حرب إسرائيل على غزة وتداعياتها توجه ضربات لاقتصاد المنطقة والعالم
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
دهوك- وجهت الحرب على غزة وتبعاتها التي شملت مناطق متعددة من الشرق الأوسط ضربة للاقتصاد العالمي، ولا سيما اقتصاد إسرائيل التي تجاوز فيها الإنفاق الحكومي 140 مليار دولار، كما خسرت ما يقارب 15 مليار دولار من الهجوم على لبنان، وفق مستشار الاقتصاد الدولي وباحث الدكتوراه في جامعة أنجليا روسكين الدكتو زياد الهاشمي.
وأشار الهاشمي خلال ندوة علمية دولية عقدت عبر الإنترنت بعنوان "الصراعات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الاقتصاد" إلى أن اقتصاد إسرائيل انكمش 27% في الربع الأخير من هذا العام، مع توقعات بنمو صفري حتى نهاية العام، كما تراجعت قيمة الشيكل أمام الدولار، مما أدى إلى انهيارات في أسواق الأسهم الإسرائيلية، خاصة في قطاع التكنولوجيا الذي يشكل 31% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال الهاشمي خلال الندوة -التي نظمها مركز الأبحاث في جامعة جيهان في دهوك شمالي العراق بمشاركة أكثر من 100 شخصية سياسية واقتصادية وإعلامية من مختلف دول العالم- إن تحويل مسارات النقل البحري من البحر الأحمر إلى مسارات أطول قد تسبب في ارتفاع تكاليف النقل بشكل ملحوظ، موضحا أن هذه الزيادة أثرت على كفاءة النقل الدولي ورفعت تكاليف التأمين بسبب المخاطر الأمنية.
يشار إلى أن الحوثيين في اليمن شرعوا في استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل للضغط عليها لفك الحصار عن غزة، الأمر الذي اتسع ليشمل سفنا لجنسيات أخرى لدول شكلت تحالفا لوقف استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
وأضاف أن هذه التحديات انعكست على أسعار السلع في أوروبا والولايات المتحدة، إذ ارتفعت بنسبة 300% في بعض الحالات.
وفيما يتعلق بالاقتصادات العربية، قال الهاشمي إن مصر كانت من بين الدول الأكثر تأثرا، إذ انخفضت حركة السفن عبر قناة السويس بنسبة 50%، مما أدى إلى انخفاض عوائد القناة بحدود 6 مليارات دولار، أما دول الخليج فقد زادت تكاليف النقل البحري إليها 150%، لكن حركة النقل بدأت تتعافى تدريجيا.
تأثير سياسي
وبشأن التحولات السياسية الكبيرة التي قد تشهدها المنطقة في المستقبل القريب، قال وزير حقوق الإنسان السابق في حكومة إقليم كردستان العراق الدكتور محمد إحسان إن ثمة إمكانية لتحول جذري في الشرق الأوسط نتيجة التنافس بين الولايات المتحدة والصين.
وقال الدكتور إحسان إن الشرق الأوسط يشكل هدفا رئيسيا للدول العظمى نظرا لأهمية موارده الطبيعية، خاصة في قطاع الطاقة.
وأوضح أن إسرائيل تسعى كذلك إلى التخلص من محور المقاومة، خاصة حزب الله في لبنان، والذي يشكل تهديدا مباشرا لأمنها، كما تسبب في أزمات اقتصادية هائلة بسبب النزوح والدمار في شمال إسرائيل، بالإضافة إلى محاولتها منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.
من جانبه، قال المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والحاصل على الدكتوراه في الدراسات الثقافية من جامعة بيردو الأميركية الدكتور عقيل عباس إن بداية التصعيد الحاسم بين إيران وإسرائيل كانت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما قررت إسرائيل التحرك لإنهاء نفوذ إيران في المنطقة.
وأكد عباس أن الصراع الحالي تجاوز كل قواعد الاشتباك التقليدية، مشيرا إلى صعوبة التوصل لحل سلمي، كما أن الحرب قد تستمر لسنوات.
وقال إن إيران بدأت تشعر بتداعيات سياساتها في المنطقة، خاصة بعد تفاقم الضغوط الدولية عليها، مشيرا إلى أن انتخاب رئيس جديد من التيار الإصلاحي في إيران جاء كمحاولة لتخفيف الضغط الدولي وتغيير النظرة العالمية تجاه النظام الإيراني.
مخاطر أمنيةبدوره، قال الخبير الأمني والعسكري الضابط السابق في الجيش العراقي سرمد البياتي إن الوضع خطير للغاية وقد يجر المنطقة بأكملها إلى حرب شاملة، مشيرا إلى أن العراق لديه تاريخ طويل من الحروب والإنهاك العسكري، لذلك لا يمتلك فرصا لتعزيز قدراته الدفاعية في الوقت الحالي.
وأشار البياتي إلى أن العراق سيتسلم في عام 2025 منظومة دفاع جوية متطورة من كوريا الجنوبية، مما قد يساعد في تعزيز دفاعاته، ومع ذلك أوضح أنه يفتقر إلى القدرات الهجومية على مستوى إسرائيل، مما يعزز خطورة أي تصعيد محتمل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يُكرر تهديداته: الجحيم ينتظر الشرق الأوسط إذا لم يُطلق سراح الرهائن الإسرائيليين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توعد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بأن «كل الجحيم سيفتح في الشرق الأوسط» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين قبل تنصيبه في ٢٠ يناير.
وقال خلال مؤتمر صحفى، من مقر إقامته في مارالاجو في فلوريدا، «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي أتولى فيه منصبي، فإن كل الجحيم سيفتح في الشرق الأوسط، وهذا لن يكون في صالح حماس. ولن يكون الأمر جيدًا حقًا لأي شخص».
وأضاف ترامب: «سوف يندلع الجحيم، ولا داعي لقول المزيد، لكن هذا هو الأمر، ولم يكن ينبغي أن يحدث هذا أبدا»، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
وتابع: «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل ٢٠ يناير ٢٠٢٥، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصبي كرئيس للولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيما سيدفع في الشرق الأوسط ثمنه الباهظ، وأولئك المسئولون الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية».
وذكر، على شبكته تروث سوشيال: «سيتعرض المسئولون عن ذلك لضربة أقوى من أي ضربة أخرى تعرض لها أي شخص في التاريخ الطويل والحافل للولايات المتحدة الأمريكية، أطلقوا سراح الرهائن الآن».
من جانبه، قال ستيفن ويتكوف، الذي اختاره ترامب لشغل منصب المبعوث الخاص للشرق الأوسط، إن المفاوضين «يحققون الكثير من التقدم» بشأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وأضاف ويتكوف إنه «يأمل حقًا أن يكون لدينا بحلول حفل التنصيب بعض الأمور الجيدة التي سنعلنها نيابة عن الرئيس»، وذكر أنه سيعود إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجري المفاوضات .
وتابع: «الرئيس وسمعته والأشياء التي قالها هي التي تقود هذه المفاوضات، لذا نأمل أن تنجح كل الأمور وأن نتمكن من إنقاذ بعض الأرواح».
كان ترامب قد قال، في ديسمبر الماضى، إنه «سيتم دفع ثمن باهظ في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة» قبل أن يقسم اليمين كرئيس.