هل فكرت يوماً في أن ابنك أو ابنتك يستقون فكرتهم عن العالم وعن أنفسهم منك، وخاصة في السن الصغيرة؟ فأنت المسئول عن تكوين معايير الصواب والخطأ لديهم، وذلك بشكل أساسي من خلال أفعالك وليس أقوالك كما قد تعتقد، فتأثير تصرف واحد منك أقوى بكثير من محاضرة طويلة ثقيلة تلقيها عليهم.
وأيضا أنت المسؤول عن تكوين شخصياتهم وفكرتهم عن أنفسهم ومستوى الثقة لديهم.
ولكن لا تعتقد أن تأثيرك يتوقف فقط عند هذا العمر، فهي تصف الطفل في المرحلة التالية من سن 7 إلى 11 سنة بأنه كالموزة، لين طري، قد نتسبب له في خدوش وجروح وثقوب تترك آثارا، بل وقد نكسره إذا حاولنا تقويمه بالشدة. أما في المرحلة التالية وهي مرحلة المراهقة فالطفل كالبيضة! يبدو صلبا من الخارج، بينما هو لين من الداخل، فإذا أستمرينا في توجيه الخبطات سوف يتشقق، بل وقد ينفجر في وجوهنا، فالطفل يبدو قوي من الخارج بينما هو هش من الداخل.
إذا رأيت من إبنك أو ابنتك سلوكاً غير مرغوب فيه، فاحذر من التعامل بشكل عنيف، ولا أعني هنا العنف الجسدي. احذر من القسوة والإهانة وخاصةً أمام الآخرين. بل احتوي أبنائك، وناقشهم، وعلمهم، برفق ولين وحزم عند الحاجة. لأن استخدام القسوة سوف يؤدي لنتائح عكسية على المدى الطويل، إما عن طريق: التمرد، فيفعل الطفل أو المراهق عكس ما تريد، أو عن طريق الانتقام ، فيرغب في إيلام المربي حتى ولو أضر بنفسه، أو ربما كانت النتيجة هي الانطواء والانسحاب منك، فيسعى لفعل ما يريد من وراء ظهرك، أو للأسف الانسحاب من من النفس، عن طريق التقييم السلبي للذات، فتتكون لديه قناعة بأنه شخص سيء، وتضيع ثقته في نفسه. وقديما قال ابن خلدون: "من كان مرباه بالعسف والقهر سطا به القهر وحمله على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه“".
عامل أولادك كما تحب أن تعامل، فلأطفال مشاعر مرهفة، فلا ترض لهم إلا ما ترضاه لنفسك مثلهم مثل أي شخص بالغ. فاحترام مشاعرهم يمنحهم شعوراً بالثقة والأمان والتواصل. اسمح لهم بالتعبير عن آرائهم بحرية، وحتى وإن كانت آرائهم لا تعجبك، ناقشهم فيها بوعي ونضج وصبر وسعة صدر.
شجع أولادك على استكشاف قدرتهم، واسند إليهم مهاماً حسب أعمارهم وقدراتهم، مما يعزز من قوتهم الشخصية واستقلالهم. وحتى وإن لم ينجحوا من المرة الأولى، شجعهم على الاستمرار في المحاولة وبذل ما يستطيعون، وإن أخفقوا في شيء، فاعتبر أخطائهم فرصاً للتعلم. ركز على تشجيع سلوكهم الطيب ومجهوداتهم، وليس مدح شخصهم، مما يعزز من التقييم الذاتي والثقة بالنفس والاعتماد على النفس ، أما المدح فقد يؤدي إلى الاعتمادية وانتظار الاستحسان من الآخرين.
إحرص أيضاً على إبداء حبك غير المشروط لأولادك، وعلى قضاء وقت ممتع معهم، ومناقشة ما يخصهم حتى وإن بدا لك تافها، واشركهم في اتخاذ بعض القرارات، واظهر ثقتك فيهم. أما في مواقف الضعف وفقد الثقة شجهم على التفكير في مميزاتهم ومحاولاتهم المستمرة، وإنجازاتهم ، حتى وإن كانت بسيطة.
عزيزي المربي، هذه دعوة لمراجعة النفس إذا كنت دائم الانتقاد والتعنيف، والحرص على عدم محو الشخصية أو تدمير نفسية الطفل أو المراهق، وإلا فلا تلم إلا نفسك إذا قدمت للعالم شخصا ضعيف الثقة، متخبط، مائع الرأي، فأنت إذا أرهبته من مواجهتك، كيف تتوقع أن يواجه العالم؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حتى وإن
إقرأ أيضاً:
يا ليل يا عين| المسرح الشعبى والفنون الغنائية مرآة التراث ووجدان المجتمع المصرى.. إسهامات المبدعى من الشيخ سلامة حجازى إلى جمالات شيحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
المسرح الشعبى والفنون الغنائية يمثلان أحد أهم روافد الثقافة المصرية الأصيلة، حيث يعكسان روح الشعب وتاريخه وتراثه عبر أجيال من الرواد الذين أثروا هذا المجال، ومن أبرز هؤلاء: الشيخ سلامة حجازى الذى حول المسرح الغنائى إلى أداة تعبير فنى قريبة من وجدان الجمهور، مقدما موضوعات تمس الحياة اليومية، ولعب زكريا الحجاوى دورا كبيرا فى إحياء المسرح الشعبى، وجمع التراث الشفهى وأدخل الأغانى الشعبية فى أعماله، وأسس فرقا مسرحية جابت القرى والمدن لتعزيز هذا الفن.
إسهامات مبدعى المسرح الشعبىوكذلك ترك بيرم التونسى بصمته بإضافة شعره وأزجاله اللاذعة التى عكست قضايا وهموم الطبقات الفقيرة، ولا يمكن تجاهل إسهامات شيخ الطريقة عبدالرحمن الشافعى، وأدخل على الكسار الفكاهة إلى المسرح الشعبى، مؤسسا لونا كوميديا يجمع بين المسرح التقليدى والفرجة الشعبية، إلى جانب جمالات شيحة، خضرة خضر، وغيرهم ممن أثروا المسرح الشعبى، والغناء بفنونهم وإبداعاتهم التى تعبر عن نبض المجتمع المصرى.
تشكلت ملامح هذا الفن على مر العقود، ليصبح مرآة تعكس أحلام الناس وآلامهم وأفراحهم، فهذه الأسماء لم تكن مجرد مبدعين، بل حملوا على عاتقهم مسئولية الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية، ومزجوا بين التراث الشعبى القديم والتجديد الفنى، ليضعوا بصمتهم الخالدة فى المسرح الغنائى والفنون الشعبية.
ومن خلال المسرح الغنائى والاستعراضات الشعبية، استحضرت الحكايات والأساطير، ونقلت تجارب الشعوب عبر لغة فنية تجمع بين الغناء، الأداء، والحركة، تلك الجهود أثمرت إرثا فنيا غنيا يمثل جزءا أصيلا من الذاكرة الثقافية المصرية.
وفى السطور التالية نستعرض أبرز رواد المسرح الغنائى والفنون الغنائية في العالم العربى.
سلامة حجازى عبقرى المسرح الغنائى.. وتطور الموسيقى فى مصر
كان الشيخ سلامة حجازى فنانا متعدد المواهب، حيث برع فى مجالى الغناء والتمثيل، وبرز كأحد الشخصيات المحورية فى النهضة الفنية والمسرحية بمصر فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
حجازى ولد فى الإسكندرية عام 1852، وبدأ مشواره الفنى فى سن مبكرة، وكان من أبرز مساهماته فى المجال الفني تقديم العديد من المسرحيات الغنائية التى جمعت بين التمثيل والغناء، كما شارك فى عروض مسرحية ضخمة، وكانت أعماله من بين أولى المسرحيات التى تناولت قضايا اجتماعية وفنية.
ويعد حجازى من الرواد الذين أدخلوا أساليب موسيقية غربية إلى الساحة الفنية العربية، لكنه حافظ فى الوقت ذاته على الطابع العربى الأصيل، وقد استطاع أن يمزج بين الألحان الشرقية والتأثيرات الغربية فى أعماله، ما ساعد فى زيادة شهرته، كما كان يتمتع بصوت قوى وعذب، وأدى أدوارا درامية غنائية بمهارة عالية، مما جعل أعماله جزءا مهما من التراث المسرحى المصرى.
وانضم سلامة حجازى إلى فرقة يوسف الخياط منشدا وممثلا فيها 1885، وضمه القرداحى إلى جوقته وشارك فى العديد من عروضها المسرحية من بينها: «زنوبيا ملكة تدمر»، «عائدة»، «عفة النفوس» وغيرها من الأعمال، إلى أن قرر الاستقلال عن فرقة القرداحي، وكون فرقة مسرحية فى 1888 بالإسكندرية، وانضم لفرقة إسكندر فرح فى 1889 وقدم معها العديد من الأعمال المسرحية من بينها: «أنس الجليس»، «شهداء الغرام»، «حمدان»، «حسن العواقب»، «تليماك»، «عظة الملوك»، «البرج الهائل»، «أبى الحسن المغفل»، وغيرها من الأعمال.
الشيخ سلامة حجازيتميز صوت حجازى باللون الفنى للأوبريتات، وأول من لحن المارشات والسلامات الخديوية، التى كان يغنيها بصوته فى مطلع الروايات، وهو نوع من الغناء الحماسى الذى يحث على المبادئ والأخلاق والولاء للوطن.
وأشادت به الممثلة العالمية «سارة برنار» عندما شاهدته فى رواية «غادة الكاميليا»، انتقل بالأغنية من مجالس التخت إلى خشبة المسرح، وجعل منها جزءا أصيلا فى بناء العمل المسرحي، فمهد الطريق للنقلة الكبرى التى أحدثها من بعده وهو «سيد درويش»، حتى انفصل عن فرقة إسكندر فرح فى 1905، وقرر تكوين فرقته الخاصة به وقدم من خلالها مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «مطامع النساء»، «الجرم الخفي»، «تسبا»، «السلطان صلاح الدين الأيوبي»، وغيرها، حتى أصيب بخزل الجانب الأيسر فى 1909 واستمر يصارع هذا المرض لمدة ثلاث سنوات.
ازدهرت فرقة حجازى وبدأت موسمها الجديد فى 1913، حيث قدمت العديد من الأعمال المسرحية من بينها «الاتفاق الغريب»، «عواطف البنين»، «غانية الأندلس»، هذا وقد تم تكوين جوق جديد يجمع بين فرقتى سلامة حجازي، وجورج أبيض، وسمى جوق أبيض وحجازى وقدم مجموعة متنوعة من المسرحيات من بينها «لويس الحادى عشر»، «عايدة»، «مى وهوراس»، «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» وغيرها من الأعمال حتى انفصل حجازى واستقل بجوق جديد وقدم مجموعة مسرحيات منها «الأفريقية»، «عبرة الأبكار»، «شهداء الغرام»، إلا وانتقل حجازى إلى مساعدة الأخير وتوقف نشاط فرقته نهائيًا ولم تستكمل مسيرتها الفنية.
وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على وفاته، إلا أن تأثيره على الفن العربى والمصرى لا يزال قائما، كما تعد مسيرته من أبرز المحطات التى أسهمت فى تطوير المسرح الغنائى والموسيقى بمصر، ويعد أحد رواد النهضة الفنية فى البلاد.
الممثلة سارة برنارزكريا الحجاوى حامل لواء التراث الشعبى.. وصاحب الأوبريتات الخالدة
"ياليل يا عين".. جمع بين الأسطورة والفن الشعبى
«كل ما فيكى بيغنى يا أم الدنيا حلوة يا مصر.. ياللى عليكى ثلاث حراس الستر، وفضل الله، والنصر».. هكذا قال الفنان الراحل زكريا الحجاوى الذى يعد أشهر من جمع التراث الفنى الشعبى المصرى ومؤسس مسرح المقطم للفن الشعبى، وأول من قدم أوبريت الفن الشعبى على مسرح الأوبرا فى 1957، جمع ما يقارب 72 ملحمة شعبية، واكتشف خلالها أشهر الفنانين الشعبيين، طاف بهذا الفن داخل مصر وخارجها، وأقنع معظم الفنانين بالانضمام لفرقته أو أى فرقة غنائية، اكتشف العديد من الفنانين الشعبيين من بينهم محمد طه، محمد أبو دراع، إبراهيم خميس، محمد صبرة، فاطمة سرحان، جمالات شيحة، روضة شيحة، خضرة محمد خضر التى تزوجها فيما بعد، استطاع أن يقوم بعمل مسح جغرافى لمصر، وذلك لجمع كل كلمة ألقيت فى التراث الشعبى.
رثاه الفنان محمد طه فى أحد مواويله قائلا: «تكسب كتير فى الممات يا مربى أولادك فى العمل والفن.. الله يرحم زكريا الحجاوى ويخلى أولاده.. اسم غالى على بال النور يا زكريا يا ابن الحجاوى.. حج العلم يا زكريا.. والذكرى حلوة تآمن بيك يا زكريا.. مصر الجميلة علم أنوارها بعلم الفن لك عزوة فى الفن عالية والكرم لماك.. يا ما جيبت أدوار وقلبت أمام الحب كل لماك.. من صغر سنى بنظم فنون الفن من مات وخلد الفن على الدنيا دنيا كأنه ما مات».
عندما كلف يحيى حقى عقب ثورة يوليو 1952، بتقديم مجموعة من أعمال الفنون الشعبية، وكان هذا اللون لا يجيده، استعان بزكريا الحجاوي، وطلب منه الوقوف بجانبه من خلال تقديم مجموعة من الأعمال الفنية الشعبية للثورة، وقدموا العديد من الأعمال الناشئة للقطاع الناشئ، ثم كلفه حقى بتقديم عمل فنى كبير وضخم يتم من خلاله خدمة الفنون الشعبية، وبالفعل قدم أوبريت «يا ليل يا عين» الاستعراضى الغنائى الراقص الشعبى موسم 1956، من تأليف أحمد على باكثير وزكريا الحجاوى، وإخراج زكى طليمات، حيث ذهب برحلة طويلة فى البحث عن عازفين، ومؤدين، وملحنين لهذا الأوبريت، حتى عاد بكم كبير من الفنانين.
زكريا الحجاوييا ليل ياعين
في سبتمبر من العام 1956 قدمت فرقة ياليل ياعين أول باكورة إنتاجها بأوبريت «ياليل ياعين» على خشبة مسرح دار الأوبرا الخديوية، والذي يعد أول محاولة جادة لتقديم فنوننا الشعبية بصورة علمية راقية، والنواة الحقيقية لتكوين فرقة رضا للفنون الشعبية رائدة الرقص الشعبي بالوطن العربي، هكذا أشار المخرج والناقد المسرحى الدكتور عمرو دوارة إلى ذلك فى كتابه «المسرح المصرى مئة وخمسون عاما من الإبداع» موضحا أن الهدف من تقديم هذا الأوبريت هو الارتقاء بمستوى تقديم فنوننا الشعبية وتقديم عرض غنائى راقص يكون الحوار فيه أقل ما يمكن، وذلك بالاعتماد على رابط درامى يجمع بين الفنون الشعبية بمختلف أقاليم مصر التى تتسم بهذا الثراء والتنوع.
وقد تحمل مسئولية انتاجه الأديب يحيى حقي رئيس مصلحة الفنون آنذاك أثناء فترة تولي الأديب والسياسي فتحى رضوان مسئولية وزارة الثقافة، ويعد يحيى حقي الجندى المجهول وراء نجاح هذا الأوبريت فقد قام بعمل المايسترو قائد الفرقة الموسيقية الذي جمع جميع الخيوط بين يديه، بدءا من البحث عن فكرة درامية أو خيط رفيع يجمع بين بعض فنوننا ورقصاتنا الشعبية ومرورا بموافقته وترحيبه بالاقتراح الذي تقدم به الأديب توفيق حنا باستغلال وتوظيف أسطورة «ياليل ياعين»، ثم باختيار جميع عناصر العرض من المؤلف والمخرج والشاعر والملحن وأيضا ترشيح النجوم المشاركين وتجميع مجموعة الراقصين الجامعيين لأول مرة بمعاونة الأستاذة نفيسة ،الغمراوي، وذلك بخلاف دوره الهام في عكس أو قلب تفاصيل الأسطورة.
«ياليل ياعين» أسطورة شفهية تناقلتها الأجيال واستمع إليها توفيق حنا من أحد الحلاقين بمدينة الإسكندرية، وتدور أحداثها حول «ليل » ابن ملك البحر، وعين» ست الحسن والجمال بنت السلطان أو ابنة الشهبندر على أقل تقدير، وكان «ليل» يخرج من البحر للناس في صورة فتى وسيم من البشر، وارتبط بصداقة مع أحد الصيادين واتفق معه على أن يملأ شباكه من خير البحر بشرط أن يحفظ سره، ولكن الصياد لم يستطع أن يحافظ على السر بعدما تطورت علاقة الحب بين «ليل» و«عين» وأراد طلب يدها للجواز، فكشف عن حقيقة «ليل» لأهل «عين» الذين رفضوا بالطبع هذا الارتباط خشية أن يصحب ابنتهم معه إلى قصر والده بأعماق البحر، فجاءت تلك النهاية الحزينة للأسطورة بغضب «ليل» من عالم البشر لعدم وفائهم وعدم حفاظهم على الوعد فيختفى ويرجح عودته إلى عالم البحار، وكذلك اختفت «عين» ويرجح أنها قد لحقت به، ويظل الناس منذ ذلك الحين ينادون عليهما بحسرة يا ليل يا عين»، وفي المعالجة الحديثة تم جعل « عين» هى ابنة ملك البحار، وجعل «ليل» صياد فقير من عامة الناس، وذلك لأن الوجدان الشعبي ارتبط بأن الجنية أو عروس البحر هى الأنثى، بالإضافة أن هذا التصور الأخير يقترب من الأهداف الاشتراكية لثورة يوليو وتعظيمها لدور وقيمة العمل، ومناداتها بضرورة إزالة الفوارق بين الطبقات.
وقد شارك فى تقديم هذا الأوبريت بالكتابة كل من توفيق حنا صاحب الفكرة، وبكتابة الحوار وتقديم الصياغة النهائية للأوبريت الكاتب المسرحى على أحمد باكثير، وذلك بمعاونة رائد الفن الشعبى وخبير التراث زكريا الحجاوى، والأشعار عبدالفتاح مصطفى، والحان أحمد صدقى، توزيع موسيقى عبدالحليم نويرة، أوركسترا إبراهيم حجاج، وإخراج زكي طليمات.
وشارك فى بطولته الفنانين: نعيمة عاكف فى دور «عين»، محمود رضا «ليل»، والمطربة شهرزاد، فريدة فهمى، محمود شكوكو، وفرقة «أبوالغيط الشعبية».
أوبريت يا ليل يا عينيعتبر الحجاوى من الرواد الذين أسهموا بشكل كبير فى انضمام الفنانين الشعبيين إلى نقابة المهن الموسيقية، وكان له دورا بارزا فى ضمان اعتمادهم بالإذاعة المصرية وتحديد أجور أساسية لهم، فقد بدأ مشواره المهنى بتقديم مقالات وتحقيقات تناولت الحرف اليدوية التراثية والسير والحكايات الشعبية، وقد حظيت أعماله، خاصة فى مجال الدراما الإذاعية، بمتابعة كبيرة، وكان أبرز أعماله هو تقديم رائعته الشهيرة «أيوب المصرى»، التى حققت نجاحا باهرا وأصبحت حدثا ينتظره الجميع عند إذاعتها، وبفضل هذه النجاحات، أصبح الحجاوى رمزا بارزا فى الأدب الشعبى، وأصبح بمثابة الأب الروحى لهذا المجال.
قدم الحجاوى العديد من المؤلفات المتنوعة فى المسرح، والمواويل، والمسلسلات، وسيناريوهات الأفلام من بينها «أيوب المصري»، «سعد اليتيم»، «ملاعيب شيحة»، «كيد النساء» بالإذاعة، «سيد درويش»، «أدهم الشرقاوى» للتليفزيون، وسيناريو «أحبك يا حسن» للسينما، «بيجماليون»، «ملك ضد الشعب» للمسرح، إلى جانب المجموعة القصصية «نهر البنفسج»، «حكاية اليهود»، موسوعة التراث الشعبى الجزء الأول، وغيرها من الأعمال الفنية المحفورة فى ذاكرة الإذاعة المصرية وفى وجدان الشعب المصري، وبفضل هذا العطاء العظيم والتراث الشعبى الأصيل كرمته الدولة بعد وفاته، ومنحت اسمه شهادة تقدير من أكاديمية الفنون، كما غيرت اسم مسرح السامر إلى مسرح زكريا الحجاوى تخليدا لذكراه، ومنحته وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
جمالات شيحة.. رحلة فنية تروى هموم الشعب وتراثه
جمالات شيحة اسم لامع فى عالم الفن الشعبى، وتعد واحدة من أوائل الفنانات اللواتى أسهمن فى تشكيل ملامح هذا اللون الفنى الأصيل.
ولدت جمالات فى إحدى قرى مصر، وظهرت موهبتها فى سن صغيرة، مما جعل زكريا الحجاوى، أحد أعمدة الفن الشعبى، يكتشفها ويمنحها الفرصة للانطلاق فى عالم الفن الأصيل.
ارتبط اسمها بتراث المواويل والأغانى، التى تعبر عن هموم الناس وأفراحهم بلغة بسيطة وأداء عفوى أصيل، حيث تميزت بصوت قوى وأداء يحمل روح البيئة الشعبية المصرية، ما جعلها قريبة من قلوب الناس.
قدمت جمالات أغنيات عديدة تحاكى الحياة اليومية وتعبر عن المشاعر الصادقة، ومن أشهرها: «على ورق الفل دلعنى» و«أنا شرقاوية» و«يا حلو غيرت رأيك فينا» و«أنا رايحة الحسين» و«اتدلع يا حلو» و«على بلد المحبوب» و«رسينى يا ساقية عذاب» و«ياما دقت على الراس طبول» وغيرها من الأغانى، لم تقتصر أعمالها على الغناء فقط، بل أسهمت فى نقل الثقافة الشعبية المصرية إلى الأجيال الجديدة، وكانت رمزا للأصالة والبساطة.
شاركت جمالات خلال مشوارها الفنى فى العديد من المهرجانات والاحتفالات الشعبية، حتى أصبحت نموذجا للفنانة التى تلتصق بجمهورها وتعبر عنهم، لا تزال أغانيها تردد في الأفراح والاحتفالات الشعبية، مما يؤكد مكانتها كأيقونة خالدة فى تاريخ الفن الشعبى المصرى الأصيل.
المطربة جمالات شيحةالمسرح الشعبى جسر فنى وثقافى بين الأردن وفلسطين
فرقة «المسرح الشعبى» تكونت عام 1991 فى الأردن، واحتضنت عددا كبيرا من الفنانين الفلسطينيين والأردنيين والعرب، قدمت الفرقة أعمالا مسرحية متنوعة جابت المدن الأردنية، واستضافت فرقا عربية وأجنبية، كما نظمت دورات تدريبية وندوات ثقافية، وأصدرت مجلة متخصصة فى المسرح والدراما.
وفى عام 1996، انتقلت الفرقة إلى فلسطين تحت اسم «جمعية المسرح الشعبى لفنون الأداء والتدريب»، لتواصل مسيرتها فى تقديم العروض المسرحية والفنية بمناطق السلطة الفلسطينية، ومن أبرز أعمالها: «بحلم في بكرة، سندريلا، قراقوش والموسيقى، الخوف، القفص، يا قدس، زمن الأبرياء، مونودراما لعبة الشاطر، الطائر الحزين، حفار القبور، أحلام معلقة، الدغري، الضوء الأسود، خطايا، إسرق أقل رجاء، رحلة الأحلام، بيت برناردا آلبا، حى التنك، رحلات أبو الخيزران، قصص من زمن الخيول البيضاء، هناك على الشاطئ الآخر».
أسهمت الجمعية فى العديد من المهرجانات المسرحية العربية والمؤتمرات الثقافية، وهى تنظم سنويا برامج تدريبية متخصصة فى التمثيل والفنون المسرحية وفن الحكواتى، كما تنتج برامج إذاعية وأفلاما وثائقية، وتقدم أنشطة ثقافية متنقلة لتدريب الشباب والأطفال على مختلف الفنون.
وتهدف الجمعية إلى تنمية مهارات الشباب والأطفال، وإنتاج وترويج أعمال فنية ومسرحية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية محليا ودوليا، ودعم الحركة الثقافية والفنية وحفظ التراث.
فرقة المسرح الشعبي