يمانيون:
2024-10-21@22:56:49 GMT

الكيانُ الصهيوني صنيعةُ الأمم المتحدة

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

الكيانُ الصهيوني صنيعةُ الأمم المتحدة

يمانيون/ تقرير/ د. عبدالرحمن المختار ما تُسَمَّى دولةُ “إسرائيل” تُمَثِّلُ النموذَجَ الوَحيدَ والفريدَ بينَ دولِ العالَمِ في العصرِ الحَديثِ التي اختلفت نشأتُها كليًّا عن نشأةِ جميعِ الدول.

في مقالَينِ سابقَينِ أحدهما بعنوان (دولةُ إسرائيل خطيئةُ منظمة الأمم المتحدة) والآخر بعنوان (المنظَّمةُ الدوليةُ حملت سِفاحًا وأنجبت مسخًا سفّاحًا) أوضحت وبشكل مفصل كيفية نشأة كيان الاحتلال الصهيوني، وكيف وظّفت القوى الاستعماريةُ الغربية منظمةَ الأمم المتحدة؛ لإسباغ صفة الدولة على الكيان الوظيفي الصهيوني، الذي خططت هذه القوى لإنشائه، ليمثل قاعدة متقدمة ورأس حربة لها في المنطقة العربية، عقب إقلاعها عن أُسلُـوبها الاستعماري التقليدي القائم على الاحتلال العسكري المباشر، وإخضاع الشعوب بقوة السلاح، وما ترتب على ذلك من أثمان باهظة دفعتها القوى الاستعمارية الغربية، لتتحول هذه القوى بعد تأسيس منظمة الأمم المتحدة سنة 1945م إلى أُسلُـوب استعماري جديد قائم على التواجُد العسكري في المنطقة العربية، وإخضاعِ أنظمتها الحاكمة وشعوبها، بالقوة الناعمة، وبعناوينَ متعددة شرعنتها اتّفاقيات شكلية مع أنظمة الحكم الوظيفية في المنطقة العربية، مع احتفاظ القوى الاستعمارية الغربية بنموذج لأُسلُـوبها الاستعماري التقليدي في هذه المنطقة، تجسد في قاعدتها الاستعمارية المسماة (دولة إسرائيل)، حين استخدمت هذه القوى الكيانَ الدولي (منظمة الأمم المتحدة) الذي أنشأته لمنح مشروعية دولية زائفة لكيانها الوظيفي الصهيوني؛ للتغطية على مشروعها الاستعماري القائم على أُسلُـوبها الجديد، وفي ذات الوقت تمويه أُسلُـوبها الاستعماري القديم الذي جسده الكيان الصهيوني الوظيفي في المنطقة العربية.

وسنتحدث في هذا الموضوع عن تنافس القوى الاستعمارية الغربية على ثروات الشعوب العربية، وبدأت بعض ملامح هذا التنافس تطفو على السطح؛ فبعد أكثر من عام على عملية (طُـوفَان الأقصى) في السابع من أُكتوبر من العام الماضي، وما تلا ذلك من مواقفَ معلَنةٍ للقوى الاستعمارية الغربية مندّدة بعملية (طُـوفَان الأقصى)، ومتوعدة بالانتقام من منفذيها الإرهابيين، حسب وصف من تقاطروا من حكام القوى الاستعمارية الغربية إلى عاصمة كيانها الصهيوني الوظيفي، للتعبير عن مواقفهم، التي كان يمكنهم التعبير عنها من عواصم بلدانهم دون حاجة للحضور إلى عاصمة كيان الاحتلال، لكن حضورهم ارتبط بشدة الألم، الذي تسببت به عملية (طُـوفَان الأقصى) في جسم القوى الاستعمارية الغربية؛ فبادر حكامها بالتقاطر، رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية وممثلين لتكتلاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، الجميع أعلن صراحة العزم على الانتقام، تحت عنوان (دعم حق “إسرائيل” في الدفاع عن النفس)، وهو عنوان زائف، الهدفُ منه تغطيةُ همجيةِ ووحشية وانحطاط القوى الاستعمارية الغربية، ولم يكن هناك من فرق يُذكَر بين مواقف القوى الاستعمارية الغربية في ما يتعلق بالتزامها بأمن “إسرائيل”، وحقها في الدفاع عن النفس والتزام هذه القوى بتزويد كيانها الصهيوني الوظيفي بكافة أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية، التي تكفل تفوقه وانتصاره على الإرهابيين في قطاع غزة، حسب وصف تلك القوى الاستعمارية الإجرامية، التي جسدت وعودها ووعيدها بتلك الصورة المفرطة في الإجرام الوحشية والهمجية، عندما اشتركت في اقتراف جريمة إبادة جماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة استمرت أفعالها وتتابعت على مدى أكثر من عام، وامتدت لنطاق جغرافي أوسعَ من النطاق الجغرافي لقطاع غزة، وهذه القوى مشتركة في الجريمة بصور وأفعال ومستويات متعددة.

