صدى البلد:
2025-05-02@01:12:00 GMT

مي حمدي تكتب: مرآة أولادك

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

هل فكرت يوماً في أن ابنك أو ابنتك يستقون فكرتهم عن العالم وعن أنفسهم منك، وخاصة في السن الصغيرة؟ فأنت المسئول عن تكوين معايير الصواب والخطأ لديهم، وذلك بشكل أساسي من خلال أفعالك وليس أقوالك كما قد تعتقد، فتأثير تصرف واحد منك أقوى بكثير من محاضرة طويلة ثقيلة تلقيها عليهم.

وأيضا أنت المسؤول عن تكوين شخصياتهم وفكرتهم عن أنفسهم ومستوى الثقة لديهم.

فإذا كنت دائم النهر والتوبيخ لابنك، كثير الانتقاد، تنعته بصفات غير حميدة، بل وقد تهينه - حتى وإن كنت تعتقد أنك تصوبه أو تصلحه وتقومه - كيف تتوقع أن تكون قناعته عن نفسه؟ ومن أين سيأتي بصورة مغايرة وأنت مرآته ونافذته على العالم؟ شبهت المستشارة التربوية حنان صبري الطفل حتى سن 7 سنوات بالإسفنجة، لذلك فوصمه بصفة سيئة قد يكون لديه معتقدا عن نفسه.

ولكن لا تعتقد أن تأثيرك يتوقف فقط عند هذا العمر، فهي تصف الطفل في المرحلة التالية من سن 7 إلى 11 سنة بأنه كالموزة، لين طري، قد نتسبب له في خدوش وجروح وثقوب تترك آثارا، بل وقد نكسره إذا حاولنا تقويمه بالشدة. أما في المرحلة التالية وهي مرحلة المراهقة فالطفل كالبيضة! يبدو صلبا من الخارج، بينما هو لين من الداخل، فإذا أستمرينا في توجيه الخبطات سوف يتشقق، بل وقد ينفجر في وجوهنا، فالطفل يبدو قوي من الخارج بينما هو هش من الداخل.
إذا رأيت من إبنك أو ابنتك سلوكاً غير مرغوب فيه، فاحذر من التعامل بشكل عنيف، ولا أعني هنا العنف الجسدي. احذر من القسوة والإهانة وخاصةً أمام الآخرين. بل احتوي أبنائك، وناقشهم، وعلمهم، برفق ولين وحزم عند الحاجة. لأن استخدام القسوة سوف يؤدي لنتائح عكسية على المدى الطويل، إما عن طريق: التمرد، فيفعل الطفل أو المراهق عكس ما تريد، أو عن طريق الانتقام ، فيرغب في إيلام المربي حتى ولو أضر بنفسه، أو ربما كانت النتيجة هي الانطواء والانسحاب منك، فيسعى لفعل ما يريد من وراء ظهرك، أو للأسف الانسحاب من من النفس، عن طريق التقييم السلبي للذات، فتتكون لديه قناعة بأنه شخص سيء، وتضيع ثقته في نفسه.  وقديما قال ابن خلدون: "من كان مرباه بالعسف والقهر سطا به القهر وحمله على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه“".


عامل أولادك كما تحب أن تعامل، فلأطفال مشاعر مرهفة، فلا ترض لهم إلا ما ترضاه لنفسك مثلهم مثل أي شخص بالغ. فاحترام مشاعرهم يمنحهم شعوراً بالثقة والأمان والتواصل. اسمح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية، وحتى وإن كانت آرائهم لا تعجبك، ناقشهم فيها بوعي ونضج وصبر وسعة صدر.

شجع أولادك على استكشاف قدرتهم، واسند إليهم مهاماً حسب أعمارهم وقدراتهم، مما يعزز من قوتهم الشخصية واستقلالهم. وحتى وإن لم ينجحوا من المرة الأولى، شجعهم على الاستمرار في المحاولة وبذل ما يستطيعون، وإن أخفقوا في شيء، فاعتبر أخطائهم فرصاً للتعلم.   ركز على تشجيع  سلوكهم الطيب ومجهوداتهم، وليس مدح شخصهم، مما يعزز من التقييم الذاتي والثقة بالنفس والاعتماد على النفس ، أما المدح فقد يؤدي إلى الاعتمادية وانتظار الاستحسان من الآخرين.

إحرص أيضاً على إبداء حبك غير المشروط لأولادك، وعلى قضاء وقت ممتع معهم، ومناقشة ما يخصهم حتى وإن بدا لك تافها، واشركهم في اتخاذ بعض القرارات، واظهر ثقتك فيهم. أما في مواقف الضعف وفقد الثقة شجهم على التفكير في مميزاتهم ومحاولاتهم المستمرة، وإنجازاتهم ، حتى وإن كانت بسيطة.

