جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-10@06:29:11 GMT

لم يجد للمنية عذرًا ليحيا

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

لم يجد للمنية عذرًا ليحيا

 

 

محمد النهاري

 

سطَّر المجاهد المقاوم يحيى السنوار أروع المثل وأزهى أشكال البطولة والإقدام والإباء لحظة استشهاده التي وثقها العدو سفاهة منه وقلة بصيرة، أظهر القائد مقبلاً بسلاحه هصورا فردا صائحا للمنايا هآنذا في معركة كان سيدها ومُلهمها خاضها سجيناً شاباً بين شوك السجان ومات بهياً شامخاً زاهياً متبخترا بسبحته وأذكاره.

مشهد عظيم تجلت فيه روح البائع لدمه المنادي للموت لتحيا أمته وشعبه بلا خوار ولا اختناس، جسد ما يقوله واقعاً وعملاً حيث قاتل قتالاً ضارياً وأثخن في عدوه منذ عامٍ ونيفٍ وأرغم العالم على إعادة النظر في استحقارهم الماسخ لقضية الأمة المركزية العادلة، وهز الحسابات السياسية الرخيصة التي أرداها الطوفان وأسقطها سقوطاً لا ارتفاع بعده.

لقد شكَّل المشهد الأخير حالة خالدة راسخة من التأملات العميقة في مدلولاته وعقيدة كريمة في بطله، فالقائد وجنده انعكاسٌ لبعض فما شهدنا على أبطال المقاومة إلا شجاعة وبسالة لم نشهد لها نظيرا، تواترت البصائر للناس من الجندي على الدبابة وتحتها والقناص المبتورة رجله والقائد الأبي في مشهد الجسارة الأخير حيث فقد يده مقاتلاً فأبى إلا أن يقاتل بالأخرى ويتجاوز الآلام في لحظاته الدنيوية الأخيرة وكأنه يأبى أن يترك للمنية عذرا منه فأقبل بنفسه طالباً لها فيرمي الطائرة المسيرة بخشبة أراد بها أن يقول هذا ما استطعت يا أمتي قاتلتهم بالصواريخ والسلاح والقنابل وبالخشبة فلا عذر من بعدي.

أغمد السنوار سيفه عن معركة وأحيا روحاً مشتعلة سرمدية في معركة الحق والباطل وفاحت رائحة القرنفل الزاهية من عطر الطوفان بميلاد شهيد سيحيا طويلاً في شعبه وأمته وأجيالا أرضع فيهم ترياق النصر ولن يفطموا منه ألا بإحدى الحسنيين نصر أو استشهاد، يا أهل غزة جعتم ونحن الجوعى، شردتم ونحن المشردين، قتلتم ونحن القتلى، عطشتم ونحن العطاش إلا إنكم ترونا ولا نراكم كحياة الشهداء عند ربهم أحياء يرزقون ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم، منطق السُّمو والمعنى والحكمة والبصيرة الذي لا يعقله إلا ذو فطرة نقية سليمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لغز بلا أدلة.. مقتل شيخ المخرجين نيازى مصطفى فى مشهد غامض

بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التي وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أي دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفي لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة في الغموض رغم مرور العقود؟
في هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التي هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!

الحلقة السابعة

كان اسمه علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية، مخرجًا من طراز فريد، اشتهر بأعماله التي لا تزال محفورة في ذاكرة الأجيال. لكنه لم يتخيل يومًا أن حياته ستنتهي كما لو كانت مشهدًا سينمائيًا غامضًا في أحد أفلامه، مشهد لم يكتمل، وبقيت أسراره حبيسة الظلام.

ولد نيازي مصطفى في 11 نوفمبر 1910 بمحافظة أسيوط، لأب سوداني وأم تركية. عشق السينما منذ صغره، ودرس فنونها حتى أصبح من رواد الإخراج في مصر، مقدمًا أعمالًا خالدة مثل "رُد قلبي" و"سُلطان" و"عنتر بن شداد".

تزوج مرتين، الأولى من الممثلة كوكا، التي اشتهرت بأدوار البدوية، لكنها لم تستطع الإنجاب، فتزوج لاحقًا من الراقصة نعمت مختار.

في صباح يوم 19 أكتوبر 1986، كان نيازي مصطفى يستعد لتصوير المشهد الأخير من فيلمه "القرادتي"، لكنه لم يصل إلى موقع التصوير.

كانت الشقة هادئة على غير العادة، وحين دخل طباخه وجد المشهد الأكثر رعبًا: نيازي مصطفى جثة هامدة في غرفة نومه، مكبل اليدين من الخلف بكرافتة، وكمم فمه بقطعة قماش، بينما شرايين يده مقطوعة بشفرة حادة، في تنفيذ احترافي يشبه سيناريو أفلام الجريمة.

بدأت التحقيقات، وتوسعت دائرة البحث بين خلافاته العائلية والفنية وحتى السياسية، لكن كل الخيوط انتهت إلى طريق مسدود.
لم يُعثر على بصمات، ولم تكن هناك أي علامات اقتحام.

جريمة مدبرة بإتقان، لكنها ظلت بلا دليل قاطع، ومع مرور الأيام، أغلقت القضية دون تحديد الجاني، لتُضاف جريمة جديدة إلى قائمة "ضد مجهول".

39 عامًا مرت، وبقيت الجريمة لغزًا معقدًا لم يُحل، وسرًا دفن مع شيخ المخرجين، كأنما كان هو نفسه بطلًا لآخر أفلامه، لكن هذه المرة.. بلا نهاية.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • كواليس مشهد عرس الحضارم بمسلسل شارع الأعشى ..فيديو
  • سلوكيات سياح أجانب تثير الإستياء بأكادير
  • محافظ الغربية: شهداؤنا أبطال ضحّوا بدمائهم ليحيا الوطن
  • فيدان يحذر طهران.. معركة تركيا وإيران في سوريا
  • إسلام فوزي يسخر من مشهد ضرب والد فهد البطل
  • ترامب واكبر معركة استخبارات لمواجهة العالم 
  • اليوم العالمي للمرأة 8 مارس❤️ كل عام ونحن بنقلع روحنا من تنميط العالم
  • قيادي بحماس: لولا طوفان الأقصى لأصبحت فلسطين مثل الأندلس
  • لغز بلا أدلة.. مقتل شيخ المخرجين نيازى مصطفى فى مشهد غامض
  • تقرير عبري: الشاباك طرح مخطط “اغتيال السنوار” أكثر من 6 مرات