لجريدة عمان:
2024-10-22@01:38:06 GMT

فرصة بايدن في غزة مرهونة بالضغط

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

هذا هو السؤال المطروح الآن: هل يمكن الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى يعلن النصر وينهي حرب غزة؟

بوسع نتنياهو الآن أن يظفر بأفضل مخرج على الإطلاق. فبوسعه أن يتلذذ بقتل يحيى السنوار ويعلن منتصرا أن حرب إسرائيل في غزة تكللت بالنجاح. ثم إن بوسعه أن يحاول التفاوض على وقف لإطلاق النار يتضمن إطلاقا لسراح الرهائن وتطبيعا في النهاية للعلاقات مع المملكة العربية السعودية ومسارا إلى حل الدولتين.

لا يتوقف المسؤولون الأمريكيون الآن عن استعمال كلمة الفرصة، وهم محقون في ذلك. فـ»هذه اللحظة» على حد تعبير نائبة الرئيس كامالا هاريس «تمنحنا الفرصة لأن ننهي أخيرا حرب غزة».

وإنني على يقين من أن بايدن راغب في اتفاقية سلام تاريخية، لكني أتشكك في مدى احتمال حدوث ذلك، ما لم يتوافر مزيد من ضغط الولايات المتحدة. فسوف يتم استبدال السنوار، وقد يكون البديل أصعب منه، فضلا عن أن حماس أعلنت بالفعل أن القتال سوف يستمر، مثلما لم يقض اغتيال حسن نصر الله على حزب الله أو ينه القتال في لبنان.

وبوسعنا في أي يوم أن نرى انتقاما إسرائيليا من ضربة إيران لها، فيؤدي الانتقام إلى ضربة أخرى من طهران وتصعيدا عسكريا يثبط إحساسنا الحالي بـ«الفرصة».

لا تزال إسرائيل تحقق انتصارات تكتيكية مهمة، من قبيل القضاء على السنوار، لكن هذه الانتصارات لا ترقى إلى المستوى الاستراتيجي. فلا نزال نعدم لدى نتنياهو خطة لليوم التالي، سواء لغزة أو للضفة الغربية. ولقد حذرت أفريل هاينو مديرة المخابرات الوطنية في الولايات المتحدة من أن حرب غزة قد تتسبب في تهديد «جيلي» إرهابي. وقد كنت أجري أحيانا، خلال زيارات سابقة إلى غزة في ما قبل الحرب، حوارات مفجعة مع أطفال عانوا الكثير فلما كنت أسألهم عما يريدون أن يكونوه عندما يكبرون كانوا يقولون: شهداء. فالتطرفان الفلسطيني والإسرائيلي يغذي أحدهما الآخر.

لم يكن رد فعل نتنياهو الأول على مقتل السنوار مبشرا بخير. فقد أعلن قائلا «إن مهمتنا لم تكتمل بعد» مضيفا قوله «إننا سنستمر بكامل قوتنا» إلى أن نطلق سراح الرهائن. لكن المؤسف أن احتمال تحرير الرهائن بسبب الاستمرار بـ«كامل القوة» أبعد من احتمال تحقق ذلك بسبب جهد جاد آخر يبذل من أجل وقف إطلاق النار.

لذلك اعتبروا أنني أستبعد أن تنهار حماس أو تتبنى إسرائيل بسهولة أفكار بايدن الخاصة بصفقة سلام متعددة الجوانب. فلا يزال نتنياهو يركز على ما ينفعه شخصيا، ولا تزال إسرائيل تئن من السابع من أكتوبر سنة 2023 فيصعب على الشعب أن يقبل خطة حقيقية لحل الدولتين.

ثمة عقبة تحول دون أي اتفاقية سلام تتمثل في واقع حال السلطة الفلسطينية. لذلك ستكون خطوة مفيدة أن تطلق إسرائيل سراح مروان البرغوثي الذي قد يكون أكثر الزعامات الفلسطينية شعبية من سجنه الإسرائيلي الذي يقضي فيه حكما بالسجن المؤبد جزاء للقتل. ومثلما قال قائد أمني إسرائيلي سابق داعيا إلى إطلاق سراح البرغوثي «إنه القائد الوحيد القادر على أن يقود الفلسطينيين إلى دولة بجانب إسرائيل».

من المؤشرات التي توضح جسامة التحدي الدبلوماسي أن استطلاعا للرأي في يوليو أظهر أن 66% من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أن نوايا الفلسطينيين هي «أن يرتكبوا إبادة جماعية ضدنا» وأن 61% من الفلسطينيين يعتقدون أن هدف الإسرائيليين «هو ارتكاب إبادة جماعية ضدنا». وفي ظل أن كل طرف يرى في الآخر مجرم إبادة جماعية سيجد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن نفسه في حيص بيص.

ولكن، هل من خيار آخر؟ لقد كان السنوار يرجو أن يتسبب في حرب أكبر في الشرق الأوسط، وبمساعدة من إيران وحزب الله، يحقق له نتنياهو أمنيته هذه إلى حد كبير. وما من سبيل إلى إلحاق الهزيمة بتركة السنوار وإقلاق راحته في قبره إلا الدفع بلا هوادة نحو سلام دائم.

لكننا بدلا من المصالحة سوف نشهد للأسف بعض دلائل التشدد في إسرائيل. فقد قالت الولايات المتحدة إن ما دخل إلى غزة خلال الشهر الماضي من المساعدات الإنسانية أقل مما دخلها في أي فترة منذ هجمة السابع من أكتوبر، ويعتقد البعض أن إسرائيل تتبع في شمال غزة استراتيجية تجويع اقترحها جنرال متقاعد. فالجوع يبدو مستشريا، ويتردد أن إسرائيل مستمرة في مهاجمة قوافل الإغاثة بين الحين والآخر.

والأدهى من ذلك أن الدرس الذي استخلصه بعض الإسرائيليين من مقتل السنوار هو على وجه التحديد أهمية مقاومة الضغط الأمريكي. فتمضي هذه السردية على النحو التالي: أنتم جبناء أيها الأمريكيون إذ طلبتم منا عدم دخول رفح، ولكننا دخلناها برغم ذلك، فقتلنا السنوار أخيرا. انصرفوا عنا وسنكمل نحن المهمة.

هل يمكن لشيء أن يعطل هذه الديناميكية؟ لا أعرف، لكن في أبريل ومطلع مايو، اشتد بايدن لوهلة على إسرائيل وعلق على الأقل شحنة واحدة من قنابل الألفي رطل، فانتبهت إسرائيل وأنصتت إلى البيت الأبيض، وزادت تسليم مواد الإغاثة لغزة. ثم لما تبين أن ما فعله بادين كان محض تهديدات جوفاء استأنف نتنياهو عناده وإذلاله لواشنطن.

وعلى مدى العام الماضي، حاول بايدن أن يستعمل نهج عناق الدب للتأثير على نتنياهو لكنه لم يكد يستعمل نفوذ الولايات المتحدة الهائل إذ يمد حروب إسرائيل بالأسلحة وقطع الغيار. ومنذ أيام قليلة ألمح مسؤولون في إدارة بايدن إلى أن الولايات المتحدة قد تقلص عمليات نقل الأسلحة ما لم تسمح إسرائيل بدخول المزيد من الغذاء إلى غزة - لكنها قوضت تلك الرسالة بإرجاء الحساب لمدة ثلاثين يوما.

إن بايدن رجل طيب يريد بصدق السلام ويفهم مدى تخريب الشرق الأوسط لتركته، ولكنه كان شديد السلبية بينما يموت ثلاثة آلاف ومائة طفل ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات في غزة على مرأى منه وبينما يحتمل الرهائن معاناة تفوق الخيال. لذلك أرجو أن يقدّر هذه الفرصة الأخيرة والثمينة لاستخلاص السلام من وفاة السنوار اعتمادا على اتباعه سياسة العصا والجزرة خلال الأشهر الثلاثة المتبقية له في الحكم.

نيكولاس كريستوف من كتاب الرأي في نيويورك تايمز منذ عام 2001

خدمة نيويورك تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأزمات الدولية تطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف حملتها بشمال غزة

طالبت مجموعة الأزمات الدولية الولايات المتحدة بالتحرك بشكل عاجل لوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية على شمال قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم في جميع أنحاء القطاع.

ومنذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة ضد شمال قطاع غزة مرتكبا مجازر مروعة عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، مما خلّف مئات الشهداء والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها من القوات الإسرائيلية أو منعها من تأدية مهامها.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية -ومقرها نيويورك- في تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني إن تحذيرات واشنطن لحكومة بنيامين نتنياهو لن تكفي وحدها لوقف قتل الفلسطينيين وتجويعهم ضمن خطة إسرائيلية لتهجيرهم من شمال قطاع غزة.

وأكدت المجموعة أن إسرائيل تشن منذ أسبوعين أكبر هجوم بري لها حتى الآن في شمال غزة، ورغم أن أهدافها المعلنة تتمثل في قمع مقاتلي حركة حماس والسلطات المدنية التابعة لها لتمهيد الطريق لترتيبات حكم بديلة فإن الحملة تسببت في مقتل مئات المدنيين.

