سواليف:
2025-01-22@12:54:32 GMT

الشرق الأوسخ الجديد

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

#الشرق_الأوسخ_الجديد

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة


منذ فجر التاريخ ومنطقتنا العربية كانت ولا زالت مطمعاً للقوى العالمية المتصارعة وذلك لأهمية موقعها الجغرافي المتحكم بحركة النقل والتجارة العالمية ووفرة إمكاناتها الاقتصادية وثرواتها ، وقد شهدت منطقتنا حملات عسكرية وصراعات كبرى وآخرها ما نشهده اليوم على أرض فلسطين ، وقد تنبه الغرب الاستعماري لما تشكله نهضة هذه الأمة من مخاطر على مصالحهم ، لذلك اجتمعوا وخطّطوا ونفّذوا وزرعوا هذا الكيان الصهيوني ليفصل الشرق العربي عن مغربه منعاً لتوحده وبناء مشروعه القومي النهضوي.


لقد ورث الاستعمار الغربي ” بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ” معظم الأقطار العربية التي كانت تخضع للدولة العثمانية والتي أنجزت الكثير في بداية عصرها ، إلّا انها خلّفت وراءها الجهل والتخلف ودولاً منهكة ومنهارة إقتصاديًا وشعوبًا متنافرة الأمر الذي سهّل على الغرب الاستعماري تنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم وأخطرها اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916التي بموجبها أصبحت بريطانيا العظمى اول قوة عالمية تؤيد وتتبنى إنشاء وطن قومي لليهود لتتبعها الدول الاوروبية الاستعمارية في فرض انشاء وطن لليهود في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ومن ثم قيام دويلة الكيان الصهيوني عام 1948 على جزء من أرض فلسطين كمشروع رأس مالي غربي استعماري توسعي في المنطقة ، ولضمان نجاح ونمو هذا الكيان العنصري عمدت القوى الاستعمارية إلى تنصيب أنظمة حكم ومشيخات عربية وظيفتها الرئيسية المحافظة على أمن إسرائيل ومصالحها.
ثم ورثت إمبراطورية الإرهاب الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية تركة الاستعمار الغربي في المنطقة ، وأصبحت الداعم والممول والراعي الرئيسي لهذا الكيان وشريكة في كل جرائمه ومجازره منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ، ودعمت أنظمة الحكم الأكثر ديكتاتورية وفساداً في المنطقة وحرمت الشعوب العربية من تقرير مصيرها والسير بركب الحضارة ، فبالرغم من وحدة الثقافة والعقيدة والتاريخ واللغة لشعوب المنطقة وما تملكه من ثروات وموارد طبيعية تؤهلها أن تكون الأكثر ازدهاراً وتنمية ورفاهية وأمناً إلّا إنّنا اليوم الأكثر فقراً وجهلاً واضطراباً وتشرداً وتخلفاً نتيجة تدخل وتحكم وهيمنة امبراطورية الارهاب الأمريكية عدوتنا الأولى بأنظمة حكمنا وبقية منظومتها الاستعمارية كسبب خارجي وفساد وتبعية وخنوع الأنظمة السياسية الحاكمة كسبب داخلي ” غياب الديمقراطية والحكم الرشيد ” .
ونتيجة لما سبق فإنّ أخطر ما يواجهه عالمنا العربي هو المشروع التوسعي الصهيوني الذي يمثل رأس حربه لقوى الاستعمار العالمي ، فمنذ نشأة هذا الكيان وهو يدرك جيداً إنّه مهما امتلك من عناصر القوة العسكرية حتى النووية والذرية منها فإنّ أمنه المطلق لن يتحقق بوجود دول عربية مركزية وعليه قام بتفتيتها على أسس مذهبية وطائفية وعرقية ، لذلك جرى إخراج مصر من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي وتكبيلها بموجب إتفاقية كامب ديفيد المشؤومة حتى أصبحت اليوم أقل من دولة ثانوية عادية تتسوّل قوت شعبها ومهددة وجودياً ، وكذلك جرى احتلال العراق وتقسيمه شيعًا ومذاهب وطوائف ، وجرى تدمير سوريا وكان مخططاً تقسيمها إلى خمس دويلات ، وهي لغاية يومنا هذا تعاني أوضاعاً اقتصادية خانقة وأوضاعاً أمنية غير مستقرة ، كذلك دُمِّرت ليبيا وشنَّتْ دول المحور الأمريكي التي تصدّت وأجهضت في القرن الماضي كل مشاريع النهضة والتحرر العربية حرباً لمدة تسعة أعوام على اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب الذي يشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي ، إضافةً لذلك فإنّ الحركة الصهيونية لا ترى ولا تؤمن بالشعوب العربية ككتلة متجانسة دينياً وعرقياً واجتماعياً وثقافياً وإنّما طوائف وقبائل ومذاهب وعرقيات تتصارع فيما بينها ، وأن الدول والمشيخات غير المركزية القائمة هي أيضاً صنيعة القوى الاستعمارية ولن تُعمر طويلاً .
الشرق الأوسخ الجديد الذي يتشدق به قادة الكيان العنصري ويرسمون له الخطط والخرائط هو دمج دويلة الكيان العنصري مع محيطها من دويلات ومشيخات متآكلة لتصبح دولة طبيعية قامت على نفس الأسس التي قامت عليها دول المنطقة على أن تكون هي الدولة المحورية الرئيسية المتفوقة عليهم جميعاً عسكريا واقتصادياً وتكنولوجياً وصناعياً مما يمكنها ويؤهلها للسيطرة والهيمنة وقيادة هذا الشرق الجديد وفق رؤيتها واستراتيجيتها .
أمام هذا الواقع المؤلم وهذا التآمر الخارجي والداخلي علينا أن ندرك حجم المخاطر التي تهدد وجودنا ، ليس صدفةً ما مر به عالمنا العربي خلال السبعين عامًا الماضية من اضطرابات وعدم استقرار وإنهاك اقتصادي ومصادرة وقمع للحريات وإرهاب وتطرف وبث كل بذور الخلاف والتناحر ، وإنّما هو أمر مُخطط له وللأسف يقوم على تنفيذه من نذروا وباعوا أنفسهم من أنظمة حكم عربية لأعداء أمتنا ، هذه الأنظمة التي تقدّم كل أشكال الدعم للكيان الإجرامي اليوم في حربه التوحشية الإجرامية في فلسطين ولبنان ومكنته من الصمود ، هذه الأنظمة نثرت بذور فنائها لما كشفته حرب غزة وشكلته كحالة وعي جماهيرية كبيرة لدور ووظائف هذه الأنظمة التآمرية ، اليوم..لا خيار أمام أيٍّ منّا ! فإمّا أن تكون مقاوماً أو متصهيناً .!!!

مقالات ذات صلة خلف ستار الظلام 2024/10/21

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

البلديات والإسكان تضع دليل الاشتراطات الجديد للمرافق الترفيهية

الرياض

أصدرت وزارة البلديات والإسكان مجموعة من الاشتراطات الجديدة للمرافق الترفيهية، والتي تشمل عدة جوانب لضمان جودة الخدمات وسلامة الزوار.

وجاءت أبرز تلك الاشتراطات، ضرورة وجود مناطق الرضاعة الطبيعية وتغيير الرضع، وذلك بمساحة لا تقل عن 2.7 متر مربع، ويجب أن تتوفر هذه المنطقة في دورات مياه النساء أو في مكان مخصص في المرافق التي لا تحتوي على دورات مياه خاصة بالنساء.

وتابعت أنه يجب أن تشمل المنطقة مقاعد مريحة، ومياه للشرب، وطاولة للغيار، وحاويات للتخلص من النفايات، وتوفير مكان لغسل الأيدي أو أن تكون المنطقة قريبة من مكان يحتوي على صابون ومناديل ورقية، وأن تكون المنطقة جيدة التهوية.

ووضعت اشتراطات أخرى تخص تركيب الأسلاك الكهربائية والخدمات، حيث يُمنع تركيب الأسلاك الكهربائية والأنابيب الصحية ووحدات التكييف الخارجية بشكل ظاهر على واجهة المبنى أو السطح.

وعن الرمز الإلكتروني الموحد “QR”، فيجب وضع الرمز الإلكتروني الموحد “QR” على واجهة المرفق الترفيهي (ملصق أو لوحة) لاستعراض الوثائق النظامية، مع مراعاة أن يكون الرمز متاحًا للوصول خارج أوقات العمل، ويمكن عرضه في مكان ظاهر مثل وحدة المحاسبة أو منطقة خدمة العملاء.

توفير وسائل الدفع الإلكتروني، وأن تكون صالحة وجاهزة للاستخدام، ويمنع رفض استخدام وسائل الدفع الإلكتروني، ويجب وضع ملصق يوضح خيارات الدفع الإلكتروني المتاحة على واجهة المرفق الترفيهي.

ويُسمح بتركيب صور أو مجسمات كرتونية ترحيبية عند مدخل المراكز الترفيهية (مدن الملاهي) بعد موافقة الأمانة/البلدية، بشرط: ألا تحتوي على مضمون مخالف لتعاليم الدين الإسلامي أو الذوق العام أو النظام، وألا تتسبب في حجب الرؤية أو الإضاءة أو فتحات المباني، خاصة فتحات الهروب أثناء الحريق، ولا تؤثر على حركة المشاة أو مواقف السيارات، وأن تكون نظيفة وبحالة جيدة، ومثبتة بطريقة آمنة.

مقالات مشابهة

  • توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • الشرع: ترامب سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنعمل على إنهاء الصراع في المنطقة
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنسعى لتحقيق السلام وإنهاء الصراع في المنطقة
  • لافروف: اتفاق إسرائيل وحماس لا يضمن الاستقرار في الشرق الأوسط
  • ليبراسيون : الأمل ينبعث مجددا في منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: التطورات الأخيرة في غزة بداية المتاعب لإسرائيل
  • الصحف العربية.. الشرق الأوسط تحتفي بدخول اتفاق غزة حيز التنفيذ.. والنهار اللبنانية تسلط الضوء على مأساة أهالي غزة
  • الإمارات تواصل عسكرة سقطرى لخدمة الكيان الصهيوني وسط صمت المرتزقة
  • البلديات والإسكان تضع دليل الاشتراطات الجديد للمرافق الترفيهية