سواليف:
2024-10-21@21:15:45 GMT

الشرق الأوسخ الجديد

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

#الشرق_الأوسخ_الجديد

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة


منذ فجر التاريخ ومنطقتنا العربية كانت ولا زالت مطمعاً للقوى العالمية المتصارعة وذلك لأهمية موقعها الجغرافي المتحكم بحركة النقل والتجارة العالمية ووفرة إمكاناتها الاقتصادية وثرواتها ، وقد شهدت منطقتنا حملات عسكرية وصراعات كبرى وآخرها ما نشهده اليوم على أرض فلسطين ، وقد تنبه الغرب الاستعماري لما تشكله نهضة هذه الأمة من مخاطر على مصالحهم ، لذلك اجتمعوا وخطّطوا ونفّذوا وزرعوا هذا الكيان الصهيوني ليفصل الشرق العربي عن مغربه منعاً لتوحده وبناء مشروعه القومي النهضوي.


لقد ورث الاستعمار الغربي ” بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ” معظم الأقطار العربية التي كانت تخضع للدولة العثمانية والتي أنجزت الكثير في بداية عصرها ، إلّا انها خلّفت وراءها الجهل والتخلف ودولاً منهكة ومنهارة إقتصاديًا وشعوبًا متنافرة الأمر الذي سهّل على الغرب الاستعماري تنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم وأخطرها اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916التي بموجبها أصبحت بريطانيا العظمى اول قوة عالمية تؤيد وتتبنى إنشاء وطن قومي لليهود لتتبعها الدول الاوروبية الاستعمارية في فرض انشاء وطن لليهود في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ومن ثم قيام دويلة الكيان الصهيوني عام 1948 على جزء من أرض فلسطين كمشروع رأس مالي غربي استعماري توسعي في المنطقة ، ولضمان نجاح ونمو هذا الكيان العنصري عمدت القوى الاستعمارية إلى تنصيب أنظمة حكم ومشيخات عربية وظيفتها الرئيسية المحافظة على أمن إسرائيل ومصالحها.
ثم ورثت إمبراطورية الإرهاب الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية تركة الاستعمار الغربي في المنطقة ، وأصبحت الداعم والممول والراعي الرئيسي لهذا الكيان وشريكة في كل جرائمه ومجازره منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ، ودعمت أنظمة الحكم الأكثر ديكتاتورية وفساداً في المنطقة وحرمت الشعوب العربية من تقرير مصيرها والسير بركب الحضارة ، فبالرغم من وحدة الثقافة والعقيدة والتاريخ واللغة لشعوب المنطقة وما تملكه من ثروات وموارد طبيعية تؤهلها أن تكون الأكثر ازدهاراً وتنمية ورفاهية وأمناً إلّا إنّنا اليوم الأكثر فقراً وجهلاً واضطراباً وتشرداً وتخلفاً نتيجة تدخل وتحكم وهيمنة امبراطورية الارهاب الأمريكية عدوتنا الأولى بأنظمة حكمنا وبقية منظومتها الاستعمارية كسبب خارجي وفساد وتبعية وخنوع الأنظمة السياسية الحاكمة كسبب داخلي ” غياب الديمقراطية والحكم الرشيد ” .
ونتيجة لما سبق فإنّ أخطر ما يواجهه عالمنا العربي هو المشروع التوسعي الصهيوني الذي يمثل رأس حربه لقوى الاستعمار العالمي ، فمنذ نشأة هذا الكيان وهو يدرك جيداً إنّه مهما امتلك من عناصر القوة العسكرية حتى النووية والذرية منها فإنّ أمنه المطلق لن يتحقق بوجود دول عربية مركزية وعليه قام بتفتيتها على أسس مذهبية وطائفية وعرقية ، لذلك جرى إخراج مصر من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي وتكبيلها بموجب إتفاقية كامب ديفيد المشؤومة حتى أصبحت اليوم أقل من دولة ثانوية عادية تتسوّل قوت شعبها ومهددة وجودياً ، وكذلك جرى احتلال العراق وتقسيمه شيعًا ومذاهب وطوائف ، وجرى تدمير سوريا وكان مخططاً تقسيمها إلى خمس دويلات ، وهي لغاية يومنا هذا تعاني أوضاعاً اقتصادية خانقة وأوضاعاً أمنية غير مستقرة ، كذلك دُمِّرت ليبيا وشنَّتْ دول المحور الأمريكي التي تصدّت وأجهضت في القرن الماضي كل مشاريع النهضة والتحرر العربية حرباً لمدة تسعة أعوام على اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب الذي يشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي ، إضافةً لذلك فإنّ الحركة الصهيونية لا ترى ولا تؤمن بالشعوب العربية ككتلة متجانسة دينياً وعرقياً واجتماعياً وثقافياً وإنّما طوائف وقبائل ومذاهب وعرقيات تتصارع فيما بينها ، وأن الدول والمشيخات غير المركزية القائمة هي أيضاً صنيعة القوى الاستعمارية ولن تُعمر طويلاً .
الشرق الأوسخ الجديد الذي يتشدق به قادة الكيان العنصري ويرسمون له الخطط والخرائط هو دمج دويلة الكيان العنصري مع محيطها من دويلات ومشيخات متآكلة لتصبح دولة طبيعية قامت على نفس الأسس التي قامت عليها دول المنطقة على أن تكون هي الدولة المحورية الرئيسية المتفوقة عليهم جميعاً عسكريا واقتصادياً وتكنولوجياً وصناعياً مما يمكنها ويؤهلها للسيطرة والهيمنة وقيادة هذا الشرق الجديد وفق رؤيتها واستراتيجيتها .
أمام هذا الواقع المؤلم وهذا التآمر الخارجي والداخلي علينا أن ندرك حجم المخاطر التي تهدد وجودنا ، ليس صدفةً ما مر به عالمنا العربي خلال السبعين عامًا الماضية من اضطرابات وعدم استقرار وإنهاك اقتصادي ومصادرة وقمع للحريات وإرهاب وتطرف وبث كل بذور الخلاف والتناحر ، وإنّما هو أمر مُخطط له وللأسف يقوم على تنفيذه من نذروا وباعوا أنفسهم من أنظمة حكم عربية لأعداء أمتنا ، هذه الأنظمة التي تقدّم كل أشكال الدعم للكيان الإجرامي اليوم في حربه التوحشية الإجرامية في فلسطين ولبنان ومكنته من الصمود ، هذه الأنظمة نثرت بذور فنائها لما كشفته حرب غزة وشكلته كحالة وعي جماهيرية كبيرة لدور ووظائف هذه الأنظمة التآمرية ، اليوم..لا خيار أمام أيٍّ منّا ! فإمّا أن تكون مقاوماً أو متصهيناً .!!!

مقالات ذات صلة خلف ستار الظلام 2024/10/21

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

عبد الرحيم علي: الخطط الإيرانية تستهدف إشاعة الفوضى في المنطقة

قال الكاتب والمفكر السياسي الدكتور عبد الرحيم علي رئيس مجلس إدارة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، إنّ هناك 4 مشاريع بمنطقة الشرق الأوسط، موضحًا أن المشروع الصفوي في منطقة الشرق الأوسط، والذي يقابله المشروع المصري الوطني في منطقة الشرق الأوسط والذي يتصارع معه المشروع الصهيوني والمشروع الأمريكي.

ما هي ولاية الفقيه في إيران؟

وأوضح «علي» خلال لقائه ببرنامج «كلام في السياسة»، المُذاع

.على قناة «إكسترا نيوز»، من تقديم الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، أن الشخص غير المتابع للمشهد الآن في الشرق الأوسط، يرى أن إيران هي الدولة الإسلامية الداعمة للمقاومة، متابعًا: «روح الله الخميني قام بالثورة في 79 وأسس ما يعرف بولاية الفقيه وهي عبارة عن ولاية النبي يستمد منها علي بن أبي طالب ولايته يستمد منها الأئمة الـ12 ولايته منها الإمام الغائب».

وأردف: «الخميني قال كده هننتظر الإمام الغائب مدى الحياة يبقى الولي الفقيه ينوب عن الإمام الغائب حتى يأتي، ويكون الولي الفقيه ممثل الرسول، هو ما كتبه الخميني في كتابه الدولة الإسلامية الصادر عام 1981».

وتابع: «الولي الفقيه عبارة عن ولي للأمة ومسؤول مسئولية كاملة عن الأمة الإسلامية.. بعض علماء الشيعة في لبنان عند خروجهم عن السياق وأن الولاء يكون للأمة وتم تجنيبها، عند تنفيذ ذلك لابد من الاعتماد على المرتكزات الشيعية بالمنطقة»، موضحًا أن الخميني حرر خطة عام 1981 تم تسميتها بالخطة الخمسينية وهي لخمسين عام مقسمه لـ5 مراحل وأخر هذه الخطة الـ10 سنوات الحالية.

مقالات مشابهة

  • أوشاكوف: الوضع المتأزم في الشرق الأوسط والأمن الغذائي والطاقة من أهم القضايا التي سيتم طرحها في قمة بريكس
  • عبد الرحيم علي: الخطط الإيرانية تستهدف إشاعة الفوضى في المنطقة
  • حرب إسرائيل على غزة وتداعياتها توجه ضربات لاقتصاد المنطقة والعالم
  • ترامب أم هاريس.. العالم العربي عند مفترق طرق!
  • تحالف الفتح: الدول العربية متواطئة مع الكيان الصهيوني وباتت تدعمه بصورة علنية
  • هل هذه هي ملامح الشرق الأوسط الجديد؟
  • ترامب وهاريس.. هل الشرق الأوسط أمام الردع أم الدبلوماسية؟
  • مقال بفايننشال تايمز: إسرائيل وسراب الشرق الأوسط الجديد
  • بعد زيارة عراقجي لدول المنطقة .. ما هي الرسائل التي تسعى إيران لإيصالها؟