لجريدة عمان:
2025-05-02@07:42:03 GMT

غزة تئن وتستغيث .. والمساعدات لا تصل

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

غزة تئن وتستغيث .. والمساعدات لا تصل

القدس"أ ف ب":تجمع المنظمات الإنسانية على أن كمية المساعدات التي تدخل الى قطاع غزة لا تزال قليلة جدا، على الرغم من إعلان إسرائيل المزعوم عن خطوات لتعزيز وصول المساعدات.

وأكد عمال إغاثة وخبراء وجود عقبات عدة تحول دون وصول المساعدات التي يحتاج سكان شمال القطاع خصوصا إليها بشدة. ولا تقتصر المشكلة على الحجم الفعلي للمساعدات المسموح بدخولها فقط بل أيضا إلى عدم قدرة منظمات الإغاثة الدولية على توزيعها على الناس وسط القصف الشديد والمتواصل وقطع الطرق.

- كيف تدخل المساعدات إلى غزة؟

تدخل أغلب الشاحنات التي تحمل إمدادات عبر معبر كرم أبو سالم على الحدود بين إسرائيل وجنوب قطاع غزة.وتخضع تلك الشاحنات لتفتيش دقيق من الجيش الإسرائيلي، وهو ما ترى فيه المنظمات الإنسانية سببا رئيسيا لبطء تسليم المساعدات.

أما إسرائيل التي تفرض حصارا مطبقا على قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، فتلقي باللوم على عجز منظمات الإغاثة في التعامل مع المساعدات وتوزيعها.

بعد دخول المساعدات إلى غزة، تخضع عمليات التسليم لتنسيق مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تشرف على الشؤون المدنية سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة. وتبلّغ منظمات الإغاثة العاملة في غزة باستمرار عن صعوبات في التواصل مع كوغات.

وما يزيد من تعقيد توزيع المساعدات، نقص الوقود اللازم لتشغيل الشاحنات والطرق المدمّرة جراء الحرب، بالإضافة إلى عمليات نهب والقتال في المناطق المكتظة بالسكان والنزوح المتواصل.

وصرّح مسؤولون عاملون في المجال الإنساني شرط عدم الكشف عن هوياتهم أن ما يقرب من نصف المساعدات التي تدخل قطاع غزة يتمّ نهبها.

واختارت بعض الدول الأجنبية إسقاط المساعدات جوا. وبحسب "كوغات"، تمّ السبت إنزال 81 حزمة بالمظلات على القطاع الساحلي.

لكن لا يمكن لهذه المحاولات أن تلبي الاحتياجات المتزايدة لسكان غزة بعد أكثر من عام على الحرب.

وأصدر الجيش الإسرائيلي وكوغات الأسبوع الماضي بيانا مشتركا زاعمة انها "لا تزال ملتزمة بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية"، وأنها ستتخّذ خطوات لزيادتها.

وجاء ذلك في وقت حذّرت الولايات المتحدة، وهي أكبر مزوّد أسلحة لإسرائيل، من أنها قد تعلّق بعض مساعداتها العسكرية إذا لم تعمل إسرائيل على تحسين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وركّز البيان الإسرائيلي على عمليات نقل المرضى بين المستشفيات في قطاع غزة وتسليم 68650 لترا من الوقود إلى المرافق الطبية التي تسببت الحرب بإخراج العديد منها عن الخدمة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن 30 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تمكّنت مؤخرا من جلب الدقيق مباشرة إلى شمال القطاع وليس عبر معبر كرم أبو سالم.

وبحسب تانيا هاري، رئيسة منظمة "جيشاه" (مسلك) الإسرائيلية لحقوق الإنسان والتي تراقب مسألة إيصال الإمدادات الى غزة، "تعرّضت إسرائيل لضغوط للسماح بدخول المزيد من المساعدات وخصوصا إلى الشمال"، معتبرة أن وقف إطلاق النار هو فقط الذي سيمكّن من توسيع العمليات الإنسانية وفق النطاق المطلوب.

وأضافت "في غياب ذلك، فإن العمل الحقيقي والتعاون من جانب السلطات الإسرائيلية يمكن أن يضمن حركة آمنة وحرة للمساعدة"، مشيرة الى أنها لم ترَ أي "إرادة حقيقية" من جانب السلطات الإسرائيلية طوال الحرب في هذا الإطار.

بالنسبة للمتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما، لم يحدث "أي تغيير كبير".

وقالت توما لفرانس برس "ما وصل قليل للغاية ولا يكفي حتى الآن لمواجهة الاحتياجات".

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سارة ديفيز إنه حتى لو تمّ تعزيز عمليات تسليم المساعدات، فإن القتال يجعل من "الصعب للغاية توزيعها بشكل فعّال على كل من يحتاج إليها".

وبحسب الأمم المتحدة، دخلت في أكتوبر 396 شاحنة إلى غزة حتى الآن، وهو عدد أقل بكثير من الأشهر السابقة.

وقال عامل إنساني تتمتع المنظمة التي ينتمي إليها بحضور كبير على الأرض، إن إسرائيل تحظّر دخول بعض المواد الحيوية.وأضاف "نواجه صعوبة كبيرة في جلب أجهزة الأكسجين والمولدات ومعدات إعادة الإعمار لأن السلطات الإسرائيلية تعتبرها مواد ذات أغراض مزدوجة لها استخدامات عسكرية وطبية".

وتابع "نفدت مادة الباراسيتامول (مسكن آلام) من بعض العيادات.. لقد كان شهر أكتوبر كارثيا".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع غزة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة

القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.

سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.

فحماوي: لمسنا نياتٍ مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين (الجزيرة) شروط صادمة

منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.

"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".

يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".

إعلان

"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".

وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".

وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".

جبارين: حق العودة ليس مناسبة بل حياة كاملة نعيشها يوميا (الجزيرة) ذاكرة لا تموت

قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".

وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.

ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"

إعلان

"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.

حضور الأطفال كان بارزا في مسيرة العودة التقليدية التي تنظم سنويا عشية ذكرى النكبة (الجزيرة)

 

ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".

ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".

لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.

ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".

ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".

مقالات مشابهة

  • متحدثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إسرائيل تغلق المعابر في غزة منذ شهرين
  • عاجل | وفد قطر أمام محكمة العدل: إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية سلاحا ضد المدنيين
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصدر أمني: الجيش الإسرائيلي قتل عنصرًا من حزب الله جنوبي لبنان
  • ياسمين موسى: الاحتلال يواصل عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني
  • الأردن يطالب مجلس الأمن إلزام “إسرائيل” بإدخال المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تدعو لمنع “الكارثة الإنسانية” في قطاع غزة
  • مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • الجزائر: "إسرائيل" ملزمة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • أمجد الشوا: إسرائيل تستغل العجز الدولي في تضييق الخناق على سكان قطاع غزة