جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-01@19:49:07 GMT

دعونا نحتضن طبيعتنا الحيوانية

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

دعونا نحتضن طبيعتنا الحيوانية

 

محمد بن أنور البلوشي

بالتوسع في النقاش الذي بدأه هذا المقال، من الضروري توضيح مواضيعه بشكل أكثر شمولًا. أولًا، يجب توضيح أن نطاق هذا النقاش لا يشمل العمل السينمائي الهندي الأخير "أنيمال" الذي قام ببطولته رانبير كابور، ولا يتناول العالم الأدبي لرائعة جورج أورويل "مزرعة الحيوان" التي كتبت في إنجلترا في عام 1945 المليء بالأحداث.

تعتبر رواية "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل سردًا رمزيًا يعكس الأحداث التاريخية التي أدت إلى الثورة الروسية عام 1917 وظهور النظام "الستاليني" (الزعيم السوفييتي نسبة إلى جوزيف ستالين) في الاتحاد السوفيتي. في صفحات هذا العمل العميق يكمن تعليق مهم حول مخاطر الأنظمة الاستبدادية وتآكل المبادئ الديمقراطية.

عند التأمل في تداعيات الحرب والعنف، التي يجسدها القول المأثور الحزين "الإنسان يقتل الإنسان"، نجد أنفسنا مجبرين على مواجهة جوهر الإنسانية ذاته. ما الذي يميز نوعنا عن بقية المملكة الحيوانية؟ هل فعل قتل الآخر هو بالفعل مؤشر على إنسانيتنا؟

في الواقع، نوعنا مليء بالعديد من الإخفاقات الأخلاقية - الخداع، الازدواجية، والخيانة تملأ علاقاتنا الشخصية. وعلى الرغم من هذه العيوب المتأصلة، لا يزال الكثيرون ينسبون إلى أنفسهم ألقابًا سامية مثل "بطل" و"رجل عظيم"، مبرزين تصوراتهم الذاتية في مواجهة الحقائق القاسية لأفعالهم.

من المثير للاهتمام، أن مملكة الحيوان، ببساطتها، تبدو خالية من هذه المناورات. القرود، الأسود، الماعز، الكلاب، القطط، والثعابين تعمل ضمن عالم لا تمسه تعقيدات الخداع والمناورات السياسية.

ومع ذلك، فإن الادعاء بتفوق الإنسان على الحيوانات بناءً فقط على قدراتنا العقلية أو عاداتنا الغذائية هو اقتراح مثير للجدل. إذا كان هناك شيء ما، فإن ميلنا إلى السلوك المدمر للذات - الذي يشبه مجازيًا "أكل أنفسنا" - يثير التساؤل حول سيطرتنا المزعومة.

التاريخ مليء بأمثلة عن حماقة الإنسان والمجازر، من خنادق الحرب العالمية الأولى إلى دمار الحرب العالمية الثانية، والصراعات الطويلة الأمد في مناطق مثل العراق وسوريا، والتوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا. حجم المعاناة الإنسانية لا يقاس، حيث لقي الملايين حتفهم بسبب الإبادة الجماعية والحرب والمضي قدمًا بلا هوادة في الأيديولوجيات.

حاليًا.. تعد مأساة غزة تذكيرًا مؤلمًا بهشاشة الحياة البشرية. حصيلة الشهداء المروعة، التي تجاوزت 42 ألف شخص، تسلط الضوء على الواقع المؤلم للمناطق التي مزقتها الصراعات.

وبالغوص في أصول الإنسانية وعلاقتنا مع مملكة الحيوان، نواجه أسئلة قديمة حيرت الفلاسفة واللاهوتيين على حد سواء. ما الذي يميزنا عن نظرائنا من الحيوانات؟ كيف نقيس تفوقنا، وما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من العالم الطبيعي؟

رائعة "أولاف ستابلدون" الخيالية "الرجال الأوائل والأخيرون"، تقدم سردًا مثيرًا للتفكير حول مسار الحضارة الإنسانية. من خلال أعين أحد أحفاد البشرية البعيدين، نحن مجبرون على التأمل في تطور نوعنا وتداعيات أفعالنا.

لا يمكن إنكار أن براعة الإنسان قد دفعتنا إلى ارتفاعات غير مسبوقة من التقدم التكنولوجي والتقدم الاجتماعي. من المعجزات البنية التحتية مثل الطرق والجسور وناطحات السحاب إلى الابتكارات الرائدة في الذكاء الاصطناعي والطب، إن إنجازاتنا هي شهادة على قدرتنا على الابتكار.

ومع ذلك، إلى جانب هذه الانتصارات، يجب علينا الاعتراف بالجوانب المظلمة من الطبيعة البشرية - استغلال الموارد، استمرار العنف، والسعي المستمر وراء السلطة. كيف إذن يمكننا التوفيق بين هذه الجوانب المتباينة لهويتنا؟

في الختام.. يظل لغز تعريف الإنسانية غامضًا كما كان دائمًا. إذا لم نتمكن من التعبير عما يعنيه حقًا أن تكون إنسانًا، فربما يكون من الأفضل لنا أن نحتذي براءة وبساطة نظرائنا من الحيوانات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صور.. تشييع جثمان ضحية الأسد بحديقة الحيوان بالفيوم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شيع العشرات من أهالى محافظة الفيوم، جثمان الخمسيني"سعيد جابر علي الدش " ٤٧عاما"، بعد إداء صلاة الجنازة عليه قبل فجر اليوم، من مسجد المنتزة بحى لطف الله، لدفنها فى مقابر أسرته بحى البارودية، بوسط مدينة الفيوم، والذى يعمل عامل بحديقة الحيوان بالفيوم، والذى لقى مصرع بعدما التهم أسد حديقة الحيوان، وتم نقل العامل إلى مستشفى الفيوم العام لكن محاولة إنقاذه بائت بالفشل.

شارك فى تشييع الجنازة عائلته وأصدقائة والاالف من أبناء المحافظة، اللذين حرصوا على مواساة أهل المتوفى الذى سيطرت عليهم حالة من الحزن الذى  .

وبدأت الواقعة بتلقى أجهزة الأمن بمديرية أمن الفيوم، بلاغ من شرطة النجدة يفيد بورود أشارة من غرفة عمليات شرطة النجدة بتعرض حارس بحديقة الحيوان لهجوم أسد غلق الأبواب عليه.

وعلى الفورانتقلت قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث وتبين مصرع عامل بحديقة الحيوان ويدعى "سعيد جابر علي ٤٧ سنة" من حى دار الرماد فى مدينة الفيوم والذي ألتهم الأسد أحد ساقية وأصابة فى الرأس داخل القفص أثناء تقديمه للطعام ومحاولة غلق الباب"علقت" ملابسه فى الحديد التى يغلق بها البيت الخاص بالأسد فألتهم الأسد ساقه ثم قام بعقره من الرأس والرقبه والوجه ووصل مستشفى الفيوم العام جثة هامدة متأثرًا بإصابته.

مقالات مشابهة

  • أسد يلتهم حارسه بحديقة الحيوان بالفيوم
  • أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان في مصر
  • صور.. تشييع جثمان ضحية الأسد بحديقة الحيوان بالفيوم
  • مات بين أنياب أسد الفيوم.. ماذا حدث لعم سعيد داخل حديقة الحيوان؟
  • أول تعليق من الزراعة على التهام أسد لحارس بحديقة الحيوان بالفيوم
  • بوستات عن بداية شهر جديد
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في شرق الكونغو
  • أسد يقتل حارسه في حديقة الحيوان بالفيوم
  • التحول الرقمي في القطاع الزراعي.. ثورة جديدة لدعم الثروة الحيوانية
  • الزراعة: تصدر 1162 ترخيصاً لأنشطة ومشروعات الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية