سواليف:
2024-12-22@04:18:37 GMT

الشرق الأوسخ الجديد

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

#الشرق_الأوسخ_الجديد

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة


منذ فجر التاريخ ومنطقتنا العربية كانت ولا زالت مطمعاً للقوى العالمية المتصارعة وذلك لأهمية موقعها الجغرافي المتحكم بحركة النقل والتجارة العالمية ووفرة إمكاناتها الاقتصادية وثرواتها ، وقد شهدت منطقتنا حملات عسكرية وصراعات كبرى وآخرها ما نشهده اليوم على أرض فلسطين ، وقد تنبه الغرب الاستعماري لما تشكله نهضة هذه الأمة من مخاطر على مصالحهم ، لذلك اجتمعوا وخطّطوا ونفّذوا وزرعوا هذا الكيان الصهيوني ليفصل الشرق العربي عن مغربه منعاً لتوحده وبناء مشروعه القومي النهضوي.


لقد ورث الاستعمار الغربي ” بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ” معظم الأقطار العربية التي كانت تخضع للدولة العثمانية والتي أنجزت الكثير في بداية عصرها ، إلّا انها خلّفت وراءها الجهل والتخلف ودولاً منهكة ومنهارة إقتصاديًا وشعوبًا متنافرة الأمر الذي سهّل على الغرب الاستعماري تنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم وأخطرها اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916التي بموجبها أصبحت بريطانيا العظمى اول قوة عالمية تؤيد وتتبنى إنشاء وطن قومي لليهود لتتبعها الدول الاوروبية الاستعمارية في فرض انشاء وطن لليهود في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ومن ثم قيام دويلة الكيان الصهيوني عام 1948 على جزء من أرض فلسطين كمشروع رأس مالي غربي استعماري توسعي في المنطقة ، ولضمان نجاح ونمو هذا الكيان العنصري عمدت القوى الاستعمارية إلى تنصيب أنظمة حكم ومشيخات عربية وظيفتها الرئيسية المحافظة على أمن إسرائيل ومصالحها.
ثم ورثت إمبراطورية الإرهاب الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية تركة الاستعمار الغربي في المنطقة ، وأصبحت الداعم والممول والراعي الرئيسي لهذا الكيان وشريكة في كل جرائمه ومجازره منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ، ودعمت أنظمة الحكم الأكثر ديكتاتورية وفساداً في المنطقة وحرمت الشعوب العربية من تقرير مصيرها والسير بركب الحضارة ، فبالرغم من وحدة الثقافة والعقيدة والتاريخ واللغة لشعوب المنطقة وما تملكه من ثروات وموارد طبيعية تؤهلها أن تكون الأكثر ازدهاراً وتنمية ورفاهية وأمناً إلّا إنّنا اليوم الأكثر فقراً وجهلاً واضطراباً وتشرداً وتخلفاً نتيجة تدخل وتحكم وهيمنة امبراطورية الارهاب الأمريكية عدوتنا الأولى بأنظمة حكمنا وبقية منظومتها الاستعمارية كسبب خارجي وفساد وتبعية وخنوع الأنظمة السياسية الحاكمة كسبب داخلي ” غياب الديمقراطية والحكم الرشيد ” .
ونتيجة لما سبق فإنّ أخطر ما يواجهه عالمنا العربي هو المشروع التوسعي الصهيوني الذي يمثل رأس حربه لقوى الاستعمار العالمي ، فمنذ نشأة هذا الكيان وهو يدرك جيداً إنّه مهما امتلك من عناصر القوة العسكرية حتى النووية والذرية منها فإنّ أمنه المطلق لن يتحقق بوجود دول عربية مركزية وعليه قام بتفتيتها على أسس مذهبية وطائفية وعرقية ، لذلك جرى إخراج مصر من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي وتكبيلها بموجب إتفاقية كامب ديفيد المشؤومة حتى أصبحت اليوم أقل من دولة ثانوية عادية تتسوّل قوت شعبها ومهددة وجودياً ، وكذلك جرى احتلال العراق وتقسيمه شيعًا ومذاهب وطوائف ، وجرى تدمير سوريا وكان مخططاً تقسيمها إلى خمس دويلات ، وهي لغاية يومنا هذا تعاني أوضاعاً اقتصادية خانقة وأوضاعاً أمنية غير مستقرة ، كذلك دُمِّرت ليبيا وشنَّتْ دول المحور الأمريكي التي تصدّت وأجهضت في القرن الماضي كل مشاريع النهضة والتحرر العربية حرباً لمدة تسعة أعوام على اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب الذي يشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي ، إضافةً لذلك فإنّ الحركة الصهيونية لا ترى ولا تؤمن بالشعوب العربية ككتلة متجانسة دينياً وعرقياً واجتماعياً وثقافياً وإنّما طوائف وقبائل ومذاهب وعرقيات تتصارع فيما بينها ، وأن الدول والمشيخات غير المركزية القائمة هي أيضاً صنيعة القوى الاستعمارية ولن تُعمر طويلاً .
الشرق الأوسخ الجديد الذي يتشدق به قادة الكيان العنصري ويرسمون له الخطط والخرائط هو دمج دويلة الكيان العنصري مع محيطها من دويلات ومشيخات متآكلة لتصبح دولة طبيعية قامت على نفس الأسس التي قامت عليها دول المنطقة على أن تكون هي الدولة المحورية الرئيسية المتفوقة عليهم جميعاً عسكريا واقتصادياً وتكنولوجياً وصناعياً مما يمكنها ويؤهلها للسيطرة والهيمنة وقيادة هذا الشرق الجديد وفق رؤيتها واستراتيجيتها .
أمام هذا الواقع المؤلم وهذا التآمر الخارجي والداخلي علينا أن ندرك حجم المخاطر التي تهدد وجودنا ، ليس صدفةً ما مر به عالمنا العربي خلال السبعين عامًا الماضية من اضطرابات وعدم استقرار وإنهاك اقتصادي ومصادرة وقمع للحريات وإرهاب وتطرف وبث كل بذور الخلاف والتناحر ، وإنّما هو أمر مُخطط له وللأسف يقوم على تنفيذه من نذروا وباعوا أنفسهم من أنظمة حكم عربية لأعداء أمتنا ، هذه الأنظمة التي تقدّم كل أشكال الدعم للكيان الإجرامي اليوم في حربه التوحشية الإجرامية في فلسطين ولبنان ومكنته من الصمود ، هذه الأنظمة نثرت بذور فنائها لما كشفته حرب غزة وشكلته كحالة وعي جماهيرية كبيرة لدور ووظائف هذه الأنظمة التآمرية ، اليوم..لا خيار أمام أيٍّ منّا ! فإمّا أن تكون مقاوماً أو متصهيناً .!!!

مقالات ذات صلة خلف ستار الظلام 2024/10/21

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025

بغداد اليوم -  بغداد

أكد المختص في الشؤون الاستراتيجية مجاشع التميمي، اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، ان العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية السنة الجديدة 2025.

وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، انه "بالتأكيد الأوضاع في المنطقة متوترة والعراق جزءاً من هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات وقلق من المرحلة الحالية التي تسببت بدمار غزة وانكفاء حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد، واليوم الحديث يدور عن المرحلة المقبلة التي يخشى ان يكون العراق جزءا من هذا التوتر".

وأضاف ان "المطمئن أن الحكومة العراقية تحاول قدر المستطاع تجنيب العراق أي توتر وتصعيد في المواقف لذلك يحاول رئيس الوزراء أن ينأى بالعراق في الدخول بهذا التوتر لكن تبقى التحديات التي تواجه العراق صعبة جدا".

وبين ان "العراق سيكون مع بداية العام الجديد مع تحديات كبيرة مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي هدد اكثر من مرة ايران وأذرعها في المنطقة ومنها العراق لذلك سيواجه البلاد ضغطا دوليا كبيرا وسيحمل الجميع  الحكومة مسؤوليات كبيرة وفي مقدمتها السلاح خارج سلطة الدولة والتدخل الايراني والفساد والتعديل الوزاري الذي باتت مطالب عراقية داخلية اكدت عليه المرجعية الدينية العليا".

وتابع المختص في الشؤون الاستراتيجية انه "فضلا عن عوامل داخلية تتعلق بقرب إجراء الانتخابات وما قد يؤدي إلى توتر سياسي ومحاولات إجهاض أي دور يقوم به رئيس الوزراء لذلك اعتقد ان السوداني سيكون له معركة مسبقة في قضيتي تعديل قانون الانتخابات واختيار مجلس جديد للمفوضية العليا للانتخابات التي تريد الاحزاب السيطرة عليها".

هذا وحذر المختص في شؤون العلاقات الدولية مصطفى الطائي، يوم الخميس (19 كانون الأول 2024)، من خطورة مخالفة العراق للإرادة الدولية الساعية للتغيير في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الطائي لـ"بغداد اليوم"، إن: "الصورة أصبحت واضحة جداً بأن التغيير واقع حال في الشرق الأوسط بعد غزة ولبنان ثم سوريا، والأمور تتجه نحو العراق وحتى ايران" مشدداً "يجب على العراق عدم الوقوف بالضد من تلك الإرادة فهي دولية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وحتى دول الخليج والمنطقة".

وأضاف، أن "خارطة التغيير في منطقة الشرق الأوسط تعتمد بشكل كلي على القضاء على النفوذ الإيراني وقطع ما يسمى بـ(الأذرع العسكرية) لطهران في المنطقة، والعراق ُطلب منه بشكل رسمي بأن يقطع تلك الأذرع عبر الحكومة العراقية" حسب قوله.

واختتم الطائي تصريحه بالإشارة الى، أن "اخفاق الحكومة بهذا الملف سيدفع نحو تحرك دولي ضد تلك الفصائل وربما يكون عسكرياً أو عقوبات مالية واقتصادية، وهذا من شأنه زعزعة الاستقرار الحاصل في العراق".

مقالات مشابهة

  • أستاذ اقتصاد بجامعة لندن: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • خبير اقتصاديات الطاقة: أزمة الشرق الأوسط تضرب اقتصاد العالم كله
  • أستاذ اقتصاد: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • عامر الشوبكي: أزمة الشرق الأوسط تلقى بظلالها على الاقتصاد العالمي
  • العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025
  • مصطفى بكري: مصرأوقفت مخطط الشرق الأوسط الجديد وقضت على أدواته
  • كيف دعمت الدراما السورية فلسطين وسخرت من الأنظمة العربية قبل التكويع؟
  • السيسي يظهر بقصره الجديد.. ما الأية القرآنية التي كُتبت على جدرانه (شاهد)
  • قائد حركة أنصار الله: مشروع “الشرق الأوسط الجديد” هو امتداد للمخطط الصهيوني لتدمير الأمة 
  • الرئيس السيسي: التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تتطلب تضافر الجهود وتعزيز التعاون