يمانيون:
2024-11-21@18:36:08 GMT

مجدُ الاستشهاد في الميدان.. أُسطورةُ السنوار

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

مجدُ الاستشهاد في الميدان.. أُسطورةُ السنوار

يمانيون/ كتابات/ عبدالحميد الغرباني كان الشهيدُ القائدُ يحيى السنوار، هدفاً للاغتيال، بل في أعلى لائحة الأسماء المطلوب تصفيتها وتحييدها من ساحة الصراع؛ بهَدفِ النَّيْلِ من إرادَة المقاومة وسلبها عقليةً أمنيةً وعسكريةً فَذَّةً اعتمدت تكتيكاتٍ قتاليةً وقدرات فارقة في تكبيد الصهاينة خسائرَ كبيرة.

لكن العدوّ لم يبلغه وعجز أمام براعته وتدابيره الأمنية، وَسيظل نموذجاً لقُدرةِ أبناء الإسلام على هزيمة كُـلّ أجهزة وتقنيات المخابرات المُعادية، ونموذجاً للمقاتل من المسافة صفر من موقع القيادة لا الجُندية، وهذه سردية تُفصل أكثرَ عن هذه الميزات لأُسطورة الطوفان.

لم يكن شبحًا:

لم يكن السنوار مجهولًا بالنسبة لأجهزة مخابرات العدوّ، لقد عرفت عنه كُـلّ شيء بعد اعتقال دام ربع قرن وَحتى بعد كسر صفقة وفاء الأحرار قيود المعتقل عنه لم يكن متواريًا عن الأنظار، جال في شوارع غزة وَحضر فعاليات مختلفة وألقى خطابات نارية وَأَيْـضاً شارك في مسيرات العودة في العام 2018 وهكذا فملفه ضخم بالنسبة للموساد والشاباك، لكنه بعد كُـلّ شيء مُعلن يغيب فلا يُعلم أين ومتى وكيف سيظهر ولا يترك أثراً يقود إلى أين سيمضي.

لقد حيّر السنوار كُـلّ أجهزة المخابرات وَأجبرها على استثمار مواردَ هائلة لتعقبه دون نتيجة رغم استمرارها لسنوات، وفي ذلك شكل من أشكال مراكمة خسائر العدوّ وَصورة لفشل أحدث تقنيات التجسس وشبكات الجواسيس على الأرض، والعبرة للمحور هنا أَو من هذه النقطة هو أن الرجل مع أنشطة علنية لم يترك ثغرة أَو خيطاً يُمكِنُ أن يقود إليه؛ بما يعني ذلك من تدابيرَ أمنيةً ناجعةً ومثاليةً؛ لضمان عدم العُرضة لما يمكن وصفه بمزيج الاستخبارات البشرية وسلاح الإشارة وتقنيات التنصت وَالاختراق لأنظمة الاتصالات المختلفة وعلى قاعدة “بذل الأسباب” أَو “اعقِلْها وتوكَّلْ”..

مقاتل المسافة صفر:

هذه السرية والاحترازات الناجعة اتصلت وعبَّرت عن نفسها بقوة صبيحة يوم سبت يهودي عندما عَبَرَت كتائب القسام غلاف غزة وهاجمت القواعد العسكرية للعدو في عملية مُباغتة فاجأت الأصدقاء، بل حتى رفاق الجهاد والسلاح مع أن طبيعة الاستعداد لعملية معقدة وتشمل الآلاف من المشاركين كانت أكبر من أن تتوارى لكن ذلك حصل مع الحفاظ على السرية التامة.

وحتى بعد عام كامل من حرب الاستخبارات الغربية ما تزال العملية خارج دائرتها وليس لديها أية صورة واضحة للتخطيط العملياتي لكتائب القسام وكيف وَمن أين حصلت على الوسائل اللازمة لتنفيذ العملية، وكيف جهَّزت ترسانةَ أسلحتها المختلفة بعد سنوات من الحصار، وكيف تواصل المقاومة بصورة منتظمة بدقة وبخطط مُصممة لصمود مذهل يحبط خطط كُـلّ الجيوش الموصوفة بالكفاءة عالميًّا.

إن هذه العملية هي أعظم إنجاز فلسطيني على امتداد تاريخ المقاومة الفلسطينية، لعام ونيّف سيواصل السنوار إدارة المعركة وستكثّـف الأجهزة المخابراتية المُعادية أنشطتها؛ بغية النيل منه، لكنها أخفقت ولم تصل لأي خيط يقود إليه مع إعلان متكرّر عن اغتياله بعد أن توهمته خيالًا يحتمي تارة بالأسرى وتارة بالنازحين وثالثة بالمشافي؛ فيما كان أبو إبراهيم يُطارد مُجرمي الحرب وَيتحسس رؤوس عناصرهم في خطوط المواجهة الأولى، ومن أقرب نقطة يستطلع جحافلهم ودباباتهم وَيرصدهم بدقة، يراهم من حَيثُ لا يرونه، يتربصُ بهم الدوائر ويلتحم رفقة جنوده من المسافة صفر، لا بل وكان بوسعه أن يُبرق لهذا القائد أَو ذاك كما كشفت مراسلته لقائد جبهة الإسناد في اليمن، وفي ذلك إشارات عن عمى العدوّ الاستخباراتي وبراعة السنوار، وعندما ضرب الموعد مع الشهادة وجَّهَ صفعتَه الأخيرةَ للموساد والشاباك وَأجهزة دول كثيرة دائماً ما صرَّحت أنها تقدم العَونَ الاستخباراتي للكيان.

نموذجُ المرحلة:

على مدى عام ونحن نتابع المعركة المُحتدمة ونراقب تطوراتها وتفاصيلها، وقد سجلت ملاحظاتنا كيف أن العدوّ غير مرة نفذ عمليات عسكرية شرسة واسعة ضد الكثير من المحافظات، بل المناطق والنطاقات الجغرافية المحدّدة، وأعلن بشكل نهائي تصفية آخر مقاوم فيها، مع ذلك ثبت أن براعة الكتائب فوق الصورة التقليدية المرسومة عنها ليس لناحية قدرتها على إعادة تشكيل نفسها بل لناحية جهل العدوّ بأهم تكتيكاتها وتأمين ذخيرتها وحراستها وتعبئة صفوفها بالمقاتلين وإمدَاداتهم.

إن في صفوف مجاهديها اليوم مجندين من العام الراهن! كيف حدث ذلك تحت سماء تحتلها كُـلّ أنواع طائرات التجسس وعلى أرض مرّ عليها الغزاة متراً متراً من أقصى نقطة شمالي شمال قطاع غزة حتى بوابة القطاع الجنوبية معبر رفح.

لا نبالغُ إنْ قلنا إنَّ كُـلّ ذلك صور تعكس نفسها عن السنوار، روحيته وثبته وثوريته وعبقريته وحنكته وَثقته وإيمانه وعنفوانه، لقد شكَّلَ علامةً فارقةً في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وإن كان هذا التاريخ سجل معاركَ يختار فيها القائد أن يشتبك مع العدوّ في معركةٍ غير متكافئة من كُـلّ الوجوه على أن يرفع الراية البيضاء، لكن السنوار يحجز موقعَه ليس بوصفه نموذج المرحلة الراهنة فحسب، بل نموذج النماذج لكل المراحل، وإن لم يكن الأخير فهو المُلهِمُ الأبرزُ لكيفية جديدة ونمطٍ مُغايرٍ للقيادة وحمل راية المقاومة وَالعبور بها قدماً ومواجهة الغزاة حتى تحرير الأرض المقدسة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: لم یکن

إقرأ أيضاً:

ساعات تفاوضية حاسمة...لبنان صاغ وهوكشتاين التعديلات وقلق من التسويف الاسرائيلي

على وقع المواقف الإسرائيلية التصعيدية والتي تنذر بأن تل ابيب لا تريد وقف اطلاق النار، يتوجه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب اليوم للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمتابعة الجهود الدبلوماسية الأميركية، بعدما كان هوكشتاين زار أمس بيروت والتقى رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون وبحث معهم في مسودة الاقتراح الأميركي والملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني، حيث استمرت لقاءات هوكشتاين مع شخصيات سياسية حتى منتصف الليل بعدما عمل لساعات مساء على تنقيح بعض الملاحظات لا سيما في ما يتعلق بلجنة المراقبة على تطبيق الاتفاق وكيفية إشراك الجانبين الأميركي والفرنسي في اللجنة.

وبحسب المعلومات تم التوصل إلى اعادة صياغة بعض البنود، فبالنسبة الى البند المتعلق بلجنة المراقبة، فقد أدخلت بريطانيا إلى اللجنة في سياق خلق توازن بين لندن وباريس، لكن الولايات المتحدة تبقى الحكم في النهاية، لا سيما أيضاً في ما خص منع إسرائيل من القيام بأي عمليات استباقية، ربطا بأن لكلا الطرفين اللبناني والاسرائيلي حق الدفاع عن النفس. أما في ما خص ترسيم الحدود البرية، فالصياغة الجديدة المنقحة أعادت التأكيد على الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً، كما تم العمل على استبدال بعض المصطلاحات الواردة في البند المتعلق بدور الجيش ، حيث شدد لبنان الرسمي على ضرورة العودة الى ما ورد في القرار 1701 لجهة حصر السلاح بيد الدولة وتطبيق القرار 1559.

والأكيد، بحسب الجنرال شربل أبو زيد، أن هناك نية إيجابية من الجانب اللبناني من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، لكن المشكلة تكمن في نيات العدو المضي قدماً في التسويف على شاكلة ما حصل في مفاوضات غزة علّه يستطيع بذلك تحقيق أهدافه التي وضعها، خاصة لناحية تدمير قدرات المقاومة العسكرية وإجبارها على الإنسحاب بالقوة شمال الليطاني وعلى القبول بشروط التسوية على مبدأ غالب ومغلوب وهذا ما لا يمكن أن يحصل مهما طالت حرب الاستنزاف ومدتها.

لكن الأكيد أيضاً، بحسب أبو زيد، أن لبنان لن يكون كسوريا من حيث حرية العمل للعدو جواً، لسببين: أولاً إن طبيعة الحرب وأهدافها في لبنان تختلف عنها في سوريا، ثانياً إن لم تصل المقاومة إلى حل أو تسوية للحرب الدائرة بشكل عادل وبضمانات دولية مؤكدة، فهي ستستمر في حرب استنزاف العدو الذي سيتعرض أكثر إلى ضغوطات على المستويات العسكرية والاقتصادية والديموغرافية والاجتماعية وسواها، وسوف تجبره على القبول بالتسوية.

وبالتزامن مع الحراك الدبلوماسي لإيجاد تسوية تنهي الحرب، فإن التفاوض بالنار سيد الموقف، وقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى ذلك بقوله إن "المفاوضات تتم تحت النيران والقصف"، فاستهدف العدو الإسرائيلي بيروت دون سابق إنذار واغتال مسؤول الإعلام في حزب الله الحاج محمد عفيف، ومن ثم استهدف منطقتي مار الياس وزقاق للبلاط، في المقابل رد حزب الله على هذه الاستهدافات بصواريخ نوعية ومسيرات انقضاضية طاولت تل أبيب ومحيطها تل حاييم موقعاً الخسائر في الأرواح والممتلكات، ما يؤكد بداية مرحلة جديدة ومعادلة جديدة ألا وهي "تل أبيب مقابل بيروت".

ويقرأ الجنرال شربل أبو زيد لـ"لبنان 24" في ضربات حزب الله التي تستهدف عمق الكيان الاسرائيلي ويقول:

1- على المستوى العسكري يؤكد حزب الله اولاً امتلاكه للصواريخ الدقيقة بعيدة المدى من فاتح 110 إلى قادر وغيرها من الصواريخ البالستية التي تطال عمق الكيان الإسرائيلي وحتى عاصمته ومركز القرار السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني على ابعاد تفوق 125 كلمترا.

2- ان استهداف الكرياه بالصواريخ والمسيرات، وهي مقر وزارة الحرب وقيادة الأركان والسيطرة الجوية للعمليات الجوية الإسرائيلية تشكل رسالة واضحة لما لدى حزب الله من بنك معلومات دقيق للمواقع العسكرية والأمنية بدقة كما لديه وسائط التأثير المناسبة التي يستطيع بواسطتها الوصول إلى هذه الأهداف العالية القيمة والتأثير عليها، وهي رسالة أيضاً للمسؤولين السياسيين وعلى رأسهم نتنياهو إن يد المقاومة تصل إلى حيث تريد وتتخطى كل الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك السابقة.

3- تأكيد أن اي تصعيد سيقابله تصعيد بالمقابل يمنع العدو من تحقيق أي من أهدافه أو اختلال ميزان القوى لصالحه.

وتوازيا مع التصعيد الاسرائيلي الجوي، يحاول جيش العدو التقدم في أكثر من محور على حدود لبنان الجنوبية، بعد إعلانه إطلاق "أوسع عملية توغل بري" في قرى الخط الثاني من الحدود، لكن المؤكد، بحسب، الجنرال أبو زيد، أن كل محاولات الاسرائيلي على خط طير حرفا – شمع - البياضة ستبوء بالفشل، بعدما فشل لمرات متكررة التوغل والسيطرة على شمع ما يؤكد استعداد الحزب وجاهزيته القتالية واحترافه في القتال المتقارب على مسافة صفر كما وجهوزية الأسلحة المضادة للدبابات والآليات التي صدت الدبابات المتقدمة واجبرت العدو على التراجع والانكفاء. هذه الصورة نفسها تنعكس على بنت جبيل التي يطوقها جيش العدو من الجنوب والشرق والشمال ولم يستطع احتلالها بسبب المقاومة الشرسة لغاية الآن. إن بنت جبيل تشكل، وفق الجنرال بو زيد، نقطة استراتيجية مهمة في مخطط عمليات العدو لذلك يكرر عملياته للإستيلاء عليها دون جدوى لأنها تربط محاور رئيسية يمكنه من خلالها التوجه شمالاً نحو مجرى نهر الليطاني كما يمكنه تفعيل وتعزيز عملياته شرقاً أو غرباً ما يسهل ويسرع خططه الهجومية، وهذا ما تدركه المقاومة وتعمل على إحباطه. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • المقاومة العراقية: مستمرون في استهداف مصالح العدو ولن نتوقف حتى النصر
  • الأمين العام لـ«حزب الله»: مستمرون في الميدان سواء نجحت المفاوضات أم لا
  • عـبدالله عـلي صبري: ليلة الطائرات الشراعية
  • نعيم قاسم يؤكد: يجب أن يدفع العدو الثمن
  • ساعات تفاوضية حاسمة...لبنان صاغ وهوكشتاين التعديلات وقلق من التسويف الاسرائيلي
  • المقاومة اللبنانية تنشر تفاصيل كمين ضد الجيش الإسرائيلي
  • المقاومة اللبنانية تستهدف مستوطنات وتجمعات العدو الإسرائيلي
  • حزب الله يستهدف قاعدتين صهيونيتين بالمسيرات الانقضاضية
  • جبهاتُ المقاومة تهشِّمُ عظمَ “إسرائيل”
  • كلمة المقاومة وكلمات المساومة