كانون الثاني، وهو ما يعادل الطرد. لذا، أنا وبقية الزملاء الدوليين الذين كانوا في مقر الأونروا في القدس اليوم، انطلقنا إلى عمان (الأردن)، وقد وصلت للتو إلى الأردن".

وأضاف "التزامنا بالامتثال للقرار ينشأ من حقيقة أن أي شخص يعمل لصالح الأمم المتحدة في أي مكان لابد وأن يحصل على تأشيرة من البلد أو السلطات التي يعمل بها. ونحن لا نمارس عملنا في ظل انتهاك للقانون حتى لو كان يعني أن نفعل ذلك مكرهين، وهذا يعادل إعلاننا كأشخاص غير مرغوب فيهم. كان لزاما علينا الامتثال، ولم يكن لدينا أي خيار آخر".

وتابع "الموظفون الدوليون في المقر الرئيسي نقلوا إلى مكان آخر حتى يتسنى لنا استئناف عملنا، والذي بالطبع ليس لدينا أي رؤية بشأنه".

وأردف "أما الموظفون المحليون – الذين يشكلون بالطبع الأغلبية بين موظفينا – لن يكونوا موجودين في المجمع بسبب المخاطر التي يمكن أن يواجهونها، خاصة عندما تكون هناك مظاهرات تنظمها حركات إسرائيلية مختلفة حول المقر في القدس الشرقية".

تتعرض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين باستمرار للتحريض الإسرائيلي (غيتي) مخطط استيطاني

وكان نائب رئيس بلدية القدس الغربية اليميني المتطرف أرييه كينغ دعا من خلال منصة "إكس"، أمس الأربعاء، للتجمع قبالة مقر "الأونروا" بالشيخ جراح والاحتفال بمناسبة إخراج الوكالة الأممية من مدينة القدس.

إعلان

وسبق لكينغ أن أعلن في الأشهر الماضية إعداد مخطط لبناء 1440 وحدة استيطانية مكان مقر الأونروا في الشيخ جراح البالغة مساحته عدة آلاف متر مربع.

وكانت الأمم المتحدة دعت إسرائيل مرارا للتراجع عن القرار ولكن بدون جدوى.

وردت المحكمة العليا الإسرائيلية، مساء الأربعاء، التماسا قدمه المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" لإصدار أمر قضائي مؤقت بوقف الإجراءات ضد "الأونروا".

وقال مركز عدالة (غير حكومي) في تصريح مكتوب "رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية طلبًا بإصدار أمر قضائي مؤقت تقدمت به مؤسسة عدالة مع التماسها ضد قانونين يهدفان إلى وقف عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".

وأضاف " قدم مركز عدالة الالتماس في 16 يناير/ كانون الثاني الجاري نيابة عن عشرة لاجئين فلسطينيين سيتأثرون بشدة بالقوانين، بالتعاون مع مركز غيشا – المركز القانوني لحرية الحركة" وهي مؤسسة إسرائيلية غير حكومية.

وذكر مركز عدالة إن " قرار المحكمة العليا جاء بعد أن قدمت الدولة والكنيست ردودهما على طلب الأمر القضائي المؤقت، حيث أصرا على التنفيذ الفوري للقوانين، المقرر أن تدخل حيز التنفيذ غدًا (اليوم)، مع تجاهل العواقب الإنسانية الكارثية".

قصفت قوات الاحتلال عدة مدارس تابعة للأونروا كانت تؤوي نازحين (الأناضول)

 

ولفت إلى أنه يخشى من تأثير القرار الإسرائيلي ليس فقط على عمل "الأونروا" في القدس الشرقية وإنما أيضا في قطاع غزة والضفة الغربية.

وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا في عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.

وتعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.

ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.

وفي 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست نهائيا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل إسرائيل وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.

إعلان

وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.

وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أميركي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى أكثر من 15 شهرا.​​​​​​​

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: 5 أولويات على أجندة نتنياهو في واشنطن
  • مختار غباشي: عملية تبادل الأسرى جعلت نتنياهو في صورة سيئة أمام شعبه
  • حدث ليلا: أمريكا تستهدف داعش.. ولقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب.. والعالم على أعتاب حرب تجارية.. عاجل
  • نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة غدا للقاء ترامب
  • إسرائيل: عائلات المحتجزين طلبت مرافقة نتنياهو في زيارته إلى واشنطن لكن طلبهم قوبل بالرفض
  • فورين بوليسي: فرصة سانحة أمام ترامب والرئيس الصيني لعقد صفقة كبرى وترسيخ نظام عالمي أكثر توازنا
  • قلق أوروبي من حظر إسرائيل لـ«الأونروا»
  • المتحدث باسم نتنياهو يحدد "أهم أهداف" إسرائيل
  • المتحدث باسم نتنياهو يحدد "أهم أهداف" إسرائيل
  • قرار إسرائيل حظر الأونروا في القدس يدخل حيز التنفيذ