حققت مبادرة تحدي القراءة العربي منذ إطلاقها في العام 2015 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، كأكبر تظاهرة قرائية من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، إنجازات نوعية ومثلت هذه المبادرة الملهمة علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي، لقدرتها على استقطاب عشرات ملايين الطلبة للمشاركة في منافساتها، وتحفيزهم لزيادة حصيلتهم المعرفية والثقافية وتعزيز اهتمامهم باللغة العربية، وترسيخ القراءة عادة أصيلة في حياتهم اليومية.


واستطاع تحدي القراءة العربي تسجيل معدلات نمو هائلة في حجم المشاركة بداية من الدورة الأولى التي استقطبت 3.6 مليون طالب وطالبة وصولاً إلى الدورة الثامنة التي حققت أرقاماً غير مسبوقة حيث وصل عدد المشاركين في تصفياتها إلى أكثر من 28.2 مليون طالب وطالبة بارتفاع قدره 683% عن الدورة الأولى ليبلغ إجمالي عدد الطلبة المشاركين في ثماني دورات أكثر من 131 مليون طالبة وطالبة، وقد تحقق هذا الإنجاز من خلال التفاعل الكبير الذي أبداه طلبة الدول العربية وأبناء الجاليات العربية حول العالم ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها، مع المبادرة القرائية وخططها التطويرية، والتعاون والتنسيق الوثيق بين مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” التي تنظم تحدي القراءة العربي، والمؤسسات التعليمية في الدول المشاركة في التصفيات.
وينسحب ارتفاع عدد الطلبة المشاركين في الدورات المتتالية، على المدارس والمشرفين إذ سجل تحدي القراءة العربي عبر ثمانية مواسم 795 ألف مشاركة للمدارس العربية، وبدأت الدورة الأولى بمشاركة 30 ألف مدرسة ليصل العدد في الدورة الثامنة، التي تتوج أبطالها يوم 23 أكتوبر الجاري في أوبرا دبي، إلى أكثر من 229 ألف مدرسة، كما صعد عدد المشرفين من 60 ألفاً في الدورة الأولى إلى أكثر من 154 ألفاً في الدورة الثامنة وبإجمالي 716 ألف مشرف ومشرفة عبر ثمانية مواسم من عمر تحدي القراءة العربي.

( مسيرة نجاح )
واستقطبت الدورة الأولى من تحدي القراءة العربي 3.6 مليون طالب وطالبة مثلوا 30 ألف مدرسة في 19 دولة، كما شهدت الدورة الأولى مشاركة 60 ألف مشرف ومشرفة قراءة.
وأحرز الطالب عبدالله فرح جلود من الجزائر لقب الدورة الأولى ونال جائزة وقدرها نصف مليون درهم، فيما ظفرت مدرسة طلائع الأمل الثانوية من فلسطين بلقب “المدرسة المتميزة” وحصلت على جائزة هذه الفئة وقيمتها مليون درهم.
وتصاعدت وتيرة المشاركة في الدورة الثانية من التحدي، حيث تنافس 7.4 مليون طالب وطالبة من 26 دولة، وكان اللقب من نصيب الطالبة عفاف الشريف من فلسطين، وفي فئة “المدرسة المتميزة” أحرزت مدارس الإيمان في مملكة البحرين المركز الأول من بين 41 ألف مدرسة مشاركة في الدورة الثانية.
ونالت الدكتورة حورية الظل من المغرب لقب “المشرفة المتميزة” من بين 75 ألف مشرف ومشرفة وحصلت على جائزة هذه الفئة وقدرها 300 ألف درهم.

( تطور نوعي )
وشارك في الدورة الثالثة من تحدي القراءة العربي 10.5 مليون طالب وطالبة من 44 دولة، وظفرت باللقب الطالبة مريم أمجون من المغرب، فيما فازت مدارس الإخلاص الأهلية من دولة الكويت بلقب “المدرسة المتميزة” من بين 52 ألف مدرسة.
وحصلت عائشة الطويرقي من المملكة العربية السعودية على لقب “المشرفة المتميزة” من بين 87 ألف مشرف ومشرفة.
وسجلت الدورة الثالثة من التحدي تطوراً نوعياً، حيث توجت للمرة الأولى بطلاً عن فئة الجاليات وكان اللقب الأول وجائزة 100 ألف درهم من نصيب الطالبة تسنيم عيدي من جمهورية فرنسا.
وجرى الإعلان عن استحداث فئة بطل الجاليات في تحدي القراءة العربي بعد فتح باب المشاركة في تحدي القراءة العربي للطلبة من خارج الدول العربية ومتعلمي اللغة العربية والناطقين بغيرها مع اختتام دورته الثانية وانطلاق دورته الثالثة.

( ارتفاع متواصل )
وارتفع عدد المشاركين في الدورة الرابعة إلى 13.5 مليون طالب وطالبة من 49 دولة، وأحرزت اللقب الطالبة هديل أنور من السودان، فيما استطاعت مدرسة الإمام النووي من المملكة العربية السعودية الظفر بلقب “المدرسة المتميزة” من بين 67 ألف مدرسة.
وأحرزت أميرة نجيب من مصر لقب “المشرفة المتميزة” في ختام تصفيات الدورة الرابعة التي سجلت مشاركة أكثر من 99 ألف مشرف ومشرفة.
وتم تتويج الطالب محمود بلال من السويد بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى الجاليات من العرب المقيمين خارج الوطن العربي.
وشهدت الدورة الخامسة من تحدي القراءة العربي مشاركة أكثر من 21 مليون طالب وطالبة من 52 دولة، وفاز باللقب الطالب عبد الله محمد مراد أبو خلف من المملكة الأردنية الهاشمية، كما نالت مدرسة الغريب للتعليم الأساسي من جمهورية مصر العربية لقب “المدرسة المتميزة” متفوقة على 96 ألف مدرسة.
وأحرزت موزة الغناة من دولة الإمارات العربية المتحدة لقب “المشرفة المتميزة” بعد منافسة شارك فيها أكثر من 120 ألف مشرف ومشرفة.
كما شهدت الدورة الخامسة من التحدي تتويج ألكسندر فوروس، من إيطاليا، بطلاً لتحدي القراءة العربي، عن فئة الجاليات من مختلف أنحاء العالم، وكانت مشاركته، وهو من أصحاب الهمم، ملهمة للكثيرين نظراً لمثابرته واجتهاده لتعلّم اللغة العربية والمشاركة في تحدي القراءة العربي، رغم أن العربية ليست لغته الأم.

( إقبال متصاعد )
وسجلت الدورة السادسة مشاركة 22.27 مليون طالب وطالبة من 44 دولة، ونالت الطفلة السورية شام البكور لقب تحدي القراءة العربي، وحصلت مدرسة المختار جازوليت من المملكة المغربية على لقب “المدرسة المتميزة” من بين 92 ألف مدرسة.
وظفرت نور محمد الجبور من المملكة الأردنية الهاشمية بلقب “المشرفة المتميزة” بعد منافسة مع 126 ألف مشرف ومشرفة قراءة.
وكان لقب بطل الجاليات المشاركة في الدورة السادسة من تحدي القراءة العربي من نصيب ندى السطري من بلجيكا.
وواصلت معدلات الإقبال على المشاركة ارتفاعها في الدورة السابعة من التحدي حيث تنافس في تصفياتها 24.8 مليون طالب وطالبة من 46 دولة، وأحرز اللقب مناصفة كل من الطالب عبد الله محمد عبد الله البري من قطر، والطالبة آمنة محمد المنصوري من الإمارات.
ونالت مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز من الأردن لقب “المدرسة المتميزة” من بين 188 ألف مدرسة، في حين توجت سماهر السواعي من المملكة الأردنية الهاشمية بلقب “المشرفة المتميزة” بعد منافسات شارك فيها أكثر من 149 ألف مشرف ومشرفة قراءة.
كما أحرز الطالب يوسف بن داوود من تونس المركز الأول في فئة أصحاب الهمم، ونال جائزة بقيمة 200 ألف درهم، وهي الفئة التي أضافتها مبادرة تحدي القراءة العربي في دورتها السابعة وشهدت مشاركة 22506 طلاب وطالبات على مستوى الدول المشاركة، وجرى خلال الحفل الختامي للدورة السابعة تتويج الطالب محمد عبد الرقيب علي أحمد الكوكباني من ماليزيا بطلاً عن فئة الجاليات.

( تعزيز قيم التواصل )
ويهدف تحدي القراءة العربي إلى ترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وإثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع.
ويسعى التحدي إلى تنمية مهارات التفكير الإبداعي، وإنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، وترسيخ حب لغة الضاد في نفوس الأجيال الصاعدة وتشجيعهم على استخدامها في تعاملاتهم اليومية، وتزويدهم بالمعرفة الضرورية للمساهمة في بناء مستقبل أفضل وصقل قدراتهم وشخصياتهم، وتعزيز قيم التواصل والتعارف والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من تحدی القراءة العربی ملیون طالب وطالبة من المدرسة المتمیزة باللغة العربیة الدورة الأولى المشارکین فی المشارکة فی من المملکة مشارکة فی فی الدورة من التحدی ألف مدرسة عبد الله أکثر من من بین

إقرأ أيضاً:

«الغرف العربية»: شراكة استراتيجية بين الصين والعالم العربي لتعزيز سلاسل التوريد

بحث الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، في دبي – الامارات العربية المتحدة، مع رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT  REN HONGBIN، على رأس وفد من المجلس، وبحضور رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية(يونيدو) الدكتور هاشم حسين، ورئيس الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية ACCDA قاسم الطفيلي، في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الأعمال العربي الصيني والنسخة التاسعة لمؤتمر الاستثمار العربي الصيني، المزمع عقدهما في مدينة HAINAN الصينية خلال الفترة 27-29 أبريل 2025، بتنظيم من اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT وجامعة الدول العربية وحكومة الشباب في مقاطعة HAINAN الصينية.

ودعا الجانبان إلى وجوب العمل على نجاح الفعاليات المزمع عقدها في الفترة القادمة، بما يخدم التطلعات المشتركة نحو تنمية التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين الجانبين العربي والصيني.

وتمّ خلال اللقاء الاتفاق على عقد اجتماع عربي – صيني في إطار عمل الغرفة العربية – الصينية، وذلك في الربع الأخير من العام الحالي 2025 في إحدى الدول العربية.

وجرى خلال اللقاء التشديد، على أهمية التعاون البنّاء بين اتحاد الغرف العربية والمجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، في سبيل تنمية العلاقات الاقتصادية العربية –الصينية والارتقاء بها من مستوى التجارة التقليدية القائمة على الاستيراد والتصدير، إلى مستوى الشراكات الاستراتيجية القائمة على نقل التكنولوجيا والاستفادة من الطاقات البشرية، عبر إنشاء مناطق تكنولوجية كبرى في البلدان العربية.

كما جرى التأكيد على أنّ الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي له أهمية بارزة من خلال استخدام الطاقات والموارد البشرية من أجل بناء نماذج ذكاء اصطناعي، وهذا ما يمكن أن تقدّمه البلدان العربية ذات الكثافات السكانية، بالإضافة إلى إدماج الدول العربية ذات الفوائض المالية العالية في الاستثمار في المناطق التكنولوجية، وبالتالي المساهمة في تحقيق المنافع المتبادلة، وجعل المناطق العربية نقطة محورية تمكّن من الوصول إلى الأسواق الافريقية والأسيوية والإسهام بالتالي في إنشاء ممرات وطرق لوجستية جديدة.

وأكّد أمين عام اتحاد الغرف العربية أنّ "الصين والبلدان العربية مهمان لبعضهما البعض، وبالتالي يجب علينا كبلدان عربية أن نستغل الفرص المتاحة من أجل رفع مستوى التعاون العربية – الصيني إلى آفاق أوسع وأشمل، لا سيّما لجهة إقامة مناطق لوجستية مشتركة بين الجانبين العربي والصيني، خصوصا وأن ما يحصل في الصين اليوم بمثابة تطور وتطوير ضخم وهائل في كافة المقاطعات الصينية وليس مقاطعات أو مناطق محدودة مثل العاصمة بكين أو غوانزو أو شنغهاي أو شينزن.. إلخ".

أول يوم رمضان.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية السبت 1-3-2025أول يوم رمضان.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 1-3-2025

واضاف: "نحن كبلدان عربية يمكننا أن نستفيد من هذا التحول عبر الدخول مع الصين في شراكة استراتيجية، حيث انتقلت الصين من مرحلة التنمية الاقتصادية المحلية إلى مرحلة التوسع الاقتصادي الخارجي عبر المشاريع الضخمة التي تنفذها في إطار مبادرة "الحزام وطريق الحرير"، والتي تدخل في خلق فرص كبيرة في موضوع سلاسل القيمة التي تعتبر حاجة أكثر من ضرورية في ظل هذا العالم المتغير".

ونوّه إلى أنّه "لمواكبة التطور الحاصل في الصين، ولنكون كبلدان عربية شركاء حقيقيين لا بد أولا من وضع خارطة استرشاديه، تقودنا نحو وضع رؤية ثم وضع آلية قابلة للتطبيق، وفي هذا المجال نحتاج إلى انفتاح أكبر من الجانب الصيني على الأسواق العربية، خصوصا وأن الصين تحتاج إلى إعادة تدوير ثرواتها المجمّدة لدى الولايات المتحدة الأميركية والتي تعتبر هائلة، وذلك من خلال المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في مناطق النزاعات والحروب".

من جهته، أكد رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية CCPIT  REN HONGBIN على "الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص على صعيد تعظيم العلاقات الاقتصادية العربية – الصينية"، لافتا إلى أن "هناك إمكانيات كبيرة وضخمة من أجل فتح المجال أمام القطاع الخاص من كلا الجانبين لتنفيذ المشاريع الاستراتيجية الضخمة، خصوصا وان الحزب الحاكم في الصين يشجع القطاع الخاص الصيني على إقامة شراكات مع نظرائه في الخارج ولا سيما القطاع الخاص العربي. وبالتالي أمام هذا الواقع لا بد من استغلال الفرص المتاحة والتي هي كبيرة وضخمة".

ونوّه إلى أهميّة فتح المجال أمام الشركات العربية لزيادة حضورها في الصين وإقامة شراكات واستثمارات في مختلف انحاء الصين وفي كافة القطاعات الحيوية والاستراتيجية.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسي: القمة العربية ستواجه تحديًا بشأن المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار
  • خبير: القمة العربية ستواجه تحديًا بشأن المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار
  • تعليم مكة المكرمة يستقبل أكثر من 500 ألف طالب وطالبة مع انطلاقة الفصل الدراسي الثالث
  • “تعليم الرياض” يستقبل أكثر من 1.6 مليون طالب وطالبة
  • إدارات التعليم تحدد مواعيد الدراسة في رمضان.. الشرقية والأحساء تبدأ 9:30 صباحًا
  • مصر تستضيف القمة العربية الطارئة 4 مارس.. نواب: نأمل توحيد الموقف العربي ضد التهجير
  • “مدارس تعليم الرياض” تستقبل غدًا أكثر من 1.6 مليون طالب وطالبة لبدء الفصل الدراسي الثالث
  • «الغرف العربية»: شراكة استراتيجية بين الصين والعالم العربي لتعزيز سلاسل التوريد
  • المشاركون بمؤتمر رجال الأعمال من الدول العربية وآسيا وأذربيجان يصدرون «إعلان أبوظبي»
  • احتفال معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بختام الدورة الـ55