رمضان عبد المعز: الحياة رحلة روحانية تحتاج إلى تأمل وتفكر
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إننا في زمنٍ نحتاج فيه إلى نور الإيمان ليضيء لنا دروب الحياة، خاصة في ظل التحديات التي نواجهها.
فضل سورة الأنعاموأكد الداعية الإسلامي، خلال حلقة برنامج لعلهم يفقهون، المذاع على فضائية «dmc»، اليوم الاثنين، أن سورة الأنعام، تلك السورة المكية العظيمة، تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر، حيث تركز على قضية التوحيد وعظمة الخالق سبحانه وتعالى، لافتا إلى إن الله هو الذي خلقنا من طين، وهو الذي يرزقنا ويعتني بنا، لذلك يجب أن نتوكل عليه في جميع أمورنا.
وأضاف: «في ظل ما نشهده من آراء شاذة تدعو إلى الإلحاد، علينا أن نكون دعاة للحق، نوضح للناس عظمة الله وقدرته، ونبين لهم أن الحياة ليست مجرد مادة، بل هي رحلة روحانية تحتاج إلى تأمل وفكر».
خدمة الدين والإنسانيةوتابع: «اقرأوا سورة الأنعام بتمعن، وتأملوا معانيها، فهي تُذكرنا بأن كل ما في الكون هو من صنع الله، وأنه هو وحده القادر على أن يسير الأمور، كما أنه علينا أن نستفيد من العلوم والمعارف، ولكن يجب أن تكون هذه العلوم مُوجهة لخدمة الدين وتطوير الإنسانية».
واختتم: «نسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى سواء السبيل، وأن يعيننا على نشر رسالة الإسلام الحقيقية، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسلام رسالة الإسلام لعلهم يفقهون
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: الزعم بأن الإنسان مجبر على المعصية باطل لهذه الأسباب
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن البلاء سنة إلهية، وهو في حقيقته اختبار وتمحيص وتهذيب، وليس عذابًا في كل حال.
واستشهد بقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ • الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ • أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (سورة البقرة، الآيات 155–157). ففي هذه الآيات يتضح أن البلاء قد يكون رحمة من الله ومطية للفوز بالجنة، إذا قابله العبد بالصبر والرضا.
جاء ذلك خلال حديثه الرمضاني اليومي، حيث أشار أن من الأسئلة التي كثيرًا ما تتردد في أذهان الناس: لماذا خلق الله تعالى البلاء؟ ولماذا يكون العذاب أبديًّا رغم أن الجُرم محدود في الزمن؟
وأوضح المفتي أن الابتلاءات تختلف وتتنوّع، وقد يظنها الإنسان ظلمًا أو شرًّا، لكنها في ميزان الله عدلٌ وخيرٌ مطلق، وإن خفي وجهه علينا. وضرب مثالًا بما دار بين موسى عليه السلام والخضر، حيث بدا في الظاهر أن أفعال الخضر غير مبررة، ثم انكشف في النهاية وجه الحكمة الإلهية.
وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نبّه إلى أن الابتلاء علامة على القرب من الله، فقال: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه"، وفي الحديث الآخر: "إذا أحبّ الله قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط."
كما تطرّق إلى السؤال عن أبدية العذاب رغم أن الذنب مؤقت، فأوضح أن العقوبة لا تُقاس بزمن الفعل، بل بخطورته وآثاره، تمامًا كما أن بعض الجرائم في الدنيا قد تقع في لحظة واحدة، ويُحكم على صاحبها بالسجن فترة طويلة.
وأكد أن من كفر بالله أو جحد رسله باختياره، فإن إرادته في الكفر دائمة، ولو عاد إلى الدنيا لعاد إلى ما نُهي عنه، كما قال تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ۚ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (سورة الأنعام، الآية 28)، لافتًا إلى أن هذا الكفر ليس اضطرارًا، بل اختيار مستمرّ، يستحق صاحبه عذابًا دائمًا، وذلك من تمام عدل الله تعالى، إذ الجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (سورة الرحمن، الآية 60)، وقوله تعالى: {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (سورة فصلت، الآية 46).
الإجبار على المعصيةوبيّن المفتي، ردًّا على من يزعم أنه مجبر على المعصية، أن هذا زعم باطل لا دليل عليه، لأن الله أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وبيّن الطريق، وأعطى الإنسان العقل والحرية في الاختيار، كما قال تعالى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (سورة النساء، الآية 165)
وفي ختام حديثه، أكد مفتي الجمهورية أن: البلاء قد يكون نعمة، والعذاب الأخروي هو عدل إلهي، لا ظلم فيه، قائم على علم الله بما تُخفيه القلوب وتُثبته الأفعال.
ودعا إلى أن نرضى بقدر الله، ونسلّم لحكمته، فهو اللطيف الخبير، الذي لا يظلم أحدًا، ولا يُحاسب إلا بعد البيان والتمكين.