الرئيس الفرنسي يفضحُ المخطّط:

ونتيجة لذلك طفت على السطح بعضُ الاختلافات بين القوى الاستعمارية الشريكة في الجريمة الناتجة عن تنافسها على تقاسم المصالح والنفوذ، وقد ظهرت هذه الاختلافات في صورة مواقفَ محدّدة في بريطانيا وفرنسا، وغيرها من عواصم القوى الاستعمارية الغربية، متعلقة بحظر بعض رُخَصِ السلاح إلى الكيان الصهيوني الوظيفي، وآخر هذه المواقف ما ورد على لسان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون مخاطبًا نتن ياهو بأن عليه أن يتذكر أن دولة “إسرائيل” أنشأتها الأمم المتحدة، والرئيس الفرنسي بهذا القول يشير إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (181) لسنة 1947م الذي قسم أرض فلسطين إلى قسمين تقام على كُـلّ قسم منهما دولةٌ لليهود ودولة للفلسطينيين، ويجب على نتن ياهو -وفقًا لتذكير مانويل ماكرون- الالتزامُ بالقرارات الدولية!

والحقيقة أن هذا التنبيه من جانب الرئيس الفرنسي لا يمثل صحوة ضمير، ولا نزعة انتصار للإنسانية المهدَرة لأكثرَ من عام في قطاع غزة، بل إن هذا الموقفَ يعبِّرُ عن انزعَـاجٍ فرنسي؛ بسَببِ اختلال توازن معادلة تقاسم مصالح القوى الاستعمارية الغربية، وميل مؤشرها الأعلى لصالح الإدارة الأمريكية، ومن ثَمَّ فاستدعاء الذاكرة الفرنسية لذلك الحدث المشؤوم المتمثل في إعلان الأمم المتحدة إقامَةَ كيان الاحتلال الوظيفي الصهيوني، ليس القصد منه إلا تنبيه الإدارة الأمريكية إلى أهميّة إعادة ضبط معادلة توزيع المكاسب الناتجة عن الاشتراك في جريمة الإبادة الجماعية من جانب جميع القوى الاستعمارية الغربية؛ فليس من العدالة -وَفْقًا لتنبيه الرئيس ماكرون- أن تستحوذَ الإدارةُ الأمريكية بأعلى معدَّلٍ من نسبة تقاسُم المكاسب والمصالح والنفوذ في المنطقة العربية في حين تكون نسبة غيرها من القوى الشريكة في جريمة الإبادة الجماعية متدنية أَو هامشية، وإن كان نتن ياهو قد تولَّى الردَّ على الرئيس الفرنسي بإنكار إنشاء كيانه من جانب الأمم المتحدة، إلا أن الحقيقةَ أن ذلك الردَّ جاء نيابةً عن الإدارة الأمريكية، ويمثِّلُ تحديًا للرئيس الفرنسي ولجمًا لشهيته المفتوحة للمزيد من المكاسب على حساب جهود الإدارة الأمريكية، ونتن ياهو في رده على الرئيس الفرنسي ينفذ ما كلّفته به الإدارة الأمريكية التي اعتادت على إسناد مهامَّ مماثلةٍ إلى الكيان الصهيوني الوظيفي وغيره من الكيانات الوظيفية العربية.

وقد تحدَّثَ الأمينُ العامُّ لحزب الله سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله –رضوان الله عليه- في حوار لقناة “الميادين” عن مؤامرة دولية تستهدفُه شخصيًّا، وتحدث بشكل صريح عن طلب محمد بن سلمان من الإدارة الأمريكية العمل على تصفيته جسديًّا؛ فكلفت الإدارة الأمريكية بهذه المهمة الكيان الوظيفي الصهيوني الإجرامي، لكن هذه الإدارة حذّرت في ذات الوقت، وكما أوضح القائدُ الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه– من أن تنفيذ مثل هذه العملية يمكن أن تكون لها تداعيات إقليمية خطيرة؛ فالتزم محمد بن سلمان بتغطية كافة التكاليف المترتبة على عملية الاغتيال الإجرامية، وهو ما يعني أن الإدارة الأمريكية اعتادت على تكليف الكيانات الوظيفية في المنطقة دون اعتبار لشركائها الآخرين من القوى الاستعمارية الغربية، التي تغض الطرف أحيانًا عن بعض التجاوزات، لكنها لا تقبل بذلك في حالات أُخرى، وكما هو حال موقف الرئيس الفرنسي اليوم الذي نبَّه الإدارةَ الأمريكية وذكَّرها بالنشأة غير الطبيعية للكيان الوظيفي الصهيوني، وأن هذا الكيان صنيعة القوى الاستعمارية مجتمعةً في ذلك الحين، وهو ما يعني أن هذا التنبيه يتضمن رسالة مهمة وحساسة إلى الإدارة الأمريكية مضمونُها ضرورةُ إعادة ضبط معادلة توزيع المصالح الاستعمارية إلى مستوىً أقربَ للتوازن في ما بينها.