عزيزي المربي، هذه دعوة لمراجعة النفس إذا كنت دائم الانتقاد والتعنيف، والحرص على عدم محو الشخصية أو تدمير نفسية الطفل أو المراهق، وإلا فلا تلم إلا نفسك إذا قدمت للعالم شخصا ضعيف الثقة، متخبط، مائع الرأي، فأنت إذا أرهبته من مواجهتك، كيف تتوقع أن يواجه العالم؟
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حتى وإن

إقرأ أيضاً:

الهند وباكستان على شفا الحرب.. دعوات دولية للتهدئة وتجنب التصعيد

تشهد العلاقات بين الهند وباكستان توتراً متصاعداً، ينذر بإمكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين الجارتين النوويتين، وذلك عقب هجوم دموي في إقليم جامو وكشمير الخاضع لإدارة الهند، أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة آخرين، وقد سارعت دول كبرى إلى إطلاق دعوات للتهدئة والحوار، وسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع.

وفي تصعيد متبادل، اتهمت الهند جماعات مسلحة “قادمة من باكستان” بتنفيذ الهجوم، ودعت إلى تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند، كما طلبت من الدبلوماسيين الباكستانيين مغادرة نيودلهي خلال أسبوع. في المقابل، نفت باكستان الاتهامات، وقيّدت عدد الدبلوماسيين الهنود في إسلام آباد، معتبرة أي تدخل في مياه النهر خارج الاتفاقية “عملاً حربياً”، وأعلنت تعليق التجارة مع الهند وإغلاق مجالها الجوي أمامها.

مواقف دولية تدعو للتهدئة

الولايات المتحدة:
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته في أن البلدين “سيجدان حلاً بطريقة أو بأخرى”، مشيراً إلى قربه من القيادتين الهندية والباكستانية. وأكدت الخارجية الأميركية تواصلها مع الطرفين ودعت إلى حل “مسؤول” للأزمة.

الصين:
طالبت بكين الجانبين بممارسة ضبط النفس وتسوية الخلافات عبر الحوار، ودعت لتحقيق نزيه في حادث كشمير.

روسيا:
حثت موسكو، عبر نائب وزير خارجيتها، الطرفين على حل النزاع سلمياً، وأكدت دعمها لجهود التهدئة.

تركيا:
نفت أنقرة إرسال طائرات أسلحة إلى باكستان، وأكد الرئيس رجب طيب أردوغان أهمية خفض التوتر بسرعة قبل أن يتفاقم.

إيران:
أبدت طهران استعدادها للعب دور الوسيط، بحسب وزير الخارجية عباس عراقجي.

الأمم المتحدة:
دعت المنظمة الدولية إلى ضبط النفس والحوار، محذّرة من تدهور الوضع في المنطقة.

مواقف عربية:

قطر:
أكدت قطر دعمها لكافة الجهود الرامية إلى خفض التصعيد بين البلدين، وشددت على ضرورة الحوار لحل القضايا العالقة.

مصر:
أجرت القاهرة اتصالات دبلوماسية مع كل من نيودلهي وإسلام آباد، وشددت على أهمية خفض التصعيد وضبط النفس.

السعودية:
أكدت الرياض عبر اتصالات أجراها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أنها تعمل لضمان عدم تصاعد التوتر، مشددة على أن البلدين حليفان للمملكة.

مقالات مشابهة

  • د.نجلاء شمس تكتب: بسواعدهم تُبنى الحضارات
  • رجل الإبادة الجديد.. ماذا سيرى إيال زامير في مرآة غزة؟
  • جلسة حاسمة بين الزمالك وإنبي لحسم موقف محمد حمدي وتنفيذ بنود التعاقد
  • لتفادي دفع 5 ملايين لإنبي.. الزمالك يراجع عقد محمد حمدي
  • بعثة الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس واستئناف الحوار
  • «الشارقة للدفاع عن النفس» يحتفي بعقد من الإنجازات
  • الهند وباكستان على شفا الحرب.. دعوات دولية للتهدئة وتجنب التصعيد
  • هايدي هشام تكتب: مسلسل "لام شمسية "أثبت أنه صوت من لا صوت له
  • من أرض أبين إلى عنان السماء: مريم عبدالله تكتب التاريخ كأول كابتن طيار
  • المخرجة كوثر يونس من الإسكندرية: مشاعر بطلة "٨٠ باكو" مرآة لي وسعادتي بالمهرجان لا توصف