كما تم تعليق تسليم المساعدات إلى أجزاء من الشمال لمدة 3 أسابيع تقريبا، مما زاد حدة الكارثة الإنسانية، وفي الوقت نفسه تواصل القوات الإسرائيلية تدمير المزيد من الأحياء السكنية.

الخطة الإسرائيلية

وكشف التقرير أن التكتيكات الإسرائيلية خلال الحملة العسكرية إلى جانب تصريحات أدلى بها بعض المسؤولين تشير إلى أن حكومة نتنياهو تستغل تحول انتباه العالم جزئيا بسبب الحرب في لبنان ومخاوف التصعيد مع إيران، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية من تدمير شمال قطاع غزة والتهجير القسري لسكانه ضمن خطة الجنرالات.

وخطة الجنرالات كشف عنها موقع "واي نت" الإسرائيلي في 4 سبتمبر/أيلول الماضي، وتهدف إلى تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أنشأته إسرائيل وسط القطاع) -أي محافظتي غزة والشمال- إلى منطقة عسكرية مغلقة وفرض حصار على المنطقة وإجلاء سكانها بالقوة.

وأوضح تقرير مجموعة الأزمات أن إسرائيل اتخذت خطوات عدة لتحقيق هذه الغاية، ففي الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ الجيش بإصدار أوامر إلى 400 ألف فلسطيني يعيشون الآن في الشمال بانخفاض عن 1.4 مليون قبل الحرب على غزة للانتقال إلى "منطقة إنسانية" محددة في الجنوب.

وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي اتخذ قبل أسبوع من العملية العسكرية مجموعة من التدابير التي توقف فعليا دخول الغذاء أو الماء أو الوقود أو الإمدادات الطبية إلى الشمال، كما فرضت إسرائيل متطلبات جمركية جديدة قطعت فعليا واردات المساعدات من الأردن الذي كان في السابق المورد الأكثر موثوقية للمساعدات في شمال غزة.

تحذير أميركي

وأشار التقرير إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال القطاع جلبت سلسلة من الاعتراضات المكثفة من واشنطن، قبل أن توجه الأخيرة رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وقّعها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن تطالب إسرائيل باتخاذ إجراءات محددة لتخفيف المحنة الإنسانية في غزة، وتحذر من تعليق المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل إذا فشلت في القيام بذلك خلال شهر.

وعلقت مجموعة الأزمات على الرسالة الأميركية قائلة إن التحذيرات والانتقادات العلنية لن تمنع إسرائيل من متابعة أجندتها بعيدة المدى في غزة، والتي يمكن أن تقوض وحدة أراضي القطاع أو تطرد الفلسطينيين من أجزاء منه إلى الأبد.

وأضافت أنه بينما تعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى وقف لإطلاق النار عن طريق التفاوض وإطلاق سراح المحتجزين -وهو الطريق الأمثل لخفض التصعيد على المدى الطويل في غزة- لكن يجب عليها أيضا دفع إسرائيل إلى إعطاء الأولوية لحماية السكان المدنيين في غزة وإنهاء النزوح القسري وتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل منتظم ودون عوائق، ولا سيما في شمال غزة الأكثر تضررا في الوقت الحاضر.

وشددت مجموعة الأزمات على أن الضغط الأميركي الحقيقي هو العامل الوحيد الذي قد يدفع نتنياهو إلى وقف العملية العسكرية في شمال غزة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكان المدنيين في جميع أنحاء القطاع.

مقالات مشابهة

  • أمين التعاون الإسلامي يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف استهداف الأونروا
  • صحيفة بريطانية: على بايدن التحرك بعد رحيل السنوار لإخضاع نتنياهو المارق
  • صحيفة: خلايا أميركية تساعد إسرائيل في مطاردة قادة حماس
  • نيويورك تايمز: هل سيتمكن بايدن الآن من الضغط على نتنياهو لإنهاء حرب غزة؟
  • بولتون: مقتل السنوار "دليل" على ما فعله نتنياهو مع بايدن
  • ترامب يجدد دعمه لـ إسرائيل.. تجاهل نتنياهو لتعليمات بايدن في صالح تل أبيب
  • الأزمات الدولية تطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف حملتها بشمال غزة
  • إبراهيم منيمنة: نتنياهو يستغل فرصة انشغال الولايات المتحدة ويشن عمليات عسكرية بلبنان
  • بايدن: هناك فرصة لإنهاء الصراع بين إسرائيل وإيران لفترة من الوقت