صدى البلد:
2024-10-22@13:38:40 GMT

مي حمدي تكتب: مرآة أولادك

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

هل فكرت يوماً في أن ابنك أو ابنتك يستقون فكرتهم عن العالم وعن أنفسهم منك، وخاصة في السن الصغيرة؟ فأنت المسئول عن تكوين معايير الصواب والخطأ لديهم، وذلك بشكل أساسي من خلال أفعالك وليس أقوالك كما قد تعتقد، فتأثير تصرف واحد منك أقوى بكثير من محاضرة طويلة ثقيلة تلقيها عليهم.

وأيضا أنت المسؤول عن تكوين شخصياتهم وفكرتهم عن أنفسهم ومستوى الثقة لديهم.

فإذا كنت دائم النهر والتوبيخ لابنك، كثير الانتقاد، تنعته بصفات غير حميدة، بل وقد تهينه - حتى وإن كنت تعتقد أنك تصوبه أو تصلحه وتقومه - كيف تتوقع أن تكون قناعته عن نفسه؟ ومن أين سيأتي بصورة مغايرة وأنت مرآته ونافذته على العالم؟ شبهت المستشارة التربوية حنان صبري الطفل حتى سن 7 سنوات بالإسفنجة، لذلك فوصمه بصفة سيئة قد يكون لديه معتقدا عن نفسه.

ولكن لا تعتقد أن تأثيرك يتوقف فقط عند هذا العمر، فهي تصف الطفل في المرحلة التالية من سن 7 إلى 11 سنة بأنه كالموزة، لين طري، قد نتسبب له في خدوش وجروح وثقوب تترك آثارا، بل وقد نكسره إذا حاولنا تقويمه بالشدة. أما في المرحلة التالية وهي مرحلة المراهقة فالطفل كالبيضة! يبدو صلبا من الخارج، بينما هو لين من الداخل، فإذا أستمرينا في توجيه الخبطات سوف يتشقق، بل وقد ينفجر في وجوهنا، فالطفل يبدو قوي من الخارج بينما هو هش من الداخل.
إذا رأيت من إبنك أو ابنتك سلوكاً غير مرغوب فيه، فاحذر من التعامل بشكل عنيف، ولا أعني هنا العنف الجسدي. احذر من القسوة والإهانة وخاصةً أمام الآخرين. بل احتوي أبنائك، وناقشهم، وعلمهم، برفق ولين وحزم عند الحاجة. لأن استخدام القسوة سوف يؤدي لنتائح عكسية على المدى الطويل، إما عن طريق: التمرد، فيفعل الطفل أو المراهق عكس ما تريد، أو عن طريق الانتقام ، فيرغب في إيلام المربي حتى ولو أضر بنفسه، أو ربما كانت النتيجة هي الانطواء والانسحاب منك، فيسعى لفعل ما يريد من وراء ظهرك، أو للأسف الانسحاب من من النفس، عن طريق التقييم السلبي للذات، فتتكون لديه قناعة بأنه شخص سيء، وتضيع ثقته في نفسه.  وقديما قال ابن خلدون: "من كان مرباه بالعسف والقهر سطا به القهر وحمله على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه“".


عامل أولادك كما تحب أن تعامل، فلأطفال مشاعر مرهفة، فلا ترض لهم إلا ما ترضاه لنفسك مثلهم مثل أي شخص بالغ. فاحترام مشاعرهم يمنحهم شعوراً بالثقة والأمان والتواصل. اسمح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية، وحتى وإن كانت آرائهم لا تعجبك، ناقشهم فيها بوعي ونضج وصبر وسعة صدر.

شجع أولادك على استكشاف قدرتهم، واسند إليهم مهاماً حسب أعمارهم وقدراتهم، مما يعزز من قوتهم الشخصية واستقلالهم. وحتى وإن لم ينجحوا من المرة الأولى، شجعهم على الاستمرار في المحاولة وبذل ما يستطيعون، وإن أخفقوا في شيء، فاعتبر أخطائهم فرصاً للتعلم.   ركز على تشجيع  سلوكهم الطيب ومجهوداتهم، وليس مدح شخصهم، مما يعزز من التقييم الذاتي والثقة بالنفس والاعتماد على النفس ، أما المدح فقد يؤدي إلى الاعتمادية وانتظار الاستحسان من الآخرين.

إحرص أيضاً على إبداء حبك غير المشروط لأولادك، وعلى قضاء وقت ممتع معهم، ومناقشة ما يخصهم حتى وإن بدا لك تافها، واشركهم في اتخاذ بعض القرارات، واظهر ثقتك فيهم. أما في مواقف الضعف وفقد الثقة شجهم على التفكير في مميزاتهم ومحاولاتهم المستمرة، وإنجازاتهم ، حتى وإن كانت بسيطة.

عزيزي المربي، هذه دعوة لمراجعة النفس إذا كنت دائم الانتقاد والتعنيف، والحرص على عدم محو الشخصية أو تدمير نفسية الطفل أو المراهق، وإلا فلا تلم إلا نفسك إذا قدمت للعالم شخصا ضعيف الثقة، متخبط، مائع الرأي، فأنت إذا أرهبته من مواجهتك، كيف تتوقع أن يواجه العالم؟
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حتى وإن

إقرأ أيضاً:

المنصوري: تجديد الثقة في الأحزاب ضرورة.. وطموح "البام" بلوع 100 ألف منخرط في صفوفه

يطمح حزب الأصالة والمعاصرة (حكومي) إلى الوصول إلى 100 ألف عضو في هذا الحزب مع نهاية ولاية قيادته الجماعية في أفق عام 2028.

وقالت منسقته الوطنية، فاطمة الزهراء المنصوري، السبت، إن مسعى الحزب هو الوصول إلى 100 ألف عضو، أو تجاوز هذا العدد « قبل أن تنتهي ولاية القيادة الجديدة ».

وفي ماي الفائت، أعلنت المنصوري في اجتماع للمجلس الوطني أيضا، بأن عدد أعضاء حزبها يبلغ 44 ألفا بعد حوالي 16 عاما من تأسيسه، ما يجعل طموح الحزب كبيرا في إضافة 66 ألفا من الأعضاء إليه في غضون نحو ثلاث سنوات فقط.

بهدف بلوغ هذا الهدف، سيطلق الحزب « أبوابا مفتوحة على الصعيد الوطني » وفق ما ذكرت في هذا السياق، مؤكدة أن حزبها « سيعمل على التواصل مع المواطنين وإقناعهم بمشروعنا ».

وترغب قيادة « الجرار » في دفع « جيل جديد إلى الانخراط في العمل السياسي »،  في مسعى إلى « تجديد الثقة في الأحزاب » كما قالت المنصوري، معبرة عن انزعاجها من التقليل من شأن الأحزاب السياسية، مشددة على أن « لا ديمقراطية من دون الأحزاب السياسية ».

مشددة على أن « شيطة الأحزاب السياسية لن تقود إلى أي نتيجة »، اعتبرت المنسقة الوطنية للحزب أن « وجود سمكة واحدة فاسدة لا يجب أن يكون سببا لتشويه صورة الجميع »، كما « ليست كل الأحزاب نزيهة ». وكمثال عن ذلك، قدمت حزبها الذي لديه رصيد رؤساء جماعات يبلغ 343، لكن « ثلاثة رؤساء فقط من عزلوا من مناصبهم من لدن وزارة الداخلية ».

 

كلمات دلالية أحزاب البام المغرب المنصوري سياسية

مقالات مشابهة

  • هل تعلم كيف تتجنب إدمان الهاتف؟
  • الجابر: الجماهير منحوا سالم الثقة وهو منحهم المتعة والفرح
  • خبير طاقة: لا تدع الأبراج تزعزع ثقتك بنفسك
  • ندوة تقرأ شمال الباطنة في مرآة التاريخ عبر دورها السياسي والحضاري
  • المنصوري: تجديد الثقة في الأحزاب ضرورة.. وطموح "البام" بلوع 100 ألف منخرط في صفوفه
  • ملخَّص المجتمع: مرآة الشفافية وصخب التفاعل
  • نورهان حشاد تكتب: ‏حُسن الظّن .. أناقة فِكر
  • «الشارقة للدفاع عن النفس» بطل كأس الاتحاد للجودو
  • شركة الثقة أفضل مصنع بلاط بازليون