صدام بين نازحين وقوات الأمن..التوتر يهدد بيروت
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
سعت قوات الأمن اللبنانية الإثنين، إخلاء مبنى في منطقة الحمرا في غرب بيروت، نزحت إليه عائلات هربت من الضاحية الجنوبية، ما تسبب في تدافع وغضب بعد رفض النازحين مغادرته، وقطعهم طريقاً رئيسية.
وجاءت محاولة الإخلاء بعد دعوى من مالكيه، بعد تأكيد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي اتخاذ الأجهزة المعنية "تدابير استثنائية" لضمان الأمن في كل المناطق و"إزالة التعديات عن الأملاك العامة والخاصة في بيروت".
وقالت أمل التي نزحت مع والديها من بيروت الجنوبية هرباً من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على المنطقة بعد إخراجهم من المبنى: "اقتحموا المبنى فجأة كما لو أن إسرائيل تهجم على أعدائها، لا كأننا لبنانيين نتعامل مع بعضنا البعض".
وأضافت أمام المبنى فيما يتدافع شبان نازحون مع قوات الأمن والجيش "أرادوا إخراجنا بالقوة ومن وجدوا باب شقته مقفلاً خلعوه".
وحاول الأمن، بناء على قرار قضائي، إخلاء المبنى في شارع الحمرا الرئيسي بالقوة، وسط انتشار كثيف للجيش، مع صدامات وتدافع مع قاطني المبنى الذين رفض عدد منهم الخروج، وقطعوا الطريق الرئيسي، ودفعوا حاويات النفايات إلى وسط الشارع احتجاجاً على وقع هتافات غاضبة.
وبعد أخذ ورد، قالت قوات الأمن الداخلي في بيان: "بعد تجمهر عدد كبير من المعترضين، اتصل النائب العام التمييزيّ، وأشار بإعطائهم مهلة 48 ساعة إضافيّة لإخلائه". وبناء على الاتصال، غادر الأمن المكان.
وقال رئيس بلدية بيروت عبدالله درويش، إن المبنى "أملاك خاصة، وقدم مالكوه دعوى عند النائب العام التمييزي لإخلائه".
منذ بداية تدفق عشرات الآلاف من سكان الضاحية الجنوبية إلى بيروت ومناطق مجاورة، اقتحم بعضهم أبنية فارغة أو مهجورة بحثاً عن مكان للنوم، ما أعاد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي شهدها لبنان 1975-1990، وانتشرت خلالها على نطاق واسع عادة مصادرة المنازل الخالية من أصحابها.
ومع فرار أكثر من مليون شخص من منازلهم في لبنان، أكد وزير الداخلية إثر اجتماع مع أمنيين وإداريين لبحث الوضع الأمني أن قيادة الدرك، وشرطة بيروت تعملان على "معالجة المشاكل الناتجة عن النزوح ومنع الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة".
وفي بلد لطالما عانى المشاحنات والانقسامات الطائفية والسياسية، أثار تدفق النازحين إلى بيروت ومناطق أخرى، حساسيات وارتياباً وتوتراً في بعض المناطق، خاصةً بعد استهداف شقق يقطنها نازحون في مناطق غير محسوبة على حزب الله.
لم تخف لارا، 18 عاماً، غضبها من محاولة إجلائها وعائلتها بالقوة من المبنى الإثنين. وقالت بانفعال: "بقينا داخل المبنى باعتبار أنهم، لن يدخلوا لوجود نساء، وكنا نعتزم المغادرة بعد انتهاء الأزمة". وتابعت "فجأة دخلوا وبادروا إلى الضرب، وبدأت النساء تصرخ".
على مقربة منها، قاطعتها سيدة بالقول: "إما نذهب إلى المقبرة، أو نعود إلى منازلنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله بيروت
إقرأ أيضاً:
سلاح الجو الإسرائيلي يدمر مستودع أسلحة لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارة جوية دقيقة استهدفت مستودعًا للأسلحة تابعًا لحزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والتي تُعد معقلًا رئيسيًا للحزب.
وأفادت الهيئة بأن العملية جاءت في إطار حملة مستمرة تهدف إلى تقويض قدرات حزب الله العسكرية ومنع تهريب أو تخزين الأسلحة النوعية التي تشكل تهديدًا لإسرائيل، دون أن تقدم تفاصيل إضافية عن طبيعة الأسلحة التي تم استهدافها أو حجم الدمار الناتج عن الضربة.
الدفاع السورية : حزب الله يطلق قذائف مدفعية باتجاه قوات الجيش
أول تعليق من حزب الله على اغتيال حسين عطوي القيادي بالجماعة
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن الغارة نُفذت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى أن المستودع كان يحتوي على منظومات صاروخية متطورة وأسلحة نوعية، ما اعتبرته إسرائيل تجاوزًا "للخطوط الحمراء" التي وضعتها أمام تعزيز ترسانة حزب الله.
من جانبه، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من حزب الله أو السلطات اللبنانية بشأن الهجوم، فيما أفادت مصادر محلية بسماع دوي انفجارات قوية أعقبت الغارة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان المحليين.
وتأتي هذه العملية في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية أوسع، خاصة في ظل الغليان الإقليمي القائم على أكثر من جبهة. وكانت إسرائيل قد أكدت مرارًا أنها لن تسمح لحزب الله بامتلاك أسلحة تغير قواعد الاشتباك في المنطقة.
يُذكر أن الضاحية الجنوبية لبيروت تعرضت في السابق لسلسلة ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع قالت تل أبيب إنها مرتبطة بتطوير قدرات حزب الله العسكرية، وهو ما يشكل مصدر قلق دائم للقيادة العسكرية الإسرائيلية.
وتراقب الأوساط الدولية بقلق بالغ هذا التصعيد الجديد، وسط دعوات لضبط النفس منعا لانفجار الأوضاع على نحو قد يهدد استقرار لبنان والمنطقة بأسرها.