كشف تقرير صادر عن منظمة، Mordor Intelligence، المهتمة بتتبع الأسواق العالمية، عن توقعات بنمو سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق بمعدل 5.98% سنوياً خلال الفترة من 2024 إلى 2029. وأشار التقرير، الذي اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز" وترجمته، إلى أن السوق، والذي يُقدّر حجمه الحالي نحو 910 مليون دولار، سيصل إلى أكثر من 1.

22 مليار دولار بحلول عام 2029.

ويُقسَم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق حسب النوع (أجهزة، برمجيات، خدمات تكنولوجيا المعلومات، وخدمات الاتصالات)، وحجم الشركات (صغيرة ومتوسطة وكبيرة)، والقطاعات الصناعية (البنوك، التأمين، الحكومة، التجزئة، التجارة الإلكترونية، التصنيع، الطاقة، والمرافق). تُقدم أحجام السوق والتوقعات من حيث القيمة (بالدولار الأمريكي) لهذه القطاعات. وتستحوذ شركات مثل شركة IBM، وشركة Microsoft، وشركة Infosys Limited، وشركةWipro Limited، وشركة الاتصالات LM Ericsson على الحصة الأكبر في السوق.

وعلل التقرير حدوث هذا النمو القوي بأنه جاء نتيجة التركيز المتزايد على التقنيات الرقمية مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والروبوتات، فضلاً عن توسع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العراق مدعوماً باستثمارات كبيرة في الخدمات المادية والبرمجيات من قبل الشركات المحلية. إذ إن تزايد الإقبال على التسوق الإلكتروني، وتطوير مراكز البيانات، ومبادرات المدن الذكية، إلى جانب ارتفاع معدلات انتشار الهواتف المحمولة والنطاق العريض، من المتوقع أن يدعم نمو السوق الوطني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأشار التقرير إلى أن شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تسعى لتحقيق ميزة تنافسية من خلال الشراكات والابتكارات. ففي مايو 2023، أعلنت شركة "أوريدو" عن تعاونها مع "أكسون" لتقديم خدمات الاتصال المُدارة لإنترنت IoT في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك العراق.

وتواصل الحكومة العراقية جهودها لتعزيز البنية التحتية الرقمية في البلاد، حيث تتجه الدولة نحو الاستثمار في مرافق مراكز البيانات للتعامل مع كميات البيانات المتزايدة الناتجة عن تبني الاستراتيجيات الرقمية، بما في ذلك افتتاح "المركز الوطني للبيانات" في أغسطس 2023، بدعم من منظمات دولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي بهدف دعم التحول الرقمي وزيادة الشمول المالي.
كما سبق وأن أطلقت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية برنامج رقمنة النظام الصحي في فبراير 2023 لتحسين النظام الصحي ودعم صنع القرار المستند إلى البيانات. ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد فحسب، إذ تبنى المنهج الحكومي في العراق التحول الرقمي، مما شجع شركات التكنولوجيا الأمريكية على تعزيز وجودها في البلاد. وذلك لا يعني أن هذه الشركات تشارك خبراتها الدولية فحسب، بل إنها كذلك ستعمل على تعزيز التعاون مع المؤسسات العراقية المحلية. وهذه الشراكات ستضع الشركات في وضع يمكنها خلاله من جني أرباح كبيرة، خاصة مع تركيز العراق على الاستراتيجيات الرقمية وتوسيع مبادراته للشمول المالي.

ويتوقع التقرير زيادة في الطلب في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث يشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن يشهد القطاع نمواً ملحوظاً نتيجة التوسع في استخدام التقنيات السحابية وإنترنت IoT، والذي يتطلب حلولاً أمنية متقدمة لحماية الأنظمة.

ويُذكر أن وزارة التخطيط أعلنت في تقرير أصدرته مؤخراً أن 86% من العراقيين الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات يستخدمون الهواتف المحمولة، ما يعزز من فرص النمو في السوق. كما وقعت وزارة الاتصالات العراقية اتفاقية مع "زاجل" الكويتية في أبريل 2024 لإنشاء ممر نقل دولي إلى أوروبا عبر تركيا من أجل توفير مسارات جديدة أكثر كفاءة. بالإضافة إلى إطلاق الحكومة في أكتوبر 2023 شبكة الجيل الخامس (5G) لتصبح ضمن 54 دولة رائدة في هذا المجال، مع خطط مستقبلية لفتح باب المنافسة أمام الشركات العالمية للاستثمار في هذا القطاع. كما سبق وأن وقع كل من العراق وإيران مذكرة تفاهم في نوفمبر 2023 لتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية للاتصالات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

الشركات الأميركية تبيع عقودها في العراق إلى شركات صينية

24 مارس، 2025

بغداد/المسلة: نفى وزير النفط العراقي حيان عبد الغني ما أثير حول استبعاد الشركات الغربية، لاسيما الأميركية، من جولة التراخيص الأخيرة لتطوير حقول النفط العراقية.

وأكد أن غياب هذه الشركات لا يرجع إلى أسباب سياسية، بل إلى اعتبارات فنية بحتة، خاصةً فيما يتعلق بالأسعار التي قدمتها الشركات الصينية مقارنةً بالمنافسين الآخرين.

إلا أن الوزير أشار إلى ظاهرة لافتة، حيث تحصل الشركات الأميركية على عقود من العراق، ثم تقوم بتحويلها إلى شركات صينية، وهو ما يعكس تحولات غير متوقعة في مشهد النفط العراقي.

وفي إجابته على تساؤلات خلال حوار تلفزيوني، أكد عبد الغني أن العراق لا يتبع سياسة إقصاء للشركات الغربية، بل يعتمده معيارين رئيسيين في إحالة العقود، وهما الفني والتجاري، حيث يتم منح العقود بناءً على تقديم أقل الأسعار. وتابع قائلاً إن العديد من الشركات الأميركية كانت تساهم في توريد المعدات، خاصة في مجالات مثل المحركات والتوربينات، لكن الغريب هو أنها كانت تحول بعض العقود إلى الشركات الصينية. وتابع عبد الغني أنه على الرغم من هذا، فإن جميع حقول النفط العراقية تضم معدات أميركية، مما يضمن استفادة الشركات الأميركية من التعاقدات.

وأوضح الوزير أن الحكومة العراقية لا تمانع في التعاون مع الشركات الغربية، مستدلاً بعقدها مع شركة “أكسون موبيل” الأميركية لإدارة حقل غرب القرنة 1، والتي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة في الشفافية والمهنية. ومع ذلك، كشف عبد الغني أن الشركة تقدمت بطلب انسحاب بسبب عروض أفضل حصلت عليها في أفريقيا، وهو ما يشير إلى تحولات كبيرة في طبيعة الأعمال النفطية على مستوى العالم.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ابو رغيف يبحث مع مستشار رئيس الوزراء اهمية دعم المحتوى الثقافي الوطني قي العراق
  • العراق يستورد من إيران بضائع بقيمة (11.2) مليار دولاراً خلال الأشهر الـ (11) الماضية
  • من ايران الى العراق.. 11.2 مليار دولار صادرات غير نفطية خلال 11 شهرا
  • هيأة الإعلام والاتصالات تبحث مع هواوي  تطوير البنية الرقمية في العراق  
  • رئيس هيئة الاعلام يؤكد أهمية الاستفادة من خبرات الشركات العالمية بتنفيذ مشاريع استراتيجية
  • 70 مليار دولار فقط من احتياطي 2010.. غيث: السوق السوداء تبتلع الدولار
  • الشركات الأميركية تبيع عقودها في العراق إلى شركات صينية
  • صحة غزة: أكثر من 50 ألف شهيد و113 ألف مصاب منذ 7 أكتوبر 2023
  • أعمال شركات المقاولات المصرية في العراق تقفز لـ12 مليار دولار
  • 233 مليار ريال واردات سلعية