والرئيس الفرنسي عندما أطلق التنبيه للإدارة الأمريكية في هذه المرحلة بالتحديد إنما يرجع ذلك إلى إدراكه أن الإدارة الأمريكية ذاهبة إلى الاستحواذ بثروات المنطقة واستبعاد شركائها من القوى الاستعمارية أَو منحها فُتَاتًا من الوليمة، خُصُوصًا بعد ذلك البيان المشترك الأمريكي الفرنسي الذي تم التوافق عليه في الشهر الفائت لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا على طول الحدود بين لبنان و”إسرائيل”، غير أن الإدارة الأمريكية كانت تسعى من خلال كُـلّ ذلك إلى توفير المزيد من المساحات الزمنية للكيان الصهيوني الوظيفي لتنفيذ المخطّطات الإجرامية لهذه الإدارة، وعلى رأسها اغتيال الأمينِ العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، وإدراكُ ماكرون لمخطّطات الإدارة الأمريكية الاستحواذية دفعه إلى التنبيهِ السابِقِ علنًا؛ إذ لم يسبق لأَيٍّ من القوى الاستعمارية إثارةُ واقعة إنشاء الأمم المتحدة لكيانِ الاحتلال الصهيوني الوظيفي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوى الاستعماریة الغربیة فی المنطقة العربیة الإدارة الأمریکیة الرئیس الفرنسی الأمم المتحدة هذه القوى من القوى

إقرأ أيضاً:

إيران تؤكد في رسالة للجنائية الدولية على ضرورة اتخاذ إجراء فوري ضد الكيان الصهيوني

الثورة نت/..

طالب سفير إيران فوق العادة والمفوض لدى هولندا هادي فرجوند، في رسالة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، هذه الهيئة القانونية باتخاذ إجراءات فورية ضد جرائم الكيان الصهيوني.

وبحسب ما نقلته وكالة تسنيم الدولية للأنباء اليوم السبت، أعرب السفير الإيراني في هذه الرسالة عن تقديره لاهتمام وإجراءات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في متابعة جرائم الكيان الصهيوني في غزة.

وأشار إلى الهجمات الأخيرة لهذا الكيان والتي أدت إلى استشهاد وجرح آلاف المدنيين في لبنان.. داعياً إلى التحرك الفوري لمنع تكرار هذه الجرائم.

وأكد فرجند أن الكيان الصهيوني مستمر في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة منذ عام بدعم من أمريكا ودول أخرى، ووسع الآن حربه إلى لبنان.

وأضاف: إن الجرائم الأخيرة التي ارتكبها هذا الكيان في لبنان، والتي جرت على نطاق واسع ضد المدنيين، هي أمثلة واضحة على الجرائم ضد الإنسانية، وتشكل هذه الأعمال الوحشية تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة والعالم، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لإنهاء الإفلات من العقاب ومحاسبة مسؤولي هذا الكيان.

وفي ختام هذه الرسالة أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أهمية التحرك العالمي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وتوفير العدالة لضحايا هذه الهجمات.. داعياً إلى وحدة المجتمع الدولي ضد هذه المظالم ودعم حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الكيان الصهيوني ركع أمام البحرية المصرية
  • الكيان الصهيوني بعيون أبنائه ورعاته!
  • وزير الحرب الأمريكي يعلن نشر نظام ثاد الدفاعي في الكيان الصهيوني
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 18 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • بن حبتور: المقاومة هي الضامن الوحيد الذي سيقتلع الكيان الصهيوني ويفشل مشروعه
  • تحالف الفتح: الدول العربية متواطئة مع الكيان الصهيوني وباتت تدعمه بصورة علنية
  • طهران: الكيان الصهيوني تأسس على أساس الأكاذيب وتشويه الحقائق
  • حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني الغاصب
  • إيران تؤكد في رسالة للجنائية الدولية على ضرورة اتخاذ إجراء فوري ضد الكيان الصهيوني