لم يجد للمنية عذرًا ليحيا
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
محمد النهاري
سطَّر المجاهد المقاوم يحيى السنوار أروع المثل وأزهى أشكال البطولة والإقدام والإباء لحظة استشهاده التي وثقها العدو سفاهة منه وقلة بصيرة، أظهر القائد مقبلاً بسلاحه هصورا فردا صائحا للمنايا هآنذا في معركة كان سيدها ومُلهمها خاضها سجيناً شاباً بين شوك السجان ومات بهياً شامخاً زاهياً متبخترا بسبحته وأذكاره.
مشهد عظيم تجلت فيه روح البائع لدمه المنادي للموت لتحيا أمته وشعبه بلا خوار ولا اختناس، جسد ما يقوله واقعاً وعملاً حيث قاتل قتالاً ضارياً وأثخن في عدوه منذ عامٍ ونيفٍ وأرغم العالم على إعادة النظر في استحقارهم الماسخ لقضية الأمة المركزية العادلة، وهز الحسابات السياسية الرخيصة التي أرداها الطوفان وأسقطها سقوطاً لا ارتفاع بعده.
لقد شكَّل المشهد الأخير حالة خالدة راسخة من التأملات العميقة في مدلولاته وعقيدة كريمة في بطله، فالقائد وجنده انعكاسٌ لبعض فما شهدنا على أبطال المقاومة إلا شجاعة وبسالة لم نشهد لها نظيرا، تواترت البصائر للناس من الجندي على الدبابة وتحتها والقناص المبتورة رجله والقائد الأبي في مشهد الجسارة الأخير حيث فقد يده مقاتلاً فأبى إلا أن يقاتل بالأخرى ويتجاوز الآلام في لحظاته الدنيوية الأخيرة وكأنه يأبى أن يترك للمنية عذرا منه فأقبل بنفسه طالباً لها فيرمي الطائرة المسيرة بخشبة أراد بها أن يقول هذا ما استطعت يا أمتي قاتلتهم بالصواريخ والسلاح والقنابل وبالخشبة فلا عذر من بعدي.
أغمد السنوار سيفه عن معركة وأحيا روحاً مشتعلة سرمدية في معركة الحق والباطل وفاحت رائحة القرنفل الزاهية من عطر الطوفان بميلاد شهيد سيحيا طويلاً في شعبه وأمته وأجيالا أرضع فيهم ترياق النصر ولن يفطموا منه ألا بإحدى الحسنيين نصر أو استشهاد، يا أهل غزة جعتم ونحن الجوعى، شردتم ونحن المشردين، قتلتم ونحن القتلى، عطشتم ونحن العطاش إلا إنكم ترونا ولا نراكم كحياة الشهداء عند ربهم أحياء يرزقون ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم، منطق السُّمو والمعنى والحكمة والبصيرة الذي لا يعقله إلا ذو فطرة نقية سليمة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
معركة قضائية جديدة.. ميتا تواجه اتهامات باحتكار غير قانوني
تدخل شركة ميتا المالكة لفيسبوك هذا الأسبوع في مواجهة قضائية من العيار الثقيل أمام المحكمة في واشنطن، وسط اتهامات من السلطات الأمريكية ببناء احتكار غير قانوني في سوق وسائل التواصل الاجتماعي.
الدعوى، التي رفعتها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC)، تستهدف استراتيجية ميتا في الاستحواذ على منافسين محتملين – وتحديدًا شبكتي إنستجرام وواتساب – في محاولة لتعزيز هيمنتها ومنع ظهور منافسين حقيقيين في هذا السوق شديد التنافس.
ميتا تعمدت قتل المنافسة عبر الاستحواذوتعود جذور القضية إلى عام 2020 في نهاية فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث تسعى الـFTC حاليًا إلى إجبار ميتا على التخلي عن بعض أصولها الرئيسية، وعلى رأسها إنستغرام وواتساب.
وبحسب اللجنة، فإن "ميتا" لم تكن تسعى فقط إلى توسيع أعمالها، بل إلى تحييد أي منافس محتمل قبل أن يشكل تهديدًا حقيقيًا لفيسبوك، وهو ما يمثل انتهاكًا صريحًا لقوانين المنافسة.
على الجهة المقابلة، تؤكد "ميتا" أن تلك الاستحواذات كانت في مصلحة المستهلكين، مشيرة إلى أن السوق شهد تطورات كبيرة منذ تلك العمليات، مع بروز منافسين أقوياء مثل TikTok وYouTube وأدوات المراسلة من Apple.
وفي هذا السياق، وصفت المديرة القانونية لشركة ميتا الدعوى بأنها "معيبة وتأتي بنتائج عكسية"، مضيفة أن هذه الخطوة قد تثني المستثمرين عن دعم شركات التكنولوجيا الأمريكية، في وقت تحاول فيه الحكومة – بشكل متناقض – حماية تطبيق تيك توك الصيني من حظر تم طرحه في عهد الإدارة السابقة.
مستقبل إنستجرام وواتساب على المحكتكمن خطورة القضية في أن إنستجرام يحقق أكثر من نصف عائدات ميتا الإعلانية في الولايات المتحدة، بل وتؤكد تقارير الصناعة أنه يحقق أعلى عائد لكل مستخدم مقارنة بأي منصة أخرى.
أما واتساب، فرغم أنه لا يمثل مصدر دخل ضخم حتى الآن، إلا أنه التطبيق الأكبر من حيث عدد المستخدمين اليوميين في منظومة ميتا، ويُنظر إليه باعتباره محرك النمو القادم، خصوصًا مع الاتجاه نحو أدوات المراسلة المدفوعة.
زوكربيرغ سيدلي بشهادتهمن المنتظر أن يدلي مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لميتا، بشهادته خلال المحاكمة، حيث سيتم استجوابه بشأن المحادثات الداخلية حول استحواذ الشركة على إنستغرام، وما إذا كان الهدف فعلاً هو "تحييد" المنافسة، إلى جانب تقييم مستقبل واتساب في ذلك الوقت.
ومن جانبها، تعتزم لجنة التجارة الفيدرالية الطعن في فكرة وجود منافسين حقيقيين لفيسبوك وإنستجرام، مؤكدة أن منصات مثل Snapchat وMeWe لا توفر بديلاً فعليًا من حيث التأثير أو عدد المستخدمين.
هل تكون بداية تفكيك ميتا؟في حال كسبت لجنة التجارة الفيدرالية هذه المعركة، فقد نشهد تحركات قضائية لاحقة تهدف إلى تفكيك ميتا، من أجل إعادة التوازن والمنافسة العادلة إلى سوق وسائل التواصل الاجتماعي.