استشهاد السنوار.. درع القائد ودرس البطل
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
يمانيون/ تقارير ما تحقق في استشهاد القائد البطل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يحيى السنوار، ربما يوازي ما تحقق من معركة “طوفان الأقصى” خلال عام من الصمود والاستبسال؛ أو يمكن القول إنه قد مثل تحصينًا لها.
الدرع
وعلى الرغم من أن هذه المعركة قد أعادت القضية الفلسطينية إلى صلب اهتمام العالم بعدما كان ملفها قد وضع في درج المنسيات، إلا أن استشهاد القائد السنوار قد صنع درعًا قويًا لهذه المعركة في الوعي الجمعي العالمي من خلال ما ظهر به القائد الشجاع في مواجهة المحتل.
أحدث استشهاد السنوار صدمة للوعي العربي والعالمي في علاقتهم بالقضية الفلسطينية؛ إذ جاءت واقعة الاستشهاد بتفاصيلها البطولية لتشكل تحصينا قويا للقضية والمعركة؛ من حيث كونها قدمت المناضل الفلسطيني بصورة ليست جديدة عما قدمته الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية وعلى مسار النضال الفلسطيني خلال سبعة عقود؛ لكنها قدمت القائد، هذه المرة، ولأول مرة منذ الاربعينيات، منازلًا شجاعا في الميدان ممتلئا برباطة الجأش وقوة الإقدام وقناعة المقاوم الجسور.
القائد هو مَن يتحمل مسؤولية رسم الخطط وإدارة العمليات؛ لكن تقديم القائد منازلًا، وفي مشهد بطولي في معارك مقارعة المحتل في الميدان يمثل تعزيزًا لثقافة المقاومة؛ لأن مشاركة القائد في النزال بكل هذه الشجاعة تؤكد للعالم أن المعركة هي معركة قضية ومظلومية؛ مما يعني سقوط كل السرديات الإسرائيلية عن المقاومة الفلسطينية.
كما أن المشهد البطولي للسنوار في لحظاته الأخيرة عززت من رواية المظلومية الفلسطينية التي بدأ الرأي العام العالمي يتفهمها ويعي صوابيتها؛ وبالتالي جاء استشهاد السنوار، وخاصة بعد رواية إسرائيلية مظللة؛ ليعي العالم أن ما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات من أعلى الهرم إلى أسفله ليس إرهابا بل نضالا مشروعا في مواجهة محتل لا عمل له سوى ممارسة القتل والتدمير، لقد كان درع السنوار من الشجاعة كفيلًا بتأكيد البطولة الفلسطينية ومظلوميتها في آن.
الدرس
كما أن استشهاد السنوار قد قدّم درسًا موازيُا لأهمية درع الإقدام والشجاعة؛ إنه إعادة الاعتبار لمبدأ الفداء، هذا المبدأ الذي بذل العدو الإسرائيلي ورخوياته العربية الكثير في سبيل تقزيم وتهميش هذا المبدأ، إدراكا لخطورته، ولعل ذلك التهميش والتقليل من قيمته قد مثل المقدمة لتهميش أهمية الانتفاضة الفلسطينية في الذهنية العربية؛ وهو الفعل الذي بدأ العدو الاشتغال عليها منذ توقيع اتفاقية أوسلو في مستهل التسعينيات.
بعد استشهاد القائد السنوار لم يعد مبدأ الفداء والتضحية محل اختلاف في وجهات النظر؛ فالعالم الذي استيقظ بعد عقود متنبها لمظلومية فلسطين؛ صار اليوم أكثر يقينا بحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته.
كان مقطع الفيديو للحظات الأخيرة لاستشهاد السنوار كفيلًا بأن يقول للعالم إن ما يمارسه المقاوم الفلسطيني هي مقاومة ينزف في سبيلها حتى القائد، الذي أعاد استشهاده الاعتبار لقيم الشجاعة والفداء والتضحية؛ فماذا بعد أن يخوض القائد المعركة شجاعًا ويبذل روحه فداءً لقضيته؟!
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: استشهاد السنوار
إقرأ أيضاً:
إعلام الأسرى الفلسطيني : المقاومة فرضت إرادتها في تحرير الدفعة السابعة من الأسرى
الثورة نت/وكالات قال مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني ، إن تحرير كوكبة جديدة من الأسرى الفلسطينيين شاهد على معركة الإرادة التي خاضها الشعب الفلسطيني، ودليل أن الحقوق تنتزع بالتضحيات ولا تمنح بالمساومة. وأكد مدير المكتب أحمد القدرة، اليوم الخميس، في تصريح صحفي، أن الدفعة السابعة من صفقة “طوفان الأحرار” تحررت بعد فرض المقاومة لإرادتها. وأوضح أنها شملت تحرير 642 أسيرًا، منهم 151 أسيرًا من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، موزعين كالتالي: (43 أسيرًا سيفرج عنهم إلى الضفة والقدس، 97 أسيرًا سيتم إبعادهم إلى الخارج، 11 أسيرًا من غزة اعتُقلوا قبل السابع من أكتوبر) إضافة إلى 445 أسيرًا من معتقلي غزة بعد السابع من أكتوبر و46 من الأسيرات والأسرى الأطفال. وهنأ القدرة الأسرى المحررين الذين نالوا حريتهم بعد سنوات طويلة من الأسر والمعاناة، وخص بالذكر أبطال المؤبدات والأحكام العالية الذين حُكم عليهم بالسجن حتى يفنى العمر، وأسرى وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم والبالغ عددهم 41 أسيرًا، وتابع: “لقد أوفت المقاومة بوعودها وأعادتهم إلى الحرية من جديد”. وشدد القدرة على أن النصر لم يكن ليتحقق إلا بتضحيات شعبنا، وخاصة في غزة، التي قدّمت أبناءها شهداء، وصبرت رغم الألم، لتكون اليوم صانعة الحرية، كما كانت دائمًا عنوان الصمود والمقاومة. ودعا مدير مكتب إعلام الأسرى جماهير شعبنا إلى استقبال الأسرى استقبال الأبطال “لتكون عودتهم مشهدًا يؤكد أنهم رموز نضال وصمود، وليسوا مجرد أرقام لترتفع الرايات ولتُسمع الهتافات فهذا يوم الحرية، وعهدنا أن يبقى درب النضال مفتوحًا حتى ينال آخر أسير حريته”.