«بريكس 2024» حدث تاريخي.. قادة 32 دولة يناقشون التحديات وتعزيز التعددية
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
باتت قمة تجمُّع «بريكس» محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية، مع إعلان دولة روسيا الاتحادية تفاصيل تنظيمها للحدث الدولى التاريخى الذى يأتى بمشاركة قادة 32 دولة من أنحاء العالم، فضلاً عن حضور زعماء عدد من الدول، ورؤساء وفود 24 دولة، وفقاً لأحدث البيانات الرسمية الصادرة فى موسكو، حيث تجمع القمة، المقرر عقدها فى مدينة «قازان» الروسية، خلال الفترة بين 22 وأكتوبر الجارى، قادة كل من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى قادة الدول الأعضاء الجُدد.
وفى سبتمبر الماضى، أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن 34 دولة أعلنت بالفعل عن رغبتها فى الانضمام إلى مجموعة «بريكس»، وأوضح أن خطة القمة المقبلة للمجموعة تتألف من جانبين، أولهما اجتماعات قادة الدول أعضاء التجمع تحت شعار «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين»، أما المحور الثانى فيتضمن اجتماعات «بريكس بلس» حول موضوع «بريكس والجنوب العالمى.. بناء مستقبل العالم معاً»، والتى تم فى إطارها دعوة ممثلين من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
وحول استضافة روسيا للقمة التاريخية، وقع الرئيس بوتين، فى أبريل 2023، مرسوماً تستضيف بموجبه مدينة «قازان»، عاصمة جمهورية تتارستان، اجتماع رؤساء دول مجموعة «بريكس» فى عام 2024، حيث تتولى روسيا رئاسة المجموعة هذا العام، على أن تركز القمة على تعزيز دور «بريكس» فى النظام النقدى الدولى، وتوسيع استخدام العملات الوطنية فى التجارة المتبادلة بين الدول الأعضاء.
تعود بدايات المجموعة إلى عام 2001 حينما تمت صياغة مصطلح «بريك»، من قبَل الاقتصادى جيم أونيل، الذى كان يعمل آنذاك فى مجموعة «جولدمان ساكس»، للفت الانتباه إلى معدلات النمو الاقتصادى القوية فى كل من البرازيل وروسيا والهند والصين، وكان المقصود من هذا المصطلح أن يكون سيناريو متفائلاً للمستثمرين، وسط تشاؤم السوق فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر من نفس العام، فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى عام 2006، اتفقت البرازيل وروسيا والهند والصين على تشكيل مجموعة اقتصادية وسياسية تُعرف باسم «بريك»، باستخدام الحرف الأول من اسم كل دولة، وعقدت المجموعة أول قمة فى 2009، ودعت جنوب أفريقيا للانضمام بعد عام، ليضيف التجمع الجديد دولة خامسة من قارة أخرى، ويتغير اسم المجموعة إلى «بريكس».
الناتج المحلى للدول الأعضاء يمثل 28.3% من الاقتصادومنذ عام 2014، أنشأت دول «بريكس» بنك التنمية الجديد لإقراض الأموال للدول والحكومات من أجل التنمية، وبحلول نهاية عام 2022 بلغ إجمالى القروض التى قدَّمها البنك حوالى 32 مليار دولار للدول الناشئة، لتنفيذ مشروعات جديدة للطرق والجسور والسكك الحديدية وإمدادات المياه، ووفقاً لبيانات صندوق النقد الدولى فإن الناتج المحلى الإجمالى لدول المجموعة يمثل 28.3% من الاقتصاد العالمى فى العام 2023، وذلك بعد موافقة التكتل على توسيع عضويته، وكانت نسبة مساهمة مجموعة «بريكس» فى الاقتصاد العالمى 25.6%، ارتفعت إلى 28.8% بعد انضمام أعضاء جدد، مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويبلغ عدد سكان دول المجموعة، البالغ عددها 10 دول، بعد انضمام الأعضاء الجدد، نحو 3.5 مليار نسمة، أى حوالى 45% من سكان العالم، وتبلغ قيمة اقتصاداتها مجتمعة أكثر من 28.5 تريليون دولار، أى حوالى 28% من الاقتصاد العالمى، كما تنتج دول «بريكس» نحو 44% من النفط الخام فى العالم.
الباحث المتخصص فى الشأن الأمريكى عمرو عبدالعاطى كتب فى مقال له بعنوان «ملامح دور مجموعة البريكس فى الاقتصاد العالمى ومستقبله»، المنشور من قبَل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لرئاسة مجلس الوزراء، أن مجموعة «بريكس» تُعد من أهم التجمعات الاقتصادية العالمية، وخلال العقد الأخير أصبحت المجموعة تلعب دوراً منافساً للمؤسسات الاقتصادية الدولية التى يقوم عليها النظام العالمى حالياً، وهو النظام الذى أنشأته الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وقد أصبحت المجموعة تشكل قوة اقتصادية متنامية ومحركة للنمو العالمى والتجارة والاستثمار، ولذلك تحظى بمكانة مهمة فى الاقتصاد العالمى، وتسعى العديد من دول الجنوب العالمى للانضمام إلى عضويتها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بريكس 2024 التنمية الاقتصاد العالمى
إقرأ أيضاً:
«موانئ أبوظبي» تستكمل إعادة هيكلة أصول «نواتوم»
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «كيزاد» تؤجر 3.9 كيلومتر مربع خلال 9 أشهر «موانئ أبوظبي» تعيد تمويل وتزيد تسهيلات ائتمانية إلى 2.125 مليار دولار
أعلنت مجموعة موانئ أبوظبي إتمام أكبر عملية إعادة هيكلة في تاريخها المؤسسي، وذلك من خلال دمج أصول مجموعة نواتوم التي استحوذت عليها مؤخراً ضمن منظومة أعمالها الحالية.
وتعد مجموعة نواتوم شركة عالمية للخدمات اللوجستية المتكاملة، يقع مقرها في برشلونة، وتنشط في 32 دولة ولديها 16 محطة.
وتهدف عملية دمج «نواتوم» إلى الاستفادة من قيمة علامتها التجارية الدولية، وتعزيز الهيكل المؤسسي لمجموعة موانئ أبوظبي، تماشياً مع استراتيجية المجموعة في التوسع الدولي.
وبموجب الهيكل التجاري الجديد، فقد تم دمج المكتب الرئيسي لشركة نواتوم في إسبانيا ضمن قطاعات الأعمال التجارية الحالية والجديدة لمجموعة موانئ أبوظبي.
ووفقاً لإعادة الهيكلة، فقد تم بشكل كامل دمج قطاع الخدمات البحرية لمجموعة نواتوم في قطاع أعمال جديد ضمن مجموعة سفين، والتي أعيدت تسميتها تحت مسمى «نواتوم البحرية».
كما أصبحت «نواتوم للمحطات» جزءاً من «موانئ نواتوم»، وهي القطاع الذي تم إنشاؤه حديثاً، والذي سيعمل على الاستفادة من السمعة الدولية لـ«نواتوم». وستتولى «موانئ نواتوم» إدارة عمليات الموانئ الدولية الحالية والمستقبلية لمجموعة موانئ أبوظبي.
وكانت «نواتوم اللوجستية» قد تولت بالفعل المهام اليومية لأعمال القطاع اللوجستي التابع لمجموعة موانئ أبوظبي، وذلك في يوليو 2023 بعد اكتمال صفقة الاستحواذ على «نواتوم».
وأثمرت إعادة هيكلة «نواتوم» ضمن مجموعة موانئ أبوظبي، والتي أصبح لديها الآن 33 محطة، وتنتشر أعمالها في أكثر من 50 دولة، عن تعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق التآزر بين قطاعات الأعمال، بما يدعم استراتيجية النمو الدولية للمجموعة. كما أسهمت جهود البيع المتبادل وتطوير المنتجات والحلول الجديدة، ودخول مناطق جغرافية جديدة، في ترسيخ مكانة مجموعة موانئ أبوظبي شركة عالمية في تقديم الحلول البحرية واللوجستية، وممكّناً رائداً للتجارة العالمية.
جدير بالذكر أن مجموعة موانئ أبوظبي قد نجحت في مضاعفة إيراداتها ثلاث مرات تقريباً منذ عام 2021، مدفوعة بالنمو العضوي وصفقات الاستحواذ على شركات كبرى مثل «نواتوم»، التي استحوذت عليها مقابل 2.65 مليار درهم (720 مليون دولار) في عام 2023، وشركة جلوبال فيدر شيبينغ (جي إف إس)، وهي شركة عالمية لشحن الحاويات ومقرها في دبي، مقابل 1.9 مليار درهم (510 مليون دولار)، إضافة إلى شركات أخرى.
وتوازياً مع صفقات الاستحواذ على «نواتوم» و«جي إف إس»، فقد أسهمت استثمارات المجموعة الرامية إلى رفد قطاعات النقل البحري والشحن والخدمات اللوجستية والموانئ في كل من مصر وآسيا الوسطى وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، في ترسيخ مكانة المجموعة، وتوسيع رقعة انتشارها عالمياً.
وبفضل هذه الجهود الدؤوبة، دخلت المجموعة هذا العام ولأول مرة ضمن قائمة أكبر 20 مشغلاً لموانئ الحاويات في العالم، في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة دروري الدولية. وفي تصنيف منفصل يعتمد معايير مختلفة، حلّت المجموعة في المرتبة الأربعين ضمن قائمة «لويدز» لأفضل 100 شركة عالمية.
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: يمثل نجاحنا في إتمام عملية تكامل أصول «نواتوم» إنجازاً بارزاً في مسيرة تطور مجموعة موانئ أبوظبي، والذي يأتي تحقيقاً لرؤية قيادتنا الرشيدة، لنصبح مزوداً عالمياً رائداً للتجارة والنقل والخدمات اللوجستية، ولا شك في أن العلامة التجارية الدولية لـ«نواتوم»، وشبكاتها العالمية وعلاقاتها مع المتعاملين، وأصولها، هي إضافة ذات قيمة عالية وسيكون لها أثر كبير في تعزيز وتوسيع آفاق تطلعاتنا الاقتصادية، ووضع مجموعة موانئ أبوظبي في مكانة أفضل لنواصل استكمال رحلتنا للنمو.
وتابع: تمثلت إحدى الأولويات الرئيسية لإعادة الهيكلة في تعزيز قيمة المساهمين، وذلك من خلال تحقيق أقصى قدر من التعاون واستغلال الفرص لتحقيق التآزر بين قطاعات أعمال المجموعة، كما أن الدمج المعزز للقيمة بين «نواتوم» ومجموعة موانئ أبوظبي، والذي تم تحقيقه عبر دمج المنتجات الجديدة والبيع المتبادل والتآزر عبر المناطق الجغرافية وقطاعات الأعمال، من شأنه أن يدعم جهود المجموعة في تعظيم إيراداتها وأرباحها.
وأضاف الشامسي: نحن اليوم على أعتاب المرحلة التالية من تنفيذ استراتيجية مجموعة موانئ أبوظبي، وجني ثمار خططنا الطموحة للنمو، ومع الاستفادة الكاملة من الإضافات الجديدة لمجموعتنا، سنتمكن من إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لأنشطة الدمج والاستحواذ من خلال تعزيز التآزر الذي سيزيد من قدرتنا التنافسية، وسيضمن استمرارية ريادتنا في الأسواق العالمية الحالية والجديدة.