آثاريون: كلب الهرم مصري قديم وكذب الصهاينة فيما ينشرون... ونطالب بتوثيقه عالميا
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
الكلب المصري والذي يُطلق عليه المصريون الآن كلب الشارع له أصول قديمة ترجع إلى زمن أجدادنا قدماء المصريين، حيث يتمتع هذا الحيوان بألفة شديدة وقدرة على التعايش مع البشر، وصار من مفردات الشارع المصري وحامى لحياة الناس حتى وإن لم يشعروا بذلك، وبعد تسلق أحد تلك الكلاب لهرم خوفو وصار حديث العالم، بدأت محاولات عدة لمحاولة نسبه إلى حضارات أخرى.
ومن ناحيته قال الدكتور منصور بريك عالم المصريات المعروف في تصريحات إلى الفجر، إن الكلب الذي أطلق عليه المصري القديم اسم «تسم tsm»، يعود عمره إلى زمن القدماء قبل آلاف السنين، وهو موجود ومنتشر حتى الآن في مصر، ومنهم كلب هرم خوفو الشهير الذي ظهر في العديد من الصور، ويوجد أنواع أخرى مثل الكلب الذي أطلق عليه المصري القديم اسم iw والذي يتميز بذيل قصير ملتوي، وهو مختلف عن الـ «تسم»، رغم ان الاثنان مصريان قديمان بالأدلة الأثرية التي استقيناها من النقوش الهيروغليفية القديمة.
ومن ناحيته كشف بسام الشماع المرشد السياحي المعروف إن موسوعة ويكيبيديا الشهيرة وثقت معلومات مغلوطة باللغة الإنجليزية عن أم الكلب المصري أصله عبراني «إسرائيلي» في الأصل وأطلق عليه الكلب الكنعاني canaan dog، وكتبت ويكيبيديا الآتي: The Canaan Dog is a dog breed developed from semiwild pariah dogs that were the descendants of animals present in the region since biblical times أزمنة توراتية، It is a breed of pariah dog found across the Middle East.، It can be found in Jordan، Israel، Lebanon، Palestine،and the Sinai Peninsula- It is the national dog of Israel المصدر: [ De Prisco، Andrew; Bovsun، Mara; Woy، Joann (2015). The New Complete Dog Book: Official Breed Standards and All-New Profiles for 200 Breeds (21st ed.). I-5 Publishing. p. 769. ISBN 978-1-62187-091-3، As of 2012، there were 2،000 to 3،000 Canaan Dogs across the world.
وترجمة ما سبق: يُعرف الكلب الكنعاني أيضًا باسم كلف كناني، كلب كنعان الإسرائيلي، وكلب الغنم البدوي، والكلب المنبوذ الفلسطيني، وتم إنشاء معيار السلالة من قبل البروفيسور الإسرائيلي رودولفينا مينزل في عام 1962م، وكلب كنعان، من الكلاب شبه البرية المنبوذة التي كانت من نسل الحيوانات الموجودة في المنطقة منذ العصور التوراتية. إنها سلالة من الكلاب المنبوذة الموجودة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويمكن العثور عليها في الأردن وإسرائيل ولبنان وفلسطين، وشبه جزيرة سيناء، كما تم العثور على هذه الكلاب، أو الكلاب المتطابقة تقريبًا، في سوريا منذ أكثر من 9000 عام. وهو الكلب الوطني لإسرائيل، اعتبارًا من عام 2012، وكان هناك ما بين 2000 إلى 3000 كلب كنعان في جميع أنحاء العالم.
وتكمل ويكيبيديا: The Canaan dog is also known as the Kelef K'naani، Israel Canaan Dog،Bedouin Sheep dog and Palestinian Pariah Dog، The breed standard was created by Israeli Professor Rudolphina Menzel in 1966.
ونلاحظ في المقالة هنا طغيان الجانب المسمى بالإسرائيلي على المقالة كلها، ومن الواضح أن تلك محاولات لتزوير التاريخ والأصول، وهي واضحة جلية من جانب الصهاينة كعادتهم في سرقة ماليس لهم، ويقول بويض لي Boyd Lee: "At the time of the Diaspora
[الشتات الإسرائيلي من وجهة نظرهم]، the Israelites were forcefully removed from their land and according to tradition had to leave behind their dogs which reverted to the wild.
وهنا يحاول الصهاينة إرجاع الكلب لزمنهم ووجودهم على أرض كنعان ليثبتوا زورا وبهتانا أحقيتهم في الأرض والورد والأطعمة والكلاب والملابس والعادات.
ويكيبيديا العربيةأما يكبيديا العربية تحت نفس العنوان كتبت أن الكلب الكنعاني (البلدي في فلسطين) هو سلالة قديمة نادرة من إحدى سلالات القديمة لكلاب الرعي منذ آلاف السنين في مناطق آسيا والشرق الأوسط ومصر. ويُنسب إلى أرض كنعان حيث فلسطين الآن.
وقد ظهر في رسومات المصريين القدماء، تنسب إسرائيل الكلب الكنعاني لها بصفته الكلب الوطني لها وتضمّه إلى بقية الأمور التي نسبتها إلى نفسها منذ احتلالها لأرض فلسطين عام 1948.
الكلب الكنعانييمتاز الكلب الكنعاني بذكاء ملحوظ وخفة حركة واعتماد على النفس، يتم الاستعانة به في رعي الأغنام والحراسة كما ويمكن تربيته داخل البيت لكن مع الحرص على توفير أنشطة يومية له، وقد يواجه الكلب الكنعاني خطر الانقراض إن استمرّت السياسات التي تحدّ من تكاثره.
لا يعتبر الكلب الكنعاني من الكلاب الشرسة بل هو من الكلاب اللطيفة، في الظروف الطبيعية ينبح الكلب الكنعاني على الغرباء من مسافة لكنه لا يهاجمهم، يمتاز الكلب الكنعاني بنظافته ولا يصدر رائحة قوية كبعض السلالات الأخرى، كما يُعرف بذكائه الحاد بحيث يتطلب القليل من التدريب مقارنة ببعض السلالات الأخرى.
وعند تربيته داخل البيت، يتعلم الكلب الكنعاني سريعًا ودون مجهود كبير بقضاء حاجته خارج البيت أو في مكان مخصص وقد لا يتطلب ذلك أي نوع من التدريب من صاحبه.
بالرغم من أنه سلالة معترف بها منذ 50 عامًا، إلا أن سياسات إسرائيل لا تخدم الحفاظ على هذه السلالة النادرة حيث أصدرت السلطات الإسرائيلية أمرًا بإخلاء المركز الوحيد الذي يتخصص في تربية الكلاب الكنعانية والحفاظ على نوعها. وقبل ذلك وعلى مدى نحو 20 عامًا (من 1976 ولغاية 1994) قُتل ما يزيد عن 18،000 كلب سنويًّا ضمن برنامج القضاء على داء الكلَب في فلسطين المحتلّة (إسرائيل والضفة الغربية).
و كتبت عنه دائرة المعارف البريطانية
The Canaan dogs are hardy، intelligent، and trainable and must be well socialized. They have been put to work for herding، guarding، and tracking and as guide dogs. They are aloof and cautious with strangers and in unfamiliar situations but loyal to their families. They tend to be vocal and playful. Of medium size، they stand 19 to 24 inches (48 to 61 cm) tall and weigh 35 to 55 pounds (16 to 25 kg). They have upright ears، a wedge-shaped head، and a bushy tail that tends to curl over the back. Their short، harsh، double coat may be white with large markings in brown، black، or red and often with a mask or hood of the contrasting colour، or it may be solid with some white markings. Solid-coloured dogs may be black or any shade of brown.
وترجمة النص:
كلاب كنعان قوية وذكية وقابلة للتدريب ويجب أن تكون اجتماعية بشكل جيد. لقد تم تكليفهم بالعمل في الرعي والحراسة والتتبع وكلاب مرشدة. إنهم منعزلون وحذرون مع الغرباء وفي مواقف غير مألوفة ولكنهم مخلصون لعائلاتهم. إنهم يميلون إلى أن يكونوا صوتيين ومرحين. يبلغ طولها متوسطة الحجم من 19 إلى 24 بوصة (48 إلى 61 سم) وتزن من 35 إلى 55 رطلًا (16 إلى 25 كجم). لديهم آذان منتصبة، ورأس على شكل إسفين، وذيل كثيف يميل إلى الانحناء فوق الظهر. قد يكون معطفهم القصير القاسي المزدوج أبيض اللون مع علامات كبيرة باللون البني أو الأسود أو الأحمر وغالبًا ما يكون مع قناع أو غطاء من اللون المتباين، أو قد يكون صلبًا مع بعض العلامات البيضاء. قد تكون الكلاب ذات الألوان الصلبة سوداء أو أي ظل من اللون البني.
مطالباتوطالب الدكتور منصور بريك والمؤرخ بسام الشماع بضرورة السعي لتوثيق الكلب المصري "تسم" كنوع مصري أصيل عالميا وفي المنظمات العالمية، وليس عبراني إسرائيلي، والمبادرة بتوثيق وتسجيل بقية الحيوانات عالميًا لتأكيد مصريتهم مثل القطط وغيرها، وإنشاء متحف مخصص لعرض الحيوانات والطيور المصرية القديمة وهو ما سيساعد في ترسيخ المعلومات الموثقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قدماء المصريين كلب الهرم من الکلاب
إقرأ أيضاً:
قراءة تحليلية فيما ورد في الدستور الإنتقالي لجمهورية السودان 2025
الحلقة (الثانية)
إن أهم ما ورد في الباب الأول لدستور السودان الانتقالي في مادته السابعة الفقرة الثانية تحت عنوان المبادئ فوق الدستورية والدستور حيث تم تعريف هذه المبادئ ب ( هي مجموعة المبادئ والقواعد والقيم الأساسية الدائمة والملزمة والمحصنة التي يمنع إلغائها أو تعديلها أو مخالفتها بأي إجراء أيا كان وتشمل العلمانية والديمقراطية التعددية الخ ... )
ما يهمنا هنا ذكر العلمانية صراحة كأول مرة ينص عليها في دستور من دساتير السودان منذ الاستقلال ، فالتساءل المطروح لماذا نص الدستور الإنتقالي على مبدأ العلمانية ؟
نحن نعلم أن السبب الرئيسي في إنفصال جنوب السودان هو إصرار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في تطبيق الشريعة الإسلامية ليس من أجل الدين ولكن رغبة في الإنفراد بحكم شمال السودان ( راجع ما ورد على لسان غازي صلاح الدين في تسريبات ويكيليكس ) فكان إصرارهم تطبيق الشريعة في عموم السودان رغم التباين الديني والتعدد الثقافي الذي يزخر به البلاد فجاء الخيار في نصوص اتفاقية السلام الشامل ( نيفاشا ) بين تطبيق الشريعة أو حق تقرير المصير لجنوب السودان ، فأختار شعب الجنوب الإنفصال لما رأؤوه إستحالة التعايش في دولة لا تساوي بين مواطنيها في الشأن العام .
إن موافقة المجموعات السياسية والعسكرية التي وقعت على دستور السودان الانتقالي 2025 على مبدأ العلمانية كأحد المبادئ فوق الدستورية المحصنة من الٱلغاء ، كانوا حريصين بأن لا يضحوا بأي شبر من أرض الوطن بسبب دغمسات أهل الهوس الديني كما وصفها الرئس المعزول عمر البشير والذي قال ( أن ما تم تطبيقه شريعة مدغمسة ) ، أضف إلي ذلك الممارسات الكارثية بإسم الاسلام أثناء حكم المؤتمر الوطني طيلة الثلاثين عاما وفق إعترافات الٱسلاميين أنفسهم والتي لا تمت إلي صحيح الإسلام بصلة .
السؤال الثاني ما هو الضرر من تطبيق مبدأ العلمانية في السودان المتنوع والمتعدد ليشارك كل طوائف وشعوب السودان في إدارة شؤون البلاد بمساواة ومواطنة كاملة دون فرض أي طرف أيديولوجيته على طرف آخر مختلف دينيا وثقافيا وهذا الطرف له الحق الاصيل في تراب هذا الوطن ؟ وما الفائدة من التقسيم والتضحية بوحدة البلاد ومواردها من أجل إرضاء مجموعة مهووسة تم تجربتها ثلاثون عاما عجافا وأسقطهم الشعب بكلمة واحدة .
إنه لعين العقل أن أختار عقلاء السياسة السودانيين في نيروبي وحدة البلاد وازالوا كل مسببات التقسيم مستقبلا .
أما كلمتنا في العلمانية كمبدأ وهي كلمة ومن وحي الممارسات الدولية فلها مفاهيم ومعاني متعددة ومرنة وهناك اختلافات كبيرة بين الدول في تطبيق العلمانية فمنها المتطرفة ومنها المرنة وهناك نماذج متعددة فعلمانية فرنسا تختلف عن الولايات المتحدة وكذلك بريطانيا وعلمانية نيجيريا تختلف عن نموذج السنغال ذات الأغلبية المسلمة أضف إلي ذلك علمانية تركية وماليزيا واندونيسيا ، فهناك براح في الاختيار بما يتلائم وظروفنا التاريخية والثقافية ، وبالتالي ليس الأمر جامدا يتعارض مع عقائد وقيم السودانيين إذا أحسنوا الاختيار .
خاتمة :
إن تضمين مبدأ العلمانية كإحدى المبادئ فوق الدستورية في دستور السودان الانتقالي 2025 يعكس تحولًا جوهريًا في الفكر السياسي السوداني، ويؤكد رغبة الموقعين على هذا الدستور في بناء دولة تقوم على أسس المواطنة والمساواة، بعيدًا عن الإقصاء والتمييز الديني أو الثقافي. فالتجارب السابقة أثبتت أن استخدام الدين كأداة للحكم أدى إلى تقسيم البلاد وإقصاء فئات واسعة من المجتمع، وهو ما يسعى هذا الدستور لتجاوزه .
إن اعتماد العلمانية لا يعني استيراد نموذج واحد جامد ، بل يمكن تكييفها بما يتناسب مع الواقع السوداني المتعدد ثقافيًا ودينيًا ، كما أثبتت تجارب دول أخرى ذات أغلبية مسلمة . فالهدف الأسمى يظل تحقيق وحدة السودان واستقراره ، وضمان مشاركة جميع مكوناته في إدارة شؤونه دون تمييز. وبذلك ، فإن خيار العلمانية لا يجب أن يُنظر إليه كتهديد ، بل كوسيلة لحماية التنوع وضمان مستقبل أكثر عدلًا وانسجامًا للبلاد .
مها طبيق
18/مارس/2025
hafchee@gmail.com