لجريدة عمان:
2025-01-08@23:35:30 GMT

الصين الحديثة

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

أربعةُ عناصر أساسية فـي تحولات الصين إلى الحداثة والتطور، وهي تشمل التحولات الجذرية، والمزاوجة بين الاشتراكية والرأسمالية، والتنمية للجميع، ومشروع المستقبل المشرق، والتي أوصلت الصين إلى ما هي عليه اليوم.

التجربة الفريدة فـي العنصر الأول هي فـي التحولات الجذرية التي اتبعتها الصين منذ تأسيس الحزب الشيوعي فـي مدينة شنغهاي فـي عام 1921م، قبل قرن ونيف من الآن، والذي ركز على أهمية التحول الاقتصادي للفرد بإخراج عموم المواطنين من حالة الفقر فـي طبقة الفلاحين والعمال إلى مستوى أفضل، وانطلق البرنامج بعد الحرب العالمية الثانية خاصة فـي عقد الستينيات والسبعينيات ليؤسس للصين الحالية.

العنصر الثاني، نجاح المزاوجة بين الاشتراكية والرأسمالية بدءًا من مطلع هذا القرن، نقطة تحتاج إلى التوقف عندها، والتي التقطت فـيها الصين فكرة مواكبة العصر، فلم تتخلَّ عن عقيدتها الاشتراكية التي انهارت على مستوى العالم فـي شرق أوروبا وشرق آسيا.

العنصر الثالث، آمنت فـيه الصين أن تنمية دول الجوار والقارة الآسيوية والدول الأخرى الراغبة فـي العالم من خلال مشروعات الاستثمار فـيها، أو من خلال اتفاقيات التسهيلات فـي التجارة أو التعاون فـي السياسة وغيرها، تؤدي إلى الازدهار والتنمية ورفع مستوى المعيشة والاستيراد منها، وتوجت ذلك بمشروع الحزام والطريق استكمالًا للمشروع التاريخي «طريق الحرير»، وهذه رؤية فريدة ومتقدمة كون الصين تؤكد مرارًا أنها لا ترغب أن تكون الدولة الأولى فـي العالم.

فـي العنصر الرابع، التنمية المشرقة ويمثل المشروع التكاملي بين الصين ودول العالم النامي الذي ترى أن ازدهارها هو ازدهار الصين، ودعمها بالوسائل التي تمكنها من تحقيق غايتها فـي مسارات الاقتصاد والاستثمار والتقنية والزراعة والتشارك معها فـي المشروعات المختلفة بهدف تحقيق عوائد أكبر لها فـي المستقبل.

أمام هذه التحولات الاقتصادية المبهرة، والتي وُلِدت من رحم التعليم والتدريب والتطوير والتحديث والمراجعة، تسير الصين اليوم بخطى واثقة، حيث حققت مساهمة فـي الاقتصاد العالمي بلغت 30%، وبلغت زيادة الناتج المحلي 4.8% هذا العام، وهو رقم باهر فعلًا بعد أن تخطى هذا الناتج 13.33 تريليون دولار (94.97 تريليون يوان) خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من هذا العام، والمتوقع أن يتخطى 17 تريليون دولار مع نهاية هذا العام؛ كون هذا الاقتصاد استطاع خلال قرن أن يتغلب على أكبر التحديات التي واجهته، لا سيما التعليم وتطوير البنية الأساسية.

اليوم نحتاج إلى أن نستفـيد من تلك التجربة على المستوى الاقتصادي؛ كون سلطنة عُمان تحظى بتقدير كبير للغاية من قبل القيادة والشعب الصيني الذي يرى انفتاحه على الآخر وسيلة لتعزيز العلاقات مع الجانب العربي خاصة.

فرص الاستفادة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية مع بكين تتعاظم اليوم أمامنا نظرًا لحجم الاقتصاد الكبير الذي تتمتع به بكين، ومنه نستطيع النفاذ إلى جوانب أخرى.

لذلك، فإن التفكير فـي مشروعات أكبر وأكثر قدرة على التصدير وإعادة التصدير والتصنيع فـي مجالات البتروكيماويات والتقنية والسيارات والمحركات، وتوسيع نوعية المشروعات المشتركة والاستثمارات النوعية فـي الأعمال ذات العائد الكبير، سيسهم فـي تطور العلاقة التجارية بين البلدين، وهذا سيمثّل نقطة ارتكاز للاقتصاد المحلي فـي العقود القادمة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كيف تخطط الوزارات للعام الجديد 2025؟

في العام الجديد 2025، تسعى الحكومة إلى مواصلة تعزيز مشروعاتها التنموية في مختلف القطاعات كالكهرباء والزراعة والتنمية المحلية، ففي قطاع الكهرباء، تركز الحكومة على توفير الطاقة اللازمة لمواجهة تحديات الصيف من خلال إضافة 4 آلاف ميغاواط من الطاقة المتجددة، مع وضع خطط مرنة لتعديل أسعار الكهرباء لضمان استقرار القطاع، وفي قطاع الزراعة، تعمل الحكومة على تطوير مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية وتوسيع الفرص الاستثمارية في القطاع، مع التركيز على تعزيز الصادرات الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية.

أما في قطاع التنمية المحلية، تواصل الوزارة العمل على تحديد الأحوزة العمرانية والانتهاء من مخططات المدن والقرى، بالإضافة إلى تسريع إجراءات التصالح في مخالفات البناء، وفيما يتعلق بالبيئة، تستمر مصر في تحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر من خلال تعزيز الاقتصاد الدائري وتقليص انبعاثات الكربون عبر مشروعات مبتكرة. وقد شهدت الوزارة تدشين أول سوق طوعي للكربون في مصر، إلى جانب استثمارات كبيرة في إعادة تدوير المخلفات.

وفي قطاع الصحة، تسعى الحكومة إلى التوسع في التأمين الصحي الشامل عبر إضافة المزيد من المستشفيات والمراكز الصحية، مع التركيز على التحول الرقمي في الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، بينما تستهدف وزارة النقل خلال العام الجديد 2025 تنفيذ العديد من المشروعات الحيوية التي تسهم في تطوير البنية التحتية لقطاع النقل، مع التركيز على تحسين خدمات النقل العام وتوسيع شبكة الطرق والسكك الحديدية.

تشمل خطة الوزارة استكمال مشروعات القطار الكهربائي والمدن اللوجستية، إلى جانب تحديث وتوسيع الموانئ البحرية والجوية لتيسير حركة التجارة وتحسين النقل الداخلي والخارجي، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتسهيل حركة المواطنين.

اقرأ أيضاًخطة «الصحة» في 2025.. تطوير التأمين الصحي ومدن طبية متكاملة و«ميكنة» 500 وحدة

لتحقيق الاستدامة.. وزارة البيئة تبنى مبدأ الاقتصاد الدائري والتحول الأخضر

التنمية المحلية: خطة لحسم الأحوزة العمرانية وتسريع التصالح في مخالفات البناء

مقالات مشابهة

  • وزير الرياضة: الشباب هم عماد المستقبل وقوته والأمل في بناء مصر الحديثة
  • لجان السليمانية الرقابية تعلن حصيلة نشاطها والغرامات التي فرضتها خلال 2024
  • الطباطبائي يدعو إلى استحداث محافظة حلبجة التي قصفت بالكيمياوي من قبل بلده الأول إيران
  • أردوغان يكشف قيمة الأضرار التي لحقت بسوريا خلال 13 سنة
  • اللجنة الماليَّة: الرواتب مؤمَّنة بالكامل خلال 2025
  • برلمانيون: استدامة الطاقة أساس دعم الاقتصاد والتنمية في مصر
  • (217) ألف زائر في مهرجان حمضيات الحريق ومناقشات علمية للممارسات الحديثة والزراعة العضوية
  • معرض يبرز التطورات الحديثة في تعليم ذوي الإعاقة البصرية
  • كيف تخطط الوزارات للعام الجديد 2025؟